لم يستطع سعيد ان يتفوه بكلمه واحده امام كلمات اخيه احمد صمت قليلا ثم تركه وخرج هائما لايرى من حوله وكأنه قد فقد وعيه لم يعد يشعر بحركات قدمه او ضجيج ذلك الحى
الشعبى الذى طالما تمنى ان يهجره. لم يكن يتخيل سعيد الذى ظل لمده ثلاث سنوات يدخر اكثر من نصف مرتبه ان ياتى اليه فى النهايه من يطلب منه كل ما لديه بدون مقابل ويقنعه
ايضا ان ذلك واجب عليه ودين فى عنقه ..سعيد الشاب البسيط لم يكن يحلم بفيلا اوسياره كان حلمه ان يتزوج ويعيش حياه بسيطه هادئه مثل اخوته الذين كافحوا من قبله ضيق
الحال وضعف الراتب وغلو الاسعار حتى استطاع كل فرد منهم بناء شقه فى البيت الصغير الذى يملكونه وسط ذلك الحى الشعبى .كان يجاهد الفقر وضيق ذات اليد لوالده
الذى وجد معاناه كبيره حتى أتم دراسته الجامعيه فكان هو الوحيد فى اخوته الذى حصل على المؤهل العالى ذلك المؤهل الذى لم يشفع له فى ان يجد وظيفه تليق بمؤهله رغم سعيه
وتقدمه لكثير من الوظائف التى غالبا ما تذهب لذوى المحسوبيات .كان دائما يقول (كلما اذداد عمرى يوما عشت الواقع اكثر وقلت احلامى اكثر) لم ينسى سعيد كلمات والده له يوم
احالته الى المعاش حينما حدثه قائلا (انا كبرت ومش هأعيش قد اللى عيشته ونفسى اقضى فرض ربنا عشان كده القرشين اللى خدتهم هاطلع بيهم الحج السنه دى انا وامك والباقى
هاديه لاخواتك الكبار لانهم كبروا وعايزين يجوزوا ودول تعبوا كتير معايا وبرضه كانوا بيساعدونى فى تعليمك وانت يابنى معاك شهاده كبيره بكره تشتغل وتبقى معاك فلوس كتير
ويبقى كده عملت اللى عليا..انت عارف كان نفسى يكون معايا كنت عملتلك اللى فى نفسك لكن الظروف صعبه)
لم تختلف هذه الكلمات عن الكلمات الى وجهها لاخيه احمد بعدها بخمس سنوات بعدما عاد من صلاه الظهر وقد وضح عليه التعب الشديد وقال له (انت عارف يا احمد انا كنت فين
دلوقتى ..انا كنت فى جنازه الحاج ابراهيم والد الاستاذ احمد المحامى ..صمت قليلا واستطرد باكيا ..دفنوه فى مقابر الصدقه .. احنا كمان هنبقى كده بنينا بيت كام دور ونسينا نشترى
كام متر نستر بيه نفسنا ).كلمات قاسيه لم يستطع احمد تحملها وخرج تاركا الغرفه مسرعا حتى انه كاد يصطدم باخيه خارج الغرفه.
اعتقد سعيد ان احمد قد نسى هذا الكلمات حتى فوجئ به اليوم يحدثه قائلا(انا دبرت قرشين واخدت الفلوس اللى مع اخوك محمد كلها علشان نشترى مقبره للعيله الاعماربيد الله واحنا محتاجين منك اللى تقدر عليه
ده واجب علينا احنا نخلص الموضوع ده وبعدها ربنا يسهل فى اى حاجه ..شئ اهم من شئ) لم يشعر سعيد بالظلم مثلما شعر به فى هذا اليوم ..ولكنه شعور بالظلم دون ان يعرف من الظالم
كان سعيد قد اقترب من مكتب بريد الحى فدخل المكتب وهويخرج دفتر التوفير من ملابسه وهو يقول فى نفسه ...من الظالم..؟
الشعبى الذى طالما تمنى ان يهجره. لم يكن يتخيل سعيد الذى ظل لمده ثلاث سنوات يدخر اكثر من نصف مرتبه ان ياتى اليه فى النهايه من يطلب منه كل ما لديه بدون مقابل ويقنعه
ايضا ان ذلك واجب عليه ودين فى عنقه ..سعيد الشاب البسيط لم يكن يحلم بفيلا اوسياره كان حلمه ان يتزوج ويعيش حياه بسيطه هادئه مثل اخوته الذين كافحوا من قبله ضيق
الحال وضعف الراتب وغلو الاسعار حتى استطاع كل فرد منهم بناء شقه فى البيت الصغير الذى يملكونه وسط ذلك الحى الشعبى .كان يجاهد الفقر وضيق ذات اليد لوالده
الذى وجد معاناه كبيره حتى أتم دراسته الجامعيه فكان هو الوحيد فى اخوته الذى حصل على المؤهل العالى ذلك المؤهل الذى لم يشفع له فى ان يجد وظيفه تليق بمؤهله رغم سعيه
وتقدمه لكثير من الوظائف التى غالبا ما تذهب لذوى المحسوبيات .كان دائما يقول (كلما اذداد عمرى يوما عشت الواقع اكثر وقلت احلامى اكثر) لم ينسى سعيد كلمات والده له يوم
احالته الى المعاش حينما حدثه قائلا (انا كبرت ومش هأعيش قد اللى عيشته ونفسى اقضى فرض ربنا عشان كده القرشين اللى خدتهم هاطلع بيهم الحج السنه دى انا وامك والباقى
هاديه لاخواتك الكبار لانهم كبروا وعايزين يجوزوا ودول تعبوا كتير معايا وبرضه كانوا بيساعدونى فى تعليمك وانت يابنى معاك شهاده كبيره بكره تشتغل وتبقى معاك فلوس كتير
ويبقى كده عملت اللى عليا..انت عارف كان نفسى يكون معايا كنت عملتلك اللى فى نفسك لكن الظروف صعبه)
لم تختلف هذه الكلمات عن الكلمات الى وجهها لاخيه احمد بعدها بخمس سنوات بعدما عاد من صلاه الظهر وقد وضح عليه التعب الشديد وقال له (انت عارف يا احمد انا كنت فين
دلوقتى ..انا كنت فى جنازه الحاج ابراهيم والد الاستاذ احمد المحامى ..صمت قليلا واستطرد باكيا ..دفنوه فى مقابر الصدقه .. احنا كمان هنبقى كده بنينا بيت كام دور ونسينا نشترى
كام متر نستر بيه نفسنا ).كلمات قاسيه لم يستطع احمد تحملها وخرج تاركا الغرفه مسرعا حتى انه كاد يصطدم باخيه خارج الغرفه.
اعتقد سعيد ان احمد قد نسى هذا الكلمات حتى فوجئ به اليوم يحدثه قائلا(انا دبرت قرشين واخدت الفلوس اللى مع اخوك محمد كلها علشان نشترى مقبره للعيله الاعماربيد الله واحنا محتاجين منك اللى تقدر عليه
ده واجب علينا احنا نخلص الموضوع ده وبعدها ربنا يسهل فى اى حاجه ..شئ اهم من شئ) لم يشعر سعيد بالظلم مثلما شعر به فى هذا اليوم ..ولكنه شعور بالظلم دون ان يعرف من الظالم
كان سعيد قد اقترب من مكتب بريد الحى فدخل المكتب وهويخرج دفتر التوفير من ملابسه وهو يقول فى نفسه ...من الظالم..؟