لاتبخلوا علينا بالأجر كجزائريين ومصريين في عيد الأضحئ بالمغفرة علئ بعضنا والتسامح والبرهان للعالم باننا مسلمين وعيد الأضحى ليس هيّـن عندنا
هذه خطبة منبرية تصف حال الأمة وبالأخص ما وقع بين الأشقاء مصر والجزائر من فتنة إعلامية حتى يتجنبها العقلاء من الناس امتثلا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : "دعوها فإنها منتنة". ولا أقصد بالعقلاء من أخذته العاطفة أو الوطنية لما وقع وإنما هو التنبيه والنصح فحسب فتقبلوا ذلك مني وآمل أن تؤثر في قارئيها كما اثر قائلها في سامعيها
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمامقابلة الجزائر ومصر ووحدة الأمة
الحمد لله حمد مجدِّ يرقب ما خلق لأجله ويعد له العدة، ويرتقب أوامر الله ويراقبه في جده وهزله ولم يشغله عن ذلك طول الأمد ولا بعد المدة، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد، القائل في كتابه العزيز:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا". وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، القائل صلوات ربي وسلامه عليه:" ألا أخبركمبأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال:" إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ". اللهم صل على هذا النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.وبعد إخوة الإيمان: أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعنه وأحذركم من معصيته ومخالفته.
معاشر المؤمنين: إن مما يدمي القلوب أنترى بين المؤمنين فرقة واختلافاً، وعصبية جاهلية وليت الأمر وقف عند هذابل جاوزه إلى أن أصبح بعض المسلمين لا يرى الأخوة إلاّ في إطار بلده أوقبيلته أو عائلته. وتنام الفتنة من الزمان ما شاء الله ليحركها سبب تافه، أو مشكاة عارضة، أو مقابلة في كرة القدم لتشتعل نيران الفتنة . لقد أسفنا لما وقع ليلة البارحة للوفد الجزائري الذي نزل الديار المصرية فما لبث بعض الحمقى أن فعل معهم ما فعل مما رأيتم وسمعتم من رمي بالحجارة وترويع وتخويف أسقط بعض أعضاء الفريق جريحا مخضبا بدمائه. أمور يترفع العقلاء أن ينزلقوا في أوحالها، ويربأ الكريم بنفسه أن يهوي في دركاتها. وسبب ذلك كله ما يحاول لأعداء أقصد أعداء المسلمين والعرب من الغربيين واليهود الغربيين من زرعه فيهم تفريقا للأمة الواحدة التي جمعتها روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، والمعبر عن ذلك كله بقوله تعالى :"وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
إخوة الإيمان: إن فساداً في ذات البين قد حلّ بالمسلمين، ففرق شملهم وشتت جماعتهم، حتى وقعت فيهم الحالقة. روى الإمام الترمذي رحمه الله بسنده عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمقال:"دبّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم "وفي حجة الوداع قاللأصحابه: " إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرةالعرب، ولكن في التحريش بينهم ". إن فساد ذات البين سواء كان بين الرجل وامرأته أو أخ وأخيه أو ابن وأبيه،أو قريب وقريبه أو جار وجاره، إن فساد ذات البين حالقة، ولا تحلق الشعركالمرأة التي تحلق شعرها أو تشق جيبها عن المصيبة وإنما هي حالقة لأمرأعظم إنها حالقة للدين والعياذ بالله تنتزعه من أصوله. وكل كسر فإن الدينيجبره وما لكسر قناة الدين جبران.
