لا , لن اندم على شيء ,
لا , لن اندم على شيء ,
لا الخير الذي لقيته , ولا الشر الذي احتملته , لقد نسيت الماضي .
لقد دُفع الثمن , انتهى وزال .
لا أبالي بالماضي ,
ذكرياتي التي املكها اضرمت بها النار
احزاني وملذاتي لم اعد بحاجة أليها .
تخلصت من شغفي و حبي .
مع كل المعاناة التي احتملتها , تخلصت منها نهائيا .
وها أنا انطلق من الصفر .
.
.
عندما تُدمع عينيك مع انتهاء فلم ما ,
عندما تشعر بالقلب فائضا هائلا من الحب ,, تكنه للجميع ,, لكل من حولك ,, مع ختام الفلم ,,
عندما تسامح ,, تعفو , تصفح , وعيناك تدمعان دمعتان لا إراديتان علقتا عند طرفي عينيك ,, عند ختام الفلم ونهايته ,,,
عندما تشعر أنك حلّقت ,, وحلّقت ,, وهبطت كريشة في مهب النسيم مع انتهاء الفلم ,,
فالفلم ليس مجرد ساعتين لم تشعر بهما ,, ليس مجرد قرص دي في دي ,, في سواقة ليزرية او حتى نووية ,,
أنه حياة ,, انه حياة ,,
ايديت بياف ,, ام ماريون كوتلارد ,, لا اعرف ايهما اكثر ابداعا ,, ولكن ما اعرف أن موهبتهما الباريسيتنان الصافيتان ,, تقطرتا في عمل سحري ,, عمل من المجحف وصفه بالرائع ,,
رغم ان الكلام اغلبه نظري ,,, كله نظري ,, حروفه مكررة ,, جمله منسوخة ,, ألا ان الكلام ليس كالعيش ,, وليس كالاحساس ,,
.
.
الحياة وردية ,, ايضا اقف امام تساؤل أخر ,, هل اتى عنواناً من فراغ ,, ام انها الحالة الفعلية ,, وان كانت كلمة فعلية لا تنطبق على ما اقوله ,, سرمدية سيريالية ,, افضل توصيف ,, أهيم بها ,, مع انتهاء الفلم ,,
هل هذه سيرة ذاتية ,, لأحد عباقرة الفن الغنائي هناك .. في فرنسا ,, ام لوحة شرقية ,, من الرقص الباهر ,, نسمة ايطالية تدوخ جيئة وذهابا بين مباني فينيس وجسورها ,, المعلقة ,, وعاشقين يتبادلا القبل على قارب صغير يطفو تحت تلك الجسور
هذا ما اسميه عملا فنيا ,,
موسيقاه ,, ألوانه ,, ديكوراته ,, فنيات ممثيله ,, حرفية مخرجه,, ماريان ,, ماريان كوتولارد ,, أنه افضل اداء نسائي اشاهده الى الان ,, منذ متى وانا اشاهد افلاما ؟ ,, كلاسيكية وحديثة ,, اسود ابيض وملون ,, لم يسبق لي ان شاهدت اداءا حيا كما شهدته ذاك اليوم ,, لمرأة
لم اشعر بنفسي متابعا لاقتباس ,, بل اندمجت الشخصية الرئيسية بالشخصية المقتبسة في هذا العمل ,, وما كان الخط الفاصل بينهما ألا شارة النهاية لانتهاء الفلم ,, قدمت لنا بياف ,, طفولتها ,, صباها الطائش , شيخوختها , ونهايتها المفجعة ,, حبها احاسيسها رغباتها ايمانها وذات الكاريزما ,,, حياتها ,, حياتها في ساعتين غصتا بالاحداث ,, والمشاهد المتلاحقة ذوات المعنى والنفس الجديد ...
