Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    قصة الأبرص والأقرع والأعمى

    سعيدو
    سعيدو
    Memebers
    Memebers


    عدد المساهمات : 151
    نقــــاط التمـــيز : 25855
    تاريخ التسجيل : 24/06/2010

    قصة الأبرص والأقرع والأعمى Empty قصة الأبرص والأقرع والأعمى

    مُساهمة من طرف سعيدو الجمعة 25 يونيو - 12:53

    *حدثنا الرسول - صلى الله عليه
    وسلم- عن هذين الصنفين من
    الناس ، الكافرين بالنعمة ، والشاكرين لها ، في القصة
    التي أخرجها البخاري و مسلم في صحيحيهما
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
    الله عليه وسلم
    يقول : ( إن ثلاثة في بني إسرائيل
    أبرص وأقرع وأعمى ،
    فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى
    الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك
    ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب
    عني الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه
    فذهب عنه قَذَرُه ، وأعطي
    لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال
    : الإبل ، قال :
    فأعطي ناقة عُشَراء ، فقال : بارك الله لك فيها ، قال :
    فأتى الأقرع
    فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد
    قَذِرَني
    الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب
    إليك
    ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، فقال : بارك الله لك فيها ،قال : فأتى
    الأعمى
    ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ،
    قال
    : فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : الغنم ،
    فأعطي
    شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، قال : فكان لهذا واد من الإبل ،
    ولهذا واد من
    البقر ، ولهذا واد من الغنم ، قال : ثم إنه أتى الأبرص في
    صورته وهيئته ، فقال :
    رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا
    بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ،
    أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد
    الحسن والمال ، بعيرا أتَبَلَّغُ عليه في
    سفري ، فقال : الحقوق كثيرة :
    فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يَقْذَرُك
    الناس ؟! فقيرا فأعطاك
    الله ؟! فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال :
    إن كنت
    كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل
    ما
    قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد على هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله
    إلى
    ما كنت ، قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين
    وابن سبيل انقطعت
    بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم
    بك ، أسألك بالذي رد عليك
    بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت
    أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما
    شئت ودع ما شئت ، فوالله لا
    أَجْهَدُكَ اليوم شيئا أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ،
    فإنما ابتليتم ،
    فقد رُضِيَ عنك ، وسُخِطَ على صاحبيك )
    .



    إنها
    قصة
    ثلاثة نفر من بني إسرائيل ، أصيب كل واحد منهم ببلاء في جسده
    ،فأراد الله عز وجل
    أن يختبرهم ، ليظهر الشاكر من الكافر ، فأرسل لهم
    مَلَكـًا ، فجاء إلى الأبرص
    فسأله عن ما يتمناه ، فتمنى أن يزول عنه
    برصه ، وأن يُعطى لونا حسنا وجلدا حسنا ،
    فمسحه فزال عنه البرص ، وسأله
    عن أحب المال إليه ، فاختار الإبل ، فأعطي ناقة
    حاملاً، ودعا له الملك
    بالبركة ، ثم جاء إلى الأقرع ، فتمنى أن يزول عنه قرعه ،
    فمسحه فزال
    عنه، وأعطي شعرا حسنا ، وسأله عن أحب المال إليه فاختار البقر ، فأعطي
    بقرة
    حاملاً ، ودعا الملك له بالبركة ، ثم جاء الأعمى ، فسأله كما سأل صاحبيه ،
    فتمنى
    أن يُرَدَّ عليه بصره ، فأعطي ما تمنى ، وكان أحب الأموال إليه الغنم ،
    فأعطي
    شاة حاملاً .



