بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً عندما نتحدث عن الشخص العصبي أننا كأقرباء وأصدقاء لهذا الشخص العصبي نصنع أكثر من 50% من عصبيته.
قد يتساءل البعض كيف يكون ذلك ؟ وهو الذي ينفجر غضباً ولأتفه الأسباب في أحيان كثيرة ؟
الإجابة عن ذلك في منتهى البساطة. إننا لا نفتأ نذكر دائماً أمامه بأنك ( عصبي.. عصبي.. عصبي ) بمناسبة و غير مناسبة، حتى يصبح من روتينه اليومي أن يسمع هذه الكلمة، وإذا لم نستخدم هذه الكلمة بعينها استخدمنا جملاً أخرى مثل: ( أنت سريع الانفعال ) ( لن أتحدث في هذا الموضوع حتى لا تنفعل ) وما إلى هذه الجمل والعبارات التي تصف هذا الشخص بالعصبية فمَ الذي يحدث ؟ إنه يصبح دائما على حافة الانفجار مهيأً لكي ينفجر. فكل إعداده يقول: إنه عصبي غير قادر على التعامل مع الضغوط فلماذا يحاول أن يتحكم في أعصابه مادام الجميع يعلم عنه هذه العصبية، فلا حاجة للمحاولة لأنها ستكون غير مجدية قطعاً ( فأنا عصبي هكذا أعرف عن نفسي وهكذا يخبرني الجميع _ سأحاول وسأفشل فلا داعي للمحاولة إذن فأنا عصبي ولا أجيد من الفنون إلا الانفجار فلن أحاول بل سأدع مشاعري تنفجر فهذا ما أجيد !! ).
وهكذا نكون قد صنعنا الـ 50% من عصبية هذا الشخص عندما جعلناه مهيئا ذهنياً للانفجار، ولذا فإن الخطوة الأولى للتعامل مع هذا الشخص العصبي هي ألا نجعله في هذا الوضع الذهني السلبي. وذلك بكل بساطة بالامتناع عن ذكر طبيعته العصبية أمامه باستمرار بل من الأفضل أن نتعلم كيف نمتنع عن استخدام هذه الكلمة لوصفه في أي حالة من الأحوال, عندها نكون قد تخطينا الـ50% من المشكلة, وبقي النصف الآخر الذي سنتعرف على كيفية التعامل معه في الموضوع, وقد أجريت عدة تجارب في المعاهد المتخصصة تثبت أن مجرد الإيحاءات والكلمات يمكن أن تصنع نمط الشخصية التي أمامنا, والعجيب أن جميع الدراسات تؤكد أن هذا التأثير الخارجي في تصرفات الإنسان مستمر على الدوام, وهكذا فإن كلمة ( أنت عصبي ) قد تكون كافية لإحداث تأثير مباشر على تصرفات الشخص الذي أمامنا. ان الحكم على انسان بالفشل لهو فشل فى حد ذاته ولذا لا بد ان نضع نصب اعيننا أن الله قد فطرنا على كل ما هو طيب وقويم ولكن عوامل شتى تغير من هذه الطباع السليمه وربما كانت مواقف تربويه خاطئه لاب غير مدرك او ام لا تعلم شيئا عن التربيه سببا فى التشوهات النفسيه التى تصيب الطفل وتكبر بعد ذلك معه
الانفعالات والمواقف الحياتية قد تجعل الانسان عصبي حسب الموقف الذي يتعرض له ، ولا نستطيع ان نعاملة معاملة المريض نفسياً فقط هي حالة مزاجية او توتر عارض.
ولكن ان اصبحت العصبية سمة هذا الشخص فهذا امر اخر ، وعلينا البحث عن سبب هذه العصبية ، هل هي وراثية؟ أو انه عصبي من طفولته؟ ـ فهنالك عوامل عديدة تؤدي الى العصبية منها ضعف الشخصية ـ التوتر ـ القلق ـ الخوف ـ الاحباط ـ الفشل ـ الغيرة وغيرها من الانفعالات التي تؤثر على العاطفة والتفكير والسلوك، ومركز هذه الانفعالات في المخ الذي يعمل من خلال موجات كهربائية دقيقة ، وتفاعلات كميائية ، وان اي اضطراب او خلل فيهما يسبب حدة المزاج والعصبية، والصدمات النفسية وتأثيرها الفسيولوجي على الجهاز العصبي وعلى تعامل الشخص مع المجتمع.
ان شدة العصبية غالباً ما تتسبب في امراض جسمية كضغط الدم والسكر وامراض القلب والسرطان والشلل.
التعامل مع سريعي الانفعال:
أما الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الشخص سريع الانفعال فهي:
* عدم الاستمرار في مناقشة الموضوع نفسه عندما تبدأ ظواهر الانفعال في الظهور لديه, وهذا لا يعني إطلاقا أن نقبل كل ما يصدر عنه رغبة في تجنب انفعاله, ولكن المقصود هنا إرجاء المناقشة لوقت آخر.
