GODOF- Admin
- عدد المساهمات : 10329
نقــــاط التمـــيز : 61741
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
العمر : 33
من طرف GODOF الخميس 1 أكتوبر - 19:52
[size=21]إمرأة ثلاثية الأبعاد[/size]
|
نظرت إلى نفسها في المرآة وكأنها تتفقد ملامح وجهها وتتفحص علامات الزمن عليه..,تنهدت بعمق قبل أن تنهمر دموعها لتغسل ذلك السواد بعينيها لترسم أخاديدداكنة على خديها وتجتمع قطرات الدمع فوق شفتها..تداركت نفسها وسارعت بغسل وجهها عندما سمعت باب المنزل يُفتح .. وضعت بعضا من الكحل في عينيها ورشت بعضا من البودرة الوردية على وجنتيها محاولة محو آثار الحزن على ذلك المُحيا الرقيق فرسمت ابتسامة عريضةوهي ترحب به:حمدا لله على سلامتك ياعلي قال وهو ينزع حذاءه: سلمتِ من كل شرسألته في فضول : كيف كانت رحلة عملك أتمنى أن تكون قد وُفقت رد دونما اهتمام وكأنه يريد أن يضع للحديث نهاية: الحمد لله كل شيء مر بسلامأدارت ظهرها وهي تخرج ثيابه من حقيبة السفر لتفرز النظيفة من المتسخة منها فترتبها في الخزانة وعندما تفقدته كان ملقى على السرير يغط في نوم عميقخرجت من الغرفة لكي لاتحدث ضجيجا يقلقه من نومه أقفلت الباب وراءها وهامت في المنزل من زاوية لأخرى وقد أطلقت العنان لدموعها مرة أخرى هي تعرف أنه يكذب عليها فلم يكن في رحلة عمل خارج المدينة كما أخبرها ..فتحت باب غرفة في آخر ممر بالمنزل حيث يغط أصغر أولادها الأربعة في نوم عميق ، نظرت إليه وكأنها تحسده على سكينته وراحة باله..عادت أدراجها وارتمت على أريكة مقابلة لشاشة التلفاز ، حاولت أن تطرد صوت والدها من رأسها وهو يأمرها بالإنفصال عنه وتطالبه بحقوقها لأنه رجل غير صالح في نظره..رنت العبارة التي ردت بها على والدها في مسمعيها أكثر من مرة حقوقي ؟ وحقوق هؤلاء( وهي تشير لصور أولادها الأربعة) من سيطالب بها وممن سيطلبونهاا؟ لم يكن والدها يتفهم الوضع فالقضية لم تعد مادية لكي تكسبها أو تخسرهافهي لن تقلق راحة أولادها ، لن تحرمهم سكينتهم تلك لتغري كبرياء أنوثهاولن تمتد يدها لتدمر ذلك المنزل الذي تفانت في بنائه طوال الخمسة عشر عاماكما أنها لن تحاول مواجهته فمؤكد سيلقي اللوم عليها كما يفعل كل الرجال في مثل موقفه،أولئك الرجال الذين لايتقنون فن الحب إلا خارج بيوتهم..عليها الآن أن تحني جبينها لهذه العاصفة لعلها تمر بسلامولن تسمح للألسنة الخبيثة بالحديث عن فشلها ,فهي لم تفشل نعم لم تفشل فهي مازالت تحترق لتنير ذلك المنزل.. |
|