تنتمي أجهزة اكتشاف المتفجّرات إلى فئتين: الأولى هي النظم المخصَّصة
للأحجام الكبيرة ـ والآلات التي تعمل بالأشعة السينية في المطارات هي
أفضل مثالٍ على ذلك ـ التي تبحث عن القنابل من خلال تكوين صورة
عن الشحنة وصواعق التفجيِر والأسلاك. وقد تحاول هذه الأجهزة في
بعض الحالات أيضا تمييز التركيب الكيميائي أو الخصائص الأخرى للمواد.
والأخرى هي أجهزة كشف الأثر ـ هذه الأجهزة التي تستخدم حاليا في
المطارات على نطاق واسع ـ وهي تركز على اكتشاف الأبخرة أو الجسيمات
المنبعثة من متفجّرة ما.
قد يحتّم اكتشاف المتفجرات من بُعد نشر شبكات كبيرة من نظم التصوير
أو نظم كشف الآثار في أمكنة عديدة من المدن. وقد يتطلّب الأمر استخدام
هذين النموذجين من المحسات لمضاعفة عمليّة التحقّق من الإنذارات
الكاذبة. وسيكون على برامج الحواسيب القويّة البحث عن التهديدات
الفعليّة بين آلاف المعلومات وإطلاق إنذار في غضون ثوان. فالتحديات
هائلة، وحتى مع توافر المحسات المرئيّة التي تعمل بالأشعّة السينية، فقد
يكون من الأسهل الاتصال بسوپرمان والاستعانة به ليس إلا.
تفكيك ذلك المخلوق الغريب (** )
ومع ذلك فالعمل جار على إنزال الكلاب عن المكانة التي تتبوأها. فقد قام
< B.M. دنتن> [الأستاذ في جامعة أريزونا] بتجميع جهاز معدل لكشف
الأثر مختلف قليلا عن الأجهزة المستخدَمة في المطارات، وباعتقاده
أن هذا الجهاز قد يتمكّن يوما ما من حماية شبكات مترو أنفاق لندن
وأنظمة النقل الأخرى الواقعة تحت سطح الأرض. والسيّد <دنتن>
يمتلك نزعة الابتكار وهو مميَّز في تصميم الآلات ولا يستطيع كبت
حماسته تجاه أي نوع من الآلات، بدءا بأجهزة قياس الطيف وانتهاء
بسيارات السباق. وفي جوار منزل <دنتن> [القائم في ضواحي تاكسن
بولاية أريزونا] مصنع للآلات يستخدمه في إنتاج أدوات لمختبره
الجامعي. ولكنه يستخدم هذا المعمل أيضا لتجميع سيارات تشارك
في سباقات على حلَبات بوّنڤيل سولت فلاتس. وفي عام 2001،
سجّل <دنتن> رقما قياسيّا في السرعة للسيّارات الرياضيّة المعدَّلة
ـ بمعدّل 264.007 ميل في الساعة خلال دورتين. وهو يأمل تخطّي
عتبة ال300 ميل في الشهر 8/2006، مستعيدا الرّقم القياسي
لجميع أنواع سيارات السباق، الذي أخلاه لمنافس له عام 2004.
لقد كانت شهرة <دنتن> لا تقتصر على كونه هاويا لجمع السيارات؛
فبدءا من أواخر سبعينات القرن العشرين، أي بعد عدّة سنوات من
انضمامه إلى جامعة أريزونا، نجح في مزاوجة مجموعات من أجهزة
الكشف ـ مثل أدوات القرن الشحني (3) وأدوات الحقن الشحني (4) ـ مع
مقاييس الطيف (5) التي تُعتبَر أدوات رئيسيّة في مختبرات الكيمياء.
وقد طور <دنتن> أجهزة لعلماء الفلَك وعلماء البيئة والجيولوجيّين
وغيرهم. وقبل سنوات قليلة، قام بتكييف تقنيّة لتضخيم الإشارة
الصادرة عن الأشعة دون الحمراء التي يستخدمها الفلَكيّون (في مرصد
ستووارت بالقرب من الجامعة) مع الأيونات عوضا عن الفوتونات
شيء يُستشم: يلتقط جهاز كشف الأثر الموضوع بجانب سلّم ميكانيكي
رائحة راكب يحمل قنبلة (بالأحمر) من خلال امتصاص الهواء، في بادئ
الأمر، ونقله إلى داخل مُجمِّع. وتقوم جُسيمات بيتا بتأيين غاز، وهذا
الغاز يؤين بدوره جزيئات المتفجرات الموجودة في الهواء. تدفع الأيونات
المتولدة إلى داخل أنبوب بوساطة حقل إلكتروستاتي. وتنتقل الأيونات
الأصغر بسرعة أكبر وتصطدم قبل غيرها بالصفيحة. ثمّ يقوم مضخم بتحويل
التيار الصغير المتكوّن على اللوحات إلى ڤلطيّة خرج عالية، ممكّنا من
إجراء عمليّة الكشف من بُعد. ويبحث برنامج حاسوبي عن إشارات كهربائيّة
صادرة عن متفجّرة ما، وتقوم آلة تصوير (كاميرا) بالتقاط صورة للمفجّر.
