 |
السينما الفرنسية تعتبر من بين ركائز الفن السابع في العالم والتي تتواجد منذ حوالي قرن من الزمن كما أنها تعتبر الأبرز أوروبيا فقد تخرج العديد من النجوم من هذه المدرسة العريقة الذين رسموا مسارهم من ذهب في تاريخ السينما العالمية. و إذا حاولنا وضع اختصاص لها (السينما الفرنسية) لقلنا أنها سينما الكوميديا بامتياز باعتبار أن اغلب الأفلام الفرنسية تنتمي إلى هذا الصنف أو على الأقل تعتبر جزء كبير من معظمها وهي بطبيعة الحال جد ناجحة سواء محليا أو عالميا. في حين أن هناك العديد من القصص المصورة التي اسثأترت بإعجاب العالم بأسره من بينها Astérix و Tintin بالإضافة إلى Lucky Luke وهؤلاء يعتبرون من انجح القصص المصورة ذات الأصول الفرنسية مما جعل العديد من المهتمين لتحويلها إلى أعمال سينمائية وهذا بطبيعة الحال ما كان حيث استطاع فلم Astérix حصد نجاح كبير جدا سواء كفلم واقعي أو كأنميشن بينما مغامرات تان تان حشد لها فريق كبير جدا يتكون من عباقرة السينما الحديثة وهنا أتكلم عن كل من الإستاذين Steven Spielberg و Petre Jackson وحاليا يتم الاستعداد لانجاز هذا العمل في جزئيين لكل جزئ ربانه, من جهة أخرى الحلم اقترب من التحقق حيث تم الاتفاق أخيرا على تحويل احد أساطير الغرب ومطبق القانون الأول من مجرد قصص مصورة إلى بطل على الشاشة الذهبية والآمر يتعلق بمغامرات Lucky Luke . اذن هل يستطيع هذا العمل تحقيق النجاح متوقع منه هل يستطيع الرجل الذي يصوب بمسدسه بسرعة تفوق ضله أن يوازن بين نجاح القصة المصورة ونجاح الأعمال السابقة التي تنتمي إلى نفس النوع (أي أفلام اقتبست من قصص مصورة من أصل فرنسي) هل يستطيع أيضا فريق العمل النجاح في إعطائنا فلم كان الجميع يتمنا الاستمتاع به على الشاشة الكبيرة أم أن الخذلان سيكون العنوان الأبرز لهذا العمل الذي يعتبر من أضخم الانتاجات الفرنسية لهذه السنة. |
 
Lucky Luke فلم فرنسي تم عرضه بتاريخ 21 أكتوبر 2009 من إخراج James Huth, وإنتاج كل من Oscar Kramer و Saïd Ben Saïd بالإضافة إلى Yves Marmion بينما قامت شركة UGC بمهمة التوزيع وقد بلغت ميزانية إنتاج الفلم حوالي 30 مليون دولار, وهو مقتبس من القصص المصورة التي تحمل نفس الفلم للكاتبين Morris و René Goscinny والذي يعتبر ثاني فلم واقعي تم عرضه على السينما بعد الفلم الأمريكي السابق للمخرج والممثل Terence Hill. في نسخة هذه السنة نجد في دور البطولة Jean Dujardin والذي يعتبر ثلاث عمل له رفقة المخرج بعد كل من Brice de Nice و Hellphone وقد كان اختيار هذا الأخير له مبررا بسبب أن Dujardin يعتبر الممثل الفرنسي الوحيد الأقرب لتجسيد دور رعاة البقر حيث انه يملك المقومات الأساسية لذالك من مظهر وكذا قدرته للعب الأدوار المركبة أي كوميدية وحركية والاهم من هذا لحبه هذه الشخصية في حين السبب الأساسي لرغبة المخرج في القيام بهذا العمل هو عشقه الكبير للقصص المصورة لمغامرات لوكي لوك كما أنها تعتبر بالنسبة له تحدي كبير باعتبار التركيبة التي تتكون منها القصة والتي تتكون من عالمين مختلفين تم دمجهما في جسد واحد أو يمكن القول ثقافتين مختلفتين أمريكية وفرنسية كما أنها تعتبر انجح سلسلة تجسد البطل الفرنسي بالرغم من الاختلاف السالف الذكر وقد كان التحدي كبير للمخرج ولطاقم الفلم عامة بانجاز هذا العمل دون الخروج عن نطاق القصة الأصلية أو تحريفها, والجدير بالذكر أن أحداث الفلم صورت في الأرجنتين وذالك لمدة قاربت ثلاث أشهر وقد تم الانتقال بين ثلاث مواقع سواء جبلية أو صحراوية. تدور أحداث الفلم كما هو معروف حول لوكي لوك مطبق القانون الأول في أقصى الغرب الأمريكي الذي لا يهزم أبدا وطيلة المغامرات يكون رفقة حصانه الفريد من نوعه Jolly Jumper وأتناء إحدى المهام له في بلدة Daisy Town والتي تعتبر مسقط رأسه يلتقي بمجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون فيكون منهم فريق لمواجهة احد الأشرار المسمى Pat Poker. |
بعد أربع سنوات من أخر عمل لهما اجتمع كل من النجم الفرنسي Jean Dujardin والمخرج James Huth للعمل على تحويل القصص المصورة لمغامرات لوكي لوك للكاتبين de Morris و Goscinny بعد أن رصدت لهذا العمل ميزانية تعتبر الأكبر خلال هذه السنة حتى أصبح هذا العمل السينمائي من بين أكثر الأعمال انتظارا من طرف الجمهور وبالخصوص خلال فترة الخريف يبقى فقط التخوف من هاجس الفشل الذي واجه أعمال سابقة , لها نفس الوجهة والأمر يتعلق بفلم أمريكي يحمل نفس الاسم للمخرج والممثل Terence Hill والذي لم يستطع تحقيق أي نجاح في حقبة التسعينات التي كانت تتميز بكثرة أفلام رعاة البقر المميزة بينما العمل الأخر هو Les Dalton الذي اصدر سنة 2004 والذي بالرغم من تواجد ابرز النجوم الكوميديين فيه إلى أن الفلم لم يستطع تحقيق النجاح المنتظر منه , وهذا ما يبين الضغط الذي تتحمله نسخة 2009.
