away
10 / 10
رغم إنه فيلم أنيميشن ولكنه أكثر روعة من أفلام الميزانيات الضخمة، عمل مليء بالسحر والعذوبة والجمال والمتعة متماسك بشتى جوانبه واشكاله، إنه (الأرواح الخارجة) رائعة الأسطورة الياباني هيو مايازاكي الفائزة بأوسكار أفضل فيلم أنيميشن عام 2002 رغم منافسة فيلم أمريكي عالي الجودة واسع النجاح هو ice age ولكن العمل الرائع يفرض نفسه ويتجاوز اللغة والمكان ...
هيو مايازاكي اسم غنيّ عن التعريف ربما هو أشهر مخرج ياباني وأكثرهم انتشاراً منذ الراحل أكيرا كوروساوا ورغم إننا قد نشعر إن الاثنان متناقضان ولكنهما متشابهان بأشياء كثيرة فكلاهما أفلامهما غارقة بالتراث الياباني وحتى القصص الغربية التي يصنعونها يحولونها لتناسب البيئة اليابانية وكلاهما تموج أفلامهما بالقيم والأساطير والمعاني الشرقية ولكن الفرق الوحيد إن مايازاكي أخذ الشكل الفنتازي الرسومي بينما كوروساوا أخذ الشكل السينمائي الطبيعي ولكن بأساليب روائية غربية ...
جميع أعمال مايازاكي تعتبر فنتازية يمزج بين عوالم سحرية مختلفة مع عالم الأرض ويحمل أفكار عديدة عن الحرية والطبيعة والتطور والحضارة والسلاح والقيم الإخلاقية النبيلة وقد فرض على نفسه هذا الأسلوب منذ عام 1979 حين أخرج للتفلزيون المسلسل الشهير فتى المستقبل كونان المعروف عربياً باسم (مغامرات عدنان ولينا) الذي حقق شعبية عالمية واسعة، وبعد سنين في التلفزيون انتقل إلى السينما عام 1988 بفيلم My Neighbor Totoro والذي يضع صورة شخصيته الرئيسية كشعار لشركته الخاصة وتابع نجاحاته بالسينما عام 1989 بفيلم Kiki's Delivery Service وحقق شعبية لا تقارن عام 1997 بالفيلم الشهير الأميرة مونوكوي وبالسنة الثانية لتوزيع جوائز الأوسكار للرسوم المتحركة حجز جائزته بهذا الفيلم (الذي يعتبر اهم أعماله وأفضلها على الاطلاق) ونال ترشيحاً ثانياً عام 2004 عن رائعته الثالثة قلعة هولي المتحركة وأخر أعماله هو بونيو من انتاج عام 2008 والذي من المخطط عرضه نهاية هذا العام مما يجعله مؤهلاً لينال ترشيحات جديدة للأوسكار كأفضل فيلم أنيميشين ...
يبدأ العمل بداية كلاسيكية، عائلة صغيرة من أب وأم وأبنة بالعاشرة (شيهيرو) ينتقلون إلى منزل جديد في الضواحي، الابنة ليست سعيدة بالانتقال والام تواسيها (ستكون مغامرة) وفعلاً ستكون مغامرة ولا كل المغامرات فالعائلة تضل الطريق وتصل إلى مجمع سكني شعبي مهجور تدخله العائلة لاكتشافه ويعثرون هناك على مطعم يتناول الأب والأم فيه الطعام بشراهة بينما ترفض البنت الخائفة ذلك وتتجول بحذر بالمكان حيث تلتقي بتاهو الذي يطلب منها المغادرة مع عائلتها سريعاً وعندما تعود لتخبر أهلها تجدهم وقد تحولوا لخنازير ودبّت الحياة بالمجمع المهجور وظهرت مئات الأطياف بمشهد بصري رائع ووصلت السفينة وخرج منها الضيوف الأشباح بمشهد مهيب ومذهل كبداية لسلسلة من المشاهد الرائعة العديدة في العمل ..
وتتوالى الأحداث بصورة سريعة وعجيبة ومليئة بالتطورات والإثارة فتدخل هيروشي بمغامرة غريبة للعثور على أهلها وإنقاذهم والخروج بهم من هذا المكان قبل أن تتحول عائلتها إلى طعام في مطعم الساحرة الشمطاء (يوبابا) وتصبح هي عبدة للأبد في حمامها وتتعرض لتحديات كثيرة تتجاوزها بمساعدة (تاهو) و (لين) و(كاماجي) وهي كذلك تساعدهم بمواجهة مشاكلهم ...