ويُظهر هذا الرسم التوضيحي فكرة جهاز ما زال يتطلّب سنوات عدّة من
التطوير قبل عرضه في الأسواق.
ومن أجل الكشف عن المتفجّرات، قام <دنتن> بضم المكبّر إلى جهاز قياس
الطيف، وهي التقنية المعتمَدة في أجهزة كشف الأثر في المطارات. وأحد ا
لأمثلة على طريقة استخدام هذه التقنية هو أن أبخرة أو جسيمات المواد
الشديدة الانفجار مثل: RDX، PETN، TNT أو غيرها من المتفجرات
التي تعتمد على النتروجين، تدخل في مجمِّع يقوم بمعالجتها قبل تحويلها
إلى أيونات ونقلها من خلال أنبوب إلى صفيحة معدنيّة. فأولا، تصطدم
الأيونات الأصغر بالصفيحة، وبعد ذلك تصطدم الأيونات الأكبر. وفي
الجانب الآخر من الصفيحة، يحوّل المضخم التيّار الذي تولّده الأيونات
المصطدمة بالصفيحة إلى ڤلطيّة خرج عالية إلى حدٍّ ما (16 ميكروڤلط
للأيون الواحد)، مُحدثا قليلا من الضجيج نسبيا. ويقوم برنامج حاسوبي
خاص بالبحث عن أيونات محدَّدة مميزة للمواد المتفجرة.
وبحسب <دنتن>، فإن حساسيّة المضخم تفوق ألف مرّة حساسيّة المضخمات
المستخدَمة في جهاز تقليدي لكشف الأثر. ويذكر <دنتن> أن هذا المضخم قادر
على كشف بضع عشرات من الأتوغرامات (6) attograms من غبار
المتفجّرات، عند أخذ عيّنة من الهواء كل 20 مليثانية. وبتقديره فإن حساسية
هذا المضخم تُمكن من تحديد وجود متفجّرة على بُعد 15 قدَما على الأقل
وربّما على بُعد 50 قدما، ممّا يجعل عمليّة وضعه بجانب سلّم كهربائي
أو درج في شبكة لمترو الأنفاق أمرا سهلا. ويقول <دنتن>: إن تكلفة
الجهاز الواحد قد لا تتجاوز ألفي دولار.
وفي الشهر 3/2005، وقبل عقد جلسة الجمعيّة الكيميائيّة الأمريكيّة،
التي عرض خلالها <دنتن> عمله، أصدرت الجامعة بيانا صحافيّا صرّح
فيه هذا الهاوي بأن جهازه يقارن بآلة المسح الثلاثية (تريكوردر) (7)
الموجودة في المركبة Star Trek الفضائية. وقد حفّز ذلك بعض
الباحثين (في مختبر سانديا الوطني الذي قام بتمويل معظم أبحاث <دنتن>)
إلى الاهتمام بالتقانات القذفيّة. ويقول < K. لينكر> [أحد خبراء المختبر
سانديا في كشف المتفجّرات]: «حاليا لا وجود لتقانة تكشف الأثر لإجراء
تحفّظ من مسافة 15 أو 50 قدَما.» ومختبر <سانديا> الذي عمل على
جهاز محمول لكشف الآثار يُدعى ميكروهوند (الكلب الصغير)، والذي
يدرس إمكانيّة تضمين مضخم <دنتن> في نظامه، لا يشير إلى تقانة
اكتشاف المتفجّرات من بُعد. ويقول <لينكر> إن التركيزات الصغيرة
من الجُسَيمات والأبخرة تجعل عمليّة الكشف من بُعد أمرا صعبا.
ويضيف: «من وجهة نظرنا، لم يتمّ التثبّت من ادّعاءات <دنتن>».
لكن <دنتن> يُصرّ على رأيه، ملاحظا أن الحساسيّة التي يُضفيها
المضخم على مقياس الطيف ستجعله أول جهاز اكتشاف قادر على
تمييز المتفجّرات من مسافة لا بأس بها.
