السلام عليكم
أقدم لكم قصتي الجديدة
مشرحة
عندما دق جرس الباب في الواحدة ظهرا كنت لا أزال محشورة في المطبخ الضيق أحاول بجد ومثابرة أن أنهى وجبة الغذاء التي اعلق عليها أملا كبيرا في قضاء مساءا هادئا خالي من الصياح والتوتر.لأجل ذلك فقط تحملت الدخان الخانق وقيظ جهنم الذي ينشره الموقد المشتعل منذ الصباح...فلو عاد "عماد" من المغلق ولم تستقبله رائحة وليمة الغذاء لملأ البيت زئيرا ورعبا وربما تطور الأمر و تكلمت يديه وحينها تصبح اصابتي والولدين أمرا غير مستبعد!!!!
خرجت من المطبخ بعدما جذبت نفسي مرة واحدة كأني أخرج من بيت يحترق وقطعت الردهة الصغيرة في بضع ثواني ثم أرتميت على الباب محاولة التقاط أنفاسي المبهورة حتى لا أبدو للطارق كمنكوبي الزلزال. فتحت الباب ففاجأتني البدله البوليسية البيضاء التي أضاع اصفرار العرق وكرمشة المواصلات هيبتها ،جال بخاطري لوهلة أن "عماد" قرر أن ينهى مأساتي على نحو مفاجئ وأرسل لي ورقة الطلاق ،وهذا على كل يوفر تفسيرا منطقيا لغيابه أربعة أيام منعنا فيها ترقب مجيئه كل لحظة من التمتع برفاهية أفتقاده –ولم أكن أعلم أن القدر قد أنهى المأساة على نحو يرضى الجميع .!!!! لحظة واحدة من الصمت أنهاها مساعد الشرطة بتسليمي ورقة استدعاء لقسم البوليس أنهت بدورها خاطرتي السعيدة وأسلمتني لمرحلة جديدة من القلق أعقبه سؤالا بديهيا للشرطي عن طبيعة الأمر فأكتفي بجملة مبهمة صاغها ببعض الأشفاق : "لما تيجي البيه الضابط حايقولك على كل حاجة ".
دخلت غرفة نومي وتحركت بحذر معتاد حتى لا أصطدم بالأثاث المزدحم –فهذه الغرفة اعتادت أن تكون ملجأ لكل قطعة أثاث يضيق بها زحام الصالون أو حجرة المعيشة – وبحركة اكروباتيه خفيفة أصبحت أتقنها مع كثرة التدريب فتحت دولاب الملابس و أخرجت ثوبا رماديا كان الوحيد الذي نجا من كرمشه أحدثها طوفان ملابس "عماد" التي يضعها في أي مكان و فوق أي شيء... و هي أبرأ وأبهت صور الطغيان الذي أتعرض له على يديه. .
قبل الخروج كان لابد من رحلة عذاب أخرى عبر المطبخ الملتهب حتى أطفئ الموقد ولم تسلم يدي من لسع النار . خرجت مع الشرطي الذي لم يعلق على طول الانتظار وهبطنا السلم احدنا تلو الآخر لأنه لايكفى لهبوطنا معا , سلكنا الطريق الي قسم الشرطة القريب نوعا وأنا أراجع نفسي كل خطوة ..ماذا حدث؟ هل أعود الي المنزل قبل "عماد"؟ ماذا لو تأخرت وعاد ولم يجدني؟ ربما قتلني هذه المرة ..ولم لا فمنذ الحادث الذي تعرض له العام الماضي وهو يفقد أعصابه بسرعة البرق وتبطش يده بأي شيء دون تردد؛
بالطبع الأمور لم تكن جيدة من قبل لكن أصابة ساقه وخطواته المتثاقلة جعلته أكثر عنفا ولامبالاه.