من متسولة في شوارع باريس ,, الى قاطنة بيوت الدعارة ,, لسيارة السيرك المتحرك ,, لتعود مجددا الى الحانات والتجول برفقة حنجرتها الماسية ,, وصديقتها القوية ,,
موهبتها اكتشفت بالصدفة ,,, ويا له من عار ,,, موهبة بهذا الحجم وهذا التألق ,, اكتشفت بالصدفة ,, أن هذا اشبه بأكتشاف البنسلين الذي اتى ايضا بالصدفة واكتشاف البارود واكتشاف الشحنات الكهربائية والدورتان الدمويتان ,, لقاحات شلل الاطفال والقنبلة النووية ,, النظرية النسبية ... لا تقل موهبتها اهمية عن كل تلك الاكتشافات التي لا تربط بينهم سوى الصدفة ,,,
و ضيق الحاجة .. كما قال نزار قباني " ان الثورة تولد من رحم الاحزان " .. فقرها وعوزها ,, برفقة كل من يضعه القدر في وجهها ,, فجر الثورة ,, وتناثرت رياحين موهبتها التي تكبر القلب ,, وتنعش الروح ,,
.
.
ماريون كوتولارد ,, حضرت نفسيا ًلاشك ,, لاداء كافة مناسك بياف ,, فرحها حزنها براءتها طيشها أحلامها ,, اعجابها وحبها للملاكم المغربي الاصل ,, مارسيل ,, مارسيل التي بدأت تهدس به ,, هوست , وكان بيضة القبان في طرق صميم موهبتها ,, لتشتعل وتبرق ,,
ارتعشتُ معها ,, وارتعشتُ لارتعاشها , بوفاته ,,, ليصبح اول مسمار يُدق في نعشها بعد ان كان اخر مُحرض لانتعاش موهبتها ,,,
مشهد لا ينسى ,,, استيقظت ,, فوجدته بجانبها على السرير ,, تركته على امل الانتظار , وقلبها معلق به , فقد احضرت له ساعة كارتييه ,, وبدأت بالبحث عنها مخاطبة حبيبها الذي يستريح في غرفتها بعد عناء السفر ,, لتكتشف ,, انها ليست سوى حالمة ,,, وحبيبها قد هوت به احدى الطائرات في احدى الاماكن ,, ويا لها من رد فعل ,,, ماريان كوتولارد تستحق التقدير والشكر على كل ما قدمته في هذا الفلم ,, وبالاخص على هذا المشهد المؤثر ,,
بدأت حياتها من بعده تنحدر صحيا اجتماعيا ,,, ولكنها لم تنحدر فنيا ,, استمرت في تناول ادويتها المخدرة ,, فقط لتسكت جسدها الهائم المضني المنهك ,,, لتقدم سلسلة من الوصلات الغنائية الجذابة ,, ومن لم يسمع اديت بياف ,, فلا يعرف معنى اللاسيكية وسحرها ,,, في صوتها روح باريس ,, هكذا قيل لها ,, وفي صوتها رائحة عطور باريس ,, هذا ما أقوله أنا ,,
وبرفقة القديسة تيريز ,,, كان ايمانها لا ينضب ,,, تصلي للجميع ,, تصلي للعاهرة تيني ,, وتصلي لوالدتها من على فراش الموت ,, وتصلي لوالدها في مقامها الاخير ,, فالقديسة دوما الى جانبها ,, حياة اديت وديمومتها وقدسيتة تلك الام متلاصقتان ,, من بعضهما يتشربان ,, موهبتها مع روحانية تيريز ,, صِباها مع مباركة تيريز ,,, شيخوختها مع سعي تيريز لتبقى في فكرها وعقلها وقلبها وصليبها
.
.
الى ان اتاها ذلك الملحن ,, وقال لها وهي في الـ 44 ,, ان لديه اغنيه لها ,, لكي تقدمها في حفلة الاولومبيا ,, برفقة ازنافور وعدد كبير من كبار المطربين الفرنسيين والعالميين ,, ,,
بقوتها المنهارة ,, وظهرها الحاني المقوس . ومشيتها المهزوزة ,, جلست على كرسيها ,, وبدأت بالاستماع ,,
" لا , لن اندم على شيء "
" لا , لن اندم على شيئ "
" لا الخير الذي لقيته , ولا الشر الذي احتملته , لقد نسيت الماضي . "
.
.
