احتوت الدراسة التي نشرها مركز بيو للمشاريع البحثية عن صورة القوى العظمى في العالم ومصادر القلق لدى شعوب العالم، على معلومات مهمة، تكشف عن اتجاهات الرأي العام العالمي فيما يخص مستقبل البشرية، خاصة على المستوى السياسي والبيئي.
احتوى الفصل الأول من الدراسة على قياس وجهات النظر العالمية حول الولايات المتحدة الأميركية وسياستها الخارجية, متضمنا الآراء حول حربي العراق وأفغانستان وحرب الولايات المتحدة الأميركية ضد الإرهاب.
كما ركز الفصل الثاني على قياس وجهات النظر العالمية حول المهددات الكونية, مبرزا تزايدا في القلق العالمي من التلوث والمشاكل البيئية.
وتضمن الفصل الثالث من الدراسة ردود الفعل العالمية على تنامي قوة الصين العسكرية والاقتصادية. بينما تناول الفصل الرابع وجهات النظر العالمية حول إيران وسلاحها النووي.
وركز الفصل الخامس على الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني ورؤية العالم له. بينما تناول الفصل السادس أبرز القيادات والمؤسسات العالمية. وفي الفصل السابع ركزت الدراسة على قياس وجهات النظر العالمية حول روسيا.
خلال السنوات الخمس الأخيرة انحدرت صورة الولايات المتحدة الأميركية بشكل حاد في معظم دول العالم, بما في ذلك حلفاؤها في أوروبا الغربية. كما تدهورت أيضا بشكل أساسي في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط.
وفي السنة الماضية وحدها انحدرت وجهات النظر الإيجابية عن الولايات المتحدة في كل من باكستان والصين ومصر وألمانيا.
فإن كانت وجهات النظر العالمية حول الولايات المتحدة الأميركية متباينة بشكل عام, فإنها تحتفظ بصورة إيجابية في بعض الدول الأفريقية كساحل العاج, غانا, مالي, كينيا وإثيوبيا. كما أن هذه الصورة، رغم تدهورها في أميركا اللاتينية, لا تزال إيجابية عند الغالبية في بعض البلدان, كالمكسيك وبيرو وحتى فنزويلا.
وفيما استمرت نظرة البلدان الإسلامية لأميركا في التدهور, فإن الغضب اتجاه أميركا لم يعد بنفس الشيوع الذي كان عليه في ربيع 2003, عقب بداية الحرب على العراق. وعلى نفس الوتيرة فقد تحسنت صورة الولايات المتحدة عما كانت عليه في عام 2003 بأكثر من 10% في كل من الأردن وفلسطين ولبنان.
أما الآراء حول الشعب الأميركي فقد تدهورت أيضا خلال السنوات الخمس الأخيرة بشكل ملحوظ, لاسيما في إندونيسيا وتركيا.
أما في أوروبا الغربية, فعلى الرغم من أن صورة الشعب الأميركي قد انحدرت قليلا, فإنها ظلت إيجابية في معظم البلدان, خاصة في ألمانيا.
وعلى الرغم من أن نظرة شعوب أميركا اللاتينية للولايات المتحدة وشعبها كانت متساوية (إيجابية كما في فنزويلا وبيرو والمكسيك أو سلبية كما في الأرجنتين), فإنه يمكننا القول بشكل عام إن الشعب الأميركي قد حصل على نظرة جيدة في معظم دول العالم, أكثر بكثير مما حصلت عليه الولايات المتحدة الأميركية نفسها كدولة.
ومن جهة أخرى, كان هناك إجماع عالمي على ضرورة انسحاب القوات الأميركية من العراق. وبينما كان هنالك اعتراض كبير من غالبية الدول على العمليات العسكرية في أفغانستان, فإن الآراء في أوروبا الغربية كانت منقسمة بين ضرورة انسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان أو بقائها لحين استقرار الوضع في تلك الدولة. أما في العالم الإسلامي, فقد أجمعت آراء الأغلبية على وجوب انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف الناتو من أفغانستان.