****************
الي حد كبير أعتبر نفسي من النساء المحرومات ففيما يتعلق بمسألة الزواج لم يكن هناك أشياءا ممتعة كتلك التي تحدث لغيري من الفتيات فمنذ اليوم الأول سقط زواجي ضحية لأمكانات "عماد" المتواضعة ورغبة أبى الملحة في الخلاص منا الواحدة تلو الأخرى حتى يتفرغ نفسيا وماديا لأخي "محمود" فهو الولد الذي سيحمل أسمه وهمنا من بعده ؛وكان "عماد" أول الطارقين على بابنا.
منذ اللحظة الأولى أنتابني شعور بالرهبة والخوف من مصيري معه... فقد كان مظهره الخشن ،صوته الغليظ وفمه البني من أثر التدخين الشره اشارات واضحة علي صعوبة حياتي القادمة معه لكن، وحده عقلي كان قادرا على التقاط تلك الأشارات.. و خرجت من بيتنا على كل حال مستسلمة لأمل مخدر في تغير الأحوال فالأمور لا تسير على نمط واحد و الأنسان-أي انسان -لا يمضي حياته كلها محروما من الود والحنان .
لم تمضى أياما كثيرة حتى لمست تغيرا يلوح بالآفاق… الي الأسوأ !!!!!فقد تحولت من كم مهمل في بيت أبى الي بؤرة يصب فيها زوجي غضبه و أحباطه من ضيق الحال و تعثره في العمل الي ارتفاع الأسعار، ومن ألم ساقه الي حرارة الجو وتلبد الغيوم في سماء علاقته بأبيه.. فليس هناك أسهل منى متنفسا؛ وأصبحت أقطع الرحلة ذهابا و أيابا من بيت زوجي الي بيت أبى والعكس .فكلما تورم جسدي من أثر الضرب ذهبت الي بيت أبى فيتورم قلبي من كلمات اللوم والتقريع،، فالمرأه تحتمل زوجها في الشدة و الفرج وليس لدينا بنات تطلق ، وكانت كل محاولاتي فى عرض تقيحات جلدي وكدمات ظهري تبوء بالفشل أمام دروس قوة الأحتمال وامتصاص الغضب التي تحفظها أمي عن ظهر قلب و أعطتني عصارة خبرتها ولخصت روشتة العلاج في تجنب أثارته و الأستسلام لقضاء الله وقدره . .
آخر مره عدت للبيت غير قادرة حتى على الكلام فقد فقدت شهيتي لكل شيء و للحياة بشكل عام وأصبحت متبلدة الشعور يصيح بوجهي فلا أبالى ويضربني فلا تخرج منى آهة ولا أنزف قطرة دم، لكنني أحرزت تقدما ملحوظا في تجنب أثارته منذ اللحظة التي بدأت فيها نيران غضبه تطال الولدين فلا يزال لدى بعض أحاسيس البشر لم يقضى عليها بعد.
**********
فى قسم الشرطة استقبلني الضابط ببذلة أكثر نظافة تلمع على أكتافها النجوم الصغيرة و باقتضاب قال:"أنت زوجة عماد رفعت سلامه الشهير ب "عمادخشبه " فأومأت بالأيجاب وأنتقل الي الشرطي وتحدث بكلمات لم أفهم منها سوى المشرحة فقد غرقت بالتفكير في أمكانية استيقاظ أحد الأولاد وأصابته بحرق أو لسع أثناء جولته التفقدية لما بداخل الأواني الملتهبة
خرجنا جميعا الى سيارة الشرطة وركبت معهم وفكري لا يزال مشتتا بين المشرحة والمطبخ والأواني الملتهبة.
على باب المشرحة راحت السكرة وجاءت الفكرة وفى نوبة صحيان مباغتة استأذنت الضابط أن أجرى مكالمة هامة حتى أخبر زوجي بما يحدث لأنه اذا عاد الي المنزل ولم يجدني فستكون العواقب وخيمة فرد في ثبات :"ما أفتكرش أنه حايرجع " وأسترحت لهذا التأكيد الرسمى مستسلمة للشرود مرة أخرى .
واصلت معهم السير عبر الردهات الباردة المظلمة و أمام أحد الأبواب تنبه الضابط كأنه نسى شيئا هاما ما كان يجب أغفاله فاستدار قائلا :"أنت عارفه أن الأعمار بيد الله" فقلت في شرودي المستمر "نعم" .
