قد يتساءل الكثيرون بشأن حجم الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، حيث يستخدم كل إمكاناته العسكرية، البرية والبحرية والجوية، ولم يستثن من حربه شيئا. وحتى الحرمات تجاوزها: المساجد والمستشفيات والجامعات والمدارس، لدرجة انه استهدف المؤسسات الدولية لتكون النتائج الأولية آلاف من المدنيين بين شهيد وجريح وعشرات الآلاف مشردين ودمار وهدم وتخريب ليس ولم يسبقه مثيل.
فهل فعلاً كل ذلك كان بسبب إطلاق المقاومة الإسلامية للصواريخ ؟ أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟
وللوقوف أو الاقتراب من الحقيقة بشأن هذه الحرب على قطاع غزة التي تعرّفها الأطراف المعادية على انها حرب على حماس، لا بد أن ندرك بعض الأمور حتى نستخلص النتائج :
1 ـ إن هذا العدوان بدأ يتصاعد منذ نتائج الانتخابات التشريعية ليصل مرحلة متقدمة بعد أحداث حزيران 2007 بالحصارات، وليصل اليوم الذروة بالحرب العسكرية .
2 ـ إن أطرافا فلسطينية محلية وعربية إقليمية دولية كانت مشاركة بصورة أو بأخرى بهذا العدوان المتدحرج منذ نتائج الانتخابات التشريعية، وحتى اليوم، ولعل المتابع لمجريات الأمور لا يجد عناء في الوصول الى هذه الحقيقة.
3 ـ إن الدعوات التي تنطلق مع كل جولة عدوان، لديها شرط واضح للوصول الى وقف العدوان، ألا وهو استجابة حركة حماس للاشتراطات الدولية ـ الرباعية ـ والتي تعني الاعتراف بالكيان الصهيوني ومنحه الشرعية على ارض فلسطين.
4 ـ إن الاحتلال الصهيوني، وهو يخترق دوماً التهدئة التي كانت مريحة له، حجته الصواريخ . وكان بإمكانه وقف الصواريخ بالتزامه بالمحافظة على التهدئة، لو كان هذا هو السبب فعلاً.
5 ـ واخيرأ لا بد من التذكير بانه تم الاعلان مع بداية هذه الحرب الإجرامية على غزة على لسان أكثر من لسان مسؤول صهيوني، ان الهدف هو إنهاء حكم حماس في القطاع.
وأمام ذلك لن يبقى السؤال الواقعي، إذن لما هذا العدوان السافر على قطاع غزة وبهذه الصورة الوحشية ؟
وحتى نجيب، فلا بد ان نعود للوراء قليلاً، فانطلاق الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 والتي جاءت بعد أن ظن البعض أن القضية قد انتهت وانتهت معها قوى المقاومة ممثلة بعنوانها انذاك، «م.ت.ف» اعادت الحياة للقضية، خصوصا بانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية، حماس.
وعندما فشل العدوان الصهيوني بكل إمكاناته في القضاء على المقاومة وكسر إرادة التحرير لدى الشعب الفلسطيني، ذهب وبدعم غطاء إقليمي ودولي الى سياسة الخداع التي أثمرت، عندما وقع بعض الفلسطينيين في هذا الفخ وذهبوا الى مدريد وأوسلو.
ومرة أخرى ظن العدو انه استطاع أن يوفر لنفسه الدعم والغطاء الإقليمي والدولي والعربي أثناء جمعهم في شرم الشيخ عام 1996 وقرارهم شن هجوم على حركات المقاومة التي رفضت اتفاق أوسلو ورفضت الاعتراف بالكيان الصهيوني، وكانت حماس حينها كما اليوم هي العنوان الأبرز لتلك الحملة.
لم يطل الامر كثيراً حتى بان زيف الوعود، وانطلقت انتفاضة قوية لم تترك للذين أعلنوا التزامهم بكل الاشتراطات أي مجال إلا المشاركة فيها والتي شكلت استنزافا للعدوالصهيوني، وكانت حماس هي العنوان الأبرز للمقاومة، وبعدما فشلت كل الضربات التي وجهت للحركة لحرفها عن خطها المقاوم لجأت الأطراف المحلية والإقليمية والدولية الى سياسة الخداع مره أخرى على أمل إن ينجحوا مع حماس كما نجحوا مع أشقائها من قبل، فكان الترهيب والترغيب دون جدوى.
