همسة
لا أعرف لماذا كتبتها أو بالأحرى محاولة رسمها
بالرغم من كل شيء أصبحت أتوكأ على عكاز النشاز
تلك الطيور جمعتني بعناقيد الرواة فعدت اليها بطوابير
من الأحلام تغتسل بالدموع الحارة ثم تفترش دهاليز المادة الرنانة
لحظة الكتابة التي لبست تمرد القلم وجنون المخيلة
أترككم مع جنوني فلربما استطعنا رسم تلك الابتسامة
مميز هذا اليوم،كل شيء مفتون بنفسه، السماء بزرقتها والأرض باخضرارها،أشياء تحكي في اسهاب عجيب،تتهجى نواقيس النتوءات التي عمرت طويلا، لحظة مشبعة بالمشاغبة والالتواءات،زفير هائج بعرق النهار أوقد الرغبة في زحام الفن واكتظاظ الحنين لقلم الرصاص والألوان،حنين تربع فوق مهراج الريشة الحانية.
سنوات خلت وهو ماكث في قبر من زجاج، حيث امتلأ صدره بفوضى الحواس، كم كانت تلك الاماني تتمرد على حين غرة من الماء المنسكب على حلمه السرمدي،إذ هو توجس خفي يبعثره شغف الحلم الهائم في بلوغ الشهرة التي بقيت صريعة الندى المنحور،كم من مرة تألم لرجفة يده، فشد عليها بانحسار وألقى بها داخل مجرته المجردة تفاصيلها من الحركة ولغة الكلام،في كل مرة تزوره في أحلامه ،تمشي حافية الروح،يتقلص حجمها كلما توارت خلف العتمة، هو سحر تتلمذ على يد الجنون المباح والتصور الهلامي، ثغر لذيذ يحاكيه عند امتداد النور ويتخاذل عند حدود الكبرياء،أرهقته تلك الأسئلة عندما تلح على المشي قبالته وهي تجر الأنين من عنقه غير آبهة لجموح الدمع العصيّ،ترسله الى عوالم تتتغدى على بقايا الأريج وهو يصدح بأفول التمرد.
حاول بقدر شغب عبقريته في تزاوج الألوان،وهوسه بالانتداب المبكر لقلم الرصاص والزوايا التي تمهجرت بداخلها كل فنون التخطيط، بلا توثيق حط رحاله تاركا كل المتناقضات جاثمة وأسدل ستار القحط، وإذا النجوى أطبقت وصار لها ذيل في مخيلة الهدوء،خطوة ذات نطاق واسع تلامس أجراس البداية،انتفاضة تلبس سلفا كثبان البراءة المتربعة على وجهه الدائري حيث تذوب تلك القطع الجليدية في خاصرة الجماد، عيناه عميقتا السواد كالليل الحالك الهارب من ضوضاء النهار، شعره الفاحم الأملس وتلك الشعيرات المتساقطة فوق جبهته كغزال ينط عند أية حركة فجائية،بدون تفكير مضني تقوست تلك الطقوس التي تبدأ قبل موعد الجنون وسحر الريشة، جلس أمام اللوحة، سحب نفسا عميقا،استرخى قليلا فبدأ في رسم ملامحها،تحركت الخطوط في صمت يمينا ثم يسارا،انحناءات وتضاريس لملامح آدمية صعودا ونزولا،أثقل عليها شحوب الوعي،حاصرها بغموض في رسم عيونها، زلزل خديها في تيه الحقول،أكسبها الجمال عنوة،وجه ملثم بالغروب،عندما اتضحت معالمه وهي تسبح سلفا داخل صهريج للكثبان،تتطاير قبالته كالنخل وهو يفترش حمم الشموخ،كلما انتهى من رسم تباشير ذلك الوجه إلا ويتملكه احساس بالقلق.
توقف…!!!
