المريخ هو رابع كوكب في ترتيب البعد عن الشمس فهو يبعد عنها بحوالي 228 مليون كلم، والمريخ هو أحد الكواكب الداخلية، صخري التكوين، وقطره حوالي نصف قطر الأرض (الصور جانبه)، وكالأرض فإن محور المريخ مائل على مستوى مداره حول الشمس بنفس نسبة ميلان الأرض تقريبا ما يجعل للكوكب فصول تشبه التي على الأرض مع اختلاف طول مدة كل فصل في المريخ وذلك لطول مدة دورانه حول الشمس والتي تستغرق 686 يوم بينما الأرض 365. |
المريخ عالم صحراوي بارد، لا تتجاوز درجة الحرارة فيه الخمسة درجات تحت الصفر بينما يُمكن أن تنزل إلى حوالي ناقص 87 درجة. يبدو كوكب المريخ لمن يراه في سماء الليل كنجم يميل إلى الحمرة وسبب ذلك هو أن سطحه مليء بالصخور الصغيرة الحمراء اللون وكذلك تربته حمراء ويعود ذلك إلى تأكسد الحديد فيها.
صورة من سطح المريخ
للمريخ قمران هما فوبوس "Phobos" وديموس "Deimos" تم اكتشافهما من قبل الفلكي الأمريكي "هول أساف" "Hall Asaph" سنة 1877. وهذان القمران لو شئنا الدقة ليسا بقمرين بقدر ما هما صخرتين ضخمتين بشكل حبة بطاطس، فالأول "فوبوس" طوله 9 كلم فقط وشعاعه 11 كلم، والثاني طوله 23 كلم وشعاعه 6 كلم. (شاهد الصورة أسفله). "ديموس" و "فوبوس" يدوران بشكل اقترابي من المريخ ما يعني أنهما إما سيصطدمان به يوما ما أو سيتفتتان في الفضاء، الأمر الذي سيُشكل حلقات حول الكوكب. وهذه الحركة "الاقترابية" لهذين القمرين وشكلهما الشبيه بالكويكبات يدفع الفلكيين للاعتقاد بأنهما بالفعل جسمين من حزام الكويكبات خرجا من مداريهما في حزام الكويكبات حول الشمس وعلقا في مدارين حول المريخ.
مدارَي القمرين | صورتيهما |
█ الحياة على المريخ:
قبل عصر رحلات الفضاء كان المريخ هو المرشح الأول لوجود حياة خارج الأرض، فالراصدون من الأرض لاحظوا وجود ما يُشبه شبكة معقدة من الخطوط اعتقدوها قنوات مائية، هذا بالإضافة إلى امتداد مساحة الجليد على قطبيه في فصل الشتاء وتقلصها في فصل الصيف ما أكد لهم في ذلك الوقت أنه يحتوي على الماء الذي يتجمد في الشتاء ويسيل في الصيف عبر تلك القنوات. ولا يجب أن نلومهم على اعتقادهم ذلك، فكما تلاحظون في الصورة المُرَكبة على اليسار والتي تٌمثل القطب الشمالي للمريخ، فإن امتداد الغطاء الثلجي في فترات من السنة وتقلصه في فترات أخرى كان ليجعل أي شخص يعتقد بسريان الماء عليه في فترة الصيف. |
بدأت الرحلات إلى المريخ في العاشر من أكتوبر 1960 من قبل "الاتحاد السوفياتي" "روسيا حاليا" ولكن المركبة المُرسلة لم تتمكن من بلوغ مدار حول الأرض، وتوالت بعد ذلك عدة رحلات سوفياتية إلى المريخ لكنها كلها لم تتمكن من الوصول إليه وفي الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1964 أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية المركبة "البحار 3" "Marinar 3"، ولكنها مُنيت بالفشل أيضا.
أخيرا في الرابع عشر من يوليوز/ تموز 1965 وصلت مركبة أمريكية إلى المريخ، والمركبة هي "البحار 4" "Mariner 4" وانطلقت إلى المريخ في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 1964، والتقطت المركبة "مارينار 4" واحد وعشرون صورة وأرسلتها إلى الأرض وكانت تلك أولى الصور القريبة لهذا الكوكب. وكان كل ما أظهرته تلك الصور هو سطح مليء بعدة تضاريس عادية، والكثير من مجاري الماء، ولم يظهر أي دلائل تشير إلى قنوات مائية صناعية، ولا أي دلائل على وجود ماء متدفق.
بعد الكثير من المحاولات الفاشلة للوصول إلى المريخ والهبوط عليه، والعديد من الرحلات الناجحة إليه والتي قامت بإرسال المزيد من الصورة القريبة للكوكب، تمكنت أخيرا المركبتين "فايكينغ 1 و 2" "Viking 1 - 2" من الهبوط على سطح المريخ سنة 1976 (الأولى في يوليوز والثانية في شتنبر). وقامت المركبتان بثلاثة تجارب إحيائية "بيولوجية" أظهرت نشاطات كيميائية مبهمة وغير متوقعة في تربة المريخ، ولكن لم يتم العثور على أي دلائل لوجود أي نوع من الحياة العضوية في التربة بالقرب من موقعَي نزول المركبتين.