ورغم تجاوب حماس في بعض المراحل مع عرض تهدئة مشروطة ومحدودة الزمن، وعندما وصلت التسوية الى مرحلة التنازل بالقضايا الرئيسية في المفاوضات، برزت حماس مرة اخرى، كمشكلة وعائق، فكانت محاولة جر حماس لمربع التسوية ولو من باب خلفي.
وظنوا أن الانتخابات هي المدخل، فحسبوا إن دخول حماس في هذه الانتخابات سيلزمها باحترام لعبة الديمقراطية، وان حماس لن تحصل على الأغلبية وبالتالي تدخل مربع التسوية من حيث لا تشعر تحت عنوان احترام رأي الأغلبية من قبل الأقلية، إلا أن رياح الانتخابات جاءت بغير ما تشتهيه سفنهم حيث حصلت حماس على الأغلبية.
هذه النتيجة أربكت كل المستويات والأطراف المحلية والإقليمية والدولية، حيث ان معنى فوز حماس هو نجاح لخيار المقاومة والثبات كوسيلة لتحقيق الحقوق والحفاظ على الثوابت، وهنا كانت نتائج الانتخابات عامل رعب وتهديد.
محلياً : الفلسطينيون، الذين يسيطرون على زمام الأمور منذ زمن، شعروا بان هذه النتائج تهديد لمصالحهم وتهديد استمراريتهم على كراسيهم، لذلك كان لا بد لهم أن يعملوا ضد هذه النتائج لبقاء مصالحهم. في حين أن الصهاينة شكلت لهم هذه النتائج صدمة وصفعة قويتين، فلم يحسبوا لها حسابا، فكل ما حصلوا عليه من قبل بات مهدداً بالذهاب وقدرتهم على مواصلة مشروعهم الاحتلالي في فلسطين أمامه عقبات جديدة لذلك فموقفهم هو في عدم السماح لضياع ما أنجزوه بالسنوات السابقة من انجازات.
إقليميا : وتحديداً العرب، بات بعضهم يخشون ان يترجم هذا النجاح لحماس في فلسطين نجاحاً للحركات الإسلامية في بلدانهم، ما يعتبرونه تهديداً مباشراً لأنظمتهم، الأمر الذي يستدعي بنظرهم عدم السماح بان تصبح حماس نموذجا يقتدى به.
دولياً : جاء نجاح حماس في الوقت الذي كان النظام الدولي يبشر العالم بنجاحه في القضاء على كل من يتبنى المنهج الإسلامي أو خيار المقاومة ضارباً مثالاً بما قام به في أفغانستان والعراق وإذا بنجاح حماس يجهض هذه الادعاء، ما أربك هذا النظام الدولي وجعله يصمم على إفشال هذه التجربة في فلسطين.
هذا باختصار ما كان عليه رد فعل من حاولوا الإيقاع بحماس والمقاومة وخانتهم حساباتهم وكان قرارهم ضرورة افشال حماس وتجربتها. فكانت البداية لتفريغ النتائج من مضمونها عبر سلسلة من الاجراءات والقوانين والتعيينات وسحب الصلاحيات، من قبل الجانب الفلسطيني الذي خسر هذه الانتخابات.
وكان التجاهل الإقليمي وسياسة الحصار السياسي، الذي نفذ بحق حماس، وعلى المستوى الدولي كان رد الفعل الأول الاشتراط على حماس بالاعتراف بالكيان الصهيوني والالتزام بالاتفاقات التي تنتقص من الحق الفلسطيني كشرط لقبول نتائج الانتخابات، وإلا فالمقاطعة والحصار وعدم الاعتراف بهذه النتائج، كل ذلك واجهته حماس بثبات وصمود وتحدٍ، واستطاعت رغم كل الصعوبات أن تحفظ الأمن وتحسن الإدارة وأن تزاوج ما بين العمل السياسي والمقاومة، ما عزز مكانة حماس وصدقية طرحها، وهو ما أزعج الآخرين وجعلهم يتفقون على ضرورة العمل لإضعاف حماس بكل وسائل ممكنة وإفقادها البعد الالتفافي الشعبي، وهو ما نراه يترجم اليوم في هذه الحرب التي تشن على القطاع بما يصاحبها من جرائم بحق المدنيين الآمنين والبنية التحتية كافة.
وتشكل هذه، حقيقة، الخلفية الحقيقية لهذه الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة وتفسر هذا الدعم من البعض العربي الرسمي والاصطفاف الدولي المعلن لصالح العدوان الصهيوني على غزة .