للأحجام الكبيرة ـ والآلات التي تعمل بالأشعة السينية في المطارات هي
أفضل مثالٍ على ذلك ـ التي تبحث عن القنابل من خلال تكوين صورة
عن الشحنة وصواعق التفجيِر والأسلاك. وقد تحاول هذه الأجهزة في
بعض الحالات أيضا تمييز التركيب الكيميائي أو الخصائص الأخرى للمواد.
والأخرى هي أجهزة كشف الأثر ـ هذه الأجهزة التي تستخدم حاليا في
المطارات على نطاق واسع ـ وهي تركز على اكتشاف الأبخرة أو الجسيمات
المنبعثة من متفجّرة ما.
قد يحتّم اكتشاف المتفجرات من بُعد نشر شبكات كبيرة من نظم التصوير
أو نظم كشف الآثار في أمكنة عديدة من المدن. وقد يتطلّب الأمر استخدام
هذين النموذجين من المحسات لمضاعفة عمليّة التحقّق من الإنذارات
الكاذبة. وسيكون على برامج الحواسيب القويّة البحث عن التهديدات
الفعليّة بين آلاف المعلومات وإطلاق إنذار في غضون ثوان. فالتحديات
هائلة، وحتى مع توافر المحسات المرئيّة التي تعمل بالأشعّة السينية، فقد
يكون من الأسهل الاتصال بسوپرمان والاستعانة به ليس إلا.
تفكيك ذلك المخلوق الغريب (** )
ومع ذلك فالعمل جار على إنزال الكلاب عن المكانة التي تتبوأها. فقد قام
< B.M. دنتن> [الأستاذ في جامعة أريزونا] بتجميع جهاز معدل لكشف
الأثر مختلف قليلا عن الأجهزة المستخدَمة في المطارات، وباعتقاده
أن هذا الجهاز قد يتمكّن يوما ما من حماية شبكات مترو أنفاق لندن
وأنظمة النقل الأخرى الواقعة تحت سطح الأرض. والسيّد <دنتن>
يمتلك نزعة الابتكار وهو مميَّز في تصميم الآلات ولا يستطيع كبت
حماسته تجاه أي نوع من الآلات، بدءا بأجهزة قياس الطيف وانتهاء
بسيارات السباق. وفي جوار منزل <دنتن> [القائم في ضواحي تاكسن
بولاية أريزونا] مصنع للآلات يستخدمه في إنتاج أدوات لمختبره
الجامعي. ولكنه يستخدم هذا المعمل أيضا لتجميع سيارات تشارك
في سباقات على حلَبات بوّنڤيل سولت فلاتس. وفي عام 2001،
سجّل <دنتن> رقما قياسيّا في السرعة للسيّارات الرياضيّة المعدَّلة
ـ بمعدّل 264.007 ميل في الساعة خلال دورتين. وهو يأمل تخطّي
عتبة ال300 ميل في الشهر 8/2006، مستعيدا الرّقم القياسي
لجميع أنواع سيارات السباق، الذي أخلاه لمنافس له عام 2004.
لقد كانت شهرة <دنتن> لا تقتصر على كونه هاويا لجمع السيارات؛
فبدءا من أواخر سبعينات القرن العشرين، أي بعد عدّة سنوات من
انضمامه إلى جامعة أريزونا، نجح في مزاوجة مجموعات من أجهزة
الكشف ـ مثل أدوات القرن الشحني (3) وأدوات الحقن الشحني (4) ـ مع
مقاييس الطيف (5) التي تُعتبَر أدوات رئيسيّة في مختبرات الكيمياء.
وقد طور <دنتن> أجهزة لعلماء الفلَك وعلماء البيئة والجيولوجيّين
وغيرهم. وقبل سنوات قليلة، قام بتكييف تقنيّة لتضخيم الإشارة
الصادرة عن الأشعة دون الحمراء التي يستخدمها الفلَكيّون (في مرصد
ستووارت بالقرب من الجامعة) مع الأيونات عوضا عن الفوتونات
شيء يُستشم: يلتقط جهاز كشف الأثر الموضوع بجانب سلّم ميكانيكي
رائحة راكب يحمل قنبلة (بالأحمر) من خلال امتصاص الهواء، في بادئ
الأمر، ونقله إلى داخل مُجمِّع. وتقوم جُسيمات بيتا بتأيين غاز، وهذا
الغاز يؤين بدوره جزيئات المتفجرات الموجودة في الهواء. تدفع الأيونات
المتولدة إلى داخل أنبوب بوساطة حقل إلكتروستاتي. وتنتقل الأيونات
الأصغر بسرعة أكبر وتصطدم قبل غيرها بالصفيحة. ثمّ يقوم مضخم بتحويل
التيار الصغير المتكوّن على اللوحات إلى ڤلطيّة خرج عالية، ممكّنا من
إجراء عمليّة الكشف من بُعد. ويبحث برنامج حاسوبي عن إشارات كهربائيّة
صادرة عن متفجّرة ما، وتقوم آلة تصوير (كاميرا) بالتقاط صورة للمفجّر.
