من أبرز ما يميز الطائفة الشيعية عن غيرها , هو ما استحدثته من طقوس اللطميات و البكائيات , و هي تكتفي بذلك عن كثير من العبادات , في حين نجد أن أهل السنة يرفضون هذا النوع من البدع, و يميلون أكثر في عباداتهم إلى الناحية العملية , فنجدهم في يوم عاشورا مثلاً يصومون و لا ينوحون .
غير أن الوضع عن الصعيد السياسي يكاد يكون مختلف اختلافاً جذرياً , ذلك أن الناظر إلى الوضع السياسي للدولة الفارسية الشيعية ( إيران) , و إلى الدول السنية ( العربية ) , يخُيَّل إليه في الوهلة الأولى انه أمام دولة فارسية سنية و دول عربية شيعية!!
ذلك انه في الوقت الذي تعمل فيه إيران بجدية و عزم و جلد في سبيل الأخذ بأسباب استعادة أمجادها الفارسية التي قضى عليها العرب ( كما يتصورون ) , نجد أن العرب يكتفون باللطميات و البكائيات المحزنة المطربة! على جزر تم احتلالها و دول تم اختراقها و مذهب تم ترويجه , و ذلك عبر حسينيات القمم العربية و عزاءات المؤتمرات الخليجية!!
إن أغلب العرب اليوم باتوا يُجمعون ( بعد تغابٍ وتعامٍ طويلين ) على خطورة المد الإيراني داخل المنطقة العربية , بل أنهم أصبحوا أكثر شجاعة و قدرة على التصريح بذلك , و لكن , هل يكفي ذلك الآن ؟ وهل ذلك كل ما نحتاجه اليوم ؟ , هل يكفي أن نعلن الآن أن الخطر الإيراني يساوي الخطر الإسرائيلي؟
اعتقد انه و في الوقت الذي باتت فيه إيران على مرمى حجر من عيدها النيروزي الأكبر ( إعلان دخولها النادي النووي ) , و في الوقت الذي أصبحت فيه التنظيمات الموالية لإيران تمارس التخريب في البلدان العربية دون خوف أو حياء, ابتداء بما يمارسه حزب الله , مرورا بالحوثيين و انتهاء بمثيري الشغب في دول الخليج ( و الذين كان من آخر أنشطتهم أحداث البقيع الأخيرة ) , وفي الوقت الذي تحاصرنا القواعد و البوارج الإيرانية من عدة اتجاهات (1) , و في الوقت الذي يعج الفضاء العربي بقنوات لنشر المذهب الإيراني و الأخلاق الفارسية , في الوقت الذي يحدث فيه كل ذلك , يبقى الحديث عن خطر المشروع الإيراني على أهميته مضيعة للوقت!
إن التحدي الحالي لا يكمن في تكرار تلك المعزوفة المشروخة , بل في اتخاذ خطوات أكثر عملية على المدى القصير و البعيد .
و من تلك الخطوات التي أعتقد أنه من المهم القيام بها:
1. التعجيل بإنشاء مفاعل نووي عربي أو على الأقل خليجي, و ليكن سلمياً ( على الطريقة الإيرانية ) !
