شعبٌ مستلقٍ على نواتىء مُسننة ينتظر اليوم الموعود ، اليوم المشهود ،"يومُ الطلاق" ..
وأقفُ أنا أُراقب الشاهدين على الزواج _ وهم ملايين_ مُصطفين كالعبيد فى انتظارِ مِنَحِ السادة أصحاب العُرس
وأرى نهار العطايا يتقلص، وليل الجوعِ والظلم والقهر يستطيل ويتمدد.. وعلى الصخرة الدهرية البيضاء
يَحلمُ شعب بجنان العدل فى أرضهِ ، والحرية فى وطنه ، والعجبُ أنه الشاهد الأول على الزواج العرفي
"بين الحكومة والجهاز الرقابي فى دُوَلِنَا العربية" وأرني إكمالاً لسلسة الخضوع والإستسلام .. لوَّنتُ وجهي
وجسدي باللون الأسودِ القاتم شأني فى ذلك شأن باقي العبيد في بلادي .. وكلي خضوع واستسلام لأهل العُرسِ
فكلا الطرفينِ قد أبرما عقداً يُظَلل على الحياة كغمامةٍ سوداء تَحجب الرؤية عن الأعين إلا من بعض أشعةِ الشمس
التى تتخلل الغمامة .. فيعيشُ العبيد على بصيصٍ من أمل ، فربما يأتي اليوم وينفصل العريس عن العروس
وتتساقطُ الأمطار على الرؤوس إحتفالاً بيوم الطلاق وتتلاشى الغمامة ولا يُرى من السماء إلا بريقِ أمانها.