بعد مشاهدة مدققة للفلم وبطبيعة الحال باعتبار إني من معجبي سلسلة هذه المغامرات اكتشفت أن كتاب السيناريو حاولوا بشكل كبير التعمق في الشخصية الرئيسية والخوض بشكل كبير في أصلها وحياتها الطفولة وهذا ما جعلهم يعطون لها تعمق غير متوقع. وللأسف تقريبا هذه الفكرة لم تكن في المستوى أو يمكن القول أن الطريقة التي صورت بها كان مغايرة للصورة التي وضع بها الفلم أو بالأحرى التصور العام للفلم باعتبار أن الفلم كوميدي محض وكان من غير اللائق مزج التراجيديا به وهذا ما وقع في الدقائق الأولى للفلم بعد أن بدأت الأحداث بواقعة قتل والدي لوكي لوك حينها شعرنا كما لو أننا نشاهد فلم من نوع أخر يشبه إلى حد كبير Poor lonesome cowboy طبعا وبكل تأكيد نحن لسنا أمام هذه النوعية ولا حتى امام فلم مثل Batman Begins أي ان المزج بين المشاهد المأساوية والكوميديا لن يتمشى أبدا وهذا في اعتقادي اكبر خطأ ارتكب والذي منحنا نوعا من عدم التوازن أثناء مشاهدة الأحداث. لكن هناك بعض النقاط التي جعلتنا أيضا نتساءل وبشكل معمق حول الطريقة التي تم التعامل بها مع الفلم حيث تم إبعاد أهم الأشياء في عالم لوكي لوك وهم الشخصيات الرئيسية وبالضبط الشخصيات الشريرة التي دائما ما تلعب الأدوار الرئيسية في كل حلقة من حلقاتها وهنا اخص بالذكر الإخوة الأشرار Les Dalton بالإضافة لأحد أجمل الشخصيات الكوميدية وهو الكلب الغبي Rantanplan فالجميع وبدون استثناء دائما يربط شخصية البطل بهؤلاء لكن للأسف طاقم الفلم حاول نوعا ما الخروج على العادة والزج بشخصيات تعتبر ثانوية والأمر يتعلق Jesse James و Calamity Jane لكن مع ذالك وجب الاعتراف أن هذه التوليفة أعطت مفعولها ومنحت للفلم نكهة كوميدية غير متوقعة هنا اخص بالذكر شخصية Jesse James حيث كان هناك اختلاف كبير بينها وبين ما عرف على هذه الشخصية أي شاهدنا الوجه الكوميدي والغبي منها بعد أن كان الجميع يربطها بالإجرام وقوة الشخصية وسرعة التوتر ولا ننسى أيضا تفوق الحسناء Sylvie Testud في إعطاء وجه جديد من المحاربة Calamity Jane والتي اعتبرها في نظري أهم دور ثانوي في الفلم, وكما ذكرنا مع الغياب الكبير للشخصيات الشريرة الرئيسية في القصة إلى أن Daniel Prévost استطاع وبشكل جد متقون منحنا الشرير الذي نريد مشاهدته في مثل هذه الأحداث واعتقد أن تجربة هذا الممثل في اتقاء الأدوار شريرة ساعدته بشكل كبير في انجاز هذه المهمة. الشيء المعاب على الفلم هو محاولة منحه طابع كوميدي من النوع السخيف ( وهنا وجب تفريق بين السخافة كنوع كوميدي و السخافة كتعبير يوضح مضمونه و نحن هنا نتحدث عنها كنوع كوميدي) وهذا الشيء تقريبا جد صعب باعتبار أن العالم الذي تنتمي إليه القصة برغم من أنها كوميدية بشكل كبير إلى أن أساسها هو الحركية وقوة مشاهد المعارك ففي الأخير نحن في عصر رعاة البقر وزمن الغرب الأمريكي الذي يحكمه قانون واحد وهو سرعتك في التصويب بالمسدس وللأسف هذه الطريقة التي اعتمدها مخرج الفلم جعلتنا كما لو أننا نشاهد فلم لا معنى له واغلب مشاهده إما طفولية أو خرقاء وبعضها يستفز المشاهد بسبب سذاجتها وسبب هذا هو تأثير فلم Brice de Nice على هذا الأخير لكن هذا لا يعني أن الفلم لا يتميز في بعض اللحظات بمشاهد متقنة كوميديا وحركيا والتي من الممكن أن تشفع لطاقم الفلم لكن كنا نتمنى أن تكون القصة