2. الدفع باتجاه إحداث شرخ في العلاقة بين المشروعين الأمريكي و الإيراني , و اللذين أثبتا أنهما و إن اختلفا على بعض المصالح , إلا أنهما يتفقان في أهمية توحيد الجهد نحو العدو المشترك ( الإسلام السني ) , و يمكن أن يكون ذلك عبر لعبة المصالح , و مع أن هناك من يرى أن الوقت قد ضاق عن إمكانية فعل ذلك , بسبب حدوث ( زواج متعة كاثالوكي !!) بين إيران و أمريكا , جعل من علاقتهما أهم عند أمريكا من علاقاتها مع العرب , بسبب أن إيران بات بيدها الكثير من الملفات الهامة (2) , إلا أن النجاح في فك الارتباط بين هذين المشروعين يبقى من شانه أن يقلص من قدرة إيران على التمدد الذي لم يكن له أن يكون لولا الإذن الأمريكي الواضح , فأمريكا التي تسعى لإحداث نوع من التوازن بين القوى السنية و الشيعية في المنطقة , هي من سلمت مفاتيح العراق لإيران , و هي أيضاً من تستمع لتلميحات إيران بإمكانية ضمها لدولة عربية خليجية دون إنكار! (3)
3. السعي إلى اختراق المجتمع الإيراني ثقافياً , و السعي إلى تنوير و تحرير العقل الإيراني الرازح تحت سلطة سياسية توسعية , و سلطة دينية طائفية عنصرية , تغذي فيه عقيدة بغض العرب و تصورهم كأعدى الأعداء , و لا يمكن بأي حال أن يكون ذلك عبر ما يوجد اليوم من محاولات رديئة لبعض شركات الإعلام( العربية التمويل الغربية المنهج ) , والتي وجهت بعض قنواتها و مواقعها الالكترونية للمشاهد و القارئ الفارسي , فهذه المحاولات (التجارية ) و على فرض قدرتها على إحداث اختراق ما , فإن ما تقوم به سيكون في النهاية لمصلحة المشروع الغربي , حيث أن جهدها ينصب على ترجمة الثقافة الغربية إلى اللغة الفارسية!
لذلك فالمطلوب اكبر من ذلك , و أعني أنه لابد من و جود منظومة إعلامية متكاملة ذات خطط إستراتيجية , كما يجب دعم المحاولات الإعلامية القائمة و التي يقوم عليها بعض أبناء إيران نفسها , و الذين يجاهدون بصدق لتحرير العقلية الإيرانية من ربقة السلطتين الآنفتين , و هي محاولات ذات اثر مشجع بالرغم من ضعفها (4)
و يمكن الاستفادة من التجربة الإيرانية نفسها ,حيث بات جلياً أن الإيرانيين قد استطاعوا و عبر جهودهم الإعلامية اختراق الكثير من المجتمعات العربية , فهنالك القنوات الإيرانية الرسمية الموجهة للمشاهد العربي كقناة العالم , ناهيك عن القنوات الطائفية الممولة إيرانيا ,بل كشف باحث مصري متخصص في شؤون التبشير، أن ما يقارب الأربعين من القنوات التبشيرية الشيعية تبث عبر القمرين الصناعيين نايل سات و عرب سات ، وأن جلها موجه للأطفال في صورة مواد ترفيهية أو حوارية أو تعليمية أو دينية وتراثية , و أن تلك القنوات تصاغ مادتها الإعلامية وفق العقيدة الشيعية وموجهة لخلخلة عقيدة أهل السنة والجماعة بل والسعي لتشييع أكبر قدر ممكن منهم (5)
و قد أصبحت هذه القنوات تتابع و ترصد أغلب الأحداث الداخلية للبلدان العربية , و لعلنا نذكر التغطية الإعلامية لأحداث الشغب التي أحدتها بعض الموالين للنظام الإيراني في البقيع , حيث عمدت هذه القنوات إلى محاولة خلق رأى عام يصور السعوديين كأعداء للزوار و المعتمرين , و كلنا نذكر العبارات الطائفية و التهييجية التي كانت تعج بها النشرات و الأشرطة الإخبارية لتلك القنوات و من قبيل ( الوهابية النواصب , التكفيريون , ميليشيا الهيئة , الخ ) , بل أن قناة press tv الإيرانية و الناطقة باللغة الانجليزية ذهبت إلى أبعد من ذلك , حيث زعمت أن السلطات السعودية قد أقدمت على قتل بعض الزوار , كما تحدثت عن اضطهاد كبير للأقلية الشيعية في البلاد .