اخيرأ ربما أمام صمود المقاومة وحماس بعد هذه الأيام الطويلة وفشل الاحتلال، ومن خلفه، بتحقيق ما ارداوا، قد نشهد توسيعا وتصعيدا لهذا العدوان، وإن كنا نرجح ان يبحث الاحتلال الآن عن مخرج لهذا المستنقع الذي تورط فيه خوفاً من تكرار سقوطه الذي حدث في لبنان
فهل فعلاً كل ذلك كان بسبب إطلاق المقاومة الإسلامية للصواريخ ؟ أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟
وللوقوف أو الاقتراب من الحقيقة بشأن هذه الحرب على قطاع غزة التي تعرّفها الأطراف المعادية على انها حرب على حماس، لا بد أن ندرك بعض الأمور حتى نستخلص النتائج :
1 ـ إن هذا العدوان بدأ يتصاعد منذ نتائج الانتخابات التشريعية ليصل مرحلة متقدمة بعد أحداث حزيران 2007 بالحصارات، وليصل اليوم الذروة بالحرب العسكرية .
2 ـ إن أطرافا فلسطينية محلية وعربية إقليمية دولية كانت مشاركة بصورة أو بأخرى بهذا العدوان المتدحرج منذ نتائج الانتخابات التشريعية، وحتى اليوم، ولعل المتابع لمجريات الأمور لا يجد عناء في الوصول الى هذه الحقيقة.
3 ـ إن الدعوات التي تنطلق مع كل جولة عدوان، لديها شرط واضح للوصول الى وقف العدوان، ألا وهو استجابة حركة حماس للاشتراطات الدولية ـ الرباعية ـ والتي تعني الاعتراف بالكيان الصهيوني ومنحه الشرعية على ارض فلسطين.
4 ـ إن الاحتلال الصهيوني، وهو يخترق دوماً التهدئة التي كانت مريحة له، حجته الصواريخ . وكان بإمكانه وقف الصواريخ بالتزامه بالمحافظة على التهدئة، لو كان هذا هو السبب فعلاً.
5 ـ واخيرأ لا بد من التذكير بانه تم الاعلان مع بداية هذه الحرب الإجرامية على غزة على لسان أكثر من لسان مسؤول صهيوني، ان الهدف هو إنهاء حكم حماس في القطاع.
وأمام ذلك لن يبقى السؤال الواقعي، إذن لما هذا العدوان السافر على قطاع غزة وبهذه الصورة الوحشية ؟
وحتى نجيب، فلا بد ان نعود للوراء قليلاً، فانطلاق الانتفاضة الفلسطينية عام 1987 والتي جاءت بعد أن ظن البعض أن القضية قد انتهت وانتهت معها قوى المقاومة ممثلة بعنوانها انذاك، «م.ت.ف» اعادت الحياة للقضية، خصوصا بانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية، حماس.
وعندما فشل العدوان الصهيوني بكل إمكاناته في القضاء على المقاومة وكسر إرادة التحرير لدى الشعب الفلسطيني، ذهب وبدعم غطاء إقليمي ودولي الى سياسة الخداع التي أثمرت، عندما وقع بعض الفلسطينيين في هذا الفخ وذهبوا الى مدريد وأوسلو.
ومرة أخرى ظن العدو انه استطاع أن يوفر لنفسه الدعم والغطاء الإقليمي والدولي والعربي أثناء جمعهم في شرم الشيخ عام 1996 وقرارهم شن هجوم على حركات المقاومة التي رفضت اتفاق أوسلو ورفضت الاعتراف بالكيان الصهيوني، وكانت حماس حينها كما اليوم هي العنوان الأبرز لتلك الحملة.
لم يطل الامر كثيراً حتى بان زيف الوعود، وانطلقت انتفاضة قوية لم تترك للذين أعلنوا التزامهم بكل الاشتراطات أي مجال إلا المشاركة فيها والتي شكلت استنزافا للعدوالصهيوني، وكانت حماس هي العنوان الأبرز للمقاومة، وبعدما فشلت كل الضربات التي وجهت للحركة لحرفها عن خطها المقاوم لجأت الأطراف المحلية والإقليمية والدولية الى سياسة الخداع مره أخرى على أمل إن ينجحوا مع حماس كما نجحوا مع أشقائها من قبل، فكان الترهيب والترغيب دون جدوى.
ورغم تجاوب حماس في بعض المراحل مع عرض تهدئة مشروطة ومحدودة الزمن، وعندما وصلت التسوية الى مرحلة التنازل بالقضايا الرئيسية في المفاوضات، برزت حماس مرة اخرى، كمشكلة وعائق، فكانت محاولة جر حماس لمربع التسوية ولو من باب خلفي.