* معرفة الوسيلة التي يفضلها في النقاش, فهؤلاء الأشخاص – في الغالب – لا يفضلون سياسة الأمر الواقع, والتي هي أصلا عادة سيئة في الحياة الزوجية, ولكنها غالبا ما تكون تحت تأثيرات أكثر سلبية مع الأشخاص الانفعاليين.
* لا يجب أن ننفعل مع انفعاله فهذا يزيد الأمر سوءا
* اختيار الأوقات المناسبة للنقاش, فوقت الظهيرة وعند العودة من العمل من أسوأ الأوقات للنقاش وعرض الآراء, ولكن في وقت العصر وبعد الاستيقاظ من نوم القيلولة يكون الإنسان مستعدا للاستماع لرأي الآخر وللحوار.
لذا يجب على المقربين من الشخص العصبي ان ينصحوه دائماً بأن يغير من سلوكه وأن يتحكم في ضبط اعصابه بعدم غضبه السريع، على ان تكون طريقة النصح بشكل لين يتقبله وليس اثناء غضبه. واقناعه بأن الجهاد الاكبر هو جهاد النفس، وبأن الانسان عليه دائماً ان يصلح من نفسه، فكلما زاد الانسان رقي وعلم كلما قلت عصبيته وحدة تعامله مع الاخرين.
وينصحوه بأن يتوضئ اذا غضب ـ فالوضوء والاستحمام لهما تأثير قوى جداً ـ فالموجات الكهربائية أثناء الغضب ترفع من درجة حرارة الدم مما يؤثر كما ذكرت على التفعاعلات الكميائية والاعصاب، والتي تهدء بمرور الماء على الجسم كما ورد في السنة النبويه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفا النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " رواه أبو داود
كذلك التدريب والمواظبة على الاسترخاء والاستجمام وتدريبات النفس العميق.
والايمان بالله والمحافظة على الصلاة وقرأة القرآن الكريم. وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، وأحدهما قد أحمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب منه مايجد " رواه البخاري ومسلم .
بهذه الأمور البسيطة نستطيع - بإذن الله – التخلص من العصبية المقيتة التي يمكنها أن تهدم, ويستحيل معها أن تبني شيئا خاصا فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية.
اتمنى للجميع دوام الصحة والعافية وراحة البال.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً عندما نتحدث عن الشخص العصبي أننا كأقرباء وأصدقاء لهذا الشخص العصبي نصنع أكثر من 50% من عصبيته.
قد يتساءل البعض كيف يكون ذلك ؟ وهو الذي ينفجر غضباً ولأتفه الأسباب في أحيان كثيرة ؟
الإجابة عن ذلك في منتهى البساطة. إننا لا نفتأ نذكر دائماً أمامه بأنك ( عصبي.. عصبي.. عصبي ) بمناسبة و غير مناسبة، حتى يصبح من روتينه اليومي أن يسمع هذه الكلمة، وإذا لم نستخدم هذه الكلمة بعينها استخدمنا جملاً أخرى مثل: ( أنت سريع الانفعال ) ( لن أتحدث في هذا الموضوع حتى لا تنفعل ) وما إلى هذه الجمل والعبارات التي تصف هذا الشخص بالعصبية فمَ الذي يحدث ؟ إنه يصبح دائما على حافة الانفجار مهيأً لكي ينفجر. فكل إعداده يقول: إنه عصبي غير قادر على التعامل مع الضغوط فلماذا يحاول أن يتحكم في أعصابه مادام الجميع يعلم عنه هذه العصبية، فلا حاجة للمحاولة لأنها ستكون غير مجدية قطعاً ( فأنا عصبي هكذا أعرف عن نفسي وهكذا يخبرني الجميع _ سأحاول وسأفشل فلا داعي للمحاولة إذن فأنا عصبي ولا أجيد من الفنون إلا الانفجار فلن أحاول بل سأدع مشاعري تنفجر فهذا ما أجيد !! ).