بدأ ينظر اليها مخاطبا:
يجب ان تكوني كما أريد فدعيني أرسمك كما أشاء
هرول في حركة جنونية الى الألوان المختلفة،ثم أحس بجاذبية تجره من الخلف، تدعوه الى الصمود مرة اخرى،توقف عند حدود الابتسامة فهل يجعلها ضاحكة أم يعطيها غموضا ويجمع بين كل الاشكال في ابتسامة واحدة..؟؟؟بلا موعد تقوست تلك الأفكار حتى فطام الالهام سجنته الظنون،زاحمها في حركة مباغثة ثم تنفس الصعداء قائلا:
ما أغباني أنجح في رسم كل الثغور وأصبح جبانا عند رسم ابتسامة..؟!
مزقه الحنق والاعتصار فاللمسة الأخيرة لا تتجه إليه ولا تشبع غروره،أخد يغرق في سبات سؤاله العذري،تحركت أحاسيسه بسطوة في فراغ الرؤية وهي تغمز له في سخرية،تطارح تلك السوداوية المتأرجحة علوها الملتهب،انهمك في الرسم مرة أخرى دون الاقتراب من الهدف فسيأتي دور تلك الابتسامة لا محالة، أخده التعب دون تحقيق مراده، فمرت عليه سحابة كانت تلك هي الغشاوة التي ستصبح كبش فداء،تسلل الهواء الى رئتيه المنقبضتين، وتكهرب الجو وكل الاشياء المحيطة به لتعلق رغبته اللازوردية،هرول كالمجنون الى الألوان المختلفة وانغمس في ضبابية اللحظة الرعناء التي تفجرت في مخيلته ضاربة بقوة السياط، فلا بد للشتاء أن يرتحل ويحل محله الربيع.مدد يده واحكم القبض على ريشته،رسم تلك الابتسامة التي حلم بها،صرخ عاليا ورمى بطبشورته وأدواته ورقص كالمجنون الذي رجع له عقله
رسمتكِ يا أميرتي…رسمتكِ يا معذبتي…رسمتكِ… آه آه آه… تفوقت عليكِِ
حمل جسده مبتسما،ارتمى فوق سريره ونام في رضى وهدوء وبعد ساعات استيقظ وتوجه اليها مباشرة،فوجدها تبتسم له فاحتضنها بعينيه.
لا أعرف لماذا كتبتها أو بالأحرى محاولة رسمها
بالرغم من كل شيء أصبحت أتوكأ على عكاز النشاز
تلك الطيور جمعتني بعناقيد الرواة فعدت اليها بطوابير
من الأحلام تغتسل بالدموع الحارة ثم تفترش دهاليز المادة الرنانة
لحظة الكتابة التي لبست تمرد القلم وجنون المخيلة
أترككم مع جنوني فلربما استطعنا رسم تلك الابتسامة
مميز هذا اليوم،كل شيء مفتون بنفسه، السماء بزرقتها والأرض باخضرارها،أشياء تحكي في اسهاب عجيب،تتهجى نواقيس النتوءات التي عمرت طويلا، لحظة مشبعة بالمشاغبة والالتواءات،زفير هائج بعرق النهار أوقد الرغبة في زحام الفن واكتظاظ الحنين لقلم الرصاص والألوان،حنين تربع فوق مهراج الريشة الحانية.
سنوات خلت وهو ماكث في قبر من زجاج، حيث امتلأ صدره بفوضى الحواس، كم كانت تلك الاماني تتمرد على حين غرة من الماء المنسكب على حلمه السرمدي،إذ هو توجس خفي يبعثره شغف الحلم الهائم في بلوغ الشهرة التي بقيت صريعة الندى المنحور،كم من مرة تألم لرجفة يده، فشد عليها بانحسار وألقى بها داخل مجرته المجردة تفاصيلها من الحركة ولغة الكلام،في كل مرة تزوره في أحلامه ،تمشي حافية الروح،يتقلص حجمها كلما توارت خلف العتمة، هو سحر تتلمذ على يد الجنون المباح والتصور الهلامي، ثغر لذيذ يحاكيه عند امتداد النور ويتخاذل عند حدود الكبرياء،أرهقته تلك الأسئلة عندما تلح على المشي قبالته وهي تجر الأنين من عنقه غير آبهة لجموح الدمع العصيّ،ترسله الى عوالم تتتغدى على بقايا الأريج وهو يصدح بأفول التمرد.
