حمى أو داء شيكونغونيا Chikungunya fever
هذه الحمى ، داء شيكونغونيا Chikungunya fever أو اختصارا Chik fever
وأيضا تدعى Buggy Creek virus ليست وليدة اليوم رغم أنها تتصدر
الأخبار الصحية في وسائل الإعلام الأوربية ، بل تعود جذور اكتشافها إلى
الخمسينات . وتعني هذه الكلمة" الرجل المنحني" باللغة السواحلية بسبب
الآلام التي يسببها الفيروس في المفاصل مما يؤدي إلى إرغام المصاب
على الانحناء ، وقد اعتنى الأمريكان بفيروس الشيكونغونيا في الثمانينات
لاستعماله كسلاح بيولوجي نظرا للخسائر التي يمكن أن يخلفها عند العدو
بواسطة الأعراض التي يسببها.
هذه الحمى ، داء شيكونغونيا Chikungunya fever أو اختصارا Chik fever
وأيضا تدعى Buggy Creek virus ليست وليدة اليوم رغم أنها تتصدر
الأخبار الصحية في وسائل الإعلام الأوربية ، بل تعود جذور اكتشافها إلى
الخمسينات . وتعني هذه الكلمة" الرجل المنحني" باللغة السواحلية بسبب
الآلام التي يسببها الفيروس في المفاصل مما يؤدي إلى إرغام المصاب
على الانحناء ، وقد اعتنى الأمريكان بفيروس الشيكونغونيا في الثمانينات
لاستعماله كسلاح بيولوجي نظرا للخسائر التي يمكن أن يخلفها عند العدو
بواسطة الأعراض التي يسببها.
صورة مجهرية لفيروس شيكونغونيا |
تم اكتشاف الفيروس المسؤول عن هذه الحمى في بداية الخمسينات
بأوغندا وتنزانيا ، وبعد ذلك انتقل إلى جنوب شرق آسيا والمحيط الهندي .
وفي الوقت الراهن بدأ الوباء في جزر القمر في بداية سنة 2005
ثم انتقل إلى موريشيوس وسيشيل وجزيرتي مايوت ورينيون
الفرنسيتين في فبراير الماضي حيث أصاب 110 ألف من السكان
منهم 100 ألف في الشهرين الماضيين. وينتشر هذا الفيروس
في إفريقيا الصحراوية و جنوب شرق آسيا و طال أيضا منذ 2005 المحيط الهندي .
أول من عزل الفيروس هو RW Ross بأوغندا انطلاقا من
عينة دم أصلها من تنزانيا لرجل يعاني من حمى و آلام في المفاصل
وكان ذلك يوم 22 فبراير 1953 ، والفيروس من عائلة
Togaviridae ومن نوع Alphavirus ( مجموعة A من Arbovirus ) ،
له شكل دائري قطره من 60 إلى 70 نانومتر ويحتوي على خييط RNA ،
وينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عن طريق لسعات البعوض
culicine mosquitoes و تكثر هذه اللسعات في بداية النهار
وفي نهايته ، فالإنسان يصبح بذلك خزانا للفيروس و البعوض هو
الناقل له، لأن البعوض يكون عاديا و لا يصيب بالمرض إلى إذا تحمل بالفيروس.
ولحسن الحظ فإن العدوى لم تتم بين البشر عن طريق المس أو اللعاب
في حين أنها ممكنة عبر الدم و هناك احتمال الانتقال إلى الجنين أو عن
طريق الرضاعة ، وإلى اليوم لا يوجد لقاح ولا علاج لأن الفيروس إلى
غاية 2005 لم يمس إلا الدول الفقيرة في إفريقيا و جنوب
آسيا ولذلك لم تعتن به المختبرات الغربية.
ويصيب هذا الفيروس الإنسان والثدييات والزواحف والطيور والبعوض ،
وتدوم فترة حضانته ما بين 3-12 يوم متبوعة متبوعة بظهور
أعرض تشبه أعراض الإنفلونزا من حمى مفاجئة لمدة ما بين يومين وخمسة
أيام حيث ترتفع درجة الحرارة فوق 40 مع آلام شديدة في الرأس (صداع).
ويجب أن يفرق بين حمى الشيكونغونيا وحمى الضنك
(حمى العظم المكسور) لتشابه الأعراض وطرق الإصابة .
أعراض الشيكونغونيا
بعد مرور 3-12 يوم عن لسعة الحشرة تظهر الأعراض المرتبطة بالحمى
و آلام الرأس والمفاصل بطريقة رهيبة ، وقد تظهر أحيانا تقرحات جلدية
ونزيف هين خصوصا عند الأطفال في اللثة والأنف (ولكن النزف الدموي نادر الحدوث)
لكن هذه الأعراض لا تتطور إلى حالة حرجة ، إذ منذ بداية هذه السنة تسببت
هذه الحمى بطريقة غير مباشرة فقط في وفاة 48 حالة ، وفي وفاة أربع
حالات بطريقة مباشرة والتي طالت أشخاصا مسنين أو مصابين بأمراض أخرى .
وتنتشر آلام المفاصل في الكتف والركبة والكاحل والرسغ والمفاصل الصغيرة،
كما تظهر آلام في العضلات وتنتفخ مفاصل الأطراف ويكون لمسها مؤلم
وهناك أعراض أخرى ممكنة كالغثيان والتقيؤ . تستمر هذه الأعراض لمدة
3-5 أيام عند معظم المصابين . قد يستمر ألم المفاصل لمدة أشهر عن البعض .
وقد تظهر أعراض عصبية عند الأطفال .
الوقاية والعلاج
تعالج الأدوية الخاصة بهذا الوباء أعراض المرض فقط و لا تستطيع أن
تشفي المرض أو تجتثه من جذوره، فهي عبارة عن مسكنات الألم ومضادات
الالتهاب و ينصح بالراحة عند تناول هذه الأدوية ، و لا ينصح بالأسبرين
في حالة النزيف. و لا يوجد إلى اليوم مضاد فيروسي ضد هذا الفيروس
لا يتحمل الجفاف و الحرارة فوق 58 درجة.
و لا يوجد لحد الآن لقاح أو علاج وقائي للحماية ضد هذا الفيروس ،
وقد بدأ فك شيفرة الجينوم في فرنسا مع البحث عن طفرات محتملة ،
ولذلك يرتقب إنتاج لقاح في المستقبل لكن المدة المطلوبة لذلك غير معروفة.
وفي انتظار ذلك تبقى وسيلة الوقاية هي محاربة الحشرات الناقلة والقضاء
على اليرقات بإلقاء المبيدات حول المناطق المهددة والحد من المياه
الراكدة ومن انتشار النفايات التي تحصر الماء وتسهل انتشار البعوض ،
ويجب على الأشخاص أيضا استعمال وسائل طاردة للحشرات كالمراهم
والبخاخات و بعض الآلات الكهربائية والناموسيات – الكلة-.
لقد أصبح العالم اليوم أرضا خصبة لتطور العديد من الأمراض والتي
تنتشر أغلبها بسبب الفيروسات، هذه المخلوقات الضعيفة المتناهية في
الصغر وهبها الله قدرة عجيبة على التكاثر والانتشار وتغيير مخزونها
الوراثي ، ولا يزال الإنسان رغم ذكائه وتطوره عاجزا عن التصدي للكوارث
التي تخلفها الفيروسات ، فهل ستنتشر حمى الشيكونغونيا كأنفلوانزا الطيور ؟
أم سيستطيع العلماء حصرها في المناطق المتضررة ثم القضاء عليها لاحقا ؟