وهكذا نكون قد صنعنا الـ 50% من عصبية هذا الشخص عندما جعلناه مهيئا ذهنياً للانفجار، ولذا فإن الخطوة الأولى للتعامل مع هذا الشخص العصبي هي ألا نجعله في هذا الوضع الذهني السلبي. وذلك بكل بساطة بالامتناع عن ذكر طبيعته العصبية أمامه باستمرار بل من الأفضل أن نتعلم كيف نمتنع عن استخدام هذه الكلمة لوصفه في أي حالة من الأحوال, عندها نكون قد تخطينا الـ50% من المشكلة, وبقي النصف الآخر الذي سنتعرف على كيفية التعامل معه في الموضوع, وقد أجريت عدة تجارب في المعاهد المتخصصة تثبت أن مجرد الإيحاءات والكلمات يمكن أن تصنع نمط الشخصية التي أمامنا, والعجيب أن جميع الدراسات تؤكد أن هذا التأثير الخارجي في تصرفات الإنسان مستمر على الدوام, وهكذا فإن كلمة ( أنت عصبي ) قد تكون كافية لإحداث تأثير مباشر على تصرفات الشخص الذي أمامنا. ان الحكم على انسان بالفشل لهو فشل فى حد ذاته ولذا لا بد ان نضع نصب اعيننا أن الله قد فطرنا على كل ما هو طيب وقويم ولكن عوامل شتى تغير من هذه الطباع السليمه وربما كانت مواقف تربويه خاطئه لاب غير مدرك او ام لا تعلم شيئا عن التربيه سببا فى التشوهات النفسيه التى تصيب الطفل وتكبر بعد ذلك معه
الانفعالات والمواقف الحياتية قد تجعل الانسان عصبي حسب الموقف الذي يتعرض له ، ولا نستطيع ان نعاملة معاملة المريض نفسياً فقط هي حالة مزاجية او توتر عارض.
ولكن ان اصبحت العصبية سمة هذا الشخص فهذا امر اخر ، وعلينا البحث عن سبب هذه العصبية ، هل هي وراثية؟ أو انه عصبي من طفولته؟ ـ فهنالك عوامل عديدة تؤدي الى العصبية منها ضعف الشخصية ـ التوتر ـ القلق ـ الخوف ـ الاحباط ـ الفشل ـ الغيرة وغيرها من الانفعالات التي تؤثر على العاطفة والتفكير والسلوك، ومركز هذه الانفعالات في المخ الذي يعمل من خلال موجات كهربائية دقيقة ، وتفاعلات كميائية ، وان اي اضطراب او خلل فيهما يسبب حدة المزاج والعصبية، والصدمات النفسية وتأثيرها الفسيولوجي على الجهاز العصبي وعلى تعامل الشخص مع المجتمع.
ان شدة العصبية غالباً ما تتسبب في امراض جسمية كضغط الدم والسكر وامراض القلب والسرطان والشلل.
التعامل مع سريعي الانفعال:
أما الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الشخص سريع الانفعال فهي:
* عدم الاستمرار في مناقشة الموضوع نفسه عندما تبدأ ظواهر الانفعال في الظهور لديه, وهذا لا يعني إطلاقا أن نقبل كل ما يصدر عنه رغبة في تجنب انفعاله, ولكن المقصود هنا إرجاء المناقشة لوقت آخر.
* معرفة الوسيلة التي يفضلها في النقاش, فهؤلاء الأشخاص – في الغالب – لا يفضلون سياسة الأمر الواقع, والتي هي أصلا عادة سيئة في الحياة الزوجية, ولكنها غالبا ما تكون تحت تأثيرات أكثر سلبية مع الأشخاص الانفعاليين.
* لا يجب أن ننفعل مع انفعاله فهذا يزيد الأمر سوءا
* اختيار الأوقات المناسبة للنقاش, فوقت الظهيرة وعند العودة من العمل من أسوأ الأوقات للنقاش وعرض الآراء, ولكن في وقت العصر وبعد الاستيقاظ من نوم القيلولة يكون الإنسان مستعدا للاستماع لرأي الآخر وللحوار.
لذا يجب على المقربين من الشخص العصبي ان ينصحوه دائماً بأن يغير من سلوكه وأن يتحكم في ضبط اعصابه بعدم غضبه السريع، على ان تكون طريقة النصح بشكل لين يتقبله وليس اثناء غضبه. واقناعه بأن الجهاد الاكبر هو جهاد النفس، وبأن الانسان عليه دائماً ان يصلح من نفسه، فكلما زاد الانسان رقي وعلم كلما قلت عصبيته وحدة تعامله مع الاخرين.
وينصحوه بأن يتوضئ اذا غضب ـ فالوضوء والاستحمام لهما تأثير قوى جداً ـ فالموجات الكهربائية أثناء الغضب ترفع من درجة حرارة الدم مما يؤثر كما ذكرت على التفعاعلات الكميائية والاعصاب، والتي تهدء بمرور الماء على الجسم كما ورد في السنة النبويه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفا النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " رواه أبو داود
كذلك التدريب والمواظبة على الاسترخاء والاستجمام وتدريبات النفس العميق.
والايمان بالله والمحافظة على الصلاة وقرأة القرآن الكريم. وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، وأحدهما قد أحمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب منه مايجد " رواه البخاري ومسلم .
بهذه الأمور البسيطة نستطيع - بإذن الله – التخلص من العصبية المقيتة التي يمكنها أن تهدم, ويستحيل معها أن تبني شيئا خاصا فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية.
اتمنى للجميع دوام الصحة والعافية وراحة البال.