الفيلم مبهج وبغاية المتانة والامتاع يامازاكي كعادته يبتدع عالماً سحرياً فنتازياً ويقدمه بكافة تفاصيله الدقيقة والكبيرة وبطريقة متكاملة عجيبة يصنع شعوباً من الأشباح شديدة التنوع والفرادة وكذلك تفاصيل الحمام كاملةً من خزنات المياه إلى غرفة المدير ويضيف الرائع مايازاكي مع تفاصيل الأماكن تفنن وإبداع بتفاصيل العلاقات بين شخصيات عمله كيف يتم العمل في الحمام والعلاقات بين العمال وخلافاتهم ومنافستهم وعلاقتهم مع ربّ عملهم وتعاملهم مع الزبائن بأسلوب شديد النضج والواقعية لدرجة إنك تنسى إنه فيلم أنيميشن للأطفال بالأخص مع صنعه للعالم السحري الفنتازي بصفات إنسانية بحتة دون أن يسخر من الجمهور حتى لو كانوا أطفالاً فيرينا شيهيرو كفتاة شقية مشاغبة كسولة مدللة تتعرض لصعوبات كثيرة تثرثر كثيراً تقع في العديد من المشاكل تنهار تبكي تشتاق لعائلتها تنتابها الكوابيس ويرينا يوبابا كربّة عمل قاسية لا كإنسانة شريرة فيوجد فيها صفات جيدة ولكن لا تظهر كثيراً وينسج علاقة بريئة بغاية الجمال بين شيهيرو و تاهو ويقدم مع القصة نظرة كيف تحولت شيهيرو من فتاة مشاغبة مدلّلة إلى راشدة قادرة على تحمل المسؤولية وهذه عينة من القيم العديدة التي يقدمها العمل عن عدم الحكم على الناس من مظهرهم الخارجي والنتائج الخطيرة للحكم الخاطئ على الناس نتيجة مظاهرهم، أهمية العمل للأطفال بسن مبكرة لتكوين شخصيتهم ، أهمية النظافة وخطر القذارة على الطبيعة ، أضرار الطمع ، معاني السعادة والتي لا تقتصر على الثروة والمال، براءة الأطفال ودورها بالتغيير ...
والأروع إن مايازاكي يقدم قيمه و أفكاره بأسلوب رمزي بحت تصويره لنتيجة الشره والطمع بتحويل الإنسان إلى خنزير، تصويره الاجتهاد بالعمل والغرق فيه بإنسان له ست أذرع، تصويره لنتيجة تدليل الأطفال من خلال رضيع عملاق، تصويره نتيجة الثراء بدون سعادة من خلال الشبح الذي أصبح عملاقاً بشعاً والناس يتذللون له ويخدموه مقابل الذهب دون أن يحبوه وهو لا يستطيع أن يشعر بالسعادة، وتصويره لشبح النهر كيف تحول إلى شبح النتانة بسبب القاذورات التي رميت به ، وتصيره لفقدان شخصية الإنسان من خلال العقد الذي تسيطر به يوبابا على اسم شيهيرو وتحولها إلى سين مقدماً من خلال ذلك مايازاكي أكثر أفكاره قيمة بالعمل فلا يمكن استعباد إنسان أو شعب إلا بعد أن يلغي شخصيته ويشوهها وينسيه ماضيه ويشوهه ويجب على الإنسان و الشعوب أن تبقى محافظة على شخصيتها وانتمائها حتى تبقى محافظة على حريتها ...
العمل كما ذكرت يحوي اتقان مذهل بالصناعة والرسوم رغم إنه لا يعتمد على تقنية الـ3 D كأفلام بيكسار وديزني ومليء بالتشويق والمتعة للكبار والصغار الموسيقى كانت في غاية الروعة وكذلك أداء الممثلين وقد شاهدت العمل بنسخة إنكليزية وكان أداء المثلين جيد جداً وهو فعلاً أفضل فيلم أنيميشن شاهدته ومن أفضل الأفلام التي شاهدتها على الاطلاق وأكثرها ذكاءً ...
