Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    الأنترنت هذا الوحش الوديع

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60736
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    الأنترنت هذا الوحش الوديع Empty الأنترنت هذا الوحش الوديع

    مُساهمة من طرف GODOF الخميس 1 أكتوبر - 20:16

    الأنترنت هذا الوحش الوديع



    استدعاه صديقه ذات مساء على عجلة من أمره لمناقشته في أمر هام أراد أن يستشيره فيه، فذهب إليه قلقا فقد أحسس من نبرة صوته أن الأمر خطير،

    وصل في الموعد المحدد إلى المقهى الشعبي الذي اتفقا على اللقاء فيه فوجده يرتشف فنجان قهوة ويدخن سيجارة مطأطأ الرأس كئيبا حزينا، فأسرع إليه وألقى التحية قائلا:

    ؛ - ما لأمر يا صاحبي فكأنك تحمل هموم الدنيا على ظهرك؟ وما هذه السيجارة التي بيدك ألم تتوقف عن التدخين منذ سنوات؟؟؟؟

    صافحه صاحبه مدعيا البسام قائلا: هي الدنيا بتقلبات أيامها يا صاحبي فكما يقولون دوام الحال من المحال...

    جلس بجانبه وطلب فنجان قهوة والتفت إليه قائلا: هي أخبرني ما لأمر فلا بد أن الأمر في غاية الأهمية ولولا ذلك ما استدعيتني في مثل هذا الوقت

    تنهد من أعماقه مترددا كيف يفتح الموضوع ثم استجمع قواه قائلا:

    كما تعلم يا صاحبي أن لدي ولدان وكلاهما في سن المراهقة الأكبر في العشرين والأصغر في السادس عشر ومع إلحاحهما الشديد لإدخال الأنترنت للبيت بعد ملهما من مقاهي الناث لبحوثهما الدراسية والتواصل مع العائلة والأصدقاء رضخت لطلبهما بعد أن جمعتهما ذات مساء وأخبرتهما أن الناث سلاح ذو حدين ففيه الخير وفيه الشر وليس مجرد بوابة للمعلومات فقط فأرجوا أن تتفهما ذلك وتستعملانها فيما يرضي الله ويزيد من علمكما وثقافتكم، فلا تخيبوا ظني بكما يا ولداي العزيزان.

    - وماذا بعد؟

    - كانت حياتنا قبل الناث هادئة مفعمة بالحيوية، والسعادة تغمر العائلة كلها، فقد اعتدنا الاجتماع بعد العودة من صلاة العشاء بالمسجد وتناول وجبة العشاء، ارتشاف فناجين الشاي في شرفة المنزل نتبادل أطراف الحديث ونناقش شتى المواضيع ونحاول أنا وزوجتي الإجابة عن كل تساؤلاتهما واستفساراتهما مرحين مدخلين روح الدعابة والنكت بين الفينة والأخرى

    - جميل، علاقة عائلية وطيدة يا صاحبي فماذا حدث بعدها؟

    - بعد أيام من إدخال الناث بدأت الأمور تتغير،فقد صار جل وقتهما مع جهازبهما ولمدة طويلة، ظننت في البداية أن الأمر ما هو إلا حب الإكتشاف ثم سيملون مع مرور الوقت لكن إدمانهما زاد أكثر فأكثر، في البداية كانا يرافقان للمسجد ويعودان بسرعة البرق للبيت تاركان في الطريق ثم صارا يتحججان لعدم مرافقتي للمسجد ورغبتهما في الصلاة بالبيت، لم أزجرهما لذلك تاركا الأمر للأيام منتظرا ملهما من هذا الأنترنت، ولم يعودا يرغبان في الجلوس معنا في شرفة البيت ولا ارتشاف فناجين الشاي، وإن جلسا فلدقائق لارضائنا ثم يفران منا كمن يفر ممن أصابه الجرب .

    انقلب الوضع ولم نعد نشعر بالسعادة التي كانت، لم يعودا يهتما بدخولي او خروجي لا مرحبان ولا مودعان، صارا يسهران لساعات طويلة كل في غرفته وينهضان صباحا كسالى ذاهبان للمدرسة بعيون منتفخة...

