Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    /////// ضــفــيرة شـــعـــر @@@@

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 61741
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 33

    /////// ضــفــيرة شـــعـــر @@@@ Empty /////// ضــفــيرة شـــعـــر @@@@

    مُساهمة من طرف GODOF الجمعة 4 سبتمبر - 14:59

    أنا يتيمة .. سمعت أ حدهم في مرة يقول إن اليتم صفة تسقط عن البالغ .. فهو بعد بلوغه لا يكون يتيما .. لا أدرى أصل هذه المقولة الشرعية أو النفسية .. ولكن كل ما اعرفه جيدا أنى كنت ومازالت حتى الآن يتيمة .

    كنت يتيمة منذ العام الأول من عمري منذ وفاة أمي .. وحتى الآن و أنا ناضجة و أم لأربعة أطفال مازالت يتيمة .. ومازلت اشعر باليتم ،

    بل إن اليتم هو صفتي الأولى و انتمائي

    عادة ما يقدم الناس أنفسهم أولا بما ينتمون .. فتجدهم يقولون أنا مسلم مثلا أو قبطي .. ثم يضيفون جنسيتهم فيكونون: مسلم مصري أو قبطي أردني أو غيرها ..



    ويمكن لأي شخص أن يختار انتماءه .. ويكون هو أولا هذا الانتماء ثم أي شي أخر .. فقد يتخذ مذهب ديني فيكون انتمائه الأول

    فيقول أنا وهابي مثلا ثم أي صفة أخرى



    و أنا يتيمة

    صفتي الأولى والتي اشعر بها تمثلني جدا وتفصح عنى هي اليتم

    وهى صفة لم أخترها و انتماء لم أبحث عنه .

    ولكنى وجدت نفسي أحيا في بيت مع أبى وأخوين ذكرين أكبر منى.. وبلا أم .



    بالطبع لا أذكر جيدا سنوات عمري الأولى ولكن من المؤكد أنى وقتها لم أكن أشعر أنى يتيمة ..

    شعرت باليتم عندما اكتشفت وجود الأم في الحياة

    و عرفت ذلك من جيراني فكل بيت به أب و أم

    إلا بيتنا !

    وعندما سألت أبى: لماذا ليس في بيتنا ماما ؟!!!

    فوجئ بالسؤال وشرد قليلا ثم قال لي: إن ماما في السماء .



    وعندما سألته لما لا تعيش معنا وتترك السماء



    تنهد ومسح على شعري وقال: إن ربنا يريد ذلك

    ثم قام ليخفى دموعه



    وعلقت بذهني تلك الكلمات وأنا لا أفهمها



    ثم بدأت أشعر باليتم



    لأسباب هينة جدا



    ستجد دائما اليتيم يشعر بيتمه من أشياء بسيطة جدا ولكنها تظل معه عمره كله تذكره انه ناقص شيئا

    ناقص أما .. أو أبا .



    وستجد يتيما يشعر بيتمه جدا عندما تطلب المدرسة حضور الأب في مجلس الآباء



    وستجد يتيما يشعر بيتمه لأنه ليس له ماما تحكى له حكاية قبل النوم مثل زميله



    وتجد يتيما آخر يبكى إذا سأله أحدهم : بابا بيشتغل ايه يا حبيبى ؟



    بل إني في الثانوي قالت لي صديقة إنها تشعر جدا بيتمها عندما تجهز لنفسها سندوتشات الصباح ولا تجدها جاهزة مثل جميع الطالبات ..



    أسباب هينة جدا .. بسيطة جدا ومختلفة ومتنوعة جدا تجدها في طفولة كل يتيم

    أشياء تصنع شيئا ما مختلفا في قلبه شيئا لا أدرى ما اسمه ولا كيف أصفه

    .. تجعله مختلفا عن الآخرين ..



    فتجد في عينيه شيئا ما يجعله مميزا..

    إن هذا ليس مجرد تخيل ..

    اقسم أنى أستطيع أن أميز أي يتيم من عينيه .. مهما كان محاطا بالحنان و والاهتمام ..



    كلنا لنا نظرة واحدة ولا يتعرف عليها إلا يتيم مثله ..

    صفة مشتركة تجمعنا نحن أبناء حزب اليتم ..

    هؤلاء الذين لم يروا أحد من أبويهم نهائيا ..



    نظرة أو لمعة مميزة أستطيع دائما أن أعرف منها أن هذا الرفيق لي، لم يعرف أمه أو أباه



    أما أنا فالسبب الهين الذي كان يحرك يتمي و أنا طفلة مختلف ،

    هين جدا

    وبسيط جدا

    وموجع جدا

    كان السبب هو ضفيرة شعر !!