اوقفته ,, مرتعبة ,,, هذه هي أنا ,, هذه هي أنا ,, هي من تتحدث عنها الاغنية ,,
لتقدمها بعد اذن في حفل الاولومبياد ... بشكل يسحر القلوب ,, ويدمع العيون ,,,
وعلى خلفية فلسفتها الانسانية ,, تطلب من الجميع ان يشعروا بالحب ,, الطفلة والصبية والمرأة ,, الحب فهو مفجر موهبتها وحاميها
ذاكرتها تشوشت ,, لم تعد تستطع استعادة لحظاتها الجميلة مع مارسيل ,, كلما ارادت استعادة حدث ما ,, تذكر نقيضه ,, كانت نهايتها على وشك الاقتراب ,, وألحان اغنية " لا ,, لن اندم على شيء " تصدح في دلالة على النهاية ,, لم تعد تريد من الدنيا شيئا ,, تريد فقط القليل من الذكريات الجميلة ,, تريد مارسيل التي هدست به على فراش موتها ,, تريد ان تصلي لوالديها .. تريد أن تركع ,,
تمازج ألحان اغاني اديت بياف مع المشاهد الملحمية اتى راقيا جميلا ,, اعطى بعدا اخر للمشهد ,, بعدا اكثر ألهاما واكثر سحرا ,, ومع صوتها الكلاسيكي الحاد ,, اتت اغلب مشاهد الفلم ,, مؤثرة صارخة العاطفة والجنون ,, ياله من فلم ,,,,,
اتذكر جيدا ليلة الحفلة الافتتاحية لاوسكار الـ 2007 ,,, وتمنياتي ستجهضها تطلعات الاكاديمية ,, مع دي لويس في التمثيل وخافيير بارديم في المساندة ,, كيت بلانشيت في الـتألق ,, ولابلد للمسنين في الاولوية ,,
كم كنت اتمنى ان تحظى كيت بلانشيت بأوسكارها ,, عن فلمها اليزالبث العصر الذهبي ... ولكنني الان ,, اهنئ القائمين على الاكاديمية لطرحهم ثقتهم جانبا ,, ولغتهم جانبا ,, وكل سخافاتهم وسمعتهم السيئة ,, واعطاء الجائزة الاحق ,, للموهوبة الاحق ,, ماريون كوتولارد ,,, زهرة باريسية عطرة ,, يستحق كل التقدير
ادت دور الشابة الطائشة ,, جليسة البارات ,, الحمقاء ونظرة عينيها البريئة ,,,
ادت دور النجمة ,, بغرورها وتكبرها وهيبتها ,,, وبذات نظرات العيون البرئية
ادت دور العجوز الكهل ,, العاجز ,,,, بعد ان انطفأت نور البراءة من عينيها ليحل مكانهما شبح الموت ولمرض
.
.
للصراحة ,,, لم يسبق لي أن رأيت اديت بياف شخصيا او صورة من صورها ,, لكنني الان ,,, لم اعد ارغب في رؤيتها ,,, ولا حتى ان المح وجهها ,, اريد ان أبقي أداء وصورة ووجه كوتلارد عالقا في ذهني خلفية لتلك المطربة ,, لا ريد الفصل بينهما ,,, اريدها هكذا ,,,,
هناك افلام عديدة ,, تسترسل في الكتابة عنها ,, وتوضيح وجهة نظرك فيها ,,, بسلاسة ,, وهناك افلام تقف عجزا امام سحرها ,, لا تعرف كيف تبدأ ,, ولا كيف تنتهي ,, كما اغنية " لا " ,,, سحرها وكلاسيكيتها ,, ورجفة صوت مؤديتها ,, كلها عوامل منعت الكثيرين من التعليق عليها ايجابا ,, لان الكلمات تعجز .. وهذا الفلم من هذه النوعية ,
وللاستمتاع بسحر تلك الاغنية :
http://www.4shared.com/file/32373377/bd8828d2/Edith_Piaff_-_Rien_de_Rien_.html?s=1
10 \ 10
10 \ 11
10 \ 12
10 \ 100
الفلم فوق التقييم
لا , لن اندم على شيء ,
لا الخير الذي لقيته , ولا الشر الذي احتملته , لقد نسيت الماضي .
