الإنصهار
توقفت السيارة أمام محطة الحافلات بالعاصمة معلنة عن انتهاء رحلة دامت ما دامت
لتنتهي ربما قبل أوانها ، ترجل وبدأت
طقوس الوداع لكل من كان بالسيارة
تعمدت الوقوف بعيدا
مستغلة آلة التصوير بيدي
محاولة تسجيل لحظات ما كانت لتنسى
أو ربما لإخفاء دمع لا أملك لمنعه دفعا
مضت لحظات توديعه للآخرين بسرعة غير متوقعة
لتستقر يمناه بيميني
طقوس اعتيادية للوداع لكنها شكلت انكسارا دمر قلاع صبر سهرت أرسمها بداخلي
وكلمات مجدت فيها قدري وقمة رضاه
حمدت الله كثيرا ليلتها ولقنت نفسي معان واسباب جديدة للحمد
لكن لحظة الوداع كانت أقسى من المتوقع
والأقسى منها إخفاء الدمع بالحدق
سارت السيارة بي مبتعدة عن رصيف يحتضن انسلاخه عني وانسلاخي عنه
اختنقت العبارات في حلق من معي
واجزموا أنه بكى
لم أشاركهم الحوار
فشريط الأيام الماضية اعاد استعراض نفسه أمامي
لم يكن تشفي وإنما قناعة داخلية بالحمد
ايمان مطلق أنني حتى بالبعد عنه قمة الإنصاف
فقد منحني اقتناعا أن المسافات ما هي الا هندسة خاطئة وجائرة
وأن وكما العمر يقاس بلحظات السعادة
فالمسافة هي قناعة تتحدد بمدى الإكتفاء الذاتي بالآخر
وبقيمته في حياتنا
لم تكن المسافة بين العاصمة والمدينة الموالية ضئيلة
لكنها كانت غير كافية لتعداد مزايا اللقاء الأخير
توقفت السيارة بنا في اماكن عدة فالرحلة السياحية ما كانت لتنتهي قبل ان نستجمع قسطا
مهما من الزيارات لمناطق أثرية وحضرية أيضا
لكن مذاق الجولة فقد طعمه وبهتت كل الأماكن
فقد صارت خلفية لصورة مترسخة بداخلنا
ان الرحلة انتهت في لحظة الوداع تلك
حتى آلة التصوير فقد ت دورها في تسجيل الأحداث والأماكن
والعبارات تعرج على اسمه وذكراه
حتى الوجوه التي نقابلها صارت تشبهه
والكلمات تؤول دائما الى طريقة تفكيره وتعبيره عنها
ايقننا بعدها ان لحظة الوداع تلك
لم تكن وداعا وإنما التحاما وانصهارا فينا
في فكرنا وتصرفاتنا
لتنتفي كلمة المسافات بعدها وتضمحل
انه الإنصهار التام
توقفت السيارة أمام محطة الحافلات بالعاصمة معلنة عن انتهاء رحلة دامت ما دامت
لتنتهي ربما قبل أوانها ، ترجل وبدأت
طقوس الوداع لكل من كان بالسيارة
تعمدت الوقوف بعيدا
مستغلة آلة التصوير بيدي
محاولة تسجيل لحظات ما كانت لتنسى
أو ربما لإخفاء دمع لا أملك لمنعه دفعا
مضت لحظات توديعه للآخرين بسرعة غير متوقعة
لتستقر يمناه بيميني
طقوس اعتيادية للوداع لكنها شكلت انكسارا دمر قلاع صبر سهرت أرسمها بداخلي
وكلمات مجدت فيها قدري وقمة رضاه
حمدت الله كثيرا ليلتها ولقنت نفسي معان واسباب جديدة للحمد
لكن لحظة الوداع كانت أقسى من المتوقع
والأقسى منها إخفاء الدمع بالحدق
سارت السيارة بي مبتعدة عن رصيف يحتضن انسلاخه عني وانسلاخي عنه
اختنقت العبارات في حلق من معي
واجزموا أنه بكى
لم أشاركهم الحوار
فشريط الأيام الماضية اعاد استعراض نفسه أمامي
لم يكن تشفي وإنما قناعة داخلية بالحمد
ايمان مطلق أنني حتى بالبعد عنه قمة الإنصاف
فقد منحني اقتناعا أن المسافات ما هي الا هندسة خاطئة وجائرة
وأن وكما العمر يقاس بلحظات السعادة
فالمسافة هي قناعة تتحدد بمدى الإكتفاء الذاتي بالآخر
وبقيمته في حياتنا
لم تكن المسافة بين العاصمة والمدينة الموالية ضئيلة
لكنها كانت غير كافية لتعداد مزايا اللقاء الأخير
توقفت السيارة بنا في اماكن عدة فالرحلة السياحية ما كانت لتنتهي قبل ان نستجمع قسطا
مهما من الزيارات لمناطق أثرية وحضرية أيضا
لكن مذاق الجولة فقد طعمه وبهتت كل الأماكن
فقد صارت خلفية لصورة مترسخة بداخلنا
ان الرحلة انتهت في لحظة الوداع تلك
حتى آلة التصوير فقد ت دورها في تسجيل الأحداث والأماكن
والعبارات تعرج على اسمه وذكراه
حتى الوجوه التي نقابلها صارت تشبهه
والكلمات تؤول دائما الى طريقة تفكيره وتعبيره عنها
ايقننا بعدها ان لحظة الوداع تلك
لم تكن وداعا وإنما التحاما وانصهارا فينا
في فكرنا وتصرفاتنا
لتنتفي كلمة المسافات بعدها وتضمحل
انه الإنصهار التام