تميل بشكل اكبر إلى المغامرات والإثارة لا إلى الفكاهة الساذجة. من جهة أخرى وجب الاعتراف بقوة المخرج James Huth لأنه استطاع بشكل كبير الحفاظ على الصورة المعرف عليها في عالم لوكي لوك حيث كانت خلفية وديكورات الفلم مشابهة إلى حد كبير ما صور في قصص الأصلية وقد استطاع بكل تأكد إبراز بعض الكفاءات كمخرج كما كان الحال في أعماله السابقة ( Serial Lover , Hellphone ) وقد استفاد بشكل كبير من الإمكانيات الممنوحة وأيضا من الفضاء الذي صور فيه الفلم وبالضبط في سهول الأرجنتين التي اعتبرت المكان الأنسب لتصوير الفلم وكما وجب التتويه بالعمل الجبار الذي قام به طاقم الديكور وأيضا مصمموا الملابس صراحتا الفلم من الناحية الجمالية فهو متعوب عليه لكن للأسف مثل هذه الأشياء لا يمكنها أن تشفع لهم من اجل نجاح الفلم بشكل عام للأسف يمكن القول أن الفلم موجه فقط لشريحة معينة من الجمهور وهم الأطفال واعتقد هذا كان الهدف الأساسي لطاقم الفلم لأنه بطبيعة الحال استطاعوا بكل تأكيد إثارة إعجاب هذه الشريحة حيث استطاع الفلم إشباعهم كوميديا بعد أن استطاع المخرج النجاح في المزج بين الكوميديا العائلية و الويستيرن المقتبس من Sergio Leone حتى أن في بعض الأحيان تم تكسير الواقية والمزج ببعض المشاهد الخارجة عن الزمن من اجل إضحاك الجمهور المعني بالأمر .... |
 |
 |
 |
الرجل الأقوى في الغرب الأمريكي والذي يمكن أن يصبك برصاصة قد تفوق سرعتها سرعة ظله يعتبر القانون فوق الجميع يحارب المجرمين أين ما كانوا باختصار يعتبر البطل القومي للبلاد بامتياز هدفه الآن هو تخليص بلدة Daisy Town من براثن الإجرام. |
|
يملك كرزمة احتيالية غريبة وهو لاعب ورق خطير جذا كما انه المسيطر على بلدة Daisy Town يملك نظرة باردة يتميز بقبعته المخملية و شاربه الراقي لكن مع ذالك يخاف من مظهره وبشطه ليس له مثيل كما يتملكه جبن يعني يعتبر الشرير المركب والغريب |
|
شخص غريب الأطوار بقبعة التي تثير الغرابة يمكن له أن يقتل أي شخص فقط لأنه يملك سترة جميلة مصنوعة من جلد الثعبان كما انه معروف بقوته في تتبع أثار الأشخاص وقد تحول من الطفل الغير الناضج إلى الأحمق الخطير. |
|
 |
 |
 |
بندقية وزجاجة ووسكي, دائما ما تكون وحيدة في مغامراته في عالم مليئ بالمجرمين وهي تملك حس رجولي محض يمكنها المصارعة ومن الصعب التغلب عليها ولكن مع ذالك وراء هذا القناع الصلب توجد امرأة حساسة مليئة بالمشاعر والاهم من هذا وفائها للوكي لوك كما أنها لا تخفي إعجابها به |
|
بعباءته الطويلة ومسدسه الفريد من نوعيه المرصع باللؤلؤ يستطيع تطيق قانونه وإخافة الناس فقط بنظرته كما انه يسرق الابناك بطرق مثيرة وذالك بقوله لبعض الجمل لشكسبير وكنا انه يلقى إعجاب النساء بشكل كبير في حين يشكل مع Billy the Kid, الثناء الخطير والمتكامل |
|
لا يوجد أي راعي بقر يستطيع مقاومة جمالها فهي تميز بين الجمال والغرابة في التصرف و تملك سحر مثير سواء في الغناء أو في الرقص بالنسبة لكل ما شاهدها تعتبر بالنسبة له قمة الجمال المطلق والمتكامل كما أن أقوى المجرمين لا يستطيعون الهروب من إغرائها ومقاومته |
|
 ليبقى آمل مشاهدة روعة لوكي لوك في السينما مجرد حلم لم يتم تحقيقه بعد....فـــي امــــان الله....
|
|
البـــــوابـــة
-|| LUCKY LUKE ||- ليـسـتـمـر البحـث عــن تحقيــق الحلـم :
