بسم الله الرحمن الرحيم هنا عرفات هنا المحطة التي تحنّ إليها القلوب و تشتاق لها الأبدان و يسافر إليها الآلاف المؤلفة منذ فائت الأزمان محطة ,, من أجمل المحطات التي تمّر على المسلم في دنياه و مشهد تبكي له الكثير عيناه موقف يوطّن في القلب معنى الرجاء و نعمة العطاء قال ابن مبارك : جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة ، وهو جاث على ركبتيه ، وعيناه تهملان ، فالتفت إلي ، فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالا ؟ قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم .. وروي عن الفضيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشية عرفة ، فقال : أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا ( يعني سدس درهم ) ، أكان يردهم ؟ قالوا : لا ، قال : والله ، للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق . موقف لا يستطيع وصفه إلّا من ذاق حلاوته و نال لذّته و ما أبلغ ما قال الصنعاني في وصف الوقوف بعرفة فالعين تبكي لا محالة لقراءة الآبيات فكيف لو رأت حاضرة الوقوف بعرفات وبعد زوال الشمس كـان وقوفنـا *** إلى الليل نبكـي والدعـاء أطلنـاه فكم حامـد كـم ذاكـر ومسبـح *** وكم مذنب يشكـو لمـولاه بلـواه فكم خاضـع كـم خاشـع متذلـل *** وكم سائل مـدت إلـى الله كفـاه وساوى عزيز في الوقوف ذليلنـا *** وكم ثوب عز في الوقوف لبسنـاه ورب دعانـا ناظـر لخضوعـنـا *** خبير عليـم بالـذي قـد أردنـاه ولما رأى تلك الدموع التي جرت *** وطول خشوع مع خضوع خضعناه تجلى علينـا بالمتـاب وبالرضـى *** وباهى بنا الأملاك حيـن وقفنـاه وقال انظروا شعثا وغبرا جسومهم *** أجرنـا أغثنـا يـا إلهـا دعونـاه وقد هجـروا أموالهـم وديارهـم *** وأولادهم والكـل يرفـع شكـواه إلـي فإنـي ربـهـم ومليكـهـم *** لمن يشتكي المملـوك إلا لمـولاه ألا فاشهدوا أني غفـرت ذنوبهـم *** ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخنـاه فقد بدأت تلك المسـاوي محاسنـا *** وذلك وعـد مـن لدنـا وعدنـاه فيا صاحبي من مثلنا فـي مقامنـا *** ومن ذا الذي قد نال ما نحن نلنـاه على عرفات قـد وقفنـا بموقـف *** به الذنب مغفـور وفيـه محونـاه وقد أقبل البـاري علينـا بوجهـه *** وقال ابشروا فالعفو فيكم نشرنـاه وعنكم ضمنا كـل تابعـة جـرت *** عليكـم وأمـا حقـنـا فوهبـنـاه أقلناكم من كـل مـا قـد جنيتـم *** وما كان من عذر لدينـا عذرنـاه فيا من أسا يا من عصى لو رأيتنـا *** وأوزارنـا ترمـى ويرحمنـا الله فإيه ٍ لك يا واقفا على عرفات الخير يا من يسّر الله لك الوقوف هذا العام فكم من أخ ٍ لك تجهز للوقوف ها هنا لكن حبسه المرض و كم من أخ ٍ يمنّي النفس لحضور هذا الموقف لكن حبسته الحاجة و العوز فاحمد الله على ما أولاك من نعمة و فضل و كرم و احرص على استغلال كل ساعة ,, كل دقيقة ,, بل كل ثانية لك في عرفات فنعم موطن للتزود هو الذي تقف عليه قدماك و ترتفع عنده بالدعاء يداك و تفرّغ حسرات الذنوب بالدموع عيناك و تسمّع تلبية الملبّين إذناك فانهل رعاك الله ,, و تزود لدارك الآخرة و لا تنس عموم المسلمين من دعاءك ختاما يا واقفا على عرفات نبارك لك أيّما مباركة و نهنئك أيّما تهنئة مبارك لك الوقوف بعرفة هنيئا لك ,, هنيئا لك |
هنيئا لك هنيئا لك يا واقفا على عرفات
GODOF- Admin
- عدد المساهمات : 10329
نقــــاط التمـــيز : 61741
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
العمر : 33
- مساهمة رقم 1