Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    د ر ا ســــــة ¦¦ الخطاب الآخر مقاربة لأبجدية الشاعر ناقداً (ج 1) ¦¦

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60841
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    د ر ا ســــــة ¦¦ الخطاب الآخر مقاربة لأبجدية الشاعر ناقداً (ج 1) ¦¦ Empty د ر ا ســــــة ¦¦ الخطاب الآخر مقاربة لأبجدية الشاعر ناقداً (ج 1) ¦¦

    مُساهمة من طرف GODOF الثلاثاء 15 سبتمبر - 10:34

    د ر ا ســــــة ¦¦ الخطاب الآخر مقاربة لأبجدية الشاعر ناقداً (ج 1) ¦¦‏‏
    المقدمـــة

    كان أساس فكرة هذا البحث أسئلة طال ترددها في ذهن صاحبه: هل اهتم الشاعر بتجربته الشعرية وحدها، يتقن شروطها ويوطد لها كياناً خاصاً بها، أم كان يجيل بصره فيما هو خارجها وله صلة بها من إبداء الرأي وتحديد الموقف وتقديم الرؤية ومناقشة ما يكتب من نقد عن الشعر وفيه؟‏

    أين موقع الشاعر الذي دار حول جهده الإبداعي كل ما كتبه النقاد، وتزاحمت عليه أقلام الدارسين، وانقسم فيه النقد إلى مذاهب واتجاهات؟..‏

    وإذا كان بعض الشعراء قد اقتنع بما قاله الفرزدق يوماً: لنا أن نقول وعليكم أن تؤولوا، فهل كانت تلك قناعة مشتركة للشعراء جميعاً، اطمأنوا إليها، واكتفوا بها، أم نهض قسم منهم بمهمات النقد والبحث وكتابة المقال وتأليف الكتب؟‏

    وتذكر الباحث أن هناك دراسات عديدة عن شعراء نقاد في عصور الشعر العربي المختلفة منها: الشعراء نقاداً، دراسات في الأدب الإسلامي والأموي ـ للدكتور عبد الجبار المطلبي، والشعراء العباسيون نقاداً، للدكتور منعم سلمان الموسوي، والشريف الرضي ناقداً، للدكتور أحمد مطلوب. وأبو العلاء المعري ناقداً للدكتور وليد محمود خالص، واستقرأ الباحث أسماء عدد من الشعراء العراقيين البارزين، وسأل نفسه، وأجهدها في البحث عمّا لهم من نقد أدبي أو ما يقرب منه، بما يقدم رؤية ويبرز موقفاً. فإذا به يتوافر على حصيلة كبيرة ومهمة، عمقت طمأنينته في أنه يكتب عن موضوع جدير ببذل الجهد والبحث والتقصي..‏

    وهكذا وطد العزم على الكتابة عن ...‏

    ومع أنه لا يميل إلى جعل التاريخ حداً لدراسة الأدب وظواهره، جعل مرحلة الدراسة ـ مضطراً ـ بين 1920-1980.‏

    وأدرك أن أصعب مافي الموضوع التوافر على كتابات الشعراء النقدية، إذ أن أقلها ما حواه كتاب مستقل، وأكثرها ما تناثر في مجلات وصحف، توزعتها مكتبات عامة وخاصة، كان عليه أن يلاحق أماكن وجودها، وأن يبذل جهده في تقليبها وإيجاد المادة النقدية التي تخص هذا الشاعر أو ذاك. وكان بعضاً من طموح الباحث أن يجد للشعراء مقالات ودراسات لم يصل إليها أحد قبله، تشكل بعضاً من جديد بحثه. وقد حالفه التوفيق في جانب مما طمح إليه. وهكذا تهيأت له مادة واسعة جديرة بالدرس والتقويم، هي حصيلة أشهر طويلة من البحث المضني في صحف ومجلات علاها الغبار، وتناسى أسماءها الناس والباحثون، وفقدت إلا أقلها صفحات وأعداداً..‏