إخوة الإيمان:نشاهد ونطالع يوما بعد يوم ما يقع من فتن بسبب التنافس على كرة القدم، أو ما شابهها من الرياضات، على المستوى المحلي من بلديات داخل الولاية الواحدة، أو بين الولايات في الدولة الواحدة، أو بين الدول في الأمة الواحدة، وهب أنه مع دولة أجنبية هل يُسوّغ شيء من ذلك كله هذه الأنواع من المشاحنات الإعلامية والسباب والشتم على جميع المستويات، ويصل الأمر إلى الضرب والتعدي على الأنفس والأموال والممتلكات وربما طالت يد العيث والفساد مكتسبات الأمة وممتلكاتها تخريبا وهدما وتحطيما.وإن من المسلمين من يرى أن هذه القضية من القضايا جانبية عرضية التي لاتستحق أن يفرد لها الكلام ويشخص لها البصر، وهذا تساهل بخطرها فإن هذهالقلوب إذا أصلحت وسلمت من نيران البغضاء والعداوة والتشاحن وأصبحت نفوسناخيرة إذا رأت موحّداً هشت إليه وبشت واطمأنت قبل أن تعرف جنسيته أو قبليته ...
إخوة الإيمان: ألا وإن من أعظم القربات إلى الله تعالى: إصلاح ذات البين. نعم ينبغي تتبع هذه الحالقة لإزالتها وربط القلوب وإزالة ما فيها من شحناءوتباغض قال الله عز وجلإنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وقال: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) وقال(والصلح خير ) ولنا في رسول اللهأسوة حسنة فقدوروى البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " اذهبوا بنا نصلح بينهم " . وروى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنينصدقة أي تصلح بينهما بالعدل " .. وقال صلى الله عليه وسلم " سيصيب أمتيداء الأمم: الأشر والبطر والتكاثر والتشاحن في الدنيا والتباغض والتحاسدحتى يكون البغي" أخرجه. اللهم أصلح ذات بيننا واهدنا سبل الرشاد، ووفقنا واغفرلنا إنك على كل شييقدير. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى ثم أما بعد: فيا أيها الإخوة المومنون: إن من أهم وغايات مقاصد شريعة الإسلام تحقيق وحدة المسلمين والتأليف بين قلوبهم وجمع كلمتهم ومنع كل ذريعة للتفرق والاختلاف والتنازع يقول أهل العلم وهذا من أعظم مقاصد الشرع وقد سد الشرع الذريعة إلى ما يناقضه بكل طريق حتى في تسوية الصف في الصلاة لئلا تختلف القلوب وشواهد ذلك أكثر من أن تذكر يقول جل وعلا: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" ويقول جل وعلا: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيما رواه مسلم في صحيحه: "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية" والعياذ بالله. ومن هنا حرص الأعداء بكل طريق على تعظيم الهوة بين أفراد الأمة وبين علمائها وولاة أمورها، أو بين أفرد الأمة شعوبها وقبائلها على المستوى الدولي والمحلي، حتى يحصل الشر العظيم بالأمة ويتحقق للأعداء والمتربصين ما يريدون لذا فالضرورة اليوم داعية إلى التكامل والتعاضد بين العلماء والحكام والمجتمع والناس ككل على منوال روح وقيم الشريعة لتحقيق المقاصد الشرعية والأهداف المرعية والغايات والقيم النبيلة التي جاء بها سيدنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إن الغزاة يتخذون ما استطاعوا من قوة وكيد سبيلا لتمزيق الأمة وضرب بعضها ببعض وهدم ثوابتها وفرض ثقافتهم. والعبث في ثروات الأمة ومقدراتها، والمسلمون منشغلون عن ذلك كله، وكأن اهتمامات الأمة وانشغالاتها وتحدياتها كلها قزمت وخزلت وحجمت في لقاء بين أخوين شقيقين في كرة القدم، المنتصر فيه عربي مسلم والمنهزم عربي مسلم، وإن كانت القلوب كلها تهفو لأن ينجح الفريق الوطني، ولكن ينبغي أن لا يشغلنا شيئ من ذلك عن الحساب السياسي المسؤول والأمانة الدينية الصادقة والحس الوطني المرهف والتبصر العقلاني القاضي بالتحري الكامل من خداع النفس والذات . فكم هي المناطق المشتعلة اليوم في ديار المسلمين. في أفغانستان والعراق والسودان والصومال وفلسطين والجزائر جرحها ما اندمل بعد.
