Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    اسباب صقود الدولة الموحدية الغامضة

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 61741
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 33

    اسباب صقود الدولة الموحدية الغامضة Empty اسباب صقود الدولة الموحدية الغامضة

    مُساهمة من طرف GODOF الأحد 3 مايو - 18:16

    قد يفاجأ البعض ويتعجب باحثًا عن الأسباب والعلل من هول هذا السقوط المريع لهذا الكيان الكبير بهذه الصورة السريعة المفاجئة، وحقيقة الأمر أن هذا السقوط لم يكن مفاجئا؛ فدولة الموحدين كانت تحمل في طياتها بذور الضعف وعوامل الانهيار، وكانت كثيرة، نذكر منها ما يلي:
    أولًا:

    تعاملها بالظلم مع دولة المرابطين، وقتلها الآلاف ممن لا يستحقون القتل.. وإن طريق الدم لا يمكن أبدا أن يثمر عدلا، يقول ابن تيمية: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.

    إن عاقبة الظلم وخيمة وربما تتأخر عقوبة الظلم لكنها بلا شك تقع على الظالم فالله تعالى يمهل ولا يهمل، وقد أسرف الموحدون كثيرًا في إراقة دماء من خالفهم من المسلمين بل في سفك دماء من يشكون في ولائه لهم ممن كانوا معهم - كما رأينا في أمر التمييز الذي قام به ابن تومرت قبل وقعة البحيرة أو البستان التي عجّل الله لهم العقاب فيها وقتل منهم الكثير، فقد جعل ابن تومرت الأهل يقتلون أبنائهم، بعدما أقنعهم أنهم من أهل النار وذلك بحيلة ماكرة شاركه فيه أحد الخبثاء ممن هو على شاكلته - وهذا أمر في غاية الخطورة، لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من العداء بين المسلم وأخيه المسلم ومن التدابر والتحاسد والتناجش والتباغضن روى مسلم في صحيحه بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".

    ثانيا:

    العقائد الفاسدة التي أدخلها ابن تومرت على منهج أهل السنة، وبالرغم من أن يعقوب المنصور رحمه الله قاومها بشدة، إلا أن أشياخ الموحدين ظلّوا يعتقدون في عصمة محمد بن تومرت وفي صدق أقواله، حتى آخر أيام دولة الموحدين.

    إن سلامة العقيدة وصفائها أهم عامل في بناء الأمم والأفراد فمتى أصابه الخلل كان الانهيار السريع والمدوي، وقد استطاع ابن تومرت بمكره ودهائه أن يشبع عقول العامة بأفكاره الشاذة البعيدة عن منهج الله تعالى ومنهج رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم، فتشرّب الناس بجهلهم هذه العقائد الزائفة الباطلة نظرًا لما هم عليه من الجهل والتخلف، بينما كان ابن تومرت قد تلقى العلوم الكثيرة عن الكثير من علماء الفرق المختلفة من خوارج ومعتزلة ورافضة وأيضًا أهل سنة مما أحدث عنده خللًا عقائديًا خطيرًا وافق عنده حبًا للزعامة وعطشًا إلى الدماء مما أدّى إلى ما رأيناه من مصائب ومحن أصابته وأصابت من خُدع بقوله ممن سماهم الموحدين...

    وثمة أمر آخر لا يقل خطورة عن هذا الأمر ألا وهو تكفير المرابطين وقد بنى ابن تومرت على هذه الفكرة جواز قتلهم وحرقهم وسبي نسائهم وهدم دولتهم وتقويض بنيانها من القواعد...

    إن تكفير المسلم قضية في منتهى الخطورة لا ينبغي لعاقلٍ بحال من الأحوال أن يقع فيها، ففي البخاري بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَ" وعند مسلم "أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ" وكذا رواه الإمام أحمد... البخاري (5753)، مسلم (60) عن ابن عمر، وهو عند البخاري (5752) عن أبي هريرة.

