البـــــوابـــة
في ذلك الفجر الانتظاري وبعد إن صلت الصلاة على صدر مدينتي وسماعي ابابيل القدس وهي ترجم الفيلة الفولاذية وإذا بلهب يهاجم أوراق جسدي الياسمينية، فجسدي محاصر كوطني ووطني حربة صاعقة تصطاد أي شرارة كهربائية ترسلها الى فضاء الشرق ، لذلك قررت أن احلم بأن اكون نبي فالعين عيني ولا يحق لأحد التدخل بما يترسم بين جفنها وبؤبؤها ، وقراري لم يأت اعتباطاً ولا ممارسة هواية ، بل جاء بعد دراسة مستفيضة ، فلم يدع احد للنبوة في هذه الأيام ، وأن هناك مسافة زمنية كبيرة بين أخر نبوة وادعائي هذا ، وهذا الامر بسيط فكتاب قصص الانبياء بمتناول الايدي وسوف اقرأهُ وأختار الدور الذي يلائم زماني ومكاني ، وكالعادة سوف يتهمني الجميع بالجنون والسفه ويكذبوني إذن العناصر الإساسية كلها حضرت ،لم يتبقَ سوى أن أجد "معجزة "، وهنا طالتني يد الصمت ،ورحت أفكر من أين أتِ بالمعجزة ومن المهم ان يكون لكل نبي معجزة وخصوصاً ان معنى المعجزة " خروج عن المألوف " كما قرأت في بعض الكتب، وفي لحظة نظرت في أرض الله الواسعة لأصطاد تلك المعجزة ، وفعلا كان ذلك وإذ بي في ساحة كبيرة تحطيها اللافتات والاسماء والعناونين ،وأنا واقف وسط حشد هائل فصحت بصوتي :يا إيها الناس اسمعوا وعوا، واذا سمعتم فانتفعوا ..انا نبي هذا العصر ،ارسلني إليكم جوعي ، برسالة سماوية ولا أريد منكم سوى اتباع الاوامر السماوية هاته، فخفتت الاضواء ، واكفهرت الوجوه ، وعلاها وجوم ، اعدت مرة اخرى عليهم ندائي ، ولكن في هذه المرة انبرى لي شاب(( اثقل الاملاق ممشاه)) صارخاً وسط الزحام .. انا اول من يصدقك ويتبع دينك الجديد ، فقد مللت من كل الاديان ، ولكن ارني معجزتك فكل الرسل لهم معاجز ، فابتسمت أمامه واخبرته أنت تعلم جيداً ان من يعمل يأكل ومن لا يعمل لا يأكل ، ولكن معجزتي هو ان اريك رجالاً تركوا العمل والمعمل ، وناموا في بيوتهم ، وجيبوهم مملوءة ، وكل هذا بفضل دعائي لهم !! فهل معجزة اعظم من ذلك تريدون ! فصاح الجمع بصوت واحد يعيش النبي الجديد ومن شدة الهتاف ووشدة فرحي استيقظت من حلمي ونومي
