Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    ملخص كتاب الجاحض

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60806
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    ملخص كتاب الجاحض Empty ملخص كتاب الجاحض

    مُساهمة من طرف GODOF السبت 3 أبريل - 20:20

    فصل منه

    ولولا الكتاب لاختلت أخبار الماضين وانقطعت آثار الغائبين‏.‏

    وإنما اللسان للشاهد لك والقلم للغائب عنك وللماضي قبلك والغابر بعدك‏.‏

    فصار نفعه أعم والدواوين إليه أفقر‏.‏

    والملك المقيم بالواسطة لا يدرك مصالح أطرافه وسد ثغوره وتقويم سكان مملكته إلا بالكتاب‏.‏

    ولولا الكتاب ما تم تدبير ولا استقامت الأمور‏.‏

    وقد رأينا عمود صلاح الدين والدنيا إنما يعتدل في نصابه ويقوم على أساسه بالكتاب والحساب‏.‏

    وليس علينا لأحد في ذلك من المنة بعد الله الذي اخترع ذلك لنا ودلنا عليه وأخذ بنواصينا إليه ما للمعلمين الذين سخرهم لنا ووصل حاجتهم إلى ما في أيدينا‏.‏

    وهؤلاء هم الذين هجوتهم وشكوتهم وحاججتهم وفحشت عليهم وألزمت الأكابر ذنب الأصاغر وحكمت على المجتهدين بتفريط المقصرين ورثيت لآباء الصبيان من إبطاء المعلمين عن تحذيقهم ولم ترث للمعلمين من إبطاء الصبيان عما يراد بهم وبعدهم عن صرف القلوب لما يحفظونه ويدرسونه‏.‏

    والمعلمون أشقى بالصبيان من رعاة الضأن ورواض المهارة‏.‏

    ولو نظرت من جهة النظر علمت أن النعمة فيهم عظيمة سابغة والشكر عليها لازم واجب‏.‏


    وأجمعوا على أنهم لم يجدوا كلمة أقل حرفاً ولا أكثر ريعاً ولا أعم نفعاً ولا أحث على بيان ولا أدعى إلى تبين ولا أهجى لمن ترك التفهم وقصر في الإفهام من قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه‏:‏ ‏"‏ قيمة كل امرىء ما يحسن ‏"‏‏.‏

    وقد أحسن من قال‏:‏ ‏"‏ مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها ‏"‏‏.‏

    وكرهت الحكماء الرؤساء أصحاب الاستنباط والتفكير جودة الحفظ لمكان الاتكال عليه وإغفال العقل من التمييز حتى قالوا‏:‏ ‏"‏ الحفظ عذق الذهن ‏"‏‏.‏

    ولأن مستعمل الحفظ لا يكون إلا مقلداً والاستنباط هو الذي يفضي بصاحبه إلى برد اليقين وعز الثقة‏.‏

    والقضية الصحيحة والحكم المحمود‏:‏ أنه متى أدام الحفظ أضر ذلك بالاستنباط ومتى أدام الاستنباط أضر ذلك بالحفظ وإن كان الحفظ أشرف منزلة منه‏.‏

    ومتى أهمل النظر لم تسرع إليه المعاني ومتى أهمل الحفظ لم تعلق بقلبه وقل مكثها في صدره‏.‏

    وطبيعة الحفظ غير طبيعة الاستنباط‏.‏

    والذي يعالجان به ويستعينان متفق عليه ألا وهو فراغ القلب للشيء والشهوة له وبهما يكون التمام وتظهر الفضيلة‏.‏

    ولصاحب الحفظ سبب آخر يتفقان عليه وهو الموضع والوقت‏.‏

    فأما الموضع فأيهما يختاران إذا أرادا ذلك الفوق دون السفل‏.‏

    وأما الساعات فالأسحار دون سائر الأوقات لأن ذلك الوقت قبل وقت الاشتغال وبعقب تمام الراحة والجمام لأن للجمام مقداراً هو المصلحة كما أن للكد مقداراً هو المصلحة‏.‏



    فصل منه

    ويستدل أيضاً بوصايا الملوك للمؤدبين في أبنائهم وفي تقويم أحداثهم على أنهم قد قلدوهم أمورهم وضميرهم ببلوغ التمام في تأديبهم‏.‏

    وما قلدوهم ذلك إلا بعد أن ارتفع إليهم في الحنو حالهم في الأدب وبعد أن كشفهم الامتحان وقاموا على الخلاص‏.‏

    وأنت - حفظك الله - لو استقصيت عدد النحويين والعروضيين والفرضيين والحساب والخطاطين لوجدت أكثرهم مؤدب كبار ومعلم صغار فكم تظن أنا وجدنا منهم من الرواة والقضاة والحكماء والولاة من المناكير والدهاة ومن الحماة والكفاة ومن القادة والذادة ومن الرؤساء والسادة ومن كبار الكتاب والشعراء والوزراء والأدباء ومن أصحاب الرسائل والخطابة والمذكورين بجميع أصناف البلاغة ومن الفرسان وأصحاب الطعان ومن نديم كريم وعالم حكيم ومن مليح ظريف ومن شاب عفيف‏.‏

    ولا تعجل بالقضية حتى تستوفي آخر الكتاب وتبلغ أقصى العذر فإنك إن كنت تعمدت تذممت وإن كنت جهلت تعلمت وما أظن من أحسن بك الظن إلا وقد خالف الحزم‏.‏