وفيما يخص الحرب الأميركية على الإرهاب, فقد انخفضت نسبة تأييدها في العالم بشكل عام.
الآراء حول أميركا
يمكن إجمال بقية الآراء حول الولايات المتحدة الأميركية فيما يلي:
هناك اعتقاد بأن الولايات المتحدة الأميركية تتصرف بشكل فردي ولا تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات الدول الأخرى عند رسم سياستها الخارجية. الجدير بالذكر أن هذا الاعتقاد سائد في معظم البلدان التي تعد حليفة للولايات المتحدة الأميركية.
هنالك اعتقاد أيضا بأن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تعميق الهوة بين الدول الفقيرة والدول الغنية.
هناك كره سائد للقيم والعادات والمعتقدات الأميركية, وخاصة المفهوم الأميركي للديمقراطية. حيث كان هناك رفض في غالبية البلدان للديمقراطية الأميركية, بحكم أنها تخدم أغراضا سياسية خاصة.
لقيت طريقة أداء الأميركيين لأعمالهم تأييدا مذهلا في العالم الإسلامي, على الرغم من النظرة السلبية لأميركا وللشعب الأميركي.
هنالك إجماع عالمي على الإعجاب بالتقدم العلمي والتقنية الأميركية. بينما تباينت الآراء قليلا فيما يخص الموسيقى والأفلام الأميركية.
الغالبية في معظم دول العالم, بما فيها بريطانيا, يشعرون بالاستياء من انتشار الأفكار والعادات الأميركية في بلادهم.
انعدام الثقة في القيادة الأميركية بشكل عام, وظهر ذلك جليا في تزايد عدم الرضا عن السياسة الخارجية لأميركا.
أوضحت الدراسة أيضا تنامي القلق العالمي حول المهددات البيئية والتلوث, باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد الكون. وقد تزايد القلق بشكل حاد في أميركا اللاتينية وأوروبا والهند واليابان.
وكما كان الوضع في استبيان عام 2003, فقد تزايد القلق من انتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط, باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد المنطقة, إلى جانب التعصب الديني والطائفي. بينما استمرت بعض الأمراض الوبائية, وفي مقدمتها الإيدز, باعتباره أكبر خطر مهدد في أفريقيا. كما وجد الإيدز اهتماما رئيسيا في أميركا اللاتينية أيضا. إضافة إلى ذلك, فقد اعتبرت مشكلة عدم المساواة الاقتصادية واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، خطرا أساسيا في كوريا الجنوبية وروسيا.
وعلى الرغم من اتهام الولايات المتحدة الأميركية بأنها أكثر إيذاء للبيئة العالمية, فقد اعتبرت في كثير من الدول المسؤول الأول, بجانب الأمم المتحدة, عن التعامل السلبي مع خطر انتشار الأسلحة النووية والتلوث البيئي.
الآراء حول الصين وإيران
تزايد القلق العالمي أيضا من تنامي قوة الصين العسكرية والاقتصادية. فالغالبية العظمى من سكان العالم يعتقدون أن تزايد قوة الصين العسكرية أمر سيئ. كما يتخوف معظم سكان الدول الكبرى من احتمالية تأثير قوة الصين الاقتصادية على الاقتصاد في بلادهم, حيث يرى ثلثا الإيطاليين والفرنسيين أنها تمثل خطرا على اقتصادهم.
وعلى الرغم من أن الآراء حول الصين كانت إيجابية بشكل عام في آسيا, فإن النتائج كانت سلبية في كل من الهند واليابان. أما في أوروبا الغربية فقد كان هنالك قلق عام, خاصة في إسبانيا وألمانيا, بينما كانت وجهات النظر في السويد إيجابية اتجاه هذا التطور في الصين.
وفي أفريقيا, كان هنالك إعجاب بقوة الصين الاقتصادية, حيث يرى غالبية السكان المستجوبين في أفريقيا أن للصين تأثيرا جيدا على اقتصاد بلدانهم.
