Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    @@@ الرقــــصة الأولـــــى @@@

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 61741
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 33

    @@@ الرقــــصة الأولـــــى @@@ Empty @@@ الرقــــصة الأولـــــى @@@

    مُساهمة من طرف GODOF الأربعاء 2 سبتمبر - 14:48

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الرقصة الأولى


    يقال بأننا نحن البشر نهاب كل شئ في بداياتنا .. منذ ولادتنا و حتى مماتنا

    الخوف يجتاحنا عند محاولتنا لفعل أي شئ للمرة الأولى .. حتى و إن كان سهلاً ..

    لكنها غريزة فطرية تتولد بطبيعتها و تتطور بمرور الوقت إذا لم نجد من يمسك بأيدينا.

    أذكر جيداً ذلك الطفل الذي كان يبكي عندما خرج من ظلام رحم أمه الى ضياء الدنيا الكبير

    فصرخ باكياً خوفاً من هذا التغيير .. فمن قوقعة صغيرة الى دنيا كبيرة

    و من هنا تنطلق غريزة الخوف التي بداخلنا و تكبر و تكبر

    تماماً كخوفنا من الرقصة الأولى .. التي نرقصها أمام القدر فرحين بأخطائنا

    التي نقع في حفرتها يوماً بعد يوم حتى نصل الى خطأنا الأكبر .. يوم ولادتنا !!!!

    ---------

    لن أنسى ذلك اليوم الذي دعاني فيه أخى لرؤية التمساح المُحنط

    الموضوع في باحة المعرض الدولي الذي يقام فيه عرضاً سنوياً لجميع المنتجات المستوردة

    لكافة الشركات العالمية .. لم أجد سبباً مقنعاً لأقنع به من حولي بأنني أكره التجمعات

    و الضوضاء .. فوجدت نفسي هكذا وسط الزحام تائهاً بين وجوه الناس التي تخفي خلف

    إبتساماتها الكثير من الآلام .. كم هم كاذبون !!!!!!

    و فجأة سقط نظري على ذلك التمساح الذي كان مُحدقاً تماماً في إتجاه عيني

    و كأنه قد لمحني تائهاً وسط الجموع .. سمعت عن الخوف لكنني لم أكن أعلم معناه الحقيقي

    فقد كان أكبر مخاوفي هو الإبتعاد عمن حولي .. من أبي، أمي، أخوتي و أصدقائي

    لكنني لم أكن أعي بأن الخوف أكبر من ذلك بكثير !!

    كان أخي الأكبر بجانبي .. فرحاً بزيارة المعرض .. و كأنه يخرج للمرة الأولى في حياته

    مع أنه معتادٌ على مثل هذه الأمكنة .. لكن لربما هو يعشق إختبار الرقصة الأولى دائماً

    تلك الرقصة التي نرقصها لنشعر بالسعادة اللحظية

    كم أكره أخي عندما يحاول إجباري على فعل أشياء لا أحبها !!!

    أشعر و كأن على أن أصبح أكبر منه حتى لا يُجبرني ..

    كم هو قويٌ و انا ضعيف

    لكنه ليس بأذكى مني .. فلدي قدرة إثارته بسهولة تامة

    أذكر جيداً ذاك اليوم الذي ضربني .. حتى قاربت أن أنزف دماً

    و ذلك بسبب إستفزازي له في مباراة كرة قدم

    كم هو غبي .. يعتمد على قوته و لياقته .. و لكنه لا يعي إستخدام عقله

    لا أقول بأنني ذكي .. فقد أزددت غبائاً و انا اجاري أسلوب لعبه

    تماماً كالرقصة الأولى .. تلك التي نحاول فيها مجاراة من يقف بأمامنا

    بوضع أيدينا على الخصر .. و إنتظار أيديهم لملامسة الكتف

    و مع ضربة اللحن الأولى .. تلك التي تكون هادئة لتدخل بين آذاننا و تثير فينا

    ذلك الشعور بالأريحية .. لنحرك أرجلنا في تناغم ٍ مع خوف ٍ من السقوط الأول

    خوفاً من أن ينكشف ستارنا المخفي .. بأننا فاشلون .. حتى في رقصتنا الأولى !!!!