10 / 10
رغم إنه فيلم أنيميشن ولكنه أكثر روعة من أفلام الميزانيات الضخمة، عمل مليء بالسحر والعذوبة والجمال والمتعة متماسك بشتى جوانبه واشكاله، إنه (الأرواح الخارجة) رائعة الأسطورة الياباني هيو مايازاكي الفائزة بأوسكار أفضل فيلم أنيميشن عام 2002 رغم منافسة فيلم أمريكي عالي الجودة واسع النجاح هو ice age ولكن العمل الرائع يفرض نفسه ويتجاوز اللغة والمكان ...
هيو مايازاكي اسم غنيّ عن التعريف ربما هو أشهر مخرج ياباني وأكثرهم انتشاراً منذ الراحل أكيرا كوروساوا ورغم إننا قد نشعر إن الاثنان متناقضان ولكنهما متشابهان بأشياء كثيرة فكلاهما أفلامهما غارقة بالتراث الياباني وحتى القصص الغربية التي يصنعونها يحولونها لتناسب البيئة اليابانية وكلاهما تموج أفلامهما بالقيم والأساطير والمعاني الشرقية ولكن الفرق الوحيد إن مايازاكي أخذ الشكل الفنتازي الرسومي بينما كوروساوا أخذ الشكل السينمائي الطبيعي ولكن بأساليب روائية غربية ...
جميع أعمال مايازاكي تعتبر فنتازية يمزج بين عوالم سحرية مختلفة مع عالم الأرض ويحمل أفكار عديدة عن الحرية والطبيعة والتطور والحضارة والسلاح والقيم الإخلاقية النبيلة وقد فرض على نفسه هذا الأسلوب منذ عام 1979 حين أخرج للتفلزيون المسلسل الشهير فتى المستقبل كونان المعروف عربياً باسم (مغامرات عدنان ولينا) الذي حقق شعبية عالمية واسعة، وبعد سنين في التلفزيون انتقل إلى السينما عام 1988 بفيلم My Neighbor Totoro والذي يضع صورة شخصيته الرئيسية كشعار لشركته الخاصة وتابع نجاحاته بالسينما عام 1989 بفيلم Kiki's Delivery Service وحقق شعبية لا تقارن عام 1997 بالفيلم الشهير الأميرة مونوكوي وبالسنة الثانية لتوزيع جوائز الأوسكار للرسوم المتحركة حجز جائزته بهذا الفيلم (الذي يعتبر اهم أعماله وأفضلها على الاطلاق) ونال ترشيحاً ثانياً عام 2004 عن رائعته الثالثة قلعة هولي المتحركة وأخر أعماله هو بونيو من انتاج عام 2008 والذي من المخطط عرضه نهاية هذا العام مما يجعله مؤهلاً لينال ترشيحات جديدة للأوسكار كأفضل فيلم أنيميشين ...
يبدأ العمل بداية كلاسيكية، عائلة صغيرة من أب وأم وأبنة بالعاشرة (شيهيرو) ينتقلون إلى منزل جديد في الضواحي، الابنة ليست سعيدة بالانتقال والام تواسيها (ستكون مغامرة) وفعلاً ستكون مغامرة ولا كل المغامرات فالعائلة تضل الطريق وتصل إلى مجمع سكني شعبي مهجور تدخله العائلة لاكتشافه ويعثرون هناك على مطعم يتناول الأب والأم فيه الطعام بشراهة بينما ترفض البنت الخائفة ذلك وتتجول بحذر بالمكان حيث تلتقي بتاهو الذي يطلب منها المغادرة مع عائلتها سريعاً وعندما تعود لتخبر أهلها تجدهم وقد تحولوا لخنازير ودبّت الحياة بالمجمع المهجور وظهرت مئات الأطياف بمشهد بصري رائع ووصلت السفينة وخرج منها الضيوف الأشباح بمشهد مهيب ومذهل كبداية لسلسلة من المشاهد الرائعة العديدة في العمل ..
وتتوالى الأحداث بصورة سريعة وعجيبة ومليئة بالتطورات والإثارة فتدخل هيروشي بمغامرة غريبة للعثور على أهلها وإنقاذهم والخروج بهم من هذا المكان قبل أن تتحول عائلتها إلى طعام في مطعم الساحرة الشمطاء (يوبابا) وتصبح هي عبدة للأبد في حمامها وتتعرض لتحديات كثيرة تتجاوزها بمساعدة (تاهو) و (لين) و(كاماجي) وهي كذلك تساعدهم بمواجهة مشاكلهم ...