وفيما يخص إيران, فقد كان المسلمون في الشرق الأوسط, عدا فلسطين ولبنان, أكثر قلقا وتخوفا من السلاح النووي الإيراني, كما أظهروا تشكيكا في نوايا رئيسها أحمدي نجاد. وبينما أبدت الدول المسلمة خارج منطقة الشرق الأوسط, بما فيها بنغلاديش وباكستان, تأييدا لإيران, أظهرت معظم الدول الصناعية, خاصة ألمانيا وفرنسا, نظرة سيئة عنها.
أما سلاح إيران النووي فقد وجد معارضة عالمية, خاصة في الولايات المتحدة الأميركية وأميركا اللاتينية وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وإسرائيل. كما رأت فيه معظم الدول خطرا يهدد أمنها, لاسيما الكويت وتركيا ودول الشرق الأوسط ومعظم الدول المسلمة في آسيا.
اختلفت وجهات النظر عالميا حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ففي الولايات المتحدة الأميركية وجدت إسرائيل تعاطفا كبيرا, بينما تعاطفت الغالبية في فرنسا وبريطانيا والسويد وإسبانيا مع الفلسطينيين, في حين كانت الآراء محايدة في بقية أوروبا الغربية.
أما في العالم الإسلامي فقد كان هناك غضب شديد تجاه إسرائيل وتعاطف قوي مع الفلسطينيين.
بينما وجدت إسرائيل تأييدا في بعض الدول الأفريقية, كساحل العاج وكينيا وأوغندا وغانا وإثيوبيا.
إضافة إلى ذلك، رأت غالبية الدول المسلمة في الشرق الأوسط أن سياسة الولايات المتحدة في الإقليم متعاطفة ومنحازة لإسرائيل, وأيدت تلك النظرة نسبة مقدرة من الإسرائيليين أيضا.
شخصيات قيادية ومنظمات دولية
وفيما يختص القيادات والمؤسسات العالمية, فقد انحدرت النظرة العالمية للرئيس بوش كقائد عالمي, وتبعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, رغم شعبيته في روسيا نفسها.
في حين حصل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز على إعجاب عالمي, على الرغم من عدم شهرته عالميا. كما تباينت الآراء حول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, فعلى الرغم من أنه قد حظي بثقة معظم البلدان الإسلامية في آسيا, فإن الغالبية في الشرق الأوسط وأميركا وأوروبا الغربية أبدت تشكيكا في نواياه, خاصة فيما يتعلق بالسلاح النووي.
كما أن الثقة في أسامة بن لادن انخفضت بشكل حاد في البلدان الإسلامية عموما, باستثناء نيجيريا.
أما الأمم المتحدة, فقد تباينت الآراء حولها. فعلى الرغم من أن وجهات النظر في معظم دول أوروبا كانت جيدة, فإنها كانت أكثر سوءا في الشرق الأوسط,، خاصة في فلسطين وإسرائيل. في حين ظلت الآراء حولها متضاربة بين السلب والإيجاب في الولايات المتحدة الأميركية.
أما الاتحاد الأوروبي فقد حظي بنظرة أكثر إيجابية في العالم بشكل عام, بغض النظر عن الانتقادات التركية.
وأخيرا تباينت الآراء فيما يخص روسيا, خاصة في دول كتلة الاتحاد السوفياتي السابق. فبينما كانت وجهات النظر في أوكرانيا وبلغاريا وسلوفاكيا موجبة, كانت نظرة البقية, خاصة جمهورية التشيك, سيئة عنها.
وعلى الرغم من أن صورة روسيا كانت أكثر إيجابية في كندا والولايات المتحدة الأميركية وأفريقيا وغالبية دول آسيا, فإن الغالبية في تركيا وفلسطين قد أبدوا استياء منها. كما كانت الانتقادات لهذه الدولة أكثر حدة في أوروبا الغربية, باستثناء بريطانيا, وذلك لقلق معظم الأوروبيين من الاعتماد المفرط لبلادهم على الطاقة الروسية.