    فصل منه

    قال المعلم‏:‏ وجدنا لكل صنف من جميع ما بالناس إلى تعلمه حاجة معلمين كمعلمي الكتاب والحساب والفرائض والقرآن والنحو والعروض والأشعار والأخبار والآثار ووجدنا الأوائل كانوا يتخذون لأبنائهم من يعلمهم الكتابة والحساب ثم لعب الصوالجة والرمي في التنبوك والمجثمة والطير الخاطف ورمي البنجكاز‏.‏

    وقبل ذلك الدبوق والنفخ في السبطانة‏.‏

    وبعد ذلك الفروسية واللعب بالرماح والسيوف والمشاولة والمنازلة والمطاردة ثم النجوم واللحون والطب والهندسة وتعلم النرد والشطرنج وضرب الدفوف وضرب الأوتار والوقع والنفخ في أصناف المزامير‏.‏

    ويأمرون بتعليم أبناء الرعية الفلاحة والنجارة والبنيان والصياغة والخياطة والسرد والصبغ وأنواع الحياكة‏.‏

    نعم حتى علموا البلابل وأصناف الطير الألحان‏.‏

    وناساً يعلمون القرود والدببة والكلاب والظباء المكية والببغاء والسقر وغراب البين ويعلمون الإبل والخيل والبغال والحمير والفيلة أصناف المشي وأجناس الحضر ويعلمون الشواهين والصقور والبوازي والفهود والكلاب وعناق الأرض الصيد‏.‏

    ويعلمون الدواب الطحن والبخاتي الجمز حتى يروضوا الهملاج والمعناق بالتخليع وغير التخليع وبالموضوع والأوسط والمرفوع‏.‏

    ووجدنا للأشياء كلها معلمين‏.‏

    وإنما قيل للإنسان العالم الصغير سليل العالم الكبير لأن في الإنسان من جميع طبائع الحيوان أشكالاً من ختل الذئب وروغان الثعلب ووثوب الأسد وحقد البعير وهداية القطاة‏.‏

    وهذا كثير وهذا بابة‏.‏

    ولأنه يحكي كل صوت بفيه ويصور كل صورة بيده‏.‏

    ثم فضله الله تعالى بالمنطق والروية وإمكان التصرف‏.‏

    وعلى أنا لا نعلم أن لأحد من جميع أصناف المعلمين لجميع هذه الأصناف كفضيلة المعلم من الناس الأحداث المنطق المأثور ككلام الاحتجاج والصفات والمناقلات من المسائل والجوابات في جميع العلامات بين الموزون من القصائد والأرجاز ومن المزدوج والأسجاع مع الكتاب والحساب وما شاكل ذلك ووافقه واتصل به وذهب مذهبه‏.‏

    وقالوا‏:‏ ‏"‏ إنما اشتق اسم المعلم من العلم واسم المؤدب من الأدب ‏"‏‏.‏

    وقد علمنا أن العلم هو الأصل والأدب هو الفرع‏.‏

    والأدب إما خلق وإما رواية وقد أطلقوا له اسم المؤدب على العموم‏.‏

    والعلم أصل لكل خير وبه ينفصل الكرم من اللؤم والحلال من الحرام‏.‏

    والفضل من الموازنة بين أفضل الخيرين والمقابلة بين أنقص الشرين‏.‏

    فلم يعرضوا لأحد من هذه الأصناف التي اتخذ الناس لها المعلمين من جميع أنواع الحق والباطل والسرف والاقتصاد والجد والهزل إلا هؤلاء الذين لا يعلمون إلا الكتاب والحساب والشعر والنحو والفرائض والعروض‏.‏

    وما بالسماء من نجوم الاهتداء والأنواء والسعود وأسماء الأيام والشهور والمناقلات‏.‏

    ويمنعهم العرامة ويأخذهم بالصلاة في الجماعة ويدرسهم القرآن ويهدن ألسنتهم برواية القصيد والأرجاز ويعاقب على التهاون ويضرب على الفرار ويأخذهم بالمناقلة والمناقلة من أسباب المنافسة‏.‏

    لحقير بخلاف هذه السيرة وبضد هذه المعاملة‏.‏

    وقد ذهب قوم إلى أن الأدب حرف وطلبه شؤم‏.‏

    وأنشد قول الشاعر‏:‏ ما ازددت في أدبي حرفاً أسر به إلا تزيدت حرفاً تحته شوم إن المقدم في حذق بصنعته أنى توجه فيها فهو محروم ولم نر شاعراً نال بشعره الرغائب ولا أديباً بلغ بأدبه المراتب ذكر يمن الأدب ولا بركة قول الشعر‏.‏

    فإذا حرم الواحد منهم والرجل الشاذ ذكر حرف الأدب وشؤم الشعر‏.‏

    وإن كان عدد من نال الرغائب أكثر من عدد من أخفق‏.‏

    ومهما عيرنا من كان في هذه الصفة فإنا غير معايرين لأبي يعقوب الخريمي لأنه نال بالشعر وأدرك بالأدب‏.‏

    وليس الذي يحمل أكثر الناس على هذا القول إلا وجدان المعاني والألفاظ فإنهم يكرهون أن يضيعوا باباً من إظهار الظرف وفضل اللسان وهم عليه قادرون

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 12 مايو - 21:44