Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    تحبني ؟؟ .. أم لا تحبني ؟؟ .

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60731
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    تحبني ؟؟ .. أم لا تحبني ؟؟ . Empty تحبني ؟؟ .. أم لا تحبني ؟؟ .

    مُساهمة من طرف GODOF الأربعاء 2 سبتمبر - 14:44

    اندفع خارج المنزل تعلوا قسماتِ وجهـِه تضاريسُ السخط والغضب، فراح يهدّئ من شدة ما ألمَّ به غاديًا رائحًا في الباحة الأمامية لمنزله، وبعد مُضِيِّ نيّفٍ من الدقائق قرر الجلوس عند الحديقة، يضرب نفسه ضربات خفيفة استهجانًا متمتمًا بكلمات لا يكاد هو يفهم معناها إن تشابكت لتكوّن جُملاً، ، وبينما هو منهمك في تذكر ما حدث تهبُّ نسمة لطيفة لترفعَ خصلاتِ شعره المنسدلة على جبهته وتحرك مجموعة من الزهور فتلفت انتباهه حتى أنها أفقدته تركيزه في ما كان يضجّ بداخله من نَزَعَات، فانطفأت شعلة روْعِه ونزل صدرُه بعد تنهيــدة عميقة، صار يحدّق في تلك الزهور الجميلة التي لطالما رآها بعجلة ولم يلحظْ كم هي فاتنة من قبل، وكيف أنها تميل كراقصات البالـِيْه المائية بتناغم دقيق عجيب يسحر الألباب.



    ساعتها تذكر كيف كان يقطف وردتين، واحدة يهديها لها، والأخرى يقطع في كل مرة بتلة منها ويقول :"تحبني ؟"، ويقطع أخرى فيقول: "لا تحبني ؟"، فقرر أن يعيد الكرّة لعله يكتشف ما الذي حدث بعد عشر سنين من الزواج، بل ثلاثين سنة من الاقتران، فهي صديقة الطفولة، وحبيبة الفؤاد منذ نعومة الأظفار وعنفوان المراهقة وحتى قوة الشباب، لكن في هذه المرة قطف وردة واحدة، كان فيها عدد قليل من البتلات، قطع البتلة الأولى وقال :" تحبني ؟"، فتذكر حبَّهما العذري الذي يعيد على الأذهان قصص الحب التاريخية بما فيها من صراع وعناد وتضحية، فلم يكن هو الوحيد الذي فازت بقلبه، بل كثير من الرجال، فهي أسرت القلوب بطيبتها وحيائها قبل أن تأسرها بجمالها وغنجها ودلالها، وكيف أنه هاجم الجميع بما فيهم والدها لكي يظفر بها شريكة لحياته وأمًّا لأبنائه، ثم قطع الأخرى وقال :" لا تحبني ؟"، فتذكر كم هي عنيدة تخالفه في كثير من الأمور وأن ذوقه لا يعجبها وتريد أن تفعل كل شيء على مزاجها وأنها تعانده كثيرا، احمرّ وجهه حنقا لهذا الأمر، لكن سرعان ما قطع التالية لكي ينسى وقال : " تحبني ؟"، فتذكر كم هي جميلة عندما تحدق بعينيها الواسعتين ذاتِ اللون العسلي اللتين تقطران شهدا عندما تذرف دمعتها فرحا بلقائه، ورموشُها الفارعة ُالطول الملتوية عند الأطراف كأنها أهلـّة تضيء بداية الشهر، حتى أنه عندما يرى رمشًا يتدلـّى منها يأخذه ليحتفظ به خوفا من أن يسقط على الأرض، بدأت البسمة تعود إليه تدريجيًّا، لكن ما زال هناك المزيد من البتلات، فقطع أخرى ليقول: " لا تحبني ؟"، فعادت إلى ذاكرته صورة شجارهما المتواصل على أتفه الأسباب وأنها هي وراء كل تلك السجالات فهي لا تنفك ترد عليه بأسلوب استفزازي يثير الأعصاب، فغضب حتى كان يُسمعُ صوتُ اصطكاك أسنانه ببعضها، لكن ما هذا ؟!، بقيت بتلة واحدة قطعها وقال :" تحبني !!"، فتذكر أنها تعود إليه في النهاية معتذرة عما بدر منها وأن الأمر خارج عن إرادتها وهي لم تكن تقصد أن تعانده أو أن تكسر كلامه فهي تحبه وتعزه ومكانه فوق رأسها، فيطبع هو قبلة نصب عينيها معلنا عن انتهاء الأزمة لتعود المياه بينهما كما كانت، تجري بخرير يعزف أعذب الألحان.



    أراد أن يعود مسرعا ليكون هو هذه المرة من يبادر بالاعتذار، ليجدَها تقف باستحياء كعادتها، يداها منسدلتان منقبضتان تحكّ باطن كفيّها ببعضها صعودا ونزولا برقة وبطئ، ورجلها تتحرك إلى الأمام تارة وإلى الخلف تارة أخرى، كطفلة أغضبت أباها فتعود لتطلب منه السماح ببراءة الطفولة، ذهب إليها مسرعا دون أن ينطقا بأي كلمة، فهي أول مرة يتم الصلح بينهما بلغة العيون والقلوب، طبع تلك اللثمة على جبينها، وضع يده على كتفها وضمها إليه، ودخلا المنزل، ليجدا ابنهما الصغير نائما على بطنه منهمكا بالتلوين، فوجداه يرسم صورة له وهو ممسك بيدهما والابتسامة تكاد تصل إلى أذنيهما، ضحكا لما رآه، ثم تراشقا بنظرات خفية، حتى صرّح لها :" أحبك عزيزتي"، فرد عليه بوجنتين خجلتين :" وأنا أيضا …. أحبك".

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 27 أبريل - 11:47