في حينا ألقديم كان يمر كل صباح، ذلك الرجل الكهل عمره من عمر الزمان، شعره المنكوش وحاجباه المقفلان
وجهه المتجعد، ترى اثار السنين الطوال مرو على خده: نظراته المعبرات عن كل ماّ سي زمان حياته،وحيا ته مليئة بخبرات الدهر مشبعة بعزابات الا يا م، مشيته المتثاقلة على وقع السنين، كل شيْ ينطق حوله وترى على وجهه تمرد الا يام:........... لم اراه يوم متعب ر غم كل شيْ:
كنت صغير وكنت اراه كجبل يمشي على الا رض كنت ارتجف منه خوفا، هل هذا انسا ن؟ هل هو ببشر؟ انه ليس ككل البشر! كل شيْ فيه غريب، لم اسمع صوته أبدا، كنت احسبه من زمن الا ساطير والخيال، ولفترت بعيدة لم استطع حتى ارمي عليه السلام ،كنت اكلمه فقط عبر لوحاته الزيتية المعلقة على جدار مدرستي وعلى جدار منزل
احد رفاقي بألمدرسة في ذالك الزمان ، كنت ارى تلك اللوحات قصص عمرها سنين لا بل قرون،كان يحاكي كل
شي ءكنت ارى الجبال في لوحاته تنطق بأسمه،و كنت انسل من بين الا شياء لاشاهده وهو يرسم لوحات ليعتاش منها عندما شا هدت الجبل القريب الذي رسمه اعجبني اكثر
من الطبيعة :
كل شيْ كان يرسمه كان له جمال خاص.........
هو فنان متعدد وكان له ادوار مميزة مع اكثر الفنانين العرب الكبار و من اشهراعماله كان، مسلسل صح النوم وافلا م
تاريخية مهمة جدا.
وفي يوم من الايام وبعد زمن طويل وكان حينها عمري حوالي 19 سنة اجتمعت به عند منزل صديق لي هو اللذي كا ن يرسم لوالده اللوحات ووالد صديقي هو من اهم اصدقائه لا بل هو الوحيد :
وعندما دخلت وشا هدته وبحالة لا شعو رية رحت ارتجف وعندما شا هدني ابتسم وقا ل لي ادخل الى هنا
يا ابن ابو سليم اقتربت منه وسلمت عليه وهي اول مرة اتكلم معه مبا شرة، وراح يسأ لني عن والدي وماذا
افعل وانا تكلمت معه وانا ( اتلعثم في الكلام) وقلت له عمو ابو مصطفى انا كنت ارقبك وانت ترسم ومن دون
ان تشعر وانا كنت ارى لوحا تك اجمل من الطبيعة وهنا انكثر الحاجز من جهتي واصبحنا من بعدها اصد قاء
وقمنا انا ورفا قي بزيا رة الى منزله العربي القد يم ،عندما دخلنا الى ردهة المنزل هناك لا شيْ طبيعي .....!!!
اندهشت من ما رأت عيناي،و لاكثر من 5دقائق لم استطيع ان افسر ما ارى، هناك فوضى منظمة لا شيْ ككل شيْ
المطبخ مكتبة، ومدخل المنزل ورشة حدادة، شجرة النا رنج معلق عليها ما تبقى من ثيا به، وعندما قا ل لنا تفضلو
بأ لجلوس رحنا ننظر الى بعضنا كي نبحث عن مكان لنجلس، انا هنا اثير فضولي! لم ارى غرفة للنوم ولم ارى تلفزيو ن هنا ك شيئا ن فقط مزياع قديم وحو لي 15 قطة ،وهو مسرور جدا لوضعه، انا سأ لته حينها اليس لديك
ابناء؟؟؟ فرد قا ئلا بصوته (الدرع) انا كل الناس ابنائي .......................................... واخوتي......... حق كانت زيارة موفقة اكتشفت ان الابداع هو موهبة من عند الله سبحانه وتعالى..
وبعد فترة من الزمن تغير ا لوضع .. فمن جهة لم نعد نسمع عنه شيْ ..ولم نعد نراه.. وعندما حا ولنا الاطمأنان عليه
علمنا بان وضعه الما دي والصحي ليس على ما يرا م....!!
فهبينا انا والشبا ب لنستفسر عن حاله واين وصل،......... وقمنا بزيا رته في المنز ل وكان عنده احد الاشخاص وهو قريب له ،كان قد حضر من
مسا فة بعيدة ليهتم به ويسا عده وفعلا شا هدناه ولكن في وضع صحي سييْ جدا واقتربنا منه وتبا دلنا معه السلام
واعتزرنا منه لعدم الا طلالة لفترة طويلة واعلمناه بأ ن ...مشا غل الدنيا والركض وراء فوز بعمل او تامين شيْ
للمستقبل، فكنا عندها في وضع ركود في مجال تامين العمل
واخذ نا الحديث عن اوضاع العمل والفرص وكيف للانسان ان يصبح نا جح ومجتهد، وفي غمرة الحديث اخذ
ينظر الينا وهو يبتسم بنوع فيه سخرية ! ..قال لنا وهو حزين انا امضيت حياتي كلها في خدمة الفن والناس وانا الى حد الان......!!