الفيلم مبهج وبغاية المتانة والامتاع يامازاكي كعادته يبتدع عالماً سحرياً فنتازياً ويقدمه بكافة تفاصيله الدقيقة والكبيرة وبطريقة متكاملة عجيبة يصنع شعوباً من الأشباح شديدة التنوع والفرادة وكذلك تفاصيل الحمام كاملةً من خزنات المياه إلى غرفة المدير ويضيف الرائع مايازاكي مع تفاصيل الأماكن تفنن وإبداع بتفاصيل العلاقات بين شخصيات عمله كيف يتم العمل في الحمام والعلاقات بين العمال وخلافاتهم ومنافستهم وعلاقتهم مع ربّ عملهم وتعاملهم مع الزبائن بأسلوب شديد النضج والواقعية لدرجة إنك تنسى إنه فيلم أنيميشن للأطفال بالأخص مع صنعه للعالم السحري الفنتازي بصفات إنسانية بحتة دون أن يسخر من الجمهور حتى لو كانوا أطفالاً فيرينا شيهيرو كفتاة شقية مشاغبة كسولة مدللة تتعرض لصعوبات كثيرة تثرثر كثيراً تقع في العديد من المشاكل تنهار تبكي تشتاق لعائلتها تنتابها الكوابيس ويرينا يوبابا كربّة عمل قاسية لا كإنسانة شريرة فيوجد فيها صفات جيدة ولكن لا تظهر كثيراً وينسج علاقة بريئة بغاية الجمال بين شيهيرو و تاهو ويقدم مع القصة نظرة كيف تحولت شيهيرو من فتاة مشاغبة مدلّلة إلى راشدة قادرة على تحمل المسؤولية وهذه عينة من القيم العديدة التي يقدمها العمل عن عدم الحكم على الناس من مظهرهم الخارجي والنتائج الخطيرة للحكم الخاطئ على الناس نتيجة مظاهرهم، أهمية العمل للأطفال بسن مبكرة لتكوين شخصيتهم ، أهمية النظافة وخطر القذارة على الطبيعة ، أضرار الطمع ، معاني السعادة والتي لا تقتصر على الثروة والمال، براءة الأطفال ودورها بالتغيير ...
والأروع إن مايازاكي يقدم قيمه و أفكاره بأسلوب رمزي بحت تصويره لنتيجة الشره والطمع بتحويل الإنسان إلى خنزير، تصويره الاجتهاد بالعمل والغرق فيه بإنسان له ست أذرع، تصويره لنتيجة تدليل الأطفال من خلال رضيع عملاق، تصويره نتيجة الثراء بدون سعادة من خلال الشبح الذي أصبح عملاقاً بشعاً والناس يتذللون له ويخدموه مقابل الذهب دون أن يحبوه وهو لا يستطيع أن يشعر بالسعادة، وتصويره لشبح النهر كيف تحول إلى شبح النتانة بسبب القاذورات التي رميت به ، وتصيره لفقدان شخصية الإنسان من خلال العقد الذي تسيطر به يوبابا على اسم شيهيرو وتحولها إلى سين مقدماً من خلال ذلك مايازاكي أكثر أفكاره قيمة بالعمل فلا يمكن استعباد إنسان أو شعب إلا بعد أن يلغي شخصيته ويشوهها وينسيه ماضيه ويشوهه ويجب على الإنسان و الشعوب أن تبقى محافظة على شخصيتها وانتمائها حتى تبقى محافظة على حريتها ...
العمل كما ذكرت يحوي اتقان مذهل بالصناعة والرسوم رغم إنه لا يعتمد على تقنية الـ3 D كأفلام بيكسار وديزني ومليء بالتشويق والمتعة للكبار والصغار الموسيقى كانت في غاية الروعة وكذلك أداء الممثلين وقد شاهدت العمل بنسخة إنكليزية وكان أداء المثلين جيد جداً وهو فعلاً أفضل فيلم أنيميشن شاهدته ومن أفضل الأفلام التي شاهدتها على الاطلاق وأكثرها ذكاءً ...