احتوى الفصل الأول من الدراسة على قياس وجهات النظر العالمية حول الولايات المتحدة الأميركية وسياستها الخارجية, متضمنا الآراء حول حربي العراق وأفغانستان وحرب الولايات المتحدة الأميركية ضد الإرهاب.
كما ركز الفصل الثاني على قياس وجهات النظر العالمية حول المهددات الكونية, مبرزا تزايدا في القلق العالمي من التلوث والمشاكل البيئية.
وتضمن الفصل الثالث من الدراسة ردود الفعل العالمية على تنامي قوة الصين العسكرية والاقتصادية. بينما تناول الفصل الرابع وجهات النظر العالمية حول إيران وسلاحها النووي.
وركز الفصل الخامس على الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني ورؤية العالم له. بينما تناول الفصل السادس أبرز القيادات والمؤسسات العالمية. وفي الفصل السابع ركزت الدراسة على قياس وجهات النظر العالمية حول روسيا.
خلال السنوات الخمس الأخيرة انحدرت صورة الولايات المتحدة الأميركية بشكل حاد في معظم دول العالم, بما في ذلك حلفاؤها في أوروبا الغربية. كما تدهورت أيضا بشكل أساسي في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط.
وفي السنة الماضية وحدها انحدرت وجهات النظر الإيجابية عن الولايات المتحدة في كل من باكستان والصين ومصر وألمانيا.
فإن كانت وجهات النظر العالمية حول الولايات المتحدة الأميركية متباينة بشكل عام, فإنها تحتفظ بصورة إيجابية في بعض الدول الأفريقية كساحل العاج, غانا, مالي, كينيا وإثيوبيا. كما أن هذه الصورة، رغم تدهورها في أميركا اللاتينية, لا تزال إيجابية عند الغالبية في بعض البلدان, كالمكسيك وبيرو وحتى فنزويلا.
وفيما استمرت نظرة البلدان الإسلامية لأميركا في التدهور, فإن الغضب اتجاه أميركا لم يعد بنفس الشيوع الذي كان عليه في ربيع 2003, عقب بداية الحرب على العراق. وعلى نفس الوتيرة فقد تحسنت صورة الولايات المتحدة عما كانت عليه في عام 2003 بأكثر من 10% في كل من الأردن وفلسطين ولبنان.
أما الآراء حول الشعب الأميركي فقد تدهورت أيضا خلال السنوات الخمس الأخيرة بشكل ملحوظ, لاسيما في إندونيسيا وتركيا.
أما في أوروبا الغربية, فعلى الرغم من أن صورة الشعب الأميركي قد انحدرت قليلا, فإنها ظلت إيجابية في معظم البلدان, خاصة في ألمانيا.
وعلى الرغم من أن نظرة شعوب أميركا اللاتينية للولايات المتحدة وشعبها كانت متساوية (إيجابية كما في فنزويلا وبيرو والمكسيك أو سلبية كما في الأرجنتين), فإنه يمكننا القول بشكل عام إن الشعب الأميركي قد حصل على نظرة جيدة في معظم دول العالم, أكثر بكثير مما حصلت عليه الولايات المتحدة الأميركية نفسها كدولة.
ومن جهة أخرى, كان هناك إجماع عالمي على ضرورة انسحاب القوات الأميركية من العراق. وبينما كان هنالك اعتراض كبير من غالبية الدول على العمليات العسكرية في أفغانستان, فإن الآراء في أوروبا الغربية كانت منقسمة بين ضرورة انسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان أو بقائها لحين استقرار الوضع في تلك الدولة. أما في العالم الإسلامي, فقد أجمعت آراء الأغلبية على وجوب انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف الناتو من أفغانستان.
وفيما يخص الحرب الأميركية على الإرهاب, فقد انخفضت نسبة تأييدها في العالم بشكل عام.