ويُظهر هذا الرسم التوضيحي فكرة جهاز ما زال يتطلّب سنوات عدّة من
التطوير قبل عرضه في الأسواق.
ومن أجل الكشف عن المتفجّرات، قام <دنتن> بضم المكبّر إلى جهاز قياس
الطيف، وهي التقنية المعتمَدة في أجهزة كشف الأثر في المطارات. وأحد ا
لأمثلة على طريقة استخدام هذه التقنية هو أن أبخرة أو جسيمات المواد
الشديدة الانفجار مثل: RDX، PETN، TNT أو غيرها من المتفجرات
التي تعتمد على النتروجين، تدخل في مجمِّع يقوم بمعالجتها قبل تحويلها
إلى أيونات ونقلها من خلال أنبوب إلى صفيحة معدنيّة. فأولا، تصطدم
الأيونات الأصغر بالصفيحة، وبعد ذلك تصطدم الأيونات الأكبر. وفي
الجانب الآخر من الصفيحة، يحوّل المضخم التيّار الذي تولّده الأيونات
المصطدمة بالصفيحة إلى ڤلطيّة خرج عالية إلى حدٍّ ما (16 ميكروڤلط
للأيون الواحد)، مُحدثا قليلا من الضجيج نسبيا. ويقوم برنامج حاسوبي
خاص بالبحث عن أيونات محدَّدة مميزة للمواد المتفجرة.
وبحسب <دنتن>، فإن حساسيّة المضخم تفوق ألف مرّة حساسيّة المضخمات
المستخدَمة في جهاز تقليدي لكشف الأثر. ويذكر <دنتن> أن هذا المضخم قادر
على كشف بضع عشرات من الأتوغرامات (6) attograms من غبار
المتفجّرات، عند أخذ عيّنة من الهواء كل 20 مليثانية. وبتقديره فإن حساسية
هذا المضخم تُمكن من تحديد وجود متفجّرة على بُعد 15 قدَما على الأقل
وربّما على بُعد 50 قدما، ممّا يجعل عمليّة وضعه بجانب سلّم كهربائي
أو درج في شبكة لمترو الأنفاق أمرا سهلا. ويقول <دنتن>: إن تكلفة
الجهاز الواحد قد لا تتجاوز ألفي دولار.
وفي الشهر 3/2005، وقبل عقد جلسة الجمعيّة الكيميائيّة الأمريكيّة،
التي عرض خلالها <دنتن> عمله، أصدرت الجامعة بيانا صحافيّا صرّح
فيه هذا الهاوي بأن جهازه يقارن بآلة المسح الثلاثية (تريكوردر) (7)
الموجودة في المركبة Star Trek الفضائية. وقد حفّز ذلك بعض
الباحثين (في مختبر سانديا الوطني الذي قام بتمويل معظم أبحاث <دنتن>)
إلى الاهتمام بالتقانات القذفيّة. ويقول < K. لينكر> [أحد خبراء المختبر
سانديا في كشف المتفجّرات]: «حاليا لا وجود لتقانة تكشف الأثر لإجراء
تحفّظ من مسافة 15 أو 50 قدَما.» ومختبر <سانديا> الذي عمل على
جهاز محمول لكشف الآثار يُدعى ميكروهوند (الكلب الصغير)، والذي
يدرس إمكانيّة تضمين مضخم <دنتن> في نظامه، لا يشير إلى تقانة
اكتشاف المتفجّرات من بُعد. ويقول <لينكر> إن التركيزات الصغيرة
من الجُسَيمات والأبخرة تجعل عمليّة الكشف من بُعد أمرا صعبا.
ويضيف: «من وجهة نظرنا، لم يتمّ التثبّت من ادّعاءات <دنتن>».
لكن <دنتن> يُصرّ على رأيه، ملاحظا أن الحساسيّة التي يُضفيها
المضخم على مقياس الطيف ستجعله أول جهاز اكتشاف قادر على
تمييز المتفجّرات من مسافة لا بأس بها.