وظنوا أن الانتخابات هي المدخل، فحسبوا إن دخول حماس في هذه الانتخابات سيلزمها باحترام لعبة الديمقراطية، وان حماس لن تحصل على الأغلبية وبالتالي تدخل مربع التسوية من حيث لا تشعر تحت عنوان احترام رأي الأغلبية من قبل الأقلية، إلا أن رياح الانتخابات جاءت بغير ما تشتهيه سفنهم حيث حصلت حماس على الأغلبية.
هذه النتيجة أربكت كل المستويات والأطراف المحلية والإقليمية والدولية، حيث ان معنى فوز حماس هو نجاح لخيار المقاومة والثبات كوسيلة لتحقيق الحقوق والحفاظ على الثوابت، وهنا كانت نتائج الانتخابات عامل رعب وتهديد.
محلياً : الفلسطينيون، الذين يسيطرون على زمام الأمور منذ زمن، شعروا بان هذه النتائج تهديد لمصالحهم وتهديد استمراريتهم على كراسيهم، لذلك كان لا بد لهم أن يعملوا ضد هذه النتائج لبقاء مصالحهم. في حين أن الصهاينة شكلت لهم هذه النتائج صدمة وصفعة قويتين، فلم يحسبوا لها حسابا، فكل ما حصلوا عليه من قبل بات مهدداً بالذهاب وقدرتهم على مواصلة مشروعهم الاحتلالي في فلسطين أمامه عقبات جديدة لذلك فموقفهم هو في عدم السماح لضياع ما أنجزوه بالسنوات السابقة من انجازات.
إقليميا : وتحديداً العرب، بات بعضهم يخشون ان يترجم هذا النجاح لحماس في فلسطين نجاحاً للحركات الإسلامية في بلدانهم، ما يعتبرونه تهديداً مباشراً لأنظمتهم، الأمر الذي يستدعي بنظرهم عدم السماح بان تصبح حماس نموذجا يقتدى به.
دولياً : جاء نجاح حماس في الوقت الذي كان النظام الدولي يبشر العالم بنجاحه في القضاء على كل من يتبنى المنهج الإسلامي أو خيار المقاومة ضارباً مثالاً بما قام به في أفغانستان والعراق وإذا بنجاح حماس يجهض هذه الادعاء، ما أربك هذا النظام الدولي وجعله يصمم على إفشال هذه التجربة في فلسطين.
هذا باختصار ما كان عليه رد فعل من حاولوا الإيقاع بحماس والمقاومة وخانتهم حساباتهم وكان قرارهم ضرورة افشال حماس وتجربتها. فكانت البداية لتفريغ النتائج من مضمونها عبر سلسلة من الاجراءات والقوانين والتعيينات وسحب الصلاحيات، من قبل الجانب الفلسطيني الذي خسر هذه الانتخابات.
وكان التجاهل الإقليمي وسياسة الحصار السياسي، الذي نفذ بحق حماس، وعلى المستوى الدولي كان رد الفعل الأول الاشتراط على حماس بالاعتراف بالكيان الصهيوني والالتزام بالاتفاقات التي تنتقص من الحق الفلسطيني كشرط لقبول نتائج الانتخابات، وإلا فالمقاطعة والحصار وعدم الاعتراف بهذه النتائج، كل ذلك واجهته حماس بثبات وصمود وتحدٍ، واستطاعت رغم كل الصعوبات أن تحفظ الأمن وتحسن الإدارة وأن تزاوج ما بين العمل السياسي والمقاومة، ما عزز مكانة حماس وصدقية طرحها، وهو ما أزعج الآخرين وجعلهم يتفقون على ضرورة العمل لإضعاف حماس بكل وسائل ممكنة وإفقادها البعد الالتفافي الشعبي، وهو ما نراه يترجم اليوم في هذه الحرب التي تشن على القطاع بما يصاحبها من جرائم بحق المدنيين الآمنين والبنية التحتية كافة.
وتشكل هذه، حقيقة، الخلفية الحقيقية لهذه الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة وتفسر هذا الدعم من البعض العربي الرسمي والاصطفاف الدولي المعلن لصالح العدوان الصهيوني على غزة .
اخيرأ ربما أمام صمود المقاومة وحماس بعد هذه الأيام الطويلة وفشل الاحتلال، ومن خلفه، بتحقيق ما ارداوا، قد نشهد توسيعا وتصعيدا لهذا العدوان، وإن كنا نرجح ان يبحث الاحتلال الآن عن مخرج لهذا المستنقع الذي تورط فيه خوفاً من تكرار سقوطه الذي حدث في لبنان