ومن وسائل الاختراق الثقافي المطلوب , دعم الرموز الثقافية الإيرانية المعتدلة و المناوئة للمشروع الصفوي الجديد , و هذا الأسلوب نستفيده أيضاً من التجربة الإيرانية في اختراقنا, حيث أن الإيرانيين استطاعوا , و عبر بريق التومان (العملة الإيرانية ) أن يعموا أبصار شريحة من المفكرين القوميين و الإسلاميين الكبار عن الخطر الإيراني , بل جعلوهم يرون في ذلك مصدر قوة للأمة , فكان أن شنوا حملة لتوهين جهد أحد علماء الأمة الذي انتقد بقوة حملة التشييع القائمة .
و الخلاصة في هذا الباب , أنه ينبغي توجيه الجهود نحو توسيع مفهوم المواجهة , فليست المسالة حسماً عسكرياً , بل مشروع ضخم يهدف إلى إعادة الوعي إلى العقل الإيراني و يعود به إلى فترة ما قبل العهد الصفوي , حيث كانت أكثرية أهل تلك البلاد على العقيدة الصحيحة , و على الاحترام المتبادل مع جيرانهم و اخوانهم العرب , و أظن أن هذا الهدف و إن بدا صعباً , إلا انه يبقى أقرب نظرياُ إلى التحقيق من الهدف الإيراني الرامي إلى تشييع العرب , حيث أننا إزاء 23 دولة سنية في مواجهة دولة شيعية!
4. السعي إلى احتواء الأقليات الشيعية الموجودة في الدول السنية , و ذلك بإعطائها كافة حقوقها الوطنية, و تذكيرها بانتمائها وواجبها الوطني و القومي , و لكن و في الوقت نفسه ينبغي عدم التساهل مع أية محاولة لزعزعة الوحدة الوطنية لتلك الدول أو العبث بأمنها , فاللين في غير موضعه هو في الحقيقة ضعف بيِّن.
و أخيرا , فهذه رؤية متواضعة , مبعثها الغيرة على أمننا الوطني و القومي و قبل ذلك الديني , و تبقى الإرادة السياسية هي العامل الأكبر المناط به تحقيق تلك الخطوات.
غير أن الوضع عن الصعيد السياسي يكاد يكون مختلف اختلافاً جذرياً , ذلك أن الناظر إلى الوضع السياسي للدولة الفارسية الشيعية ( إيران) , و إلى الدول السنية ( العربية ) , يخُيَّل إليه في الوهلة الأولى انه أمام دولة فارسية سنية و دول عربية شيعية!!
ذلك انه في الوقت الذي تعمل فيه إيران بجدية و عزم و جلد في سبيل الأخذ بأسباب استعادة أمجادها الفارسية التي قضى عليها العرب ( كما يتصورون ) , نجد أن العرب يكتفون باللطميات و البكائيات المحزنة المطربة! على جزر تم احتلالها و دول تم اختراقها و مذهب تم ترويجه , و ذلك عبر حسينيات القمم العربية و عزاءات المؤتمرات الخليجية!!
إن أغلب العرب اليوم باتوا يُجمعون ( بعد تغابٍ وتعامٍ طويلين ) على خطورة المد الإيراني داخل المنطقة العربية , بل أنهم أصبحوا أكثر شجاعة و قدرة على التصريح بذلك , و لكن , هل يكفي ذلك الآن ؟ وهل ذلك كل ما نحتاجه اليوم ؟ , هل يكفي أن نعلن الآن أن الخطر الإيراني يساوي الخطر الإسرائيلي؟
اعتقد انه و في الوقت الذي باتت فيه إيران على مرمى حجر من عيدها النيروزي الأكبر ( إعلان دخولها النادي النووي ) , و في الوقت الذي أصبحت فيه التنظيمات الموالية لإيران تمارس التخريب في البلدان العربية دون خوف أو حياء, ابتداء بما يمارسه حزب الله , مرورا بالحوثيين و انتهاء بمثيري الشغب في دول الخليج ( و الذين كان من آخر أنشطتهم أحداث البقيع الأخيرة ) , وفي الوقت الذي تحاصرنا القواعد و البوارج الإيرانية من عدة اتجاهات (1) , و في الوقت الذي يعج الفضاء العربي بقنوات لنشر المذهب الإيراني و الأخلاق الفارسية , في الوقت الذي يحدث فيه كل ذلك , يبقى الحديث عن خطر المشروع الإيراني على أهميته مضيعة للوقت!
