Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    الرقية الشرعية و الطب النبوي

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60781
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    الرقية الشرعية و الطب النبوي Empty الرقية الشرعية و الطب النبوي

    مُساهمة من طرف GODOF الإثنين 2 نوفمبر - 11:26

    الرقية الشرعية و الطب النبوي

    فضيلة الشيخ أ.د. عبدالله المطلق
    عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    الرُّقية: بضم الراء العوذة التي يُتعوذ بها. مأخوذة من رقى بفتح الراء , يقال : رقى الراقي رقية ورقاه رقيا أي : إذا عوذ ونفث في عُوذَتِه فهو راقٍ , وجمعها رقى. ويقال استرقاه إذا طلب منه أن يرقيه ورجل رقَّاءٌ أي صاحب رُقًى( ).
    الرقية في الاصطلاح:
    قال ابن الجزري في النهاية : (الرقية العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك)( ). وقال ابن تيمية: ( الاسترقاء أن يطلب من غيره أن يرقيه, والرقية نوع من الدعاء ) ( ) .
    فالرقية هي : ما يرقى به من الدعاء والأذكار لطلب الشفاء( ) .
    مشروعية الرقية : الرقية مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع
    أما الدليل من الكتاب فآيات كثيرة تدل على أن القرآن الكريم شفاء للناس من العلل والأمراض البدنية والقلبية، من ذلك قوله تعالى: [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ] ( )، وقوله تعالى : [ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ] ( ). وقوله تعالى : [ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء]( ).
    وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى الرقية بقوله:[ كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق] ( ).
    وأما من السنة فأحاديث كثيرة فعلية وقولية وتقريرية من ذلك ما يأتي:
    1- حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , أتوا على حي من أحياء العرب , فلم يقروهم , فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك , فقالوا : هل معكم من دواء أو راق , فقالوا إنكم لم تقرونا – تضيِّفونا - ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا , فجعلوا لهم قطيعا من الشاء , فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل , فبرأ , فأتوا بالشاء , فقالوا : لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم, فسألوه فضحك , وقال : (وما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم) رواه البخاري ومسلم.
    2- وعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه - قال : رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية, وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت: لا , ولكن العين تسرع إليهم , قال: ( أرقيهم ) قالت : فعرضت عليه , فقال : ( أرقيهم ) رواه مسلم.
    3- ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة رضي الله عنها جارية في وجهها سفعة( ). فقال : (استرقوا لها فإن بها النظرة ) رواه البخاري.
    4- وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : (كنا نرقي في الجاهلية, فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : ( اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) رواه مسلم.
    5- وعن أبي سفيان عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ,فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب , وإنك نهيت عن الرقى ,قال : فعرضوها عليه , فقال: (ما أرى بأسا , من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) رواه مسلم.
    6- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات , فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي) رواه مسلم. وفي لفظ عنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده ) فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه طفقت أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه) رواه البخاري.
    7- عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : ( إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق , أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) رواه البخاري.
    8- عن عثمان بن أبي العاص الثقفي – رضي الله عنه - أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك , وقل باسم الله , ثلاثا , وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) رواه مسلم.
    وأما الإجماع فقد نقله غير واحد منهم الحافظ ابن حجر( ).
    أقسام الرقية : تنقسم الرقية إلى رقية مشروعة ورقية محرمة .
    أما القسم الأول وهي الرقية الشرعية: فهي الاسترقاء بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته طلبا للشفاء. فيدخل في الرقية الشرعية التعوذ بسور القرآن وآياته كالفاتحة والمعوذات وغيرها , وكل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية المأثورة وكل الأدعية التي لا شرك فيها وهي التي وقع الإجماع على جوازها قال ابن حجر : ( وقد أجمع العلماء على جواز الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط:
    1- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته .
    2- أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره .
    3- أن يعتقد – الراقي والمرقي - أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى( ). فلا يعتمد عليها المرقي بقلبه، بل يعتقد أن النفع إنما هـو مـن الله تعـالى، وأن هـذه الـرقية إنمـا هـي سبب مـن الأسـباب المشـروعة.
    4- ويضيف بعضهم شرطا رابعا وهو أن لا تكون هـذه الـرقية مـن ساحر أو مـتهم بالسـحر أو كاهن أو مشعوذ كذاب.
