فيلم ولاية الآلاعيب للمخرج كيفن ماكدونلاد يمثل أحد نماذج الدراما السياسية الجادة ولكن ليس أفضلها يدور بين السياسة والإثارة عن الصحفيين ومبادئهم وأخلاقياتهم وعن السياسين وآلاعيبهم يلاحق جريمة قتل تقودنا إلى حقائق خطيرة عن سيطرة شركات الأموال الكبيرة على القرار السياسي الأمريكي ويقدم أفكار جادة عن هذا المضمون ووقائع قد لا تكون حقيقية 100 % ولكنها تحمل قدراً كبيراً من الواقعية ، وبنفس الوقت يملك العمل خط إثارة جيد ولكن عادي ولا يثير الفضول أو يحبس الأنفاس فأغلب التطورات والحقائق متوقعة إلا إن نهاية العمل كانت جيدة ومفيدة ليس من ناحية الإثارة فقط بل ومن ناحية الفكرة التي يريد العمل تقديمها عن عالم السياسة القذر المليء بالألاعيب .
يدور الفيلم عن ستفن كولنز (بين أفليك) عضو الكونغروس والمكلف بالتحقيق مع شركات أعمال كبرة الذي تلاحقه الفضائح بسبب علاقته بسونيا أحد أعضاء لجنته التي قتلت بظروف غامضة ويحاول الصحفيين الربط بين حادثة القتل والعلاقة فيلجأ إلى صديقه السابق الصحفي المشاكس كال ماكفري (راسل كرو) ليساعده على الرد على أسئلة الصحافة والهجمة الإعلامية التي يتعرض لها ولكن الأمر يتطور حيث ينجح ماكفري بالربط بين جريمة قتل سونيا وجريمة أخرى وقعت وبلاحقة الرابط يصل إلى تطور خطير للشركات المالية الكبرى لتدمير سمعة كولنز ..
كما ذكرت فإن أغلب خوط العمل متوقعة ووسائل الكشف عن المعلومات الخطيرة لا تبدو ذكية بقدر ما تبدو مكررة ونمطية مما خفّف من حدّة الإثارة بالعمل بينما كان عامل النقد السياسي بالعمل جيد ولكنه لا يبدو جديداً فهو ليس أول فيلم يشرح طورت رجال الأعمال بالسياسة وليس أفضل تلك الأفلام بوجود روائع سينمائية أخرى كسريانا وجون كيندي ...
العمل حوى طاقم تمثيلي جذّاب راسل كرو يثبت مجدداً إنه ليس مجرد نجم على الشاشة الكبيرة بل ممثل جاد ومحترم بأختيار قضايا أفلامه فبعد فيلم عن تغلغل المافيا بالمجتمع الأمريكي وآخر عن طورت رجال المخابرات بصنع الإرهاب في الشرق الأوسط ها هو بهذا العمل الجاد الجديد وبأداء جيد ولكن لا يحمل تعقيد وجمالية أدواره الهامة السابقة كعقل رائع والمصارع في حين كان زميله بين أفليك بأفضل حالاته وربما دوره هذا هو أفضل ما قدمه بمسيرته الفنية فكان صادقاً بتصوير إنفعالاته وصدمته وتحولاته النفسية الداخلية وكان كذلك الممثل جسون باتمان جيد بدور دومنيك رغم مساحة الدور الصغيرة، في العمل أيضاً هناك الشابة ريتشل ماكدامز بدور جيد والقديرة هيلين ميرين بأداء عادي ...
المخرج كيفن ماكدونلاد والذي سبق له أن قدم عقلية الديكتاتور بصورة مذهلة في الفيلم الحائز على أوسكار أفضل ممثل (آخر ملوك اسكتلندا) عام 2006 يقدم هنا في ثاني تجاربه الإخارجية صورة جيدة لعالم السياسة وخفاياه مع فنيات أنيقة في التصوير والمونتاج ولكنه لم يستطع أن يصنع عملاً يبقى في الذاكرة ....