إن التحدي الحالي لا يكمن في تكرار تلك المعزوفة المشروخة , بل في اتخاذ خطوات أكثر عملية على المدى القصير و البعيد .
و من تلك الخطوات التي أعتقد أنه من المهم القيام بها:
1. التعجيل بإنشاء مفاعل نووي عربي أو على الأقل خليجي, و ليكن سلمياً ( على الطريقة الإيرانية ) !
2. الدفع باتجاه إحداث شرخ في العلاقة بين المشروعين الأمريكي و الإيراني , و اللذين أثبتا أنهما و إن اختلفا على بعض المصالح , إلا أنهما يتفقان في أهمية توحيد الجهد نحو العدو المشترك ( الإسلام السني ) , و يمكن أن يكون ذلك عبر لعبة المصالح , و مع أن هناك من يرى أن الوقت قد ضاق عن إمكانية فعل ذلك , بسبب حدوث ( زواج متعة كاثالوكي !!) بين إيران و أمريكا , جعل من علاقتهما أهم عند أمريكا من علاقاتها مع العرب , بسبب أن إيران بات بيدها الكثير من الملفات الهامة (2) , إلا أن النجاح في فك الارتباط بين هذين المشروعين يبقى من شانه أن يقلص من قدرة إيران على التمدد الذي لم يكن له أن يكون لولا الإذن الأمريكي الواضح , فأمريكا التي تسعى لإحداث نوع من التوازن بين القوى السنية و الشيعية في المنطقة , هي من سلمت مفاتيح العراق لإيران , و هي أيضاً من تستمع لتلميحات إيران بإمكانية ضمها لدولة عربية خليجية دون إنكار! (3)
3. السعي إلى اختراق المجتمع الإيراني ثقافياً , و السعي إلى تنوير و تحرير العقل الإيراني الرازح تحت سلطة سياسية توسعية , و سلطة دينية طائفية عنصرية , تغذي فيه عقيدة بغض العرب و تصورهم كأعدى الأعداء , و لا يمكن بأي حال أن يكون ذلك عبر ما يوجد اليوم من محاولات رديئة لبعض شركات الإعلام( العربية التمويل الغربية المنهج ) , والتي وجهت بعض قنواتها و مواقعها الالكترونية للمشاهد و القارئ الفارسي , فهذه المحاولات (التجارية ) و على فرض قدرتها على إحداث اختراق ما , فإن ما تقوم به سيكون في النهاية لمصلحة المشروع الغربي , حيث أن جهدها ينصب على ترجمة الثقافة الغربية إلى اللغة الفارسية!