إخوة الإيمان: إن ما يجري في الساحة من أحداث نذير خطير، ولذلك يجب أن تكون وحدة المسلمين والاحترام المتبادل والحوار والتعايش فيما بينهم على اختلاف مذاهبهم ومكوناتهم وطوائفهم وإشاعة مبادئ المواصلة الصالحة يجب أن يكون كل ذلك غاية كبرى وهدفا أساسا ومصلحة عليا ونهجا ثابتا وخطة دائمة لا تقبل المساومة. إن مما ينبعث في مجتمعاتنا وفي المنطقة من روائح الطائفية المنتنة الهوجاء يجب أن ينبذه أهل العلم والإيمان والحكمة وأهل الصلاح والفضل والعقل والرأي والإصلاح يجب الحفاظ على كيان الأمة في أهلها وأمنها ومحاصرة كل بوادر الفتنة وسد أبوابها.
فلنتق الله عباد الله ولنحافظ على وحدتنا وتماسك صفنا وأمن واستقرار أوطاننا. وليتق الله شبابنا خصوصا بعد المقابلة في منجزات هذا الوطن والممتلكات العمومية وكفانا تهورا قد يودي بالعباد أو منشآت البلاد. نسأل الله الحليم الكريم أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم أصلح ذات بيننا اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واجمع شملنا ووحد كلمتنا ورص صفوفنا ووفقنا للتعاون فيما بيننا على الخير والبر والتقوى والصلاح والإصلاح ووفقنا لما تحب وترضى يا سميع الدعاء اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا . اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر . ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"، وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله إن الله يامر بالعدل والاحسن وإيتاءى ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
هذه خطبة منبرية تصف حال الأمة وبالأخص ما وقع بين الأشقاء مصر والجزائر من فتنة إعلامية حتى يتجنبها العقلاء من الناس امتثلا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : "دعوها فإنها منتنة". ولا أقصد بالعقلاء من أخذته العاطفة أو الوطنية لما وقع وإنما هو التنبيه والنصح فحسب فتقبلوا ذلك مني وآمل أن تؤثر في قارئيها كما اثر قائلها في سامعيها
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمامقابلة الجزائر ومصر ووحدة الأمة
الحمد لله حمد مجدِّ يرقب ما خلق لأجله ويعد له العدة، ويرتقب أوامر الله ويراقبه في جده وهزله ولم يشغله عن ذلك طول الأمد ولا بعد المدة، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد، القائل في كتابه العزيز:"واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا". وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، القائل صلوات ربي وسلامه عليه:" ألا أخبركمبأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال:" إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ". اللهم صل على هذا النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.وبعد إخوة الإيمان: أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعنه وأحذركم من معصيته ومخالفته.
معاشر المؤمنين: إن مما يدمي القلوب أنترى بين المؤمنين فرقة واختلافاً، وعصبية جاهلية وليت الأمر وقف عند هذابل جاوزه إلى أن أصبح بعض المسلمين لا يرى الأخوة إلاّ في إطار بلده أوقبيلته أو عائلته. وتنام الفتنة من الزمان ما شاء الله ليحركها سبب تافه، أو مشكاة عارضة، أو مقابلة في كرة القدم لتشتعل نيران الفتنة . لقد أسفنا لما وقع ليلة البارحة للوفد الجزائري الذي نزل الديار المصرية فما لبث بعض الحمقى أن فعل معهم ما فعل مما رأيتم وسمعتم من رمي بالحجارة وترويع وتخويف أسقط بعض أعضاء الفريق جريحا مخضبا بدمائه. أمور يترفع العقلاء أن ينزلقوا في أوحالها، ويربأ الكريم بنفسه أن يهوي في دركاتها. وسبب ذلك كله ما يحاول لأعداء أقصد أعداء المسلمين والعرب من الغربيين واليهود الغربيين من زرعه فيهم تفريقا للأمة الواحدة التي جمعتها روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، والمعبر عن ذلك كله بقوله تعالى :"وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
إخوة الإيمان: إن فساداً في ذات البين قد حلّ بالمسلمين، ففرق شملهم وشتت جماعتهم، حتى وقعت فيهم الحالقة. روى الإمام الترمذي رحمه الله بسنده عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمقال:"دبّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولاتؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم "وفي حجة الوداع قاللأصحابه: " إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرةالعرب، ولكن في التحريش بينهم ". إن فساد ذات البين سواء كان بين الرجل وامرأته أو أخ وأخيه أو ابن وأبيه،أو قريب وقريبه أو جار وجاره، إن فساد ذات البين حالقة، ولا تحلق الشعركالمرأة التي تحلق شعرها أو تشق جيبها عن المصيبة وإنما هي حالقة لأمرأعظم إنها حالقة للدين والعياذ بالله تنتزعه من أصوله. وكل كسر فإن الدينيجبره وما لكسر قناة الدين جبران.