يبدو أن المريخ الآن في فترة عصر جليدي، ولكن هناك دلائل واضحة على أنه كان أدفأ في الماضي، وأهم هذه الدلائل هو الآثار الواضحة لمجاري مائية ضخمة، ويعتقد بعض العلماء بشدة أن الجانب الشمالي من المريخ كان عبارة عن محيط كبير. أظهرت نتائج البحث التحاليل التي أجرتها المركبات التي زارت المريخ مؤخرا والتي تزوره حاليا أن الماء السائل توجد أحيانا على المريخ ووجود الماء السائل يعني احتمالا كبيرا لوجود حياة عضوية بسيطة على الأقل، مثل البكتيريا. لكن حتى الآن ليس هناك أي دليل على وجود حياة على المريخ من أي نوع رغم أن هناك دلائل غير مؤكدة لوجودها في الماضي.
في فبراير/شباط 2005 التقطت المركبة "Mars Express" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية "إسا" "ESA" هذه الصورة على اليسار والتي هي بألوان قريبة من الطبيعية، وهي تُظهر حفرة واسعة من مخلفات اصطدام نيزكي وهي بعرض 35 كيلومتر وعمق 2 كيلومتر (كأعمق نقطة)، وبداخل هذه الحفرة غطاء جليدي (جليد الماء). وجود الماء يعني وجود الحياة في الغالب، وإن لم يكن حاليا فعلى الأقل في الماضي عندما كان المريخ أدفأ وكان هناك ماء سائل، فيا ترى هل هناك حياة عضوية بأي حجم في هذا الكوكب؟ أو هل على الأقل كانت هناك واحدة في الماضي؟ هذا ما ستُجيب عليه حتما الاستكشافات الحالية أو القادمة لهذا الكوكب. |
إن ما يهم الفلكيين والعلماء بشكل عام في وجود أي نوع من الحياة على المريخ هو أن وجودها في الماضي أو الحاضر أو المستقبل هو أول دليل على أن الأرض ليست بالكوكب الفريد من نوعه، الذي يحتوي على حياة. وكذلك سيرفع احتمال وجود حياة أكثر تطورا في هذا الكون الواسع، وبالتالي وجود حياة عاقلة غيرنا نحن البشر. وبشكل عام استكشاف المريخ يعد بالكثير وأهم هذا الكثير هو إمكانية استغلاله كمحطة لاستكشاف باقي أنحاء نظامنا الشمسي.
█ استكشاف المريخ:
يبلغ عدد المركبات التي أرسلت إلى المريخ 35 مركبة حتى 07/07/2003 (كتاريخ انطلاق)، وهذا العدد يشمل المركبات المُرسلة من جميع الدول وليس التي أرسلت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك يشمل جميع الرحلات الناجحة والفاشلة (التي وصلت والتي لم تصل). وحاليا يُوجد في المريخ وحوله ستة مركبات استكشافية هي كالآتي:
● "Spirit" وهي الآن على سطح المريخ.
● "Opportunity" وهي كذلك على سطح المريخ.
● "Mars Odyssey" تطوف حاليا حول المريخ.
● "Mars Global Surveryor" تطوف حول المريخ حاليا.
● "Mars Reconnaissance" تطوف حاليا حول المريخ وهذه هي آخر مركبة تم إرسالها حتى تاريخ 08/05/2006.
● "Mars Express": تطوف حاليا حول المريخ، وهي تتبع الاتحاد الأوروبي.
كل هذه المركبات تتبع وكالة الفضاء القومية الأمريكية وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية، ما عدا الأخيرة "Mars Express" والتي تتبع وكالة الفضاء الأوروبية وطبعا تتبع للاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة للمستقبل فإن ل"ناسا" العديد من المشاريع وهي كالآتي:
● "Phoenix" وهذه المركبة ستنزل على المريخ إن لم يحدث أي فشل في 25 ماي 2008، وستنطلق هذه المركبة في غشت/آب من العام القادم.
● "Mars Science Laboratory" "مختبر المريخ العلمي" هذه المركبة يُخطط لإرسالها في خريف 2009.
وأخيرا "Beyond 2009" أي ما بعد 2009 وهي مجموعة من المشاريع لاستكشاف المريخ بشكل أفضل، منها إرسال مناطيد وطائرات صغيرة، وأيضا مركبة ستحمل معها صاروخا سيعود إلى الأرض حاملا معه عينات من تربة وصخور المريخ لكي يتم تحليلها بشكل أفضل على الأرض.
█ بعض القياسات عن الكوكب | ' |
- القطر: 6.780 كلم | |
- متوسط البعد عن الشمس: 227.936.640 كلم | |
- مدة الدوران المدارية: 686 يوم أرضي | |
- مدة الدوران المحورية: 24.62 ساعة | |
- الحجم: 163.140.000.000 كلم³ | |
- الكتلة: 641.850.000.000.000.000.000.000 كلغ | |
- الكثافة: 3,94 غ/سم³ | |
- درجة الحرارة: الدنيا -87 د.م / القصوى -5 د.م | |
- الأقمار: 2 |