    وفي أحد الأيام نهضت كعادتي لصلاة الفجر فرأيت ضوء خافت في غرفة الابن الأكبر فضننت أنه استيقظ لصلاة الفجر فهرعت إليه لأرى ان كان سيرافقني للمسجد

    ففتحت الباب دون طرقها وياليتني ما فعلت ابني امام الشاشة طوال الليل وأول ما شاهدت في تلكم الشاشة اللعينة مشهد جنسي تقشعر له الأبدان

    احمر وجهي واختنقت أتفاسي غضبا وكدت أهجم عليه هجوم شرسا لكني استجمعت حلمي وغلقت الباب في صمت كأني لم أرى شيئا

    ارتجف جسدي ودق قلبي بقوة واشمئزت نفسي لكل هذا وسالت دموع من عيناي لأجل ذلك، لم أتوقع أن أرى ما رأيت فقد ظننت أن ما غرست في ولداي من تربية صالحة ومبادئ وقيم ستشفع لي لأرى ولداي على صواب، لم أظن أن الشيطان سيدخل بيتي من بابه الواسع,,,

    سرت للمسجد بخطى متثاقلة أدعو الله أن يغفر لي ما جنيت على نفسي وعلى أسرتي وتضرعت إليه طويلا لأجل ذلك,,,

    في الصباح وبعد أن ذهبا الو لدان للمدرسة أردت أن أتأكد مما رأيت وأن أراقب ما يفعلا ولداي على الناث، أخبرت أمهما بما حدث فانهمرت بالبكاء فطلبت منها أن نستكشف المواقع الاكثر زيارة من جهازيهما...

    لم أتوقع يوما أن أتجسس على ولداي لكني فعلتها هذه المرة لصالحهم، في كلا الجهازين وجدت الدلائل اللازمة التي تثبت أن الشيطان حاضرا دائما.

    وها أنا الآن محتارا ماذا أفعل الآن ولهذا لجأت إليك يا صاحبي علك تخفف عني هذه المعاناة التي أثقلت كاهلي...

    - الأمر محرج فعلا يا صاحبي ولست أدري ما عساي أقول؟؟؟ فأنت تعلم أن الأنترنت عالم قائم بذاته في جانب المعلوماتية ولا غنى لأحد عنها، فإن قطعتها عنهم قطعت باب واسع للمعرفة والتثقيف، وإن تركتها تركت باب الشر مفتوحا في أي لحظة، ربما عليك مناقشتهما الأمر.

    - أراه الخل الأمثل ولو أنه غاية في الإحراج فلم يحدث أن ناقشت أبنائي في مثل هذه الأمور...

    - لست الوحيد الذي يعاني من مثل هذه المشاكل يا صاحبي فهناك الكثير من الأسر والأفراد الذين يعانون من مثل هذا... ولنقل أن الأمر يعتبر حرب نكراء غير معلنة على القيم والمبادئ الإسلامية ومحاولة تقديم أبنائنا وأجيالنا نحو هاوية الفساد الخلقي.

    أتعلم يا صاحبي أن الآلاف من المواقع الإباحية ملك للعرب بدعم يهودي، فنشر الرذيلة بهذه الطريقة في المجتمعات العربية يخدم اليهود بالدرجة الأولى، فمتى تفكر أجيالنا في الجهاد وتحرير فلسطين مادامت غارقة في البحث عن المتعة المحرمة...

    إن الإشكال يا صاحبي يحتاج لوعي أكبر بأهمية الرسالة السامية التي يجب أن تغرس ابن عن أب وأب عن جد وفي كل الأجيال

    فأنصحك يا صاحبي أن تجمع ولداك على طاولة النقاش وتعلمهما بحقيقة الأمر بأنه لا يتوقف عند مشاهدة العري الإباحي ولكنه يمتد لمحو روح العفة والحياء من مجتمعاتنا ونشر الرذيلة وأقلمتها فيه.

    عليك يا صاحبي أن تعلمهم أننا في حرب غير معلنة على ديننا الحنيف وقيمه العالية فلنعد العدة بغرس هذه القيم والمبادئ في أبنائنا وعلينا أن نكون قدوة لهم في ذلك.

    عليك يا صاحبي أن تعلمهم أن الله حاضر في كل حين ويجزي الخير بالخير والشر بالشر، عليهم أن يعلمو أن لحياتنا في الدنيا نهاية فإما الجنة وإما النار.

    أخبرهما مثلا النهاية المأساة لفتاة وجدت متوفاة أمام الشاشة عارية وهي تتأمل مثل هذه المواقع

    أخبرهما بمثل هذه النهايات كيف ستقابل ربها يوم الدين فالموت قادم لا محالة وفي أي لحظة...