    وأما القسم الثاني وهي الرقية المحرمة : فهي الاسترقاء بألفاظ فيها شرك بالله , كالاستعانة بالملائكة أو الجن أو الأنبياء والصالحين سواء كانت بدعاء واستغاثة واستعاذة أو بتمتمات وتعاويذ يعملها المشعوذون والسحرة. ودليل تحريمها حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : (كنا نرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال: (اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك) رواه مسلم. وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كان مما حفظنا عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أن الرقى والتمائم والتولة من الشرك ) رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ( ). قال البغوي: (والمنهي من الرقى ما كان فيه شرك, أو كان يُذكر مردة الشياطين , أو ما كان منها بغير لسان العرب ولا يُدرى ما هو , ولعله يدخله سحر أو كفر)( ).
    أثر الرقية والأمراض التي يرقى لها:
    ليس هناك شك في أن للرقية تأثيرا بإذن الله تعالى في الشفاء من الأمراض سواء العضوية منها كالجرح والصداع وآلام البطن ونحوها أوغير العضوية كالعين والسحر والصرع ونحو ذلك. قال العلامة ابن القيم عن تأثير الرقية بالقرآن على المصاب: ( من المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة فما الظن بكلام رب العالمين الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة والنور الهادي والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته… إلى أن قال : وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها في علاج ذوات السموم سر بديع … فإن الروح إذا كانت قوية وتكيفت بمعاني الفاتحة واستعانت بالنفث والتفل قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة, فأزالته والله أعلم ) ).
    وقال في موضع آخر: ( والرقى والعُوذ تستعمل لحفظ الصحة ولإزالة المرض ) ).
    ومما ثبت الرقية لها في الشرع ما يأتي:
    - الأوجاع بمختلف أنواعها: لحديث أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من اشتكى منكم شيئا , أو اشتكاه أخ له , فليقل : ( ربنا الله الذي في السماء , تقدس اسمك, أمرك في السماء والأرض , كما رحمتك في السماء , فاجعل رحمتك في الأرض , اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين , أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع ) فيبرأ رواه أبو داود ).
    - الأمراض العضوية القرحة والجرح ونحو ذلك: لحديث عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - عندما شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعا يجده في جسده منذ أسلم , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك , وقل باسم الله ثلاثا, وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ( ).
    وفي رواية أخرى عن عثمان بن أبي العاص – رضي الله عنه - أنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (امسحه بيمينك سبع مرات , وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ) قال : ففعلت ذلك , فأذهب الله عز وجل ما كان بي , فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح( ).
    وعن عَمْرَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  كان إذا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ منه أو كانت بِهِ قَرْحَةٌ أو جُرْحٌ قال النبي  بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا) رواه مسلم.
    - العين والسحر: وقد اختلط الأمر لدى الكثير من الناس حيث لا يفرقون بين الأمراض النفسية التي تتطلب العلاج النفسي وما يتعلق بالسحر والعين ونحو ذلك مما يعالج بالرقية الشرعية والأذكار النبوية ونتج عن ذلك استغلال كثير من المسترزقين الحال وادعوا التخصص في العلاج بالقرآن والرقية الشرعية وأكلوا أموال الناس بالباطل.
    ومن أدلة علاج السحر والعين بالرقية الشرعية حديث عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت : كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل ، قال : باسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين رواه مسلم.
    وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : يا محمد اشتكيت, فقال: ( نعم ), قال : ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك ) رواه مسلم.
    وعن عائشة -رضي الله عنها – قالت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أمر أن يُسترقى من العين) رواه البخاري.
    وعن أبِي أُمَامَةَ بن سَهْلِ بن حُنَيْفٍ أَنَّهُ قال رَأَى عَامِرُ بن رَبِيعَةَ سَهْلَ بن حُنَيْفٍ يَغْتَسِلُ فقال ما رأيت كَالْيَوْمِ وَلاَ جِلْدَ مُخْبَأَةٍ فَلُبِطَ سَهْلٌ فَأُتِيَ رسول الله  فَقِيلَ يا رَسُولَ الله هل لك في سَهْلِ بن حُنَيْفٍ وَالله ما يَرْفَعُ رَأْسَهُ فقال هل تَتَّهِمُونَ له أَحَدًا قالوا نَتَّهِمُ عَامِرَ بن رَبِيعَةَ قال فَدَعَا رسول الله  عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عليه وقال عَلاَمَ يَقْتُلُ أحدكم أَخَاهُ الا بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ له فَغَسَلَ عَامِرٌ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ في قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ عليه فَرَاحَ سَهْلٌ مع الناس ليس بِهِ بَأْسٌ) رواه مالك وأحمد وابن ماجة والطبراني في الكبير.