لم يأ تي الى زيا رتي الا انا س لا يتجا وزون عدد اصا بع اليد...!!
ومن هنا شعرنا بأ هانة كبيرة لرجل كهذا كان اسطورة وكان معطا ء ومع كل ذالك راح يمزج حزنه بشيْ فيه
مرح وفكاهة المجروح وقال لا عليكم فأ نا ان شا ء الله وعندما اتعا ف من المرض: وهو يعرف تما م بانه لم يقوم ابدا
قال ان سوف افتح دكان ...... ماذا قا ل.. دكان مرة اخرى قلنا له ولماذا الدكان؟؟ هل تنوي ان تبيع خضرة والبا ن واجبان؟؟؟؟
فأ جاب وهو يضحك لا انا عندي كثير من الاعمال الدرامية بعدها خام.. لم يشاهدها احد.. ولدي مشا هد ستوك لم تعرض بعد.. ولدي اكسسوا رات لابطال ا لزما ن مثل عنتر ة والزير ولشخصيا ت تاريخية ...وهنا ك تا ريخ
من الا عمال ممكن ان نسوقها ونعيد شيْ من ثمنها ....
هنا وبصراحة كنا مندهشين مما نسمع هل كان بكلامه يلوم نفسه...؟؟ او الظروف..؟ او المجتمع..؟ او كان يسخر ممن
كانو قريبين وابتعدوا..! وفي هذه اللحظة كنا متيقنين بأ نه لا يوجد معه حتى ثمن الدواء...!! ونحن هنا ومن الطبيعي لا نستطيع
ان نعرض عليه شيْ من ما ل لاننا نعرف بان كبريا ئه عال جدا ولم نود بأ ن نجرحه اكثر، وعرضنا ما يلزم على
الشخص المو جود عنده فشكرنا ورفض........
وقمنا وخرجنا من عنده ونحن في صدمة من الحا ل المزري الذي وصل اليه ........؟؟!!!!
هل هذا مصير كل انسان مبدع وصا دق؟؟ ام هذ ه هي نها ية درا مية لكل فنان عنده احساس مرهف؟؟؟...!!وللاسف
لم يمضي سوى بضعة ايام حتى سمعنى با لخبر اللذي احزننا كثيراواعطاه السكينة الى الا بد ............... رحمه الله
انا تعلمت منه الكثير ولم انساه ان شا ء الله ابدا......
الى اللقا ء وعذرا على الا طالة،،، وشكرا لكم............ وهذه القصة جرت معي انا شخصيا.
العربي الحزين.
وجهه المتجعد، ترى اثار السنين الطوال مرو على خده: نظراته المعبرات عن كل ماّ سي زمان حياته،وحيا ته مليئة بخبرات الدهر مشبعة بعزابات الا يا م، مشيته المتثاقلة على وقع السنين، كل شيْ ينطق حوله وترى على وجهه تمرد الا يام:........... لم اراه يوم متعب ر غم كل شيْ:
كنت صغير وكنت اراه كجبل يمشي على الا رض كنت ارتجف منه خوفا، هل هذا انسا ن؟ هل هو ببشر؟ انه ليس ككل البشر! كل شيْ فيه غريب، لم اسمع صوته أبدا، كنت احسبه من زمن الا ساطير والخيال، ولفترت بعيدة لم استطع حتى ارمي عليه السلام ،كنت اكلمه فقط عبر لوحاته الزيتية المعلقة على جدار مدرستي وعلى جدار منزل
احد رفاقي بألمدرسة في ذالك الزمان ، كنت ارى تلك اللوحات قصص عمرها سنين لا بل قرون،كان يحاكي كل
شي ءكنت ارى الجبال في لوحاته تنطق بأسمه،و كنت انسل من بين الا شياء لاشاهده وهو يرسم لوحات ليعتاش منها عندما شا هدت الجبل القريب الذي رسمه اعجبني اكثر
من الطبيعة :
كل شيْ كان يرسمه كان له جمال خاص.........
هو فنان متعدد وكان له ادوار مميزة مع اكثر الفنانين العرب الكبار و من اشهراعماله كان، مسلسل صح النوم وافلا م
تاريخية مهمة جدا.
وفي يوم من الايام وبعد زمن طويل وكان حينها عمري حوالي 19 سنة اجتمعت به عند منزل صديق لي هو اللذي كا ن يرسم لوالده اللوحات ووالد صديقي هو من اهم اصدقائه لا بل هو الوحيد :
وعندما دخلت وشا هدته وبحالة لا شعو رية رحت ارتجف وعندما شا هدني ابتسم وقا ل لي ادخل الى هنا
يا ابن ابو سليم اقتربت منه وسلمت عليه وهي اول مرة اتكلم معه مبا شرة، وراح يسأ لني عن والدي وماذا
افعل وانا تكلمت معه وانا ( اتلعثم في الكلام) وقلت له عمو ابو مصطفى انا كنت ارقبك وانت ترسم ومن دون
ان تشعر وانا كنت ارى لوحا تك اجمل من الطبيعة وهنا انكثر الحاجز من جهتي واصبحنا من بعدها اصد قاء
وقمنا انا ورفا قي بزيا رة الى منزله العربي القد يم ،عندما دخلنا الى ردهة المنزل هناك لا شيْ طبيعي .....!!!