حاول بقدر شغب عبقريته في تزاوج الألوان،وهوسه بالانتداب المبكر لقلم الرصاص والزوايا التي تمهجرت بداخلها كل فنون التخطيط، بلا توثيق حط رحاله تاركا كل المتناقضات جاثمة وأسدل ستار القحط، وإذا النجوى أطبقت وصار لها ذيل في مخيلة الهدوء،خطوة ذات نطاق واسع تلامس أجراس البداية،انتفاضة تلبس سلفا كثبان البراءة المتربعة على وجهه الدائري حيث تذوب تلك القطع الجليدية في خاصرة الجماد، عيناه عميقتا السواد كالليل الحالك الهارب من ضوضاء النهار، شعره الفاحم الأملس وتلك الشعيرات المتساقطة فوق جبهته كغزال ينط عند أية حركة فجائية،بدون تفكير مضني تقوست تلك الطقوس التي تبدأ قبل موعد الجنون وسحر الريشة، جلس أمام اللوحة، سحب نفسا عميقا،استرخى قليلا فبدأ في رسم ملامحها،تحركت الخطوط في صمت يمينا ثم يسارا،انحناءات وتضاريس لملامح آدمية صعودا ونزولا،أثقل عليها شحوب الوعي،حاصرها بغموض في رسم عيونها، زلزل خديها في تيه الحقول،أكسبها الجمال عنوة،وجه ملثم بالغروب،عندما اتضحت معالمه وهي تسبح سلفا داخل صهريج للكثبان،تتطاير قبالته كالنخل وهو يفترش حمم الشموخ،كلما انتهى من رسم تباشير ذلك الوجه إلا ويتملكه احساس بالقلق.
توقف…!!!
بدأ ينظر اليها مخاطبا:
يجب ان تكوني كما أريد فدعيني أرسمك كما أشاء
هرول في حركة جنونية الى الألوان المختلفة،ثم أحس بجاذبية تجره من الخلف، تدعوه الى الصمود مرة اخرى،توقف عند حدود الابتسامة فهل يجعلها ضاحكة أم يعطيها غموضا ويجمع بين كل الاشكال في ابتسامة واحدة..؟؟؟بلا موعد تقوست تلك الأفكار حتى فطام الالهام سجنته الظنون،زاحمها في حركة مباغثة ثم تنفس الصعداء قائلا:
ما أغباني أنجح في رسم كل الثغور وأصبح جبانا عند رسم ابتسامة..؟!
مزقه الحنق والاعتصار فاللمسة الأخيرة لا تتجه إليه ولا تشبع غروره،أخد يغرق في سبات سؤاله العذري،تحركت أحاسيسه بسطوة في فراغ الرؤية وهي تغمز له في سخرية،تطارح تلك السوداوية المتأرجحة علوها الملتهب،انهمك في الرسم مرة أخرى دون الاقتراب من الهدف فسيأتي دور تلك الابتسامة لا محالة، أخده التعب دون تحقيق مراده، فمرت عليه سحابة كانت تلك هي الغشاوة التي ستصبح كبش فداء،تسلل الهواء الى رئتيه المنقبضتين، وتكهرب الجو وكل الاشياء المحيطة به لتعلق رغبته اللازوردية،هرول كالمجنون الى الألوان المختلفة وانغمس في ضبابية اللحظة الرعناء التي تفجرت في مخيلته ضاربة بقوة السياط، فلا بد للشتاء أن يرتحل ويحل محله الربيع.مدد يده واحكم القبض على ريشته،رسم تلك الابتسامة التي حلم بها،صرخ عاليا ورمى بطبشورته وأدواته ورقص كالمجنون الذي رجع له عقله
رسمتكِ يا أميرتي…رسمتكِ يا معذبتي…رسمتكِ… آه آه آه… تفوقت عليكِِ
حمل جسده مبتسما،ارتمى فوق سريره ونام في رضى وهدوء وبعد ساعات استيقظ وتوجه اليها مباشرة،فوجدها تبتسم له فاحتضنها بعينيه.