    وقال أبو حامد الغزالي:

    " والذي ينبغي أن يميل المسلم إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة - قارورة - من دم مسلم" الاقتصاد في الاعتقاد صـ 157

    وقال ابن تيمية:

    "من ثبت إيمانه بيقين لم يزل عنه بالشك بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة" الفتاوى 12 / 466

    ((وقد صرح القرآن الكريم أن المرء لايكفر بالمعصية ما دامت دون الشرك الأكبر بل إن رحمة الله ومغفرته تشمل تلك المعاصي بمشيئته تعالى.

    قال الله عز وجل: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ] {النساء: 48، 116 }.

    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    كذلك لا يكفر مسلم بسبب رأيٍ خطأ في مسألة اجتهادية تحتمل وجهات نظر سواء كانت عقيدة أو فقه. روى ابن ماجة بسنده عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ.

    ويعلّق على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول:

    "وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العلمية وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية " الفتاوى 3 / 229 )) {نظرات في رسالة التعاليم / محمد عبد الله الخطيب}

    ثالثا:

    كان من عوامل سقوط دولة الموحدين أيضًا الثورات الداخلية الكثيرة التي قامت داخل دولة الموحدين، وكان أشهرها ثورة بني غانية، والتي كانت في جزر البليار، وأيضا في بلاد الأندلس وفي تونس.

    رابعا:

    الإعداد الجيد من قبل النصارى في مقابل الإعداد غير المدروس من قبل الناصر لدين الله ومن تبعه بعد ذلك.

    خامسا:

    وهو أمر هام وجد خطير، وهو انفتاح الدنيا على دولة الموحدين وكثرة الأموال في أيديهم والتي طالما غرق فيها كثير من المسلمين، وكذلك أيضا الترف والبذخ الشديد الذي أدى إلى التصارع على الحكم وإلى دعة الحكام وإلى الحركات الانفصالية كما ذكرنا.

    سادسا:

    بطانة السوء المتمثلة في أبي سعيد بن جامع وزير الناصر لدين الله ومن كان على شاكلته بعد ذلك.

    (( لقد كان الناصر ألعوبة في يد وزيره ابن جامع الذي لم يكن مسئولًا عن هزيمة العقاب فقط، بل عن مصير الموحدين بعد الناصر أيضًا، لقد وضع ابن جامع الأسباب القوية التي أدت إلى تصدّع سلطان الموحدين من أسسه.

    لقد كُتب لأسرة ابن جامع التي تولّى كثير منها الوزارة، وعلى رأسها ابو سعيد بن جامع أن تلعب أخطر دور في تحطيم دولة الموحدين، بمشاركة الأعراب البدو، وأشياخ الموحدين....

    لقد تصرف ابن جامع - الذي يمثل بطانة السوء - بدولة الموحدين، فكان له أثره الخطير، ليس في ميدان السياسية الداخلية والخارجية للدولة فحسب، بل على وجود دولة الموحدين نفسها...

    ابن جامع من الشخصيات الغامضة - والمزاودة - التي تدخل في مصير الشعوب ومقدرات الدول، تبدي غير ما تخفيه، من الشخصيات التي تُكلف بمهمات خطيرة، أولاها التخريب والتدمير من الداخل، كما فعل فيما بعد ابن العلقمي في الخلافة العباسية، حيث اظهر الإخلاص وأضمر الخبث، وتتكرر الصورة ذاتها برسائل التتر وإخفائها عن الخليفة المستعصم، والهدف واحد تقويض أركان الدولة... العقاب - د. شوقي أبو خليل

    سابعا:

    إهمال الشورى من قبل الناصر لدين الله ومَنْ بعده من الأمراء.

    وعدم الأخذ بمبدأ الشورى هو مخالفة صريحة للقرآن الكريم فالله عز وجل يقول: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ] {آل عمران: 159} وقال الله تعالى في صفات المؤمنين: [وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ] {الشورى: 38}. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره: لا يبرمون أمرًا حتى يتشاوروا فيه، ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها...

    فهذه العوامل وغيرها اجتمعت لتسقط هذا الكيان الكبير، والذي لم يبق منه في بلاد الأندلس إلا ولايتان فقط هما غرناطة وأشبيلية، ومع ذلك - وسبحان الله - ظل الإسلام في بلاد الأندلس لأكثر من 250 سنة من هذا السقوط المروّع لدولة الموحدين..!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 9:49