اندهشت من ما رأت عيناي،و لاكثر من 5دقائق لم استطيع ان افسر ما ارى، هناك فوضى منظمة لا شيْ ككل شيْ
المطبخ مكتبة، ومدخل المنزل ورشة حدادة، شجرة النا رنج معلق عليها ما تبقى من ثيا به، وعندما قا ل لنا تفضلو
بأ لجلوس رحنا ننظر الى بعضنا كي نبحث عن مكان لنجلس، انا هنا اثير فضولي! لم ارى غرفة للنوم ولم ارى تلفزيو ن هنا ك شيئا ن فقط مزياع قديم وحو لي 15 قطة ،وهو مسرور جدا لوضعه، انا سأ لته حينها اليس لديك
ابناء؟؟؟ فرد قا ئلا بصوته (الدرع) انا كل الناس ابنائي .......................................... واخوتي......... حق كانت زيارة موفقة اكتشفت ان الابداع هو موهبة من عند الله سبحانه وتعالى..
وبعد فترة من الزمن تغير ا لوضع .. فمن جهة لم نعد نسمع عنه شيْ ..ولم نعد نراه.. وعندما حا ولنا الاطمأنان عليه
علمنا بان وضعه الما دي والصحي ليس على ما يرا م....!!
فهبينا انا والشبا ب لنستفسر عن حاله واين وصل،......... وقمنا بزيا رته في المنز ل وكان عنده احد الاشخاص وهو قريب له ،كان قد حضر من
مسا فة بعيدة ليهتم به ويسا عده وفعلا شا هدناه ولكن في وضع صحي سييْ جدا واقتربنا منه وتبا دلنا معه السلام
واعتزرنا منه لعدم الا طلالة لفترة طويلة واعلمناه بأ ن ...مشا غل الدنيا والركض وراء فوز بعمل او تامين شيْ
للمستقبل، فكنا عندها في وضع ركود في مجال تامين العمل
واخذ نا الحديث عن اوضاع العمل والفرص وكيف للانسان ان يصبح نا جح ومجتهد، وفي غمرة الحديث اخذ
ينظر الينا وهو يبتسم بنوع فيه سخرية ! ..قال لنا وهو حزين انا امضيت حياتي كلها في خدمة الفن والناس وانا الى حد الان......!!
لم يأ تي الى زيا رتي الا انا س لا يتجا وزون عدد اصا بع اليد...!!
ومن هنا شعرنا بأ هانة كبيرة لرجل كهذا كان اسطورة وكان معطا ء ومع كل ذالك راح يمزج حزنه بشيْ فيه
مرح وفكاهة المجروح وقال لا عليكم فأ نا ان شا ء الله وعندما اتعا ف من المرض: وهو يعرف تما م بانه لم يقوم ابدا
قال ان سوف افتح دكان ...... ماذا قا ل.. دكان مرة اخرى قلنا له ولماذا الدكان؟؟ هل تنوي ان تبيع خضرة والبا ن واجبان؟؟؟؟
فأ جاب وهو يضحك لا انا عندي كثير من الاعمال الدرامية بعدها خام.. لم يشاهدها احد.. ولدي مشا هد ستوك لم تعرض بعد.. ولدي اكسسوا رات لابطال ا لزما ن مثل عنتر ة والزير ولشخصيا ت تاريخية ...وهنا ك تا ريخ
من الا عمال ممكن ان نسوقها ونعيد شيْ من ثمنها ....
هنا وبصراحة كنا مندهشين مما نسمع هل كان بكلامه يلوم نفسه...؟؟ او الظروف..؟ او المجتمع..؟ او كان يسخر ممن
كانو قريبين وابتعدوا..! وفي هذه اللحظة كنا متيقنين بأ نه لا يوجد معه حتى ثمن الدواء...!! ونحن هنا ومن الطبيعي لا نستطيع
ان نعرض عليه شيْ من ما ل لاننا نعرف بان كبريا ئه عال جدا ولم نود بأ ن نجرحه اكثر، وعرضنا ما يلزم على
الشخص المو جود عنده فشكرنا ورفض........
وقمنا وخرجنا من عنده ونحن في صدمة من الحا ل المزري الذي وصل اليه ........؟؟!!!!
هل هذا مصير كل انسان مبدع وصا دق؟؟ ام هذ ه هي نها ية درا مية لكل فنان عنده احساس مرهف؟؟؟...!!وللاسف
لم يمضي سوى بضعة ايام حتى سمعنى با لخبر اللذي احزننا كثيراواعطاه السكينة الى الا بد ............... رحمه الله
انا تعلمت منه الكثير ولم انساه ان شا ء الله ابدا......
الى اللقا ء وعذرا على الا طالة،،، وشكرا لكم............ وهذه القصة جرت معي انا شخصيا.
العربي الحزين.