لذلك فالمطلوب اكبر من ذلك , و أعني أنه لابد من و جود منظومة إعلامية متكاملة ذات خطط إستراتيجية , كما يجب دعم المحاولات الإعلامية القائمة و التي يقوم عليها بعض أبناء إيران نفسها , و الذين يجاهدون بصدق لتحرير العقلية الإيرانية من ربقة السلطتين الآنفتين , و هي محاولات ذات اثر مشجع بالرغم من ضعفها (4)
و يمكن الاستفادة من التجربة الإيرانية نفسها ,حيث بات جلياً أن الإيرانيين قد استطاعوا و عبر جهودهم الإعلامية اختراق الكثير من المجتمعات العربية , فهنالك القنوات الإيرانية الرسمية الموجهة للمشاهد العربي كقناة العالم , ناهيك عن القنوات الطائفية الممولة إيرانيا ,بل كشف باحث مصري متخصص في شؤون التبشير، أن ما يقارب الأربعين من القنوات التبشيرية الشيعية تبث عبر القمرين الصناعيين نايل سات و عرب سات ، وأن جلها موجه للأطفال في صورة مواد ترفيهية أو حوارية أو تعليمية أو دينية وتراثية , و أن تلك القنوات تصاغ مادتها الإعلامية وفق العقيدة الشيعية وموجهة لخلخلة عقيدة أهل السنة والجماعة بل والسعي لتشييع أكبر قدر ممكن منهم (5)
و قد أصبحت هذه القنوات تتابع و ترصد أغلب الأحداث الداخلية للبلدان العربية , و لعلنا نذكر التغطية الإعلامية لأحداث الشغب التي أحدتها بعض الموالين للنظام الإيراني في البقيع , حيث عمدت هذه القنوات إلى محاولة خلق رأى عام يصور السعوديين كأعداء للزوار و المعتمرين , و كلنا نذكر العبارات الطائفية و التهييجية التي كانت تعج بها النشرات و الأشرطة الإخبارية لتلك القنوات و من قبيل ( الوهابية النواصب , التكفيريون , ميليشيا الهيئة , الخ ) , بل أن قناة press tv الإيرانية و الناطقة باللغة الانجليزية ذهبت إلى أبعد من ذلك , حيث زعمت أن السلطات السعودية قد أقدمت على قتل بعض الزوار , كما تحدثت عن اضطهاد كبير للأقلية الشيعية في البلاد .
ومن وسائل الاختراق الثقافي المطلوب , دعم الرموز الثقافية الإيرانية المعتدلة و المناوئة للمشروع الصفوي الجديد , و هذا الأسلوب نستفيده أيضاً من التجربة الإيرانية في اختراقنا, حيث أن الإيرانيين استطاعوا , و عبر بريق التومان (العملة الإيرانية ) أن يعموا أبصار شريحة من المفكرين القوميين و الإسلاميين الكبار عن الخطر الإيراني , بل جعلوهم يرون في ذلك مصدر قوة للأمة , فكان أن شنوا حملة لتوهين جهد أحد علماء الأمة الذي انتقد بقوة حملة التشييع القائمة .
و الخلاصة في هذا الباب , أنه ينبغي توجيه الجهود نحو توسيع مفهوم المواجهة , فليست المسالة حسماً عسكرياً , بل مشروع ضخم يهدف إلى إعادة الوعي إلى العقل الإيراني و يعود به إلى فترة ما قبل العهد الصفوي , حيث كانت أكثرية أهل تلك البلاد على العقيدة الصحيحة , و على الاحترام المتبادل مع جيرانهم و اخوانهم العرب , و أظن أن هذا الهدف و إن بدا صعباً , إلا انه يبقى أقرب نظرياُ إلى التحقيق من الهدف الإيراني الرامي إلى تشييع العرب , حيث أننا إزاء 23 دولة سنية في مواجهة دولة شيعية!
4. السعي إلى احتواء الأقليات الشيعية الموجودة في الدول السنية , و ذلك بإعطائها كافة حقوقها الوطنية, و تذكيرها بانتمائها وواجبها الوطني و القومي , و لكن و في الوقت نفسه ينبغي عدم التساهل مع أية محاولة لزعزعة الوحدة الوطنية لتلك الدول أو العبث بأمنها , فاللين في غير موضعه هو في الحقيقة ضعف بيِّن.
و أخيرا , فهذه رؤية متواضعة , مبعثها الغيرة على أمننا الوطني و القومي و قبل ذلك الديني , و تبقى الإرادة السياسية هي العامل الأكبر المناط به تحقيق تلك الخطوات.