السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أيقنت الدول الصناعية حتمية تناقص احتياطات البترول مع مرور السنوات, ونتيجة لارتفاع الأسعار, واعتماد الكثير من الصناعات التحويلية التي تدخل في تركيب عدد كبير جداً من المنتجات, بدأ البحث عن حلول معقولة, ويقترح بعض الكيميائين تطوير تكنولوجيا ما يعرف باسم (البلاستيك العضوي) المصنوع من النباتات ومن البكتيريا, وهو مادة مطاوعة وتعادل تماماً البلاستيك المركب, كما أنه قابل للتحلل بيولوجياً في زمن قياسي, ما يعني التخلص أيضاً من مشكلة بيئية تمثلها مخلفات البلاستيك الكيميائي, ويعتقد الكثير من الباحثين الذين صبوا اهتمامهم على هذا النوع من الصناعات, أن الصناعة مقبلة على ثورة صامتة, لأن البلاستيك العضوي يعد مادة خفيفة مطاوعة ومقاومة في الوقت نفسه, كما أن المواد المصنعة منه لا تختلف في شيء عن البلاستيك المتداول, من دون أن تدخل في صناعته أي مادة ذات أصل نفطي, بل هو قادم من نباتات مثل الذرة والحنطة والبنجر أو حتى من البكتيريا.
ويسود تفاؤل بين الباحثين أن تقود هذه التكنولوجيا إلى تطوير بديل عضوي عن البترول, وحماية البيئة من التلوث, لاسيما وأن المادة البيولوجية يمكن أن تعطي الكثير من المواد, مثل النيلون والأنسجة والمواد التي تصنع منها الأقراص المدمجة وتجبير الكسور باستخدام مثبتات يمكن أن تذوب وتلفظ عبر مجرى الدم بمجرد التحام العظم.
إننا إذاً إزاء إنجاز تكنولوجي يقوم أساساً على احترام البيئة والتخلص من الفضلات المتزايدة التي أصبحت تشكل مصدر اً خطر اً على الحياة.
لقد ولدت فكرة البلاستيك العضوي منذ نحو عشر سنوات في أوروبا, وتضاعف إنتاجه ليصل إلى مائة وتسعة وأربعين مليون طن, غير أن أسعاره لاتزال تشكل عقبة أمام الاستثمارات, إذ تزيد تكلفته على خمسة أضعاف ما يكلفه الطن الواحد من البلاستيك العادي, ويأمل المستثمرون بانخفاض كلفة أسعار البيع مع زيادة الإنتاج, وعلى أي حال, فمن مواصفات هذا النوع من البلاستيك أنه مؤلف من جزئيات كبيرة يتم تخميرها للحصول على الحمض المطلوب الذي يعامل بطريقة البلمرة الصناعية والتكثيف, ومن ثم التصفية لكي يتم الحصول في نهاية المطاف على ورق البلاستيك العضوي الذي يفصل منه حسب الطلب جميع أنواع المواد التي كانت تصنع مسبقاً من البلاستيك المركب, ولأغراض صناعية يمكن الاستفادة من جميع أجزاء نبتة الذرة بقشها وأوراقها وسيقانها وحبوبها, حيث يجري التعامل مع العجينة وما بها من سليلوز بدرجات حرارة مرتفعة, وتحاول شركات أخرى المزاوجة بين نوعي البلاستيك العضوي والمركب لخفض التكاليف, غير أن مثل هذه الطريقة لا تروق لحماة البيئة, وتخالف الكثير من القوانين التي تتجه إلى تعضيد إنتاج مواد غير ضارة بالبيئة, خاصة وأن المادة المصنوعة من البلاستيك العضوي, قابلة للتحلل الذاتي من دون أن تترك أي أثر ملوث للبيئة, وإذا ما أضيفت المبالغ المخصصة لجمع ومعاملة مخلفات البلاستيك المركب إلى أصل تكلفته, سيصبح البلاستيك العضوي أقل ثمناً, ويبدو للمتفحص أن اعتماد كيمياء جديدة قائمة على الاستفادة من النباتات, يعد أفضل الحلول لمشكلات المواد الأولية في الصناعات التحويلية, ما يعني وجود مصدر جديد للصناعة غير البترول, وهو مصدر متجدد بما في ذلك إنتاج وقود بكتيري بانتظار اكتشاف مصادر طاقة بديلة, وهكذا فإن الكيمياء الخضراء, كما أصبحت تسمى الآن, يمكن أن تعطي منتجات متقدمة, مثل الملونات النباتية والزيوت بأنواعها, وهو ما يدفع الاقتصاد الزراعي, وخاصة في دول الجنوب, إلى الصدارة, ويبشر بثورة اقتصادية من نوع جديد, مثلما يؤكد البروفيسور أنطوان غازييه من أكاديمية العلوم والتكنولوجيا في باريس
أيقنت الدول الصناعية حتمية تناقص احتياطات البترول مع مرور السنوات, ونتيجة لارتفاع الأسعار, واعتماد الكثير من الصناعات التحويلية التي تدخل في تركيب عدد كبير جداً من المنتجات, بدأ البحث عن حلول معقولة, ويقترح بعض الكيميائين تطوير تكنولوجيا ما يعرف باسم (البلاستيك العضوي) المصنوع من النباتات ومن البكتيريا, وهو مادة مطاوعة وتعادل تماماً البلاستيك المركب, كما أنه قابل للتحلل بيولوجياً في زمن قياسي, ما يعني التخلص أيضاً من مشكلة بيئية تمثلها مخلفات البلاستيك الكيميائي, ويعتقد الكثير من الباحثين الذين صبوا اهتمامهم على هذا النوع من الصناعات, أن الصناعة مقبلة على ثورة صامتة, لأن البلاستيك العضوي يعد مادة خفيفة مطاوعة ومقاومة في الوقت نفسه, كما أن المواد المصنعة منه لا تختلف في شيء عن البلاستيك المتداول, من دون أن تدخل في صناعته أي مادة ذات أصل نفطي, بل هو قادم من نباتات مثل الذرة والحنطة والبنجر أو حتى من البكتيريا.
