الخميس كان .. حيث الوجهة هذه الايام ’ خرجت من بيت ابي بسروال عادي احد ساقيه طالع في غفلة مني وايضا عدم مبالاتي بالمظهر اعتمر قبعة اكل الدهر عليها وشرب درءا من "ضرب الشمس " كما تقول امي وايضا حتى اتمكن من الرؤية جيدا .. تسللت الى طريق الرباط لانتظر قدوم الطرامبيا "الحافلة " كعادتي اتفرس في الوجوه دائما فيصيبني من الفشل الشيئ اليسير فجل هؤلاء البناؤون سحناتهم توحي الي بعمر مديد في ضيافة هذه المهنة ولا يخرجون منها حتى بملابس تؤوي جسدهم المنبوذ المنهد .. يخيل الي اني مار وسط ثلة من اشباه هياكل تمردت على قبرها وآثرت الصعود لتزاحمنا في بقعة العيش الكريهة هذه .. هنا حيث هذه العمارة الان والتي استفذت من ظلها الكريم كان معمل فيزيم لنجارة الالومنيوم هنا كان الواد خليلي ايام الشدة والحزن .. هنا كانت ارض الساحلي الفلاح ذا البنية القوية والصوت المتحشرج .. هنا ايضا كنت التقي بــ طبيزو راعي الغنم .. وخلفي كانت الغابة حيث الجو اللطيف و حيث الرؤية الآملة للحياة .. طـــيــــط ]] صوت منبه طاكسي كبير ينتشلني من الماضي .. ينطق السائق : فاين ماشي ا عمي ..؟ اجيب : لا الخوا انا ماشي للكاسطيا .. يضغط على دواسة الوقود بقوة غير راض باجابتي له وكاني من دعوته للوقوف .. سبحان الله على صباح هذا ..رددتها داخلي مع استدارة لاقارن البارحة باليوم .. تعرفون لا تروقني مظاهر الحضارة هذه التي تحيط بي فلست معتادا بها ولن اعتاد .. قبالتي مرجان طنجة حيث كانت ارض الساحلي اليوم دنسها ببيعه لكثير ولشتى انواع وصنوف الخمر .. ومحيطه مليء بالسكرين والنشالة وبائعي الكارو بالتقسيط .. قبالتي تماما هناك معمل او منزل الرونو والبيجو وكيا بواجهاته الزجاجية وسياراته الجديدة المعروضة للبيع .. وعلى جنبه معهد الاعلام السمعي البصري تاسس حديثا يوم افتتاحه تعرض احدهم للذبح على بابه .. وخلفي هذه العمارات التي اكرهها بطولها الفاره الذي يحجب منظر طنجة البديع من نافذة غرفتي .. هل علي ان اتحمل كل هذا لاعيش ضمن هؤلاء ؟ .. اكره ربط العلاقات مع هؤلاء القوم ليس لاني معنطز كما يقولون بالعامية هنا بل لان محور الحديث يكون دائما حول الفتاة والانجازات التي يحققونها مع فتايتهم وكاني براد يصبون فيه شايهم وليحسوا بمذاقه الحلو يجب ان يغلى بضم الاول على ناري .. الحمد لله اني لا اطيق النار فبسببها كنت ساسجن لــ 6 اشهر فقط لاني اردت ان يرحل عني الناموس ..
ما بال الحافلة اللعينة تاخرت اليوم اكثر من اللزوم .. !