إخوة الإيمان:نشاهد ونطالع يوما بعد يوم ما يقع من فتن بسبب التنافس على كرة القدم، أو ما شابهها من الرياضات، على المستوى المحلي من بلديات داخل الولاية الواحدة، أو بين الولايات في الدولة الواحدة، أو بين الدول في الأمة الواحدة، وهب أنه مع دولة أجنبية هل يُسوّغ شيء من ذلك كله هذه الأنواع من المشاحنات الإعلامية والسباب والشتم على جميع المستويات، ويصل الأمر إلى الضرب والتعدي على الأنفس والأموال والممتلكات وربما طالت يد العيث والفساد مكتسبات الأمة وممتلكاتها تخريبا وهدما وتحطيما.وإن من المسلمين من يرى أن هذه القضية من القضايا جانبية عرضية التي لاتستحق أن يفرد لها الكلام ويشخص لها البصر، وهذا تساهل بخطرها فإن هذهالقلوب إذا أصلحت وسلمت من نيران البغضاء والعداوة والتشاحن وأصبحت نفوسناخيرة إذا رأت موحّداً هشت إليه وبشت واطمأنت قبل أن تعرف جنسيته أو قبليته ...
إخوة الإيمان: ألا وإن من أعظم القربات إلى الله تعالى: إصلاح ذات البين. نعم ينبغي تتبع هذه الحالقة لإزالتها وربط القلوب وإزالة ما فيها من شحناءوتباغض قال الله عز وجلإنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ) وقال: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) وقال(والصلح خير ) ولنا في رسول اللهأسوة حسنة فقدوروى البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال " اذهبوا بنا نصلح بينهم " . وروى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنينصدقة أي تصلح بينهما بالعدل " .. وقال صلى الله عليه وسلم " سيصيب أمتيداء الأمم: الأشر والبطر والتكاثر والتشاحن في الدنيا والتباغض والتحاسدحتى يكون البغي" أخرجه. اللهم أصلح ذات بيننا واهدنا سبل الرشاد، ووفقنا واغفرلنا إنك على كل شييقدير. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى ثم أما بعد: فيا أيها الإخوة المومنون: إن من أهم وغايات مقاصد شريعة الإسلام تحقيق وحدة المسلمين والتأليف بين قلوبهم وجمع كلمتهم ومنع كل ذريعة للتفرق والاختلاف والتنازع يقول أهل العلم وهذا من أعظم مقاصد الشرع وقد سد الشرع الذريعة إلى ما يناقضه بكل طريق حتى في تسوية الصف في الصلاة لئلا تختلف القلوب وشواهد ذلك أكثر من أن تذكر يقول جل وعلا: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا" ويقول جل وعلا: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيما رواه مسلم في صحيحه: "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية" والعياذ بالله. ومن هنا حرص الأعداء بكل طريق على تعظيم الهوة بين أفراد الأمة وبين علمائها وولاة أمورها، أو بين أفرد الأمة شعوبها وقبائلها على المستوى الدولي والمحلي، حتى يحصل الشر العظيم بالأمة ويتحقق للأعداء والمتربصين ما يريدون لذا فالضرورة اليوم داعية إلى التكامل والتعاضد بين العلماء والحكام والمجتمع والناس ككل على منوال روح وقيم الشريعة لتحقيق المقاصد الشرعية والأهداف المرعية والغايات والقيم النبيلة التي جاء بها سيدنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إن الغزاة