ويسود تفاؤل بين الباحثين أن تقود هذه التكنولوجيا إلى تطوير بديل عضوي عن البترول, وحماية البيئة من التلوث, لاسيما وأن المادة البيولوجية يمكن أن تعطي الكثير من المواد, مثل النيلون والأنسجة والمواد التي تصنع منها الأقراص المدمجة وتجبير الكسور باستخدام مثبتات يمكن أن تذوب وتلفظ عبر مجرى الدم بمجرد التحام العظم.
إننا إذاً إزاء إنجاز تكنولوجي يقوم أساساً على احترام البيئة والتخلص من الفضلات المتزايدة التي أصبحت تشكل مصدر اً خطر اً على الحياة.
لقد ولدت فكرة البلاستيك العضوي منذ نحو عشر سنوات في أوروبا, وتضاعف إنتاجه ليصل إلى مائة وتسعة وأربعين مليون طن, غير أن أسعاره لاتزال تشكل عقبة أمام الاستثمارات, إذ تزيد تكلفته على خمسة أضعاف ما يكلفه الطن الواحد من البلاستيك العادي, ويأمل المستثمرون بانخفاض كلفة أسعار البيع مع زيادة الإنتاج, وعلى أي حال, فمن مواصفات هذا النوع من البلاستيك أنه مؤلف من جزئيات كبيرة يتم تخميرها للحصول على الحمض المطلوب الذي يعامل بطريقة البلمرة الصناعية والتكثيف, ومن ثم التصفية لكي يتم الحصول في نهاية المطاف على ورق البلاستيك العضوي الذي يفصل منه حسب الطلب جميع أنواع المواد التي كانت تصنع مسبقاً من البلاستيك المركب, ولأغراض صناعية يمكن الاستفادة من جميع أجزاء نبتة الذرة بقشها وأوراقها وسيقانها وحبوبها, حيث يجري التعامل مع العجينة وما بها من سليلوز بدرجات حرارة مرتفعة, وتحاول شركات أخرى المزاوجة بين نوعي البلاستيك العضوي والمركب لخفض التكاليف, غير أن مثل هذه الطريقة لا تروق لحماة البيئة, وتخالف الكثير من القوانين التي تتجه إلى تعضيد إنتاج مواد غير ضارة بالبيئة, خاصة وأن المادة المصنوعة من البلاستيك العضوي, قابلة للتحلل الذاتي من دون أن تترك أي أثر ملوث للبيئة, وإذا ما أضيفت المبالغ المخصصة لجمع ومعاملة مخلفات البلاستيك المركب إلى أصل تكلفته, سيصبح البلاستيك العضوي أقل ثمناً, ويبدو للمتفحص أن اعتماد كيمياء جديدة قائمة على الاستفادة من النباتات, يعد أفضل الحلول لمشكلات المواد الأولية في الصناعات التحويلية, ما يعني وجود مصدر جديد للصناعة غير البترول, وهو مصدر متجدد بما في ذلك إنتاج وقود بكتيري بانتظار اكتشاف مصادر طاقة بديلة, وهكذا فإن الكيمياء الخضراء, كما أصبحت تسمى الآن, يمكن أن تعطي منتجات متقدمة, مثل الملونات النباتية والزيوت بأنواعها, وهو ما يدفع الاقتصاد الزراعي, وخاصة في دول الجنوب, إلى الصدارة, ويبشر بثورة اقتصادية من نوع جديد, مثلما يؤكد البروفيسور أنطوان غازييه من أكاديمية العلوم والتكنولوجيا في باريس