Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    **غضب الزوج والحل الميسر**

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 61741
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 33

    **غضب الزوج والحل الميسر** Empty **غضب الزوج والحل الميسر**

    مُساهمة من طرف GODOF الإثنين 19 أكتوبر - 20:53

    بسم الله الرحمن الرحيم




    صـمــت القــواريــــر ..


    عبدالرحمن كان يزور أمه كبقية إخوته , لكنه يتميز عنهم بصفة خاصه , ذلك أنه إذا ماغضبت

    والدته , أو تكلمت معه بكلام غليظ وعبارات لاتسره يلتزم الصمت ثم ينسل من المجلس , ثم

    يزورها في وقت آخر كأن شيئاً لم يكن , بينما باقي الإخوة كانوا يردون عليها وينفعلون في الكلام

    معها , ويخرجون وهم في حالة غضب .

    تقول إحدى بناتها : سمعت أمي تقول في المجلس " اللهم إني راضية عن عبدالرحمن , فاللهم

    ارض عنه , اللهم إني راضية عنه فارض عنه " .. فأقول في نفسي : ليتني مكان أخي في هذه

    الدعوة المباركة ! وتكمل قائلة : كان لايخطر في ذهن عبدالرحمن شيء إلا وسارعت أمي في

    تلبية حاجته , حتى ولو لم يطلبها وإنما جاءت عابرة أثناء الكلام بلا قصد , فإنها تستشف منه حاجته

    فتسارع إلى تحقيقها .


    إيجابيات كثيرة تتحقق بالتزام الزوجة الصمت عند غضب الزوج , فسماعك لكلمات لاتسرك من قبل

    الزوج ليس نهاية العالم , ولاهو القضاء الإلهي بالمصير إلى الجحيم ! ولكنها حالة تعتري الزوج قد

    يكون فيها محقاً وقد لايكون كذلك , فالمرأة الفطنة الذكية هي التي تستطيع تحويل الغضب إلى رضا.


    عندما أخذ الكافر يجادل ربه في يوم قد غضب الله فيه غضباً لم يغضب قبله مثله وهو يوم القيامة ,

    لم يحصل الكافر على العفو بالمجادلة , ولم يتحول الغضب إلى رضا حيث يقول " يارب ألم تُجرني من

    الظلم ؟ يقول : بلى , فيقول : فإني لا أرضى على نفسي إلا شاهداً مني" . فيُختم على فيه

    فيُقال لأركانه : انطقي ! فتنطق أعماله , فيقول العبد: بُعداً لكن وسُحقاً , فعنكن كنت اجادل ".

    روى مسلم نحوه .

    بينما المؤمن يدنيه الله تعالى ويستره يوم القيامة : ثم يقول له: " أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا؟

    فيقول: : نعم أي رب , حتى إذا قرره ذنوبه , ورأى في نفسه أنه قد هلك, قال الله تعالى : سترتها

    عليك في الدنيا , وأنا أغفرها لك اليوم , فيُعطى كتاب حسناته ". متفق عليه.


    بالتزام الصمت وعدم الجدال تغير الغضب إلى رضا , بينما بالجدال والرد على الغاضب تزداد العلاقة

    سوءاً .


    أيتها الزوجة كوني كالزجاجة النقية أمام أشعة الشمس الغاضبة الحارة , تنفذ من خلالك ولاتنعكس,

    بل كالقوارير التي إذا ما أرسلت إليها الشمس أشعتها ازدادت جمالاً وسرقت القلب انحناءاتها وتثنيها.


    قالت إحدى الزوجات : عندما تزوجت ظننت أني ساكون سيدة على زوجي لما أتمتع به من الجمال ,

    وكنت أظن أن زوجي سيكون خاتماً في يدي كما يقال , وكنت أتجادل معه في أمور كثيرة , ولا احصل

    في النهاية على مرادي , وإذا ماغصب من أمر ما ولامني عليه كنت أرد عليه وأجادله , فاصبحت حياتنا

    كالجحيم لاتطاق , وكدنا ننفصل عن بعضنا عدة مرات , ولكني لاحظت أنني إذا ما طرحت الموضوع

    بأسلوب بعيد عن التحدي والجدال , وإنما على شكل استفهام أو بطريقة لطيفة مع الاعتراف بجانب

    القصور في طرحي , وإذا ماغضب التزمت الصمت , أو قمت بتطييب خاطره وملاطفته, أجده يهدأ و

    يتجاوب معي ويتحقق غرضي , فعلمت أن هذه هي الوسيلة الصحيحة في التعامل معه وامتصاص

    غضبه .


    لاتجادلي الزوج لحظة انفعاله , فإن كان غاضباً فسيزداد غضبه , وإن لم يكن كذلك فإنه سيتولد لديه

    الغضب , دعيه يفرغ كل ماعنده , فإنه يصبح بعدها صفحة بيضاء نقية , سيراجع نفسه ومواقفه وتصرفاته

    ويشعر بالضيق من نفسه مما يؤدي به إلى محاولة تصحيح موقفه , وستجد الزوجة هذا واضحاً في

    أقرب تصرف له معها .