    كلامك يا صاحبي أراحني وأزاح عني هما ثقيلا

    ******



    وعاد للبيت ذاك المساء ناد على ولداه لشرفة البيت كما كان يفعل قبل دخول هذا الوحش الوديع بيته، وقبل أن يجلسا همَا بالاستئذان متذرعان ببحوث لهما في دراستهما

    حدق فيهما مليا ففهما أن عليهما الجلوس، وطلب من زوجته إعداد صينية الشاي كالعادة,,,

    جلسا في صمت فبادرهما بالسؤال:

    - متى كانت آخر مرة جلسنا هذا المجلس؟

    - أجاب الأكبر: منذ حوالي أربعة أشهر يا أبي.

    - سألهما: ألم تفتقدا شيء طوال هذه الفترة؟

    - طأطأ الأكبر رأسه في حين أجاب الأصغر: أفتقد أحاديثك يا أبي، نصائحك، توجيهاتك، أفتقد نكتك ودروس الحياة التي تعلمنا إياها في كل مرة

    وجه نظره نحو الأكبر قائلا: وأنت يا بني ألم تحن لما حن إليه أخاك؟

    - أجاب: أحن إلى ذلك يا أبي.

    فقال: وماذا عن الناث هل استفدتما منها كما ينبغي

    - أجابا : نعم

    فسأل: وهل أسأتما استعمالها؟

    - فطأطأ رأسيهما في صمت...

    - كرر سؤاله بحزم: هل أسأتما استعمالها؟؟؟

    فقد غرس فيهما روح الصدق منذ الصغر وكان على يقين أنهما لن يكذبا أبدا...

    أجابا معا: نعم، أسأنا استعمالها

    فقال: وماذا عن توجيهاتي ونصائحي لكما حين أدخلت الناث بيتنا؟

    ألم أنصحكما بالانتباه في استعمالها، ألا تجدان أن هذا عقوق والعقوق مآله الجحيم...؟؟؟

    كانت لهجته وهو يكلمهما شديدة حتى اغرورقت عيناهما بالدموع واحمرت وجنتيهما حياء وخجلا...

    لم يكلمهما من قبل قط بهذه اللهجة وأحس بأنه قسا عليهما بصوته الجهوري

    فهدأ من نبرته الحادة قائلا:

    إنكما تلعبان بالنار يا ولداي وهذا الأمر خطير للغاية وعاقبته مريرة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا عملكما المشين هذا سينزع عن وجهيكما ستار الحياء فإن لم تستحيا فافعلا ما شئتما...

    أنتما في فترة حساسة وفي هذه الفترة تثار الشهوات ويفترض أن تبتعدا قدر المستطاع عن ما يثير الرغبات لا أن تطلقا العنان للإثارة فتصبان الزيت على النار

    هل ضمنتما جانب الموت يا ولداي وهو قادم لا محالة وفي أي لحظة وأنتما تعلمان أن المرء يقوم يوم القيامة على ما مات عليه فتخيلا هذه النهاية...؟؟؟

    وماذا عنا كوالدين أترضان لنا النار يا ولداي... ألا تعلمان أن الأبناء يتعلقون برقاب أوليائهم منعا لهما من دخول الجنة أترضان لنا هذا...؟

    نحن مسؤولان عنكما يا ولداي فكل راع مسئول عن رعيته وما من قول أو فعل إلا وله رقيب عتيد...

    انهمرا بالبكاء حتى أشفق عليهما وهرعا لحظنه معتذران عما بدرا منهما، فسالت دموعه في هذا الموقف المؤثر وهدأ من روعهما داعيا اياهما لتوبة نصوح

    عاهداه على ألا يعودا لهذا الأمر أبدا وألا يستعملان الناث إلا فيما يرضي الله واستأذنا بالانصراف

    حينها شعر بارتياح تام وانشرح صدره بعد هذا الغم الذي أثقله، وعادت زوجته فوجدتنه مبتسما فسألت عن سر هذا التغير

    أخبرها بما جرى وبأنه قام بواجبه في توعيتهما وتحميلهما مسؤولية ما يقومان به وأقناعهما بخطورة الأمر، وقد اقتنعا بوجهة نظره وهذا ما أسعده,

    فحمدا لله على ما كان ، ودعا الله أن تكون ذريتهما صالحة تنشأ على طاعة الله ونعيش بقيم ومبادئ ديننا الحنيف.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل - 8:08