    ثم مضت
    الأعوام ، وبارك الله
    لكل واحد منهم في ماله ، فإذا به يملك واديـًا من الصنف الذي
    أخذه ،
    فالأول يملك واديـًا من الإبل ، والثاني يملك واديـًا من البقر ،
    والثالث
    يملك واديـًا من الغنم ، وهنا جاء موعد الامتحان الذي يفشل فيه الكثير وهو
    امتحان
    السراء والنعمة ، فعاد إليهم الملك ، وجاء كلَّ واحد منهم في صورته التي
    كان
    عليها ليذكر نعمة الله عليه ، فجاء الأول على هيئة مسافر فقير أبرص ،
    انقطعت
    به السبل وأسباب الرزق ، وسأله بالذي أعطاه الجلد الحسن واللون
    الحسن ، والمال
    الوفير ، أن يعطيه بعيرًا يواصل به سيره في سفره ، فأنكر
    الرجل النعمة ، وبخل
    بالمال ، واعتذر بأن الحقوق كثيرة ، فذكَّره الملك
    بما كان عليه قبل أن يصير إلى
    هذه الحال ، فجحد وأنكر ، وادعى أنه من
    بيت ثراء وغنى ، وأنه ورث هذا المال
    كابرا عن كابر ، فدعا عليه المَلَك
    إن كان كاذبـًا أن يصير إلى الحال التي كان
    عليها ، ثم جاء الأقرع في
    صورته ، وقال له مثل ما قال للأول ، وكانت حاله كصاحبه
    في الجحود
    والإنكار ، أما الأعمى فقد كان من أهل الإيمان والتقوى ، ونجح في
    الامتحان
    ، وأقر بنعمة الله عليه ، من الإبصار بعد العمى ، و الغنى بعد
    الفقر ،
    ولم يعط السائل ما سأله فقط ، بل ترك له الخيار أن يأخذ ما يشاء ، ويترك
    ما
    يشاء ، وأخبره بأنه لن يشق عليه برد شيء يأخذه أو يطلبه من المال ،
    وهنا أخبره
    الملك بحقيقة الأمر وتحقق المقصود وهو ابتلاء للثلاثة ، وأن
    الله رضي عنه
    وسخط على صاحبيه .



    تشير
    القصة
    إلى معنىً عظيم ، وهو أن الابتلاء بالسراء والرخاء قد يكون أصعب من
    الابتلاء
    بالشدة والضراء ، وأن اليقظة للنفس في الابتلاء بالخير ، أولى
    من اليقظة لها في
    الابتلاء بالشر .



    وذلك
    لأن
    الكثيرين قد يستطيعون تحمُّل الشدَّة والصبر عليها، ولكنهم لا
    يستطيعون
    الصبر أمام هواتف المادَّة ومغرياتها .



    كثير
    هم
    أولئك الذين يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف ، ولكن قليل هم
    الذين يصبرون على
    الابتلاء بالصحة والقدرة .كثيرون يصبرون على الفقر
    والحرمان فلا تتهاوى نفوسهم ولا
    تذل ، ولكن قليل هم الذين يصبرون على
    الغنى والثراء ، وما يغريان به من متاع ، وما
    يثيرانه من شهوات وأطماع ،
    كثيرون يصبرون على التعذيب والإيذاء ، ولكن قليلين هم
    الذين يصبرون على
    الرغائب والمناصب .



    السر في
    ذلك أن
    الشدَّة تستنفر قوى الإنسان وطاقاته ، وتثير فيه الشعور بالتحدِّي
    والمواجهة
    ، وتشعره بالفقر إلى الله تعالى ، وضرورة التضرُّع واللجوء إليه فيهبه
    الله
    الصبر ، أما السراء ، فإن الأعصاب تسترخي معها ، وتفقد القدرة على اليقظة
    والمقاومة
    ، فهي توافق هوى النفس ، وتخاطب الغرائز الفطريَّة فيها ، من حب
    الشهوات
    والإخلاد إلى الأرض ، فيسترسل الإنسان معها شيئًا فشيئًا ، دون أن يشعر أو
    يدرك
    أنه واقع في فتنة ، ومن أجل ذلك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ، حتى
    إذا
    جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء - كما فعل الأبرص والأقرع- ، وذلك
    شأن البشر ، إلا
    من عصم الله ، فكانوا ممن قال فيهم رسول الله - صلى الله
    عليه وسلم
    - : (
    عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله
    خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن
    أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته
    ضراء صبر فكان خيرا له
    )
    رواه مسلم ،
    فاليقظة للنفس في حال السراء
    أولى من اليقظة لها في حال الضراء ، والصلة بالله في
    الحالين هي وحدها
    الضمان .



    كما تؤكد
    القصة على أن خير ما
    تحفظ به النعم شكر الله جل وعلا الذي وهبها وتفضل بها ، وشكره
    مبنيٌ على
    ثلاثة أركان لا يتحقق بدونها : أولها الاعتراف
    بها
    باطناً
    ، وثانيها التحدث بها ظاهراً ، وثالثها تصريفها في مراضيه ومحابه ، فبهذه الأمور
    الثلاثة
    تحفظ النعم من الزوال ، وتصان من الضياع .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو - 10:11