    عندما أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير-رضي الله عنه- إلى المدينة داعياً إلى الله

    تعالى استقبله أسعد بن زرارة , فأقبل إليهما أسيد بن حضير مغضباً - قبل إسلامه وكان سيداً في

    قومه- ومعه حربته , فقال أسعد لمصعب: هذا سيد قومه , فاصدق الله فيه , فوقف عليهما أسيد

    يشتم ويسب قائلاً : ماجاء بكما إلينا , تسفهان ضعفاءنا ؟ إعتزلانا إن كان لكما بأنفسكما حاجة !

    وقال أسيد لأسعد أبن عمه: أتيتنا في دارنا بهذا الغريب الطريد ليدعوا ضعفاءنا إلى الباطل ؟ فعندما

    انتهى من كلامه , وفرغ ما في جعبته من الغضب , قال له مصعب : أوَتجلس فتسمع ؟ فإن رضيت

    أمراً قبلته , وإن كرهته كففتُ عنك ماتكره , فكلمه مصعب وقرأ عليه القرآن , فقال أسيد: ما أحسن

    هذا وأجمــلــــه ! .. فأسلم فأقبل سعد بن معاذ-رضي الله عنه- كذلك وهو سيد المدينة إلى مصعب

    مغضباً أشد من غضب أسيد فشتمه ولم يرد عليه مصعب , فعندما انتهى من تفريغ غضبه , قرأ عليه

    مصعب القرآن فأسلم سعد , فما أمست المدينة إلا وقد أسلمت لإسلام سعد بن معاذ-رضي الله عنه-.



    أيتها الزوجة إنك تستطيعين أن تجعلي من حالة الغضب التي تعتري الزوج أفضل الأوقات لتملي على

    زوجك كل طلباتك وأمانيك ! , وذلك من خلال تصرفك معه بامتصاص غضبه وتخفيفه وتبريد حرارته ,

    فسيكون لك مطواعاً , حيث يشعر بأنه قد أغلظ عليك بينما انت أحسنت إليه ( ادفع بالتي هي أحسن

    فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وهذا أمر مجرب ناجح , وهنا يظهر نجاح الزوجة في

    حياتها وتفوقها .


    يُؤتى برجل يوم القيامة , فيقول له الله تعالى : " ادخل الجنة برحمتي , فيقول العبد : بل بعملي يارب!

    فيقول الله تعالى للملائكة : اجعلوا عمل عبدي في كفة ونعمة البصر في الكفة الأخرى , فرجحت نعمة

    البصر وثقلت , ولا وفاء له من عمله بما زاد من نعمة البصر , فيُؤمر به إلى النار , فيقول العبد: بل

    برحمتك يارب ! فيقول الله تعالى : ادخلوا عبدي الجنة برحمتي ".

    بالجـــدال كاد يفقد كل النعم , وتنتكس أحواله !.


    وقف المتهم مرتكب الجريمة بين يدي الخليفة المنصور , وكان المتهم خطيباً مفوهاً ذا لسان , ولكن عجز

    عن الاعتذار في هذا الموقف , فقال له الخليفة المنصور : ماهذا الوجوم ( السكوت والهدوء ) وعهدي بك

    خطيباً ذا لسان ؟!

    فقال: يا أمير المؤمنين ! ليس هذا موقف مباهاة , ولكنه موقف توبة , والتوبة بالاستكانة والخضوع ,

    فرق له قلب المنصور وعفا عنه .


    الصمت يجعل الغاضب يتساءل ويراجع نفسه فيما فعل وما سيفعل , بل قد يحاسب نفسه قبل أن

    يقدم على اتخاذ قراره لحظة الغضب .

    قال أحد كبار الدعاة : كنت قنصلاً في سفارة بلدي العربي في الولايات المتحدة , وكنت لا أعير للدين

    اهتماماً , فبينما كنت قد أقمت حفلاً في مقري , وكان حفلاً ماجناً وتدار فيه الخمور والرقص والمجون ,

    إذا بمجموعة خلف الباب تطلبني , فذهبت إليهم فإذا هم مجموعة من الدعاة يدعونني إلى الذهاب

    معهم إلى المسجد , ويحاولون تذكيري بالعبادة , فبصقت في وجه أحدهم واغلظت القول لهم , ثم

    أغلقت الباب وطردتهم , وفي الليل أخذت أفكر فيما حدث وكيف تصرفت معهم , ثم رأيتهم في اليوم

    التالي ولم يعنفوني فيما صدر مني , بل خاطبوني بخطاب لين , فلم استطع النوم تلك الليلة وخجلت

    من تصرفي إلى أن هداني الله تعالى , واصبحت واحداً منهم .>>>>>>من كتاب ابن القيم

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 12:25