الآراء حول أميركا
يمكن إجمال بقية الآراء حول الولايات المتحدة الأميركية فيما يلي:
هناك اعتقاد بأن الولايات المتحدة الأميركية تتصرف بشكل فردي ولا تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات الدول الأخرى عند رسم سياستها الخارجية. الجدير بالذكر أن هذا الاعتقاد سائد في معظم البلدان التي تعد حليفة للولايات المتحدة الأميركية.
هنالك اعتقاد أيضا بأن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تعميق الهوة بين الدول الفقيرة والدول الغنية.
هناك كره سائد للقيم والعادات والمعتقدات الأميركية, وخاصة المفهوم الأميركي للديمقراطية. حيث كان هناك رفض في غالبية البلدان للديمقراطية الأميركية, بحكم أنها تخدم أغراضا سياسية خاصة.
لقيت طريقة أداء الأميركيين لأعمالهم تأييدا مذهلا في العالم الإسلامي, على الرغم من النظرة السلبية لأميركا وللشعب الأميركي.
هنالك إجماع عالمي على الإعجاب بالتقدم العلمي والتقنية الأميركية. بينما تباينت الآراء قليلا فيما يخص الموسيقى والأفلام الأميركية.
الغالبية في معظم دول العالم, بما فيها بريطانيا, يشعرون بالاستياء من انتشار الأفكار والعادات الأميركية في بلادهم.
انعدام الثقة في القيادة الأميركية بشكل عام, وظهر ذلك جليا في تزايد عدم الرضا عن السياسة الخارجية لأميركا.
أوضحت الدراسة أيضا تنامي القلق العالمي حول المهددات البيئية والتلوث, باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد الكون. وقد تزايد القلق بشكل حاد في أميركا اللاتينية وأوروبا والهند واليابان.
وكما كان الوضع في استبيان عام 2003, فقد تزايد القلق من انتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط, باعتباره الخطر الأكبر الذي يهدد المنطقة, إلى جانب التعصب الديني والطائفي. بينما استمرت بعض الأمراض الوبائية, وفي مقدمتها الإيدز, باعتباره أكبر خطر مهدد في أفريقيا. كما وجد الإيدز اهتماما رئيسيا في أميركا اللاتينية أيضا. إضافة إلى ذلك, فقد اعتبرت مشكلة عدم المساواة الاقتصادية واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، خطرا أساسيا في كوريا الجنوبية وروسيا.
وعلى الرغم من اتهام الولايات المتحدة الأميركية بأنها أكثر إيذاء للبيئة العالمية, فقد اعتبرت في كثير من الدول المسؤول الأول, بجانب الأمم المتحدة, عن التعامل السلبي مع خطر انتشار الأسلحة النووية والتلوث البيئي.
الآراء حول الصين وإيران
تزايد القلق العالمي أيضا من تنامي قوة الصين العسكرية والاقتصادية. فالغالبية العظمى من سكان العالم يعتقدون أن تزايد قوة الصين العسكرية أمر سيئ. كما يتخوف معظم سكان الدول الكبرى من احتمالية تأثير قوة الصين الاقتصادية على الاقتصاد في بلادهم, حيث يرى ثلثا الإيطاليين والفرنسيين أنها تمثل خطرا على اقتصادهم.
وعلى الرغم من أن الآراء حول الصين كانت إيجابية بشكل عام في آسيا, فإن النتائج كانت سلبية في كل من الهند واليابان. أما في أوروبا الغربية فقد كان هنالك قلق عام, خاصة في إسبانيا وألمانيا, بينما كانت وجهات النظر في السويد إيجابية اتجاه هذا التطور في الصين.
وفي أفريقيا, كان هنالك إعجاب بقوة الصين الاقتصادية, حيث يرى غالبية السكان المستجوبين في أفريقيا أن للصين تأثيرا جيدا على اقتصاد بلدانهم.