لقد دُفع الثمن , انتهى وزال .
لا أبالي بالماضي ,
ذكرياتي التي املكها اضرمت بها النار
احزاني وملذاتي لم اعد بحاجة أليها .
تخلصت من شغفي و حبي .
مع كل المعاناة التي احتملتها , تخلصت منها نهائيا .
وها أنا انطلق من الصفر .
.
.
عندما تُدمع عينيك مع انتهاء فلم ما ,
عندما تشعر بالقلب فائضا هائلا من الحب ,, تكنه للجميع ,, لكل من حولك ,, مع ختام الفلم ,,
عندما تسامح ,, تعفو , تصفح , وعيناك تدمعان دمعتان لا إراديتان علقتا عند طرفي عينيك ,, عند ختام الفلم ونهايته ,,,
عندما تشعر أنك حلّقت ,, وحلّقت ,, وهبطت كريشة في مهب النسيم مع انتهاء الفلم ,,
فالفلم ليس مجرد ساعتين لم تشعر بهما ,, ليس مجرد قرص دي في دي ,, في سواقة ليزرية او حتى نووية ,,
أنه حياة ,, انه حياة ,,
ايديت بياف ,, ام ماريون كوتلارد ,, لا اعرف ايهما اكثر ابداعا ,, ولكن ما اعرف أن موهبتهما الباريسيتنان الصافيتان ,, تقطرتا في عمل سحري ,, عمل من المجحف وصفه بالرائع ,,
رغم ان الكلام اغلبه نظري ,,, كله نظري ,, حروفه مكررة ,, جمله منسوخة ,, ألا ان الكلام ليس كالعيش ,, وليس كالاحساس ,,
.
.
الحياة وردية ,, ايضا اقف امام تساؤل أخر ,, هل اتى عنواناً من فراغ ,, ام انها الحالة الفعلية ,, وان كانت كلمة فعلية لا تنطبق على ما اقوله ,, سرمدية سيريالية ,, افضل توصيف ,, أهيم بها ,, مع انتهاء الفلم ,,
هل هذه سيرة ذاتية ,, لأحد عباقرة الفن الغنائي هناك .. في فرنسا ,, ام لوحة شرقية ,, من الرقص الباهر ,, نسمة ايطالية تدوخ جيئة وذهابا بين مباني فينيس وجسورها ,, المعلقة ,, وعاشقين يتبادلا القبل على قارب صغير يطفو تحت تلك الجسور
هذا ما اسميه عملا فنيا ,,
موسيقاه ,, ألوانه ,, ديكوراته ,, فنيات ممثيله ,, حرفية مخرجه,, ماريان ,, ماريان كوتولارد ,, أنه افضل اداء نسائي اشاهده الى الان ,, منذ متى وانا اشاهد افلاما ؟ ,, كلاسيكية وحديثة ,, اسود ابيض وملون ,, لم يسبق لي ان شاهدت اداءا حيا كما شهدته ذاك اليوم ,, لمرأة
لم اشعر بنفسي متابعا لاقتباس ,, بل اندمجت الشخصية الرئيسية بالشخصية المقتبسة في هذا العمل ,, وما كان الخط الفاصل بينهما ألا شارة النهاية لانتهاء الفلم ,, قدمت لنا بياف ,, طفولتها ,, صباها الطائش , شيخوختها , ونهايتها المفجعة ,, حبها احاسيسها رغباتها ايمانها وذات الكاريزما ,,, حياتها ,, حياتها في ساعتين غصتا بالاحداث ,, والمشاهد المتلاحقة ذوات المعنى والنفس الجديد ...