    أبى كان ومازال كل حياتي .. كان يقوم بكل أدوار الأمومة معي بمنتهى الاهتمام

    كان هو الذي يدخل بي إلى الحمام لأستحم

    وهو الذي يجلس بجواري حتى أننهي من طعامي

    وهو الذي يذاكر لي دروسي بعد ذلك ..



    ولكنه لم يكن أبدا يجيد صنع ضفيرة شعري

    كانت دائما ضفيرتي غير مضبوطة

    وكثيرا ما كان ينفلت شعري منها وأصير مهشوشة الشعر كئيبة المنظر .



    وكنت أقف في طابور الصباح أدور بعيني أتفرج على ضفائر زميلاتي

    واشتهى ضفيرة جميلة مثلهم .. واشعر بالنقص ..



    و أبكى كل صباح لأبى و أنا أطالبه بضفيرة غير مكورة ومعرجة



    وكان هو يحاول دائما .

    وكان يفشل دائما !!

    وأخرج بضفيرتي المنبعجة السخيفة و انا أبكى



    بل إن أبى حتى يتخلص من مشكلة شعري أقنعني بعد ذلك بموضة الشعر القصير.



    وقص لي شعري مثل الأولاد ..

    ولم أحب نفسي أبدا بالشعر القصير وقتذاك..

    .. ولكنه كان أهون عندي من خروجي بضفيرتي المشوهة .



    كلما كبرت أكثر كلما احتجت أمي أكثر

    وكم تخيلت في مواقف معينة كثيرة أن الأمر كان سيكون أجمل بوجود أمي



    وخصوصا مع آلام الوضع ..

    كنت و أنا ألد أبنائي دوما

    أتذكر أني يتيمة

    واني أحتاج في هذه اللحظة حتى ومع كثرة المحيطين بي

    احتاج أما ..

    أم فقط ..



    ولكن أمي كانت في السماء ..



    أيضا أتذكر دوما وبدون إرادة منى مسألة يتمي كلما غسلت شعري ..



    صنعت لنفسي عندما كبرت ضفائر جميلة

    وصنعت لابنتي ضفائر أجمل



    ولكن كنت أحن دوما أن أجلس بين يدي أم وأترك لها شعري تشده وتضفره ..

    وأشعر بلمس أصابعها وهى تصنع لي ضفيرتي



    وحتى أحقق ذلك كنت أمرح مع صديقاتي وأطلب منهن أن يصنعن لي ضفيرة ..

    وكن يصنعن ضفائر جميلة ..

    و لكن أبدا ما ارتوى هذا الحنين لدي ..



    على الرغم من جمال الضفائر فإن هناك شيئا ناقصا يجعلني لا أسعد بها ،



    وذات يوم في دعوة كبيرة للغذاء صنعتها حماتي في بيتها ودعت كل أبنائها،

    وبعد الغذاء جلس الرجال يلعبون طاولة ،

    والصغار يتبادلون نغمات الموبايل بالبلوتوث

    والستات يثرثرن في اللا شئ



    وكنت مثقلة من الطعام وقد هاجمني النعاس فتسللت من الجمع إلى غرفة حماتي أستريح قليلا



    وعندما فتحت الباب كانت هي في حجرتها ومعها إحدى حفيداتها بين يديها .. وكانت تصنع لها ضفيرة ..



    وقلت لها إني جئت لأستريح فرحبت بى وجلست أرقبها و أنا لا أستطيع أن أحيد عيني عنها ..



    وعندما انتهت



    لم أقاوم رغبة طفولية

    رغبة يتيمة بداخلي

    وقلت لها بمرح ظاهر وبقلب باك يتيم :

    - ممكن يا طنط تعمللي ضفيرة أنا كمان ؟



    و لأنها طيبة جدا و أنا أحبها جدا ..

    ضحكت في مرح وقالت: من عيني يا أم محمد



    بعد دقائق كنت قد غسلت شعري بعجلة ولهفة

    و أصبحت تحت قدميها وقد أغلقت باب الحجرة حتى انفرد بها وبإحساسي



    وبدأت هي

    ومن أول لمسة عرفت ما كان ينقصني ، مع صديقاتي ، ومع عاملة الكوافير ومع أي أحد صنع لي ضفيرة ..



    كان في لمس أصابعها حنان يتسلل منها إلى خصلات شعري

    ومنها إلى مسام رأسي

    ومنها إلى أعصاب جسدي

    ومنها إلى كياني كله

    فاسترخيت تماما

    استرخى كياني كما لم أشعر من قبل ..

    ونعمت بإحساس لم أحي به من قبل .



    وتمنيت لو بقيت عمري كله تحت قدميها أترك لها شعري تصنع به ضفيرة



    وأترك كياني تربت عليه بحنان وتهدهد طفولة كانت بلا أم ..



    و عندما انتهت حماتي من الضفيرة ..



    كنت أنا قد نمت .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 7:51