الحج بالنسبة للمسلم هو رحلة العمر، وهو فرصة التطهّر من كل الأدران الّتي لحِقت بالإنسان خلال مشوار حياته، وهو ميلاد جديد، وخاتمة أعمال، واعتذار ووعد وأمل، واشتياق جميل إلى الأرض المقدسة المطهرة الّتي خطَا فوقها رسول البشرية وحبيب الله والنّاس، محمّد صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الأبرار، وعودة إلى تاريخ مضيئ تحكيه جبال وأحجار وأشجار تلك الأرض المقدسة، ودخول في منظومة الكون الصحيحة من خلال طواف وسعي ودعاء ووقوف بعرفة ومرور بمزدلفة ومكوث بمنى ورمي للجمرات ونحر وعطاء وإفاضة ووداع.
وكل مؤمن صادق يشعر بحنين هائل إلى زيارة الأراضي المقدسة، حنين ربّما يعرف بعض سرّه ولكنّه يجهل أغلب أسراره، حنين مودع في القلوب بأمر خالقها استجابة لدعوة خليل الرحمن ابراهيم عليه السّلام: {وَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}، فالأفئدة منساقة محبة وشغوفة ومتعلقة بهذه الأرض الطيّبة، يملؤها جلال البيت الحرام بمكة، وجمال الحضرة النّبويّة في المدينة المنورة. وتزداد تلك المشاعر الفيّاضة لدى أولئك الّذين عقدوا النية على الذهاب، وادّخروا أموالهم على مدى السنين استعداداً لهذه الرحلة الّتي طالمَا حلموا بها، فإذا تصوّرنا أن شيئًا ما حال بينهم وبين أداء هذه الفريضة كبعض الأحداث الطارئة، فلنا أن نتصوّر كيف تكون التأثيرات في نفوس مَن تشوّقوا واستعدوا وحلموا برحلة العمر ولحظة الميلاد الجديد وأمل المغفرة ممّا تقدم من الذنوب وفرحة النظر إلى الكعبة ونورانية الجلوس في الروضة الشّريفة بجوار أغلى الأحبّة.
لهذا ترى من هؤلاء المحرومين مَن يسلم بأمر الله وقدره، ومنهم مَن يشعر بالحزن والأسى على حرمانه من فرصة العمر، ومنهم مَن يعتبر أن الحرمان بسبب ما ارتكبه من خطايا موبقات في حياته، ومنهم مَن ينزل جام غضبه من تعليمات السلطات العمومية الّتي منعته من أداء فريضة الحج معتبرًا أن مسألة الخوف من المرض (فيروس أنفلونزا الخنازير) لا تخصه ولا تهمّه، ومنهم مَن تصيبه صدمة قد تفقده صوابه، و...
عمومًا فإن هؤلاء الكبار يشعرون أن الفرصة ليست طويلة أمامهم، إذ لم يعد في العمر الكثير، ولم تعد لديهم آمال كثيرة في الدنيا ينشغلون بها، فهم مدبرون من الدنيا ومقبلون على الآخرة، ويحلمون بالتطهر من الذنوب الماضية قبل فوات الأوان، وهُم أكثر تذكّر لها بعد هدأة الغرائز وخمود التطلعات وصحوة الندم ويقظة الضمير.
لهذا نرى العديد منهم (من المحرومين) يسعون للتحايل على القوانين والنظم والتعليمات ليتمكّنوا من السفر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، وذلك من خلال بعض الوساطات أو تغيير في بعض الأوراق الثبوتية لنوع المرض المصاب به أو...، وهو يُبرِّر لنفسه أن ذلك جائز له بما أنه ينوي خيرًا. إلاّ أنّنا نُذكِّرهم بما صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والّذي يُقرّر أنه إذا نزل الطاعون بأرض فلا يدخلها أحد ولا يخرج منها أحد، وهذا الحديث يُشكّل قاعدة شرعية للحجر الصحي للتقليل من آثار انتشار الأوبئة، وأن أيّ تعليمات يصدرها ولاة الأمر في هذا الشأن واجبة الاتباع، وأن مَن حَرُم الحج بسبب خارج عن إرادته فإنه يأخذ ثواب الحج.
وكل مؤمن صادق يشعر بحنين هائل إلى زيارة الأراضي المقدسة، حنين ربّما يعرف بعض سرّه ولكنّه يجهل أغلب أسراره، حنين مودع في القلوب بأمر خالقها استجابة لدعوة خليل الرحمن ابراهيم عليه السّلام: {وَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}، فالأفئدة منساقة محبة وشغوفة ومتعلقة بهذه الأرض الطيّبة، يملؤها جلال البيت الحرام بمكة، وجمال الحضرة النّبويّة في المدينة المنورة. وتزداد تلك المشاعر الفيّاضة لدى أولئك الّذين عقدوا النية على الذهاب، وادّخروا أموالهم على مدى السنين استعداداً لهذه الرحلة الّتي طالمَا حلموا بها، فإذا تصوّرنا أن شيئًا ما حال بينهم وبين أداء هذه الفريضة كبعض الأحداث الطارئة، فلنا أن نتصوّر كيف تكون التأثيرات في نفوس مَن تشوّقوا واستعدوا وحلموا برحلة العمر ولحظة الميلاد الجديد وأمل المغفرة ممّا تقدم من الذنوب وفرحة النظر إلى الكعبة ونورانية الجلوس في الروضة الشّريفة بجوار أغلى الأحبّة.
لهذا ترى من هؤلاء المحرومين مَن يسلم بأمر الله وقدره، ومنهم مَن يشعر بالحزن والأسى على حرمانه من فرصة العمر، ومنهم مَن يعتبر أن الحرمان بسبب ما ارتكبه من خطايا موبقات في حياته، ومنهم مَن ينزل جام غضبه من تعليمات السلطات العمومية الّتي منعته من أداء فريضة الحج معتبرًا أن مسألة الخوف من المرض (فيروس أنفلونزا الخنازير) لا تخصه ولا تهمّه، ومنهم مَن تصيبه صدمة قد تفقده صوابه، و...
عمومًا فإن هؤلاء الكبار يشعرون أن الفرصة ليست طويلة أمامهم، إذ لم يعد في العمر الكثير، ولم تعد لديهم آمال كثيرة في الدنيا ينشغلون بها، فهم مدبرون من الدنيا ومقبلون على الآخرة، ويحلمون بالتطهر من الذنوب الماضية قبل فوات الأوان، وهُم أكثر تذكّر لها بعد هدأة الغرائز وخمود التطلعات وصحوة الندم ويقظة الضمير.
لهذا نرى العديد منهم (من المحرومين) يسعون للتحايل على القوانين والنظم والتعليمات ليتمكّنوا من السفر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، وذلك من خلال بعض الوساطات أو تغيير في بعض الأوراق الثبوتية لنوع المرض المصاب به أو...، وهو يُبرِّر لنفسه أن ذلك جائز له بما أنه ينوي خيرًا. إلاّ أنّنا نُذكِّرهم بما صحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والّذي يُقرّر أنه إذا نزل الطاعون بأرض فلا يدخلها أحد ولا يخرج منها أحد، وهذا الحديث يُشكّل قاعدة شرعية للحجر الصحي للتقليل من آثار انتشار الأوبئة، وأن أيّ تعليمات يصدرها ولاة الأمر في هذا الشأن واجبة الاتباع، وأن مَن حَرُم الحج بسبب خارج عن إرادته فإنه يأخذ ثواب الحج.