هو يوم آخر في رزنامة تعاستي هو يوم آخر أقضيه وحيدة بين هذه الجدران الجامدة، في خلوة ساكنة داخل هذه الغرفة البليدة حيث لا وجود للحياة و لا للحركة رغم كثرة تلك الصورالمشبعة بالألوان و الزخارف التي كنت اعلقها عرض الحائط حيث تنتصب أمام عيني بمجرد ولوجي من الباب إلا أنها كانت تظل حروفا واجمة و ألوانا مشلولة لا تومئ لي بشئ من العاطفة أو الدلالة رغم ما كان لي من الحرص على تعليقها، إلا أنها باتت تبدو لي اليوم أشباحا منتصبة على مدار الساعة لا تكل عن إفزاعي.. أدركني الصباح و كل ما يلازمه من ضجة و نشاط ملقاة في فراشي واهنة القوى إذ لم يغمض لي جفن كعادتي إلا بعد أرق و إجهاد.. فتحت عيني المرهقتين فتبسم ثغري هامسا: هو يوم آخر في رزنامة تعاستي.. فارقت الفراش و قمت في سآمة أجر رجلاي الثقيلتين و كأنها مكبلة بالأغلال و السلاسل.. و عادة ما كنت أرتشف قهوتي بين كتبيو أوراقي و كثيرا ما كانت تنسكب على بعضها، إلا أنها رغم اتساخها و عدم ترتيبها فقد كانت الوحيدة التي أحس بأنها تمتّ لي بصلة.. كل صباح أتثاقل عن النهوض، أسأل نفسي عما عساي أفعل إن لم يكن لي من الصحب من يتقاسم معي الهموم و الكروب و نحتسي الشاي في روعة المساء، تاركين للوقت سأنه أن يمرّ كما يشاء أشاء عجّل أو أجّل !!! و اما ساعات الليل فقد كانت تمضي و أنا في صراع مع الأرق الذي أسلمت له القياد فلا انام إلا و الفجر يوشك على البزوغ، فلطالما حمل الليل في ظلمته سحر الذكريات و الأحلام، |
بقلــــــــــــــ هو يوم آخر في رزنامة تعاستي ــــــــــــــم عضـــو
GODOF- Admin
- عدد المساهمات : 10329
نقــــاط التمـــيز : 61741
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
العمر : 33