النكبات المدمرة التي حلت بالمسلمين في الأندلس، والصراع المرير والطويل بينهم وبين النصارى، وما آلت إليه حال المسلمين من الانهيار والتفكك، وما انتهت إليه مدنهم ودولهم وحضاراتهم من دمار شامل وسقوط مريع في يد الأعداء، كل ذلك أدى إلى أن يتفاعل الشعراء الأندلسيون مع أحداث بلدهم، وأن يبدعوا شعراً عُرف باسم "رثاء المدن والممالك الزائلة". وهو ميدان أجاد فيه الأندلسيون وأبدعوا، وتفوقوا على المشارقة، وأتوا فيه بالشعر الرائع والحكمة المؤثرة والوصف البديع، وانطلقوا فيه من عاطفة صادقة حزينة وشعور بالمرارة والأسى والحزن على ضياع الديار وتشتت المسلمين وتناحرهم، بل واتفاق بعضهم وتعاونه مع الأعداء النصارى ضد إخوانه المسلمين.
ولقد كانت بدايات هذا النوع من الشعر تتمثل في رثاء المدن، ثم رثاء الإمارات، ثم رثاء الأندلس كلها بعد أن سقطت أو أوشكت على السقوط في أيدي النصارى.
ويمتاز هذا النوع من الشعر بصدق العاطفة وعمق الشعور بالأسى والحزن، والتصوير الواقعي لحال المسلمين وما صاروا عليه من تناحر واقتتال، كقول عبد الله لبن فرج اليحصبي المشهور (بابن الغسال):
فما المُقام بــها إلا من الغَلَطِ
يا أهلَ أندلسٍ شُدُّوا رِحَالَكُمُ
سِلْكَ الجزيرة مَنْسُولاً من الوَسَط
السلك ينسل من أطرافه وأرى
كيف الحياة مع الحَيَّاتِ في سَفَطِ
من جاور الشرَّ لا يأمن عواقبه
ونجد خلال ذلك الحكمة الصادقة النابعة من التجارب المريرة، والوصف الدقيق لما آلت إليه المدن والحضارة الأندلسية عندما سقطت المدن والإِمارات في يد النصارى المتخلفين الحاقدين.
وكذلك يكثر في هذا الشعر الاستنجاد بالمسلمين في الأقطار الإِسلامية الأخرى وخصوصاً في المغرب العربي، مما يدل على عمق الشعور بالوحدة الإِسلامية، وما حاوله الشعراء من إحياء روح القتال والنجدة، وتنبيه للعاطفة الدينية ليشد المسلمون أزر بعض، ويتعاونوا في رد هجمات النصارى.
ونجد في ثنايا هذا الشعر دراسة واقعية لأسباب الهزائم متمثلة في الميل إلى حياة الترف واللهو وفساد الحكام واستعانتهم بالأعداء.
وخلاصة القول في هذا الشعر: إنه جدير بالدراسة الواعية في عصرنا الحاضر، وفيه من الموعظة والعبرة ما نحن في أمسَّ الحاجة إليه، فإذا أضفنا إليه دراسة شعر الجهاد ووصف المعارك، فإننا نكون قد أبررنا كيف شارك الشعر العربي في الأحداث، وكيف انفعل بها وصورها، وقدمنا لشبابنا نماذج من الشعر الملتزم بالعقيدة الإِسلامية، والمثير للنخوة والحماسة.
ولقد كانت بدايات هذا النوع من الشعر تتمثل في رثاء المدن، ثم رثاء الإمارات، ثم رثاء الأندلس كلها بعد أن سقطت أو أوشكت على السقوط في أيدي النصارى.
ويمتاز هذا النوع من الشعر بصدق العاطفة وعمق الشعور بالأسى والحزن، والتصوير الواقعي لحال المسلمين وما صاروا عليه من تناحر واقتتال، كقول عبد الله لبن فرج اليحصبي المشهور (بابن الغسال):
فما المُقام بــها إلا من الغَلَطِ
يا أهلَ أندلسٍ شُدُّوا رِحَالَكُمُ
سِلْكَ الجزيرة مَنْسُولاً من الوَسَط
السلك ينسل من أطرافه وأرى
كيف الحياة مع الحَيَّاتِ في سَفَطِ
من جاور الشرَّ لا يأمن عواقبه
ونجد خلال ذلك الحكمة الصادقة النابعة من التجارب المريرة، والوصف الدقيق لما آلت إليه المدن والحضارة الأندلسية عندما سقطت المدن والإِمارات في يد النصارى المتخلفين الحاقدين.
وكذلك يكثر في هذا الشعر الاستنجاد بالمسلمين في الأقطار الإِسلامية الأخرى وخصوصاً في المغرب العربي، مما يدل على عمق الشعور بالوحدة الإِسلامية، وما حاوله الشعراء من إحياء روح القتال والنجدة، وتنبيه للعاطفة الدينية ليشد المسلمون أزر بعض، ويتعاونوا في رد هجمات النصارى.
ونجد في ثنايا هذا الشعر دراسة واقعية لأسباب الهزائم متمثلة في الميل إلى حياة الترف واللهو وفساد الحكام واستعانتهم بالأعداء.
وخلاصة القول في هذا الشعر: إنه جدير بالدراسة الواعية في عصرنا الحاضر، وفيه من الموعظة والعبرة ما نحن في أمسَّ الحاجة إليه، فإذا أضفنا إليه دراسة شعر الجهاد ووصف المعارك، فإننا نكون قد أبررنا كيف شارك الشعر العربي في الأحداث، وكيف انفعل بها وصورها، وقدمنا لشبابنا نماذج من الشعر الملتزم بالعقيدة الإِسلامية، والمثير للنخوة والحماسة.