    وكان على الباحث أن يحدد من هم الشعراء العراقيون الجديرون بالدراسة من بين أعداد كثيرة ظهروا خلال ستين سنة توقف البحث عندها. واقتنع بأسماء معينة، وجدها تغطي هذه المساحة الزمنية، وتستجيب لشروطه، في أن يكون الشاعر الذي يهتم به من الأسماء البارزة في الشعر العراقي، وممن تساوقت لديه التجربة النقدية، حجماً وقيمة، مع تجربته الشعرية. وأراد أن يكون الشعراء من مراحل تمتد لتغطي زمان دراسته، وممن يمثلون توجهات خاصة أو يبرزون رؤية مهمة في مسار الشعر العراقي ونقده، بما يمكن أن يعطي صورة واضحة ومكتملة المعالم لهما، حتى أنه اختار أكثر من شاعر للاتجاه الفكري أو الرؤية الفنية الواحدة..‏

    فاختار من شعراء الشطرين: الزهاوي والرصافي والشبيبي والشرقي والبصير والصافي النجفي والجواهري والوائلي. ومن رواد الشعر الحر وجيلهم: السياب والبياتي ونازك الملائكة وبلند الحيدري وشاذل طاقة وحسين مردان وعلي الحلي ومحمد جميل شلش..‏

    وارتضى الباحث منهجاً رآه مناسباً لدراسته، قام على تبويب المادة التي تم جمعها بحسب مضمونها، مع مراعاة الجانب التأريخي في تسلسلها. ثم تحليلها وإيجاد ما بينها من وشائج، وامتحانها إزاء الوقائع النقدية التي توقف عندها النقد الأدبي الحديث، ونقد الشعر خاصة، ولحقت بذلك مرحلة أخيرة كانت محاولة لتقويم هذه الكتابات وتحديد سماتها، بوصفها تجارب نقدية مهمة.‏

    وكان بعضاً مما شغل الباحث به أن يحقق فيما يكتبه الشعراء من نقد إجماعاً في الرأي أو ما يقرب منه، على مناقشة هذه المسألة أو تلك. ولأجل ذلك أهمل في الغالب ما وقع بين يديه من مقالات نقدية لشاعر واحد تناقش، على نحو فردي، ظاهرة ما. وكان منطلقه في هذا الموقف قناعته بأن بحثه محاولة لتأكيد اتساق الأفكار وتلاقي الاهتمامات لدى هذا الجيل أو ذاك من الشعراء العراقيين وانطلاقهم من رؤية متقاربة، تجعلهم ممثلين لشخصية أدبية وثقافية تفصح عن صورة مرحلة معينة من تأريخ الشعر العراقي الحديث ونقده، وليس كيانات منفردة، تتحرك بمعزل عن محيطها وتجاربه.‏

    قام هذا البحث على تمهيد وفصول خمسة. وكان التمهيد بحثاً في مفهوم النقد وطبيعته، وقوفاً عند ما كتبه الشعراء من نقد، عبر ملاحقة تأريخية لمكانة الشاعر الناقد في الآداب الإنسانية عامة، والتذكير بأسماء بارزة لشعراء نقاد في الآداب الغربية، وفي أدبنا العربي، قديمه وحديثه، كما توقف التمهيد عند مبررات الشاعر في كتابة النقد ووسائله فيه، فللشاعر مبررات عدة، أولها تجربته الإبداعية نفسها، لاسيما حين يقيمها على رؤية تغاير السائد وتدعي التجديد. ومنها مؤهلات معرفية ونقدية يجدها الشاعر في نفسه. وربما كانت الرغبة في أن تكون للشاعر أكثر من شخصية أدبية يعرفه الناس من خلالها، مما يمكن ذكره في هذا المجال، أما وسائله إلى ذلك فأكثر مما هي عند النقاد الآخرين فعدا كتابة الدراسات والمقالات هناك، نقد الشعر شعراً، وصنع المختارات، الشعرية من شعره أو شعر سواه، بما يحدد رؤية وذوقاً خاصاً به، فضلاً عن المقابلات واللقاءات الأدبية والنقدية.‏

    قام الفصل الأول على متابعة دور الشاعر العراقي الحديث ومكانته في مجمل المشهد النقدي العراقي، وتقصي ما قدمه الشعراء من أجيال الشعر العراقي الحديث جميعها من دراسات ومقالات، وما أثاروه أو توقفوا عنده من قضايا ومواقف، يمكن من خلالها إبراز سمات محددة لثقافة الشاعر العراقي الناقد، وأهمية دوره في مسيرة أدب مرحلته ونقدها.‏