من متسولة في شوارع باريس ,, الى قاطنة بيوت الدعارة ,, لسيارة السيرك المتحرك ,, لتعود مجددا الى الحانات والتجول برفقة حنجرتها الماسية ,, وصديقتها القوية ,,
موهبتها اكتشفت بالصدفة ,,, ويا له من عار ,,, موهبة بهذا الحجم وهذا التألق ,, اكتشفت بالصدفة ,, أن هذا اشبه بأكتشاف البنسلين الذي اتى ايضا بالصدفة واكتشاف البارود واكتشاف الشحنات الكهربائية والدورتان الدمويتان ,, لقاحات شلل الاطفال والقنبلة النووية ,, النظرية النسبية ... لا تقل موهبتها اهمية عن كل تلك الاكتشافات التي لا تربط بينهم سوى الصدفة ,,,
و ضيق الحاجة .. كما قال نزار قباني " ان الثورة تولد من رحم الاحزان " .. فقرها وعوزها ,, برفقة كل من يضعه القدر في وجهها ,, فجر الثورة ,, وتناثرت رياحين موهبتها التي تكبر القلب ,, وتنعش الروح ,,
.
.
ماريون كوتولارد ,, حضرت نفسيا ًلاشك ,, لاداء كافة مناسك بياف ,, فرحها حزنها براءتها طيشها أحلامها ,, اعجابها وحبها للملاكم المغربي الاصل ,, مارسيل ,, مارسيل التي بدأت تهدس به ,, هوست , وكان بيضة القبان في طرق صميم موهبتها ,, لتشتعل وتبرق ,,
ارتعشتُ معها ,, وارتعشتُ لارتعاشها , بوفاته ,,, ليصبح اول مسمار يُدق في نعشها بعد ان كان اخر مُحرض لانتعاش موهبتها ,,,
مشهد لا ينسى ,,, استيقظت ,, فوجدته بجانبها على السرير ,, تركته على امل الانتظار , وقلبها معلق به , فقد احضرت له ساعة كارتييه ,, وبدأت بالبحث عنها مخاطبة حبيبها الذي يستريح في غرفتها بعد عناء السفر ,, لتكتشف ,, انها ليست سوى حالمة ,,, وحبيبها قد هوت به احدى الطائرات في احدى الاماكن ,, ويا لها من رد فعل ,,, ماريان كوتولارد تستحق التقدير والشكر على كل ما قدمته في هذا الفلم ,, وبالاخص على هذا المشهد المؤثر ,,
بدأت حياتها من بعده تنحدر صحيا اجتماعيا ,,, ولكنها لم تنحدر فنيا ,, استمرت في تناول ادويتها المخدرة ,, فقط لتسكت جسدها الهائم المضني المنهك ,,, لتقدم سلسلة من الوصلات الغنائية الجذابة ,, ومن لم يسمع اديت بياف ,, فلا يعرف معنى اللاسيكية وسحرها ,,, في صوتها روح باريس ,, هكذا قيل لها ,, وفي صوتها رائحة عطور باريس ,, هذا ما أقوله أنا ,,
وبرفقة القديسة تيريز ,,, كان ايمانها لا ينضب ,,, تصلي للجميع ,, تصلي للعاهرة تيني ,, وتصلي لوالدتها من على فراش الموت ,, وتصلي لوالدها في مقامها الاخير ,, فالقديسة دوما الى جانبها ,, حياة اديت وديمومتها وقدسيتة تلك الام متلاصقتان ,, من بعضهما يتشربان ,, موهبتها مع روحانية تيريز ,, صِباها مع مباركة تيريز ,,, شيخوختها مع سعي تيريز لتبقى في فكرها وعقلها وقلبها وصليبها
.
.
الى ان اتاها ذلك الملحن ,, وقال لها وهي في الـ 44 ,, ان لديه اغنيه لها ,, لكي تقدمها في حفلة الاولومبيا ,, برفقة ازنافور وعدد كبير من كبار المطربين الفرنسيين والعالميين ,, ,,
بقوتها المنهارة ,, وظهرها الحاني المقوس . ومشيتها المهزوزة ,, جلست على كرسيها ,, وبدأت بالاستماع ,,
" لا , لن اندم على شيء "
" لا , لن اندم على شيئ "
" لا الخير الذي لقيته , ولا الشر الذي احتملته , لقد نسيت الماضي . "
.
.