أمام أحد الدواليب المكتوب عليها "ثلاجة" أشار الضابط الي شخص يرتدى زيا طبيا لا يخلو من بقع فضحت تصنيفه في السلم الطبي كتمرجي ، فتح الرجل أحد الأبواب وبحركة سريعة محسوبة خرجت طاولة ممد عليها جسد مغطى بغطاء أبيض ساتر فأزاح الضابط الغطاء عن الرأس و الأكتاف و بعض الصدر و أشار قائلا "ده جوزك عماد" فنظرت للوجه نظرة واحدة ليس لها تصنيف وأومأت برأسي موافقة ،كان الوجه غريبا بعد أن رحلت عنه دماء الحياة لكنى تعرفت الى عبوسه من أول نظرة فقررت أنه هو ولا أحد غيره .
امتدت يدي دون أن أدرى الي جسده الملقى أمامي..... كم كان باردا كأن جبلا من الجليد قد انهار على النيران التي كانت تشق طريقها عبره دون عناء فأخمدها !وأخذت أقلبه يمينا ويسارا فأرى طعنة هنا واحمرارا هناك وكدمات في كل مكان وأنا أعجب ترى من فعل به ذلك؟!ثم سرت في جسدي رعشة أرتياح عندما رفعت يده لأعلى وتركتها فهوت بجانبه دون مقاومة فنظرت لمن حولي ببشر غريب وقلت :"عماد مات "فرد الضابط مستغربا "أيوه مات "
بعد أن انتهى مفعول السحر الذي وقعت أسيرة له للحظات استيقظت من غفوتي الثقيلة و غادرت المكان وأنا أقاوم رائحة الموت المختلطة بأنفاسي والصوت خلفي يزف البشرى المرة الى قلبي التعس :"هذا و باقتيادها الى المشرحة تعرفت زوجة المجني عليه على الجثة………." وعدت بذهني مرة أخرى الى الولدين والمطبخ والأواني الساخنة
أقدم لكم قصتي الجديدة
مشرحة
عندما دق جرس الباب في الواحدة ظهرا كنت لا أزال محشورة في المطبخ الضيق أحاول بجد ومثابرة أن أنهى وجبة الغذاء التي اعلق عليها أملا كبيرا في قضاء مساءا هادئا خالي من الصياح والتوتر.لأجل ذلك فقط تحملت الدخان الخانق وقيظ جهنم الذي ينشره الموقد المشتعل منذ الصباح...فلو عاد "عماد" من المغلق ولم تستقبله رائحة وليمة الغذاء لملأ البيت زئيرا ورعبا وربما تطور الأمر و تكلمت يديه وحينها تصبح اصابتي والولدين أمرا غير مستبعد!!!!
خرجت من المطبخ بعدما جذبت نفسي مرة واحدة كأني أخرج من بيت يحترق وقطعت الردهة الصغيرة في بضع ثواني ثم أرتميت على الباب محاولة التقاط أنفاسي المبهورة حتى لا أبدو للطارق كمنكوبي الزلزال. فتحت الباب ففاجأتني البدله البوليسية البيضاء التي أضاع اصفرار العرق وكرمشة المواصلات هيبتها ،جال بخاطري لوهلة أن "عماد" قرر أن ينهى مأساتي على نحو مفاجئ وأرسل لي ورقة الطلاق ،وهذا على كل يوفر تفسيرا منطقيا لغيابه أربعة أيام منعنا فيها ترقب مجيئه كل لحظة من التمتع برفاهية أفتقاده –ولم أكن أعلم أن القدر قد أنهى المأساة على نحو يرضى الجميع .!!!! لحظة واحدة من الصمت أنهاها مساعد الشرطة بتسليمي ورقة استدعاء لقسم البوليس أنهت بدورها خاطرتي السعيدة وأسلمتني لمرحلة جديدة من القلق أعقبه سؤالا بديهيا للشرطي عن طبيعة الأمر فأكتفي بجملة مبهمة صاغها ببعض الأشفاق : "لما تيجي البيه الضابط حايقولك على كل حاجة ".