يتخذون ما استطاعوا من قوة وكيد سبيلا لتمزيق الأمة وضرب بعضها ببعض وهدم ثوابتها وفرض ثقافتهم. والعبث في ثروات الأمة ومقدراتها، والمسلمون منشغلون عن ذلك كله، وكأن اهتمامات الأمة وانشغالاتها وتحدياتها كلها قزمت وخزلت وحجمت في لقاء بين أخوين شقيقين في كرة القدم، المنتصر فيه عربي مسلم والمنهزم عربي مسلم، وإن كانت القلوب كلها تهفو لأن ينجح الفريق الوطني، ولكن ينبغي أن لا يشغلنا شيئ من ذلك عن الحساب السياسي المسؤول والأمانة الدينية الصادقة والحس الوطني المرهف والتبصر العقلاني القاضي بالتحري الكامل من خداع النفس والذات . فكم هي المناطق المشتعلة اليوم في ديار المسلمين. في أفغانستان والعراق والسودان والصومال وفلسطين والجزائر جرحها ما اندمل بعد.
إخوة الإيمان: إن ما يجري في الساحة من أحداث نذير خطير، ولذلك يجب أن تكون وحدة المسلمين والاحترام المتبادل والحوار والتعايش فيما بينهم على اختلاف مذاهبهم ومكوناتهم وطوائفهم وإشاعة مبادئ المواصلة الصالحة يجب أن يكون كل ذلك غاية كبرى وهدفا أساسا ومصلحة عليا ونهجا ثابتا وخطة دائمة لا تقبل المساومة. إن مما ينبعث في مجتمعاتنا وفي المنطقة من روائح الطائفية المنتنة الهوجاء يجب أن ينبذه أهل العلم والإيمان والحكمة وأهل الصلاح والفضل والعقل والرأي والإصلاح يجب الحفاظ على كيان الأمة في أهلها وأمنها ومحاصرة كل بوادر الفتنة وسد أبوابها.
فلنتق الله عباد الله ولنحافظ على وحدتنا وتماسك صفنا وأمن واستقرار أوطاننا. وليتق الله شبابنا خصوصا بعد المقابلة في منجزات هذا الوطن والممتلكات العمومية وكفانا تهورا قد يودي بالعباد أو منشآت البلاد. نسأل الله الحليم الكريم أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم أصلح ذات بيننا اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واجمع شملنا ووحد كلمتنا ورص صفوفنا ووفقنا للتعاون فيما بيننا على الخير والبر والتقوى والصلاح والإصلاح ووفقنا لما تحب وترضى يا سميع الدعاء اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا . اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر . ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم"، وأصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله إن الله يامر بالعدل والاحسن وإيتاءى ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اني اسألك بمحمد الحمد , لبيك غاية القصد
لبيك سبيل الرشد
اللهم اجعلنا في هذا اليوم وفي كل يوم مثله من سائر الايام ممن حقق اياتك بأيقان
واجاب دعاتك بأيمان وارزقنا الفوز بفضلك ودار الاقامة في ظلك واسلكنا الخط المستقيم واعذنا من نار الجحيم
واعد علينا من بركات هذا العيد السعيد و اليوم الجديد بأتم النعم واغزرها وازكى الحكم وازهرها واقرنا من وجودك ما لا نستحقه الا بجودك واعصمنا باليقين من الشك واحفظنا بالصدق من الافك ولا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وثبتنا على معرفتك واحسن اجتماعنا بأهل الاحسان والحقنا باخواننا الذين سبقونا بالايمان
يا الله يا علي يا عظيم