وفيما يخص إيران, فقد كان المسلمون في الشرق الأوسط, عدا فلسطين ولبنان, أكثر قلقا وتخوفا من السلاح النووي الإيراني, كما أظهروا تشكيكا في نوايا رئيسها أحمدي نجاد. وبينما أبدت الدول المسلمة خارج منطقة الشرق الأوسط, بما فيها بنغلاديش وباكستان, تأييدا لإيران, أظهرت معظم الدول الصناعية, خاصة ألمانيا وفرنسا, نظرة سيئة عنها.
أما سلاح إيران النووي فقد وجد معارضة عالمية, خاصة في الولايات المتحدة الأميركية وأميركا اللاتينية وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وإسرائيل. كما رأت فيه معظم الدول خطرا يهدد أمنها, لاسيما الكويت وتركيا ودول الشرق الأوسط ومعظم الدول المسلمة في آسيا.
اختلفت وجهات النظر عالميا حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ففي الولايات المتحدة الأميركية وجدت إسرائيل تعاطفا كبيرا, بينما تعاطفت الغالبية في فرنسا وبريطانيا والسويد وإسبانيا مع الفلسطينيين, في حين كانت الآراء محايدة في بقية أوروبا الغربية.
أما في العالم الإسلامي فقد كان هناك غضب شديد تجاه إسرائيل وتعاطف قوي مع الفلسطينيين.
بينما وجدت إسرائيل تأييدا في بعض الدول الأفريقية, كساحل العاج وكينيا وأوغندا وغانا وإثيوبيا.
إضافة إلى ذلك، رأت غالبية الدول المسلمة في الشرق الأوسط أن سياسة الولايات المتحدة في الإقليم متعاطفة ومنحازة لإسرائيل, وأيدت تلك النظرة نسبة مقدرة من الإسرائيليين أيضا.
شخصيات قيادية ومنظمات دولية
وفيما يختص القيادات والمؤسسات العالمية, فقد انحدرت النظرة العالمية للرئيس بوش كقائد عالمي, وتبعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, رغم شعبيته في روسيا نفسها.
في حين حصل الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز على إعجاب عالمي, على الرغم من عدم شهرته عالميا. كما تباينت الآراء حول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, فعلى الرغم من أنه قد حظي بثقة معظم البلدان الإسلامية في آسيا, فإن الغالبية في الشرق الأوسط وأميركا وأوروبا الغربية أبدت تشكيكا في نواياه, خاصة فيما يتعلق بالسلاح النووي.
كما أن الثقة في أسامة بن لادن انخفضت بشكل حاد في البلدان الإسلامية عموما, باستثناء نيجيريا.
أما الأمم المتحدة, فقد تباينت الآراء حولها. فعلى الرغم من أن وجهات النظر في معظم دول أوروبا كانت جيدة, فإنها كانت أكثر سوءا في الشرق الأوسط,، خاصة في فلسطين وإسرائيل. في حين ظلت الآراء حولها متضاربة بين السلب والإيجاب في الولايات المتحدة الأميركية.
أما الاتحاد الأوروبي فقد حظي بنظرة أكثر إيجابية في العالم بشكل عام, بغض النظر عن الانتقادات التركية.
وأخيرا تباينت الآراء فيما يخص روسيا, خاصة في دول كتلة الاتحاد السوفياتي السابق. فبينما كانت وجهات النظر في أوكرانيا وبلغاريا وسلوفاكيا موجبة, كانت نظرة البقية, خاصة جمهورية التشيك, سيئة عنها.
وعلى الرغم من أن صورة روسيا كانت أكثر إيجابية في كندا والولايات المتحدة الأميركية وأفريقيا وغالبية دول آسيا, فإن الغالبية في تركيا وفلسطين قد أبدوا استياء منها. كما كانت الانتقادات لهذه الدولة أكثر حدة في أوروبا الغربية, باستثناء بريطانيا, وذلك لقلق معظم الأوروبيين من الاعتماد المفرط لبلادهم على الطاقة الروسية.