    -----------

    أمسك أخي بيدي في تلك اللحظة .. و ركض بي بإتجاه ذلك التمساح

    و انا أصرخ .. أتركني .. أتركني .. أتركني

    و والداي يضحكان .. من بعيد

    كم أكره ذلك الإحساس اللعين .. إحساس الوحدة القاتل

    لأنك تصرخ عالياً .. و الجميع يضحكون من حولك

    و تبكي بدموعك .. و تجدهم غير مبالين بما بك

    إقتربنا من ذلك الجسد الضخم .. و الرعشة قد أصابت كل ما بداخلي

    أصبحت أرتجف و أرتجف .. و أخي يضحك على خوفي

    إعتقاداً بأن ذلك جبناً مني !!!

    و إعتقاداً بأن ذلك شجاعة منه

    منذ ذلك اليوم .. و أنا أكره أخي و أحبه في نفس الوقت !!!

    كم انا متضارب ٌ في كل شئ

    تماماً كما الرقصة الأولى .. عندما نظرت من خلال عينيها الصامتتين

    بشعرها الأسود المتدلي بين أكتافها .. و قفازها الأبيض الناعم الملمس بين أيديها

    شعرت بتضارب ٍ نفسي .. حتى انني شعرت بأنني اطير في تلك اللحظة

    لكنني كرهتها و أحببتها في نفس الوقت تماماً كأخي

    فقد إكتشفت بأنها كانت تنظر الى ذلك الوسيم الذي يقف الى الجانب الأيمن

    من باب الحفل المؤدي الى الخارج

    و كانت دائماً ما تحاول النظر إلبه بشدي الى الجانب الأيسر بسرعة خاطفة لتراه و تتمعن فيه

    لا أعلم كيف أنني قد لحظت نظراتها .. ربما لأنني كنت أراقب عينيها طوال تلك الرقصة

    فهي الأولى في كل شئ .. الأولى في لمس حواسها و إختبار أيديها و حركتها مع الموسيقى

    تماماً كأخي الذي كان يختبر شجاعته أمام خوفي .. لكنني أثبت له مدى خوفه

    فقد صرخت في وجهه الذي كان امامي .. و التمساح المُحنط من خلفه

    صرخت له بحركة مفاجئة و بصوتٍ عالي ..

    تأكيداً مني بأنني خائفٌ عليه : أنتبه .. حاذر

    فقفز أخي بحركة ٍ خاطفة .. و وجدته بجانبي تماماً كالطفل الذي يحاول الإحتماء بوالدته

    كم هو جبانٌ ذلك الشجاع !!!!!

    تماماً كما الرقصة الأولى .. تلك التي إكتشفت فيها مدى جبنها أمامي

    سألتها بنبرة حادة : " أتعرفين ذلك الرجل "

    قالت :" نعم أنه حبيبي السابق "

    - لكنك لم تقولي لي بأن لديك حبيباً آخر في حياتك !!!

    - لم أحب أن أحكي تلك الحكاية لأنني أردت نسيانها

    - - أتعتبرين حبك الأول حكاية فقط ترويها لأصدقائك .. و تنسين بأن زوجك من حقه معرفتها !؟!؟!

    ---------------

    سمعت بأن هناك كثيرون من يهاب الرقصة الأولى مثلي تماماً

    لكنهم إعتادوا عليها مع مرور الأيام .. فالبشر كعادتهم يعتادون كل شئ مع مرور الوقت

    لكنني لست مثلهم .. ما زالت كل رقصة ٍ بالنسبة إلي هي الأولى

    لأنني أعشق عدم فقدان ذلك الإحساس .. إحساس الرقصة الأولى

    كم انا وقح ٌ و غبي

    ما زلت لم أتعلم بأنني مجرد شخص ٍ عادي .. اؤدي رقصتي لأرقص غيرها في المستقبل

    من خوف ٍ الى خوف .. و من رقصة الى أخرى

    حتى أصبحت كل رقصة ٍ خوفاً لوحدِها .. و كل خوف ٍ رقصة أولى

    كم اكرهُك ِ

    أكرهُكِ .. أيتها الرقصة الأولى !!!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 7:38