دخلت غرفة نومي وتحركت بحذر معتاد حتى لا أصطدم بالأثاث المزدحم –فهذه الغرفة اعتادت أن تكون ملجأ لكل قطعة أثاث يضيق بها زحام الصالون أو حجرة المعيشة – وبحركة اكروباتيه خفيفة أصبحت أتقنها مع كثرة التدريب فتحت دولاب الملابس و أخرجت ثوبا رماديا كان الوحيد الذي نجا من كرمشه أحدثها طوفان ملابس "عماد" التي يضعها في أي مكان و فوق أي شيء... و هي أبرأ وأبهت صور الطغيان الذي أتعرض له على يديه. .
قبل الخروج كان لابد من رحلة عذاب أخرى عبر المطبخ الملتهب حتى أطفئ الموقد ولم تسلم يدي من لسع النار . خرجت مع الشرطي الذي لم يعلق على طول الانتظار وهبطنا السلم احدنا تلو الآخر لأنه لايكفى لهبوطنا معا , سلكنا الطريق الي قسم الشرطة القريب نوعا وأنا أراجع نفسي كل خطوة ..ماذا حدث؟ هل أعود الي المنزل قبل "عماد"؟ ماذا لو تأخرت وعاد ولم يجدني؟ ربما قتلني هذه المرة ..ولم لا فمنذ الحادث الذي تعرض له العام الماضي وهو يفقد أعصابه بسرعة البرق وتبطش يده بأي شيء دون تردد؛
بالطبع الأمور لم تكن جيدة من قبل لكن أصابة ساقه وخطواته المتثاقلة جعلته أكثر عنفا ولامبالاه.
****************
الي حد كبير أعتبر نفسي من النساء المحرومات ففيما يتعلق بمسألة الزواج لم يكن هناك أشياءا ممتعة كتلك التي تحدث لغيري من الفتيات فمنذ اليوم الأول سقط زواجي ضحية لأمكانات "عماد" المتواضعة ورغبة أبى الملحة في الخلاص منا الواحدة تلو الأخرى حتى يتفرغ نفسيا وماديا لأخي "محمود" فهو الولد الذي سيحمل أسمه وهمنا من بعده ؛وكان "عماد" أول الطارقين على بابنا.
منذ اللحظة الأولى أنتابني شعور بالرهبة والخوف من مصيري معه... فقد كان مظهره الخشن ،صوته الغليظ وفمه البني من أثر التدخين الشره اشارات واضحة علي صعوبة حياتي القادمة معه لكن، وحده عقلي كان قادرا على التقاط تلك الأشارات.. و خرجت من بيتنا على كل حال مستسلمة لأمل مخدر في تغير الأحوال فالأمور لا تسير على نمط واحد و الأنسان-أي انسان -لا يمضي حياته كلها محروما من الود والحنان .
لم تمضى أياما كثيرة حتى لمست تغيرا يلوح بالآفاق… الي الأسوأ !!!!!فقد تحولت من كم مهمل في بيت أبى الي بؤرة يصب فيها زوجي غضبه و أحباطه من ضيق الحال و تعثره في العمل الي ارتفاع الأسعار، ومن ألم ساقه الي حرارة الجو وتلبد الغيوم في سماء علاقته بأبيه.. فليس هناك أسهل منى متنفسا؛ وأصبحت أقطع الرحلة ذهابا و أيابا من بيت زوجي الي بيت أبى والعكس .فكلما تورم جسدي من أثر الضرب ذهبت الي بيت أبى فيتورم قلبي من كلمات اللوم والتقريع،، فالمرأه تحتمل زوجها في الشدة و الفرج وليس لدينا بنات تطلق ، وكانت كل محاولاتي فى عرض تقيحات جلدي وكدمات ظهري تبوء بالفشل أمام دروس قوة الأحتمال وامتصاص الغضب التي تحفظها أمي عن ظهر قلب و أعطتني عصارة خبرتها ولخصت روشتة العلاج في تجنب أثارته و الأستسلام لقضاء الله وقدره . .
