البـــــوابـــة
تتشبث برجلي؛ لذا أجرها بزحف وئيد, الدكان يقف على شعره اليوم, إنه هو, أخرج من هنا, أنت هنا؛ فومضتك المفسدة للأشياء تقلب الدكان, علبات الكولا على العتبة وأكياس مساحيق الغسيل مهدورة فوق البلاط والدهانات والشامبوهات وأكياس الأرز والمكرونة وزجاجات الخل المكسورة, أنت هنا أنا أدرى, فكلما تتواجد في مكان تهدم قوامه وتقعد فوق كومة ترابه بعد الهدم تلعق لي لسانك, أخرج يا ملعون, وأنتي اتركي رجلي, واذهبي له فليس كل مرة أرجع ممتلكاتك منه, أغربي عن وجهي, مازالت تتشبث برجلي, اسقطي اسقطي, لا تنفلت من بنطالي وتنظر إليّ بعينيها المحمرتين المرتجفتين, اخرج يا غبي, لا يرد عليّ, بل على العكس يتجمهر ناس ويكتفوني, وها هم يمسكون فمي ليمنعوني من النطق, ازيحهم بغضب, لا يتركوني, ولن يتركوني هكذا قالها ذلك الرجل المنحني الجسم: لا تتركوها, فلم يجدِ الإنذار السابق وأتت ثانية لتستفزني. ها هو يلعق لي لسانه بعد أن جعل الناس مكومة على شكل تل وجلس فوقهم, ما بإمكاني فعله لتنبيه هؤلاء الجهلة عن عدوهم الأساسي, عدوهم الذي يلعق لي لسانه الآن والذي يهدر مخزونهم ليلوث البلاط وينتقع قلوبهم في مياه حامضة بل شديدة الحموضة, إنه يمسح على جباههم ويقودهم ناحية اليسار عكس ما أنصحهم به, لكي يغيظني أكثر ويلعق لسانه الأسود أكثر. اتركوني يا بشر, ليس أنا عدوكم, اتركوني رجاء, لكن ما فائدة صراخي المسجون خلف تلك الكمامات الغليظة. تركوني وياليتهم ما فعلوا, لأنني اكتشفت بعد تركهم لي كسور عظامي الوخيمة, فصرت الآن كالمشلولة ولا نفع لكي معي. اقتنعت بكلامي أخيرا وهي تتلاشى فمسجدها المقدس سقط وأنا مشلولة, وماذا سأفعل وحدي وبتلك الكسور الوخيمة!
