البـــــوابـــة
الشعر الأندلسي اتجاهاته وفنونه
يقسم المؤرخون عصور الادب الاندلسي على وفق العصور السياسية:
عصر الولاة, فالخلافة, فملوك الطوائف, فالمرابطين, فالموحدين, وأخيرا عصر بني الاحمر.
أزدهر الشعر في اكثر تلك العصور على غرار ازدهاره في المشرق حيث قال أحد المؤرخين: باستطاعة الفلاح الاندلسي أن يرتجل الشعر وهو يحرث الارض.
غير أن عصر ملوك الطوائف كان أزهى عصور الشعر فيه أذ ظهر كثير من فحول الشعر مثل
- أبن زيدون
- أبن خفاجة
- أبن عمار
اما اسباب ازدهار الشعر ونهضته في الاندلس فهي:
1- استقرار السلطة في ايدي العرب المهوسين بالشعر وحرصهم على اللغة العربية وآدابها
2- جمال طبيعة الاندلس وروعتها سبب في تعلق الشعراء بها
3-حياة الاسترخاء والنعومة والثراء وما عرف عن ملوكهم من رغبة في الشعر وتقريبهم للشعراء
4-تعاطي الحكام والامراء والوزراء الشعر نظما وتذوقا، فقد كان مؤسس الدولة الاموية في الاندلس (عبد الرحمن الداخل) شاعرا وأديبا.
5-إذكاء روح المنافسة من خلال الرحلات بين المشرق والمغرب .
أما السمات الفنية للشعر الاندلسي:
سهل الالفاظ, سلس التركيب, واضح المعاني, بعيد عن تعمق الفلاسفة وغموضهم,
أما أغراض الشعر الاندلسي:
المديح, الهجاء, الرثاء, الفخر والحماسة, والغزل.
وهنا سنختار احد الشعراء المشهورين وهو ابن زيدون:
هو احمد بن عبد لله بن زيدون الملقب بابي الوليد يرجع نسبه الى بني قريش وقد جاء اجداده الى الاندلس ايام الفتح العربي. ولد في قرطبة وكان ابوه من رجال الفقه والادب. بعد تخرجه علت مكانته وعظم حتى صار وزيرا لابي حزم بن جهور "احد ملوك الطوائف" وحدث بينهما امر فحبسه الملك وبقي حقبة من الزمن ثم فرَّ واختفى بقرطبة، حتى آل الملك لابنه فقربه اليه، ثم نفاه فذهب الى المعتضد بن عباد صاحب اشبيلية وصار وزيرا لابنه المعتمد حتى توفي سنه 463هــ.
لقب بـ "شاعر الحب والجمال"، له ديوان مطبوع اكثره غزل بولادة بنت المستكفي وكانت ذات شهرة عظيمة في قرطبة لجمالها وعلمها وادبها .
من مؤلفــــــــاته:
- رسائل ابن زيدون
- ديوان شعر مطبوع
وهذه بعض الابيات من شعر أبن زيدون :
- إني ذكرتكِ بـــــالزهراءِ مشتــاقــــــاُ
- والأفق طلقٌ ومرأى الأرض ِ قـد راقا
- وللنســـيمِ اعتــــلالٌ في اصـــائله
- كأنــــه رقٌ لـــــي فأعتل أشفاقا
- والروضَ عن مائهِ الفضيّ مبتســـمٌ
- كمـــا حللت عــن اللبــات أطواقـــا
- يومٌ كأيــام لــذات لنـــا أنصرمت
- بتنــا لهــا حين نام الدهــر ســراقا
- كـــلٌ يهيــجَ لنــا ذكــرى تشوقــاً
- إليــك لــم يعدَ عنها الصـدر أن ضاقا
مكانة الشِّعْر عند الأندلسيِّين:
كان الشِّعر على مرِّ العصور وسيلةً ترْفع صاحبها إلى أسمى مراتب الدَّولة، بغضِّ النَّظر عن عقيدة الشَّاعر ودينه، فقد نبغ عددٌ من الشُّعراء غير المسلمين، من بيْنِهم شواعر مثل: قسمونة بنت إسماعيل ، وحمدونة بنت زياد ، ... ولم يكن لشيءٍ من ذلك أن يحدث لولا تسامُح سائر المجتمع وتجانُسٍ أرْسى أصوله بين الناس ...
وقد حظِي الشِّعْر عند الأندلسيِّين بمكانة عظيمة، وكان للشُّعراء من ملوكهم وجاهة ولهم عليهم وظائف، والمجيدون منهم ينشدون في مجالس عظماء ملوكهم المختلفة، ويوقع لهم بالصلات على أقدارهم ، وهو أمرٌ لم يكن مختلفًا كثيرًا عما كان للشُّعراء عند العرب.
ثانيا: نشأة الشعر الأندلسي:
ظهر الشعر الأندلسي في ظروف مختلِفة عن مثيله في الشرق، ظروف تتَّصل بطبيعة الأندلس وتنوُّعها وغنًى بمواطن جمالها، وأخرى متَّصلة بالتكوين الثقافي للسكَّان، فلأوَّل مرة يلتقي الجنس العربي مع أجناس لاتينيَّة وقوطية وبربريَّة ويهوديَّة على أرض واحدة، وتتعايش تحت سمائها الأدْيان السماوية الثلاثة: الإسلام واليهودية والمسيحيَّة، فيسمع صوت المؤذن إلى جانب رنين أجراس الكنائس والبِيَع، وتتحدَّث العربيَّة إلى جانب الأمازيغية، الإسبانية والكتلانية، فنشأ من التعايش بين هذه الأديان والأجناس والثقافات واللغات جوٌّ خاص وحضارة فذَّة.