اوقفته ,, مرتعبة ,,, هذه هي أنا ,, هذه هي أنا ,, هي من تتحدث عنها الاغنية ,,
لتقدمها بعد اذن في حفل الاولومبياد ... بشكل يسحر القلوب ,, ويدمع العيون ,,,
وعلى خلفية فلسفتها الانسانية ,, تطلب من الجميع ان يشعروا بالحب ,, الطفلة والصبية والمرأة ,, الحب فهو مفجر موهبتها وحاميها
ذاكرتها تشوشت ,, لم تعد تستطع استعادة لحظاتها الجميلة مع مارسيل ,, كلما ارادت استعادة حدث ما ,, تذكر نقيضه ,, كانت نهايتها على وشك الاقتراب ,, وألحان اغنية " لا ,, لن اندم على شيء " تصدح في دلالة على النهاية ,, لم تعد تريد من الدنيا شيئا ,, تريد فقط القليل من الذكريات الجميلة ,, تريد مارسيل التي هدست به على فراش موتها ,, تريد ان تصلي لوالديها .. تريد أن تركع ,,
تمازج ألحان اغاني اديت بياف مع المشاهد الملحمية اتى راقيا جميلا ,, اعطى بعدا اخر للمشهد ,, بعدا اكثر ألهاما واكثر سحرا ,, ومع صوتها الكلاسيكي الحاد ,, اتت اغلب مشاهد الفلم ,, مؤثرة صارخة العاطفة والجنون ,, ياله من فلم ,,,,,
اتذكر جيدا ليلة الحفلة الافتتاحية لاوسكار الـ 2007 ,,, وتمنياتي ستجهضها تطلعات الاكاديمية ,, مع دي لويس في التمثيل وخافيير بارديم في المساندة ,, كيت بلانشيت في الـتألق ,, ولابلد للمسنين في الاولوية ,,
كم كنت اتمنى ان تحظى كيت بلانشيت بأوسكارها ,, عن فلمها اليزالبث العصر الذهبي ... ولكنني الان ,, اهنئ القائمين على الاكاديمية لطرحهم ثقتهم جانبا ,, ولغتهم جانبا ,, وكل سخافاتهم وسمعتهم السيئة ,, واعطاء الجائزة الاحق ,, للموهوبة الاحق ,, ماريون كوتولارد ,,, زهرة باريسية عطرة ,, يستحق كل التقدير
ادت دور الشابة الطائشة ,, جليسة البارات ,, الحمقاء ونظرة عينيها البريئة ,,,
ادت دور النجمة ,, بغرورها وتكبرها وهيبتها ,,, وبذات نظرات العيون البرئية
ادت دور العجوز الكهل ,, العاجز ,,,, بعد ان انطفأت نور البراءة من عينيها ليحل مكانهما شبح الموت ولمرض
.
.
للصراحة ,,, لم يسبق لي أن رأيت اديت بياف شخصيا او صورة من صورها ,, لكنني الان ,,, لم اعد ارغب في رؤيتها ,,, ولا حتى ان المح وجهها ,, اريد ان أبقي أداء وصورة ووجه كوتلارد عالقا في ذهني خلفية لتلك المطربة ,, لا ريد الفصل بينهما ,,, اريدها هكذا ,,,,
هناك افلام عديدة ,, تسترسل في الكتابة عنها ,, وتوضيح وجهة نظرك فيها ,,, بسلاسة ,, وهناك افلام تقف عجزا امام سحرها ,, لا تعرف كيف تبدأ ,, ولا كيف تنتهي ,, كما اغنية " لا " ,,, سحرها وكلاسيكيتها ,, ورجفة صوت مؤديتها ,, كلها عوامل منعت الكثيرين من التعليق عليها ايجابا ,, لان الكلمات تعجز .. وهذا الفلم من هذه النوعية ,
وللاستمتاع بسحر تلك الاغنية :
http://www.4shared.com/file/32373377/bd8828d2/Edith_Piaff_-_Rien_de_Rien_.html?s=1
10 \ 10
10 \ 11
10 \ 12
10 \ 100
الفلم فوق التقييم