    - لدغ الحيات والعقارب ونحوها من ذوات السموم: لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , أتوا على حي من أحياء العرب , فلم يقروهم , فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك , فقالوا : هل معكم من دواء أو راق , فقالوا إنكم لم تقرونا – تضيِّفونا - ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا , فجعلوا لهم قطيعا من الشاء , فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل , فبرأ , فأتوا بالشاء , فقالوا : لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم , فسألوه فضحك , وقال : (وما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم) رواه البخاري.
    وعن أبي سفيان عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ,فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب , وإنك نهيت عن الرقى ,قال : فعرضوها عليه , فقال: (ما أرى بأسا , من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه) رواه مسلم.
    وعن سهل بن حنيف قال : مررنا بسيل , فدخلت فاغتسلت فيه , فخرجت محموما فنمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : ( مروا أبا ثابت يتعوذ ) فقلت : يا سيدي والرقى صالحة , فقال : ( لا رقية إلا في نفس أو حُمَةٍ أو لدغة) رواه أبو داود( ). والمراد بالنفس العين , وأما الحمة فهي السم ويريد لدغ العقرب والحيات وأشباهها مما يلسع.
    قال ابن القيم : ( لم يُرد به نفي جواز الرقية في غيرها , بل المراد به : لا رقية أولى وأنفع منها في العين والحمة)( ).
    وعن عبد الرحمن بن الْأَسْوَدِ عن أبيه قال سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن الرُّقْيَةِ فقالت: رَخَّصَ رسول اللَّهِ  لِأَهْلِ بَيْتٍ من الْأَنْصَارِ في الرُّقْيَةِ من كل ذِي حُمَةٍ) رواه مسلم.
    وتكون الرقية من الصرع : لحديث ابن عباس رضي الله عنه فعن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه: ألا أريك امرأة من أهل الجنة , قلت : بلى , قال هذه المرأة السوداء , أتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقالت: إني أصرع وإني أتكشف , فادع الله لي , قال: ( إن شئت صبرت ولك الجنة , وإن شئت دعوت الله أن يعافيك) , فقالت: أصبر ,فقالت: إني أتكشف , فادع الله أن لا أتكشف , (فدعا لها) رواه البخاري ومسلم.
    وعن يعلى بن مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – صرع - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخرج عدو الله أنا رسول الله ) قال : فبرأ , فأهدت له كبشين وشيئا من أقط وسمن , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا يعلى خذ الأقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر) ( ).
    الطب النبوي:
    الطب النبوي بمفهومه الأوسع هو التداوي بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية والأذكار والأعمال والأشياء فيشمل بذلك الرقية الشرعية وغيرها.
    وعلم الطب من أهم العلوم التي يحتاجه المسلمون في كل عصر وزمان يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: العلم علمان: علم الدين، وعلم الدنيا؛ فالعلم الذي للدين هو الفقه، والعلم الذي للدنيا هو الطب. وروى عنه الربيع قال سمعت الشافعي يقول لا أعلم بعـد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه.
    والمبدأ العام الذي يجب أن يعرف أنه لا تعارض بين الرقية والعلاج الطبي:
    يجب أن يعلم أنه لا تعارض بين الرقية الشرعية والأخذ بالعلاج الطبي لأن كلا منهما سبب ووسيلة مشروعة للعلاج بإذن الله تعالى والشرع لم يمنع الأخذ بهما جميعا، فكما أن الرسول صلة الله عليه مسلم أمر بالرقية الشرعية أمر كذلك بالتداوي بل وأثر عنه صلى الله عنه وسلم أحاديث تشكل طبا نبويا في مجموعها فالمسلم يطلب الشفاء بكل وسيلة مشروعة متيسرة له ولا بأس أن يجمع بين الطب الشرعي والأدوية الطبية المعاصرة( )، ومعلوم أن الواقع يشهد بوجود حالات من المرض لا تستجيب للعلاج الطبي المعاصر ولا تشفى عادة إلا بالرقية الشرعية كما هو الحال في الإصابة بالعين والسحر ونحو ذلك، وفي المقابل فهناك من الأمراض ما يتطلب الاستشفاء منها العلاج الطبي المعروف عند المختصين كما هو الشأن في حالة كسور العظام التي لا بد من تجبيرها وعمليات الزائدة الدودية ونحو ذلك( ). وعليه فليس من الدين في شيء ولا من الفقه في شيء القول بالاقتصار على الرقية وترك التداوي، إذ الأدوية والرقى أسباب لمسببات هي من قدر الله فقد يُقدِّر الله الشفاء من مرض لأحد الناس بالرقية، ويُقدِّر الشفاء من المرض نفسه لشخص آخر بالعقاقير الطبية.
