تلتمع السيوف المضمخة بالدماء..ولا وقت..المعمعة مستمرة..والسقوط في تزايد..درجة الحرارة في تلك البقعة وسط الصحراء مرتفعة جدا عن غيرها..يمسك المعظم درعه بامتعاض ومنهم من يطرحه أرضا..فلا وقت..المعمعة مستمرة..ويتهاوى المحاربون من كلا الجانبين..الكل يقاتل بشراسة..يبتر سيف ذراعا وآخر يقطع رقبة..تتمزق الأجساد أثناء المعركة بوحشية..قبل وقت قليل..كان التعطش يلهب الجميع..بينما الآن الشمس في ذروتها والحرارة عالية صاخبة والأنفاس تتزاحم..تتلاصق..العرق والدماء الساخن..الجروح والإصابات البالغة..تصايح من قبل القائد فيهم..كان يحثهم على الذبح..ولا شفقة..كان يقول لهم..‘‘إن لم تسبق يمناك يسراك..سنهزم‘‘..في اليمنى السيف والدرع في الأخرى..يحثهم على القتل السريع..لا وقت الآن للجبناء..الأجساد تتهاوى من كلا الطرفين..امتزجت الدماء ولم يعد يميزها فارق العداوات وتلك الألبسة المختلفة..الكل يقاتل..ذلك الضخم..هناك..لا يرحم..تمتد سلسلته فتزيل كرتها الحديدية المسننة الرؤوس..تقتلعها أحيانا وأخرى تحطمها..تتفجرالجمامج فينطلق الدماء كالرصاص..قتل صريح ومشروع..صوب رمح من هناك بسرعة السهم..فاخترقت رجل عفي قوي من هنا..اعتقد أن القلب لم يعد له وجود..خر القتيل على وجهه وانقلب على جنبه ثم فارق الحياة ونيمته النهائية على ظهره..يموت الكل..تتناقص الأعداد بعدو شديد..ترك شخص ما الساحة جاريا..فرفع قائده سهمه وأسقطه قتيلا..فلا وقت للجبناء ولا فائدة..يستمر الشق والبتر والقلع..مما هز بعض النفوس الضعيفة..فسقط من يد ‘فواز‘ السيف..وأخذ يتشبث بكلتا يديه في يد الدرع الذي تتساقط عليه الضربات من أماكن شتى..حدث نفسه..‘‘يقتل الجبناء أحقر قتلة..والضربات تتوافد بلا توقف..أعصابي..تهتز أعصابي..أكاد أفقدها..أين أنا!..لم أصلا تلك المعركة؟!!!!..لمَ خضتها؟؟؟..أنا..لا لم أخضها..هم من جروني لها..القتل بالإجبار..والهروب جريمة..وأي جريمة!..أنا لم أقتل بتاتا..ويقودونني هكذا لتلك المعركة..ومن يهرب يلطخ بالعار..أين نحن؟؟؟..آه..يا الله..ما كل تلك الضربة..من هذا الذي يضرب؟..أكاد لا أبصر..إنها نهايتي..أحس بها..ولا مفر‘‘..يشق من بعد عشرات الفرسان الصفوف المبعثرة..جياد سود وحمر وقليل بيض..الفرسان تتقدم نحوه..تفرقوا بعض الشيء..الذبح مستمر..والشمس لا تخف..والحرارة ترتفع بكثرة الدماء الساخنة المسفوحة..الفرسان تتقدم..والرجل ذو السلسلة الحديدة يدق الأعناق والرؤوس..الموت قريب قريب جدا..الجميع في الجحيم..ولا مفر..رفع رجل رجله اليمنى في وثبة..إنها حركة متهورة لا يفعلها الكثير..الجميع يتضرع بسيفه ودرعه..تقشر درع ‘فواز‘ من قوة الضربات التي تتوافد بلا توقف..