آخر مره عدت للبيت غير قادرة حتى على الكلام فقد فقدت شهيتي لكل شيء و للحياة بشكل عام وأصبحت متبلدة الشعور يصيح بوجهي فلا أبالى ويضربني فلا تخرج منى آهة ولا أنزف قطرة دم، لكنني أحرزت تقدما ملحوظا في تجنب أثارته منذ اللحظة التي بدأت فيها نيران غضبه تطال الولدين فلا يزال لدى بعض أحاسيس البشر لم يقضى عليها بعد.
**********
فى قسم الشرطة استقبلني الضابط ببذلة أكثر نظافة تلمع على أكتافها النجوم الصغيرة و باقتضاب قال:"أنت زوجة عماد رفعت سلامه الشهير ب "عمادخشبه " فأومأت بالأيجاب وأنتقل الي الشرطي وتحدث بكلمات لم أفهم منها سوى المشرحة فقد غرقت بالتفكير في أمكانية استيقاظ أحد الأولاد وأصابته بحرق أو لسع أثناء جولته التفقدية لما بداخل الأواني الملتهبة
خرجنا جميعا الى سيارة الشرطة وركبت معهم وفكري لا يزال مشتتا بين المشرحة والمطبخ والأواني الملتهبة.
على باب المشرحة راحت السكرة وجاءت الفكرة وفى نوبة صحيان مباغتة استأذنت الضابط أن أجرى مكالمة هامة حتى أخبر زوجي بما يحدث لأنه اذا عاد الي المنزل ولم يجدني فستكون العواقب وخيمة فرد في ثبات :"ما أفتكرش أنه حايرجع " وأسترحت لهذا التأكيد الرسمى مستسلمة للشرود مرة أخرى .
واصلت معهم السير عبر الردهات الباردة المظلمة و أمام أحد الأبواب تنبه الضابط كأنه نسى شيئا هاما ما كان يجب أغفاله فاستدار قائلا :"أنت عارفه أن الأعمار بيد الله" فقلت في شرودي المستمر "نعم" .
أمام أحد الدواليب المكتوب عليها "ثلاجة" أشار الضابط الي شخص يرتدى زيا طبيا لا يخلو من بقع فضحت تصنيفه في السلم الطبي كتمرجي ، فتح الرجل أحد الأبواب وبحركة سريعة محسوبة خرجت طاولة ممد عليها جسد مغطى بغطاء أبيض ساتر فأزاح الضابط الغطاء عن الرأس و الأكتاف و بعض الصدر و أشار قائلا "ده جوزك عماد" فنظرت للوجه نظرة واحدة ليس لها تصنيف وأومأت برأسي موافقة ،كان الوجه غريبا بعد أن رحلت عنه دماء الحياة لكنى تعرفت الى عبوسه من أول نظرة فقررت أنه هو ولا أحد غيره .
امتدت يدي دون أن أدرى الي جسده الملقى أمامي..... كم كان باردا كأن جبلا من الجليد قد انهار على النيران التي كانت تشق طريقها عبره دون عناء فأخمدها !وأخذت أقلبه يمينا ويسارا فأرى طعنة هنا واحمرارا هناك وكدمات في كل مكان وأنا أعجب ترى من فعل به ذلك؟!ثم سرت في جسدي رعشة أرتياح عندما رفعت يده لأعلى وتركتها فهوت بجانبه دون مقاومة فنظرت لمن حولي ببشر غريب وقلت :"عماد مات "فرد الضابط مستغربا "أيوه مات "
بعد أن انتهى مفعول السحر الذي وقعت أسيرة له للحظات استيقظت من غفوتي الثقيلة و غادرت المكان وأنا أقاوم رائحة الموت المختلطة بأنفاسي والصوت خلفي يزف البشرى المرة الى قلبي التعس :"هذا و باقتيادها الى المشرحة تعرفت زوجة المجني عليه على الجثة………." وعدت بذهني مرة أخرى الى الولدين والمطبخ والأواني الساخنة