    ورأى الباحث أن ما قدمه الشعراء من جهود تفصح عن وعي لمفهوم النقد عندهم. ولذا وقف في المبحث الثاني من الفصل عند تبيان طبيعة هذا المفهوم.‏

    كان الفصل الثاني بحثاً في مفهوم الشاعر العراقي الحديث للشعر ودوره. واتضح أن معظم الشعراء يميلون إلى تأكيد القول بصعوبة إيجاد مفهوم محدد للشعر، خارج إطار رؤية الشاعر وتجربته، وبعيداً عن سمات الشعر الفنية وقوانينه التعبيرية. وشغلتهم الغايات الفكرية والاجتماعية التي وجدوا الشعر لا يقام له كيان مهم إلا بها. ومالوا في الغالب إلى دعاوى اجتماعية الأدب ودوره الفاعل في الحياة الإنسانية. وعبروا عن ميلهم إلى التزام الأدب بقضايا وطنه وأمته، ووجوده الإنساني. وكان ذلك محل انشغال حتى أولئك الشعراء، الذين لم يعرفوا مفهوم الالتزام وما يقوم عليه مصطلحه.‏

    اهتم الفصل الثالث بأفكار التجديد وأمثلته التي قدمها الشعراء العراقيون ومستوى الوعي الذي تمثلوه في نظرهم إليها، فناقش ما قاله شعراء الشطرين عن الشعر العصري، واتجاهات التجديد ومدارسه، وطبيعة تقبلهم لثقافة العصر وجديده. ولاحق تجربة الشعر الحر بوصفها أفق تجديد، كان للشعراء العراقيين دورهم المهم في إرساء صورته الناضجة، وعبر وعي شعراء هذه التجربة لخصوصيتها درس الباحث في هذا الفصل مستوى فهمهم للتجديد ومنطلقاته، سواء لدى الشعراء الرواد وجيلهم أم الجيل اللاحق بهم. كما نظر في طبيعية مواقف أولئك الشعراء من المناهج والمدارس النقدية والأدبية الحديثة.‏

    اهتم الفصل الرابع بمتابعة الوعي النقدي الذي أقام عليه الشعراء النقاد نظرهم إلى وسائل الشعر الفنية، من لغة وصورة وموسيقى، وطبيعة الأفكار التي قالوا بها، ولاحظ الباحث خصوصية موقفهم من اللغة الشعرية وانشغال بعضهم بالخيال مجالاً لإغناء الصورة. كما تتبع الوقفة الطويلة لهم عند البناء الموسيقي الذي يقوم عليه الشعر، وزناً وقافية وإيقاعاً..‏

    أما الفصل الخامس فكان محاولة لدراسة تطبيقية سعت إلى الإجابة عن السؤال الآتي: كم من رؤية الشاعر النقدية قد التمس لها تطبيقات في مواقفه الفكرية والاجتماعية وتجربته الشعرية، بآفاقها المضمونية والفنية؟ فكان هذا الفصل وقفة تتأمل الرؤية وتطبيقاتها، لتحديد مدى انسجام شخصية الشاعر فيهما أو وقوعه في حالة من التناقض بينهما..‏

    ووضعت للبحث خاتمة أرادها صاحبه ألا تكون تلخيصاً عجلاً للبحث، بقدر ما تقدم إضافة تستكمل صورة الشاعر الناقد ملامحها من خلالها. ولذا أشار فيها إلى ما يصف نقد الشعراء ويحدد له سماته المنهجية، ويبرز إضافاتهم في مجالات نقدية معينة. كما توقف عند ما رآه نقصاً في الجهد الذي قدمه الشعراء في هذا المجال.‏

    وانتهى الباحث أخيراً إلى ذكر مصادر دراسته ومراجعها، من دواوين شعر وكتب، قديمة وحديثة، ودوريات مختلفة، فأشار إلى ما استفاد منه في متن البحث، أما سواه فاكتفى بما ورد عنه في هوامش الصفحات

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو - 18:23