    هذا والأدلة على مشروعية العلاج الطبي كثيرة نذكر منها ما يأتي:
    - قوله صلى الله عليه وسلم : ((ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء)) رواه البخاري.
    - وقوله قوله صلى الله عليه وسلم ((لكل داء دواء , فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل )) رواه مسلم.
    - وقوله قوله صلى الله عليه وسلم (( تداووا , فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم )) رواه أبو داود( ).
    - وعن أسامة بن شريك ,قال : قالت الأعراب : يا رسول الله ألا نتداوى, قال: (( نعم يا عباد الله تداووا , فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء , أو قال دواء إلا داء واحدا )) قالوا : يا رسول الله , وما هو (( قال الهرم)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ( ).
    بعض الأدلة في الطب النبوي:
    أما الأدلة على الطب النبوي فكثيرة جدا؛ إذ كان من هديه صلى الله عليه وسلم أنه فعل التداوي وأمر به من أصابه مرض من أهله وأصحابه، وقد تقدم بعض أدلة التداوي بالأذكار والدعاء في الرقية الشرعية إذ الرقية كلها أذكار وأدعية، ونذكر بعض الأدلة الأخرى للطب النبوي ومن ذلك:
    التداوي بالكماة: عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ)) رواه البخاري ومسلم.
    التداوي بالعسل: حديث جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ.
    وعَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ اسْقِهِ عَسَلًا ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ فَبَرَأَ)). رواه البخاري. وفي لفظ عن أبي الْمُتَوَكِّلِ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: جاء رَجُلٌ إلى النبي  فقال إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ فقال رسول اللَّهِ  اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ ثُمَّ جَاءَهُ فقال إني سَقَيْتُهُ عَسَلًا فلم يَزِدْهُ إلا اسْتِطْلَاقًا فقال له ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ جاء الرَّابِعَةَ فقال اسْقِهِ عَسَلًا فقال لقد سَقَيْتُهُ فلم يَزِدْهُ إلا اسْتِطْلَاقًا فقال رسول اللَّهِ  صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ فَسَقَاهُ فَبَرَأَ)) رواه البخاري ومسلم.
    عجوة المدينة: عن عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري ومسلم.
    وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ) رواه مسلم.
    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَجْوَةُ مِنْ الْجَنَّةِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنْ السُّمِّ وَالْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ)) رواه الترمذي وقال حسن غريب.
    التداوي بألبان الإبل: عن أنس أن ناسا كان بهم سقم قالوا يا رسول الله آونا وأطعمنا فلما صحوا قالوا إن المدينة وخمة فأنزلهم الحرة في ذود له فقال اشربوا ألبانها فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا ذوده فبعث في آثارهم) الحديث رواه البخاري ومسلم.
    التداوي بالحبة السوداء: عن خالد بن سعد قال خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق فقدمنا المدينة وهو مريض فعاده ابن أبي عتيق فقال: لنا عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها خمسا أو سبعا فاسحقوها ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت في هذا الجانب وفي هذا الجانب فإن عائشة حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام قلت وما السام قال الموت) رواه البخاري ومسلم.
    الحجامة: عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام فقال: (احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة وأعطاه صاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه وقال: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري وقال: لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة وعليكم بالقسط) رواه البخاري.
    وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عاد المقنع ثم قال: (لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فيه شفاء) رواه البخاري.
    الحمية والاعتدال في الأكل: عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، حسبك يا ابن آدم لقيمات يقمن صلبك ، فإن كان لا بد فثلث طعام ، وثلث شراب ، وثلث نفس » رواه ابن حبان في صحيحه.
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المرضى بالذهاب إلى من عرف منهم الطب كالحارث بن كلدة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مرضت مرضا أتاني رسول الله  يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدّك بهن. رواه أبو داود والطبراني قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وفيه يونس بن الحجاج الثقفي ولم اعرفه وبقية رجاله ثقات.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه مسلم.
    كتبه أ.د. عبد الله بن محمد المطلق
    عضو هيئة كبار العلماء

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو - 6:12