فجأة..يسقط على الأرض..فلم يكن في حسبانه تلك الوثبة من قبل فارس..أصيب ذراعه وجنبه..يشك أن ذراعه قد كسر..حدث نفسه..‘‘آه ذراعي..يا ربي نجني..يا رب..يا رب..يا رب..آه..آه..ذراعي..ما حدث له؟..يا رب..ذراعي كسر..يا رب‘‘..يتهاتف صوت..‘‘قتل القائد..قتل القائد‘‘..ازدادت ضربات قلبه..استرسل في محادثة نفسه..‘‘أي قائد قتل؟..هذه الأصوات معنا أم علينا..يا الله..نجني يا رب..من انتصر..نحن..لا هم..لا نحن..من!..من؟..يا الله..يا الله..يا ربي..نجني..الموت..هو الموت..إنه قريب..قريب‘‘..من بعد قلعت الكرة الحديدية المسننة رأسا..فانفجرت دماء القتيل..إلى كل جانب..ومن بعد أسهم تخترق..ورماح تدمر الصدور..يزداد القتل..تخر قوى الفئة الضعيفة التي قتل قائدها..تهاتف صوت يجري من هنا إلى هناك..‘‘إن القائد حي..يقاتل في الساحة بضراوة..لم يقتل..لم يقتل‘‘..التمعت أعين بعض الجنود..وارتفعت أرواحهم المعنوية..وطاحوا بعضا ممن أمامهم..لكن الآخرين كالجراد..فتهالكت قواهم مع الوقت شيئا فشيئا..صرخ ‘فواز‘..‘‘آه رجلي‘‘..أصيبت ساقه بسهم اخترق اللحم..لكن من حظه لم يصب العظم..شد من رجله السهم ويهو يصرخ ويقول..‘‘رجلي..رجلي..آه‘‘..امتدت الحرب حتى وصلت للنهاية..وتصايح الرجال المنتصرون..‘‘كانوا لقمة سهلة‘‘..
_‘‘إلى الغنائم‘‘..
_‘‘انتهى عصر شقاء عائلتي الفقيرة‘‘..
_‘‘لم تنتهي شهيتي للقتل‘‘..
تميز الفرسان في جنب عن الآخرين..مضمخة سيوفهم..والدماء تزهوا على ملابسهم..يمشون بخيلاء..يحدث بعضهم بعضا..يرسمون خطة الحرب القادمة..وكيف سيسوقون للحرب ناس كثيرة..لا يعون للقتل هوية..خادعيهم بالثروة والجاه..
..قام فواز من بين الجثث المترامية..يمشي مع اعتوار شديد في مشيته..يسير مع السيل..فرحا حامدا ربه الذي لم ينساه أبدا داخل المعركة الحامية الوطيس..بعد دقائق..تساءل ‘فواز‘ محدثا نفسه..‘‘إلى أين؟..إننا نسير عكس بلدتي‘‘..وقبل أن يبوح بما يخالج صدره لمن بجانبه..اكتشف أنه يسير مع الأعداء.
_‘‘إلى الغنائم‘‘..
_‘‘انتهى عصر شقاء عائلتي الفقيرة‘‘..
_‘‘لم تنتهي شهيتي للقتل‘‘..
تميز الفرسان في جنب عن الآخرين..مضمخة سيوفهم..والدماء تزهوا على ملابسهم..يمشون بخيلاء..يحدث بعضهم بعضا..يرسمون خطة الحرب القادمة..وكيف سيسوقون للحرب ناس كثيرة..لا يعون للقتل هوية..خادعيهم بالثروة والجاه..
..قام فواز من بين الجثث المترامية..يمشي مع اعتوار شديد في مشيته..يسير مع السيل..فرحا حامدا ربه الذي لم ينساه أبدا داخل المعركة الحامية الوطيس..بعد دقائق..تساءل ‘فواز‘ محدثا نفسه..‘‘إلى أين؟..إننا نسير عكس بلدتي‘‘..وقبل أن يبوح بما يخالج صدره لمن بجانبه..اكتشف أنه يسير مع الأعداء.