يقسم المؤرخون عصور الادب الاندلسي على وفق العصور السياسية:
عصر الولاة, فالخلافة, فملوك الطوائف, فالمرابطين, فالموحدين, وأخيرا عصر بني الاحمر.
أزدهر الشعر في اكثر تلك العصور على غرار ازدهاره في المشرق حيث قال أحد المؤرخين: باستطاعة الفلاح الاندلسي أن يرتجل الشعر وهو يحرث الارض.
غير أن عصر ملوك الطوائف كان أزهى عصور الشعر فيه أذ ظهر كثير من فحول الشعر مثل
- أبن زيدون
- أبن خفاجة
- أبن عمار
اما اسباب ازدهار الشعر ونهضته في الاندلس فهي:
1- استقرار السلطة في ايدي العرب المهوسين بالشعر وحرصهم على اللغة العربية وآدابها
2- جمال طبيعة الاندلس وروعتها سبب في تعلق الشعراء بها
3-حياة الاسترخاء والنعومة والثراء وما عرف عن ملوكهم من رغبة في الشعر وتقريبهم للشعراء
4-تعاطي الحكام والامراء والوزراء الشعر نظما وتذوقا، فقد كان مؤسس الدولة الاموية في الاندلس (عبد الرحمن الداخل) شاعرا وأديبا.
5-إذكاء روح المنافسة من خلال الرحلات بين المشرق والمغرب .
أما السمات الفنية للشعر الاندلسي:
سهل الالفاظ, سلس التركيب, واضح المعاني, بعيد عن تعمق الفلاسفة وغموضهم,
أما أغراض الشعر الاندلسي:
المديح, الهجاء, الرثاء, الفخر والحماسة, والغزل.
وهنا سنختار احد الشعراء المشهورين وهو ابن زيدون:
هو احمد بن عبد لله بن زيدون الملقب بابي الوليد يرجع نسبه الى بني قريش وقد جاء اجداده الى الاندلس ايام الفتح العربي. ولد في قرطبة وكان ابوه من رجال الفقه والادب. بعد تخرجه علت مكانته وعظم حتى صار وزيرا لابي حزم بن جهور "احد ملوك الطوائف" وحدث بينهما امر فحبسه الملك وبقي حقبة من الزمن ثم فرَّ واختفى بقرطبة، حتى آل الملك لابنه فقربه اليه، ثم نفاه فذهب الى المعتضد بن عباد صاحب اشبيلية وصار وزيرا لابنه المعتمد حتى توفي سنه 463هــ.
لقب بـ "شاعر الحب والجمال"، له ديوان مطبوع اكثره غزل بولادة بنت المستكفي وكانت ذات شهرة عظيمة في قرطبة لجمالها وعلمها وادبها .
من مؤلفــــــــاته:
- رسائل ابن زيدون
- ديوان شعر مطبوع
وهذه بعض الابيات من شعر أبن زيدون :
- إني ذكرتكِ بـــــالزهراءِ مشتــاقــــــاُ
- والأفق طلقٌ ومرأى الأرض ِ قـد راقا
- وللنســـيمِ اعتــــلالٌ في اصـــائله
- كأنــــه رقٌ لـــــي فأعتل أشفاقا
- والروضَ عن مائهِ الفضيّ مبتســـمٌ
- كمـــا حللت عــن اللبــات أطواقـــا
- يومٌ كأيــام لــذات لنـــا أنصرمت
- بتنــا لهــا حين نام الدهــر ســراقا
- كـــلٌ يهيــجَ لنــا ذكــرى تشوقــاً
- إليــك لــم يعدَ عنها الصـدر أن ضاقا
مكانة الشِّعْر عند الأندلسيِّين:
كان الشِّعر على مرِّ العصور وسيلةً ترْفع صاحبها إلى أسمى مراتب الدَّولة، بغضِّ النَّظر عن عقيدة الشَّاعر ودينه، فقد نبغ عددٌ من الشُّعراء غير المسلمين، من بيْنِهم شواعر مثل: قسمونة بنت إسماعيل ، وحمدونة بنت زياد ، ... ولم يكن لشيءٍ من ذلك أن يحدث لولا تسامُح سائر المجتمع وتجانُسٍ أرْسى أصوله بين الناس ...
وقد حظِي الشِّعْر عند الأندلسيِّين بمكانة عظيمة، وكان للشُّعراء من ملوكهم وجاهة ولهم عليهم وظائف، والمجيدون منهم ينشدون في مجالس عظماء ملوكهم المختلفة، ويوقع لهم بالصلات على أقدارهم ، وهو أمرٌ لم يكن مختلفًا كثيرًا عما كان للشُّعراء عند العرب.
ثانيا: نشأة الشعر الأندلسي:
ظهر الشعر الأندلسي في ظروف مختلِفة عن مثيله في الشرق، ظروف تتَّصل بطبيعة الأندلس وتنوُّعها وغنًى بمواطن جمالها، وأخرى متَّصلة بالتكوين الثقافي للسكَّان، فلأوَّل مرة يلتقي الجنس العربي مع أجناس لاتينيَّة وقوطية وبربريَّة ويهوديَّة على أرض واحدة، وتتعايش تحت سمائها الأدْيان السماوية الثلاثة: الإسلام واليهودية والمسيحيَّة، فيسمع صوت المؤذن إلى جانب رنين أجراس الكنائس والبِيَع، وتتحدَّث العربيَّة إلى جانب الأمازيغية، الإسبانية والكتلانية، فنشأ من التعايش بين هذه الأديان والأجناس والثقافات واللغات جوٌّ خاص وحضارة فذَّة.
