`•.¸¸.•´´¯`••._.• همسات على الموج تراقصت`•.¸¸.•´´¯`••._.•
حين التقى عسجد الشمس مع لجين الماء، و تعانق قرمزيها مع زرقته ليسطرا لوحة عشق تخللتها أشرعة بيضاء تتهادى على صفحاتها، حين كانت الشمس تلقي آخر النظرات عليهما مودعة لتغفو بهدوء بين أحضان الأفق؛ كانا يقفان كعصفورين مغردين زخرفا بشدوهما أرق كلمات عشق عرفها البحر مذ أصبح ملاذ العاشقين . رباط مقدس جمعهما منذ شهور قلائل ، متوجا حبا عذريا بزواج طربت به طيور السماء فرحا ، و رقصت له زهور الأرض حبورا .
بيده الحنون احتضن كتفيها مطلقا العنان لعينيه لتنطلق خلف موجات تتوالى برتابة فنان كأنها مقطوعة عزفت لأجلهما خصيصا.
- "آه لو تعلمين حبيبتي . أشعر كأنني اليوم فقط تزوجتك ، بل كأنني اليوم فقط بدأت ملحمة حبي لك ".
أدارها برفق و ضمها إلى صدره قائلا:"هل تسمعين؟ هل تسمعين دقات قلبي و خفق نبضاته؟ اسمعي عزيزتي فهي تنطق باسمك . أعدك أن نبض قلبي لن يكون إلا لك و لاسمك فقط زوجتي."
- "هنا يا ولدي وقفنا معا ، أنا و هو فقط"
البحر ساج هادئ كأنما يعرف أن خلف تلك النظرات حكاية . برتابة موسيقاه يعيد العزف . مقطوعة تلو الأخرى ، لكنه أبدا لن يعيد معزوفة ذاك اليوم . لأجله فقط لحَنها، و بعد غيابه لن يجددها .
-"أجل يا صغيري ، هنا وقفنا . لذات الموج أسررنا . هنا تشابكت أيدينا ، و على رمل شاطئه تسابقنا . رملاته حينها كانت شاهدة علينا . نسماته حملت كلمات تناثرت لؤلؤا، و انطلقت شدوا ،و انتشرت عبيرا سابق فاجتاز حدود المكان و الزمان .
بطرف خفي نظرت إليه نظرات فاضت رقة و خجلا ،و أردفت تقول : "ألن تتوقف عن مداعباتك يا عزيزي ؟؟دوما تأسرني برقتك و فيض حبك ؛ فيغمرني خجلي أمام دفقات حبك التي لا تفتأ تغرقني بها كلما أومأت لك فرصة سانحة بذلك . تبسمت مكملة: "بت أنتظر ولي عهدنا كي يأتي فيشاركني حنوَك الدافئ ".
- "ولي عهدنا ،صغيري .الله ما أجملها من كلمة !! سيناديني و يقول :" أبي ، أحبك" . ليتك تعلمين لهفتي و شوقي لها" .
بذات النظرات الرقيقة تأمل بطنها المنتفخ قليلا حيث وضعت يدها ، و بدأ يهمس لصغيره كأنما يحادثه و يسمعه :" ابني الحبيب ، يا ربيع عمري الذي لم يتفتح بعد ، كم أحبك ،كم أتوق لتقبيل يدك الصغيرة و جبهتك الدافئة . سأنتظرك حتى تأتي و بعدها سأحتجزك في عينيَ ، و أغلق عليك كل الأسوار و الأبواب . ستكون حكرا لحب والدك فقط ، اتفقنا يا أعز صغير ؟؟ ".
تنبه من تأملاته على ضحكات زوجته و ابتسامتها التي زادت من تورد وجنتيها ، فقال باسما :" لا تغاري يا زهرة أيامي، فقد احتجزتك في قلبي منذ طرقت بابه أول مرة ، و حكمتك هناك عشقا أبد الحياة ".
و انطلقت ضحكاتهما أن اشهد أيها العالم على حب عصفورين احتجزهما قفص ذهبي رفضا مغادرته أبد الدهر .
-"هكذا يا بني كان والدك ينتظرك ، يحسب الأيام و الدقائق ليراك ، ليحتضنك و يقبَلك ، كان ينتظر كلمة "أبي" لتخرج عذبة من بين شفتيك. هل تذكره يا صغيري المدلل؟ هل تذكر كيف أتى إلى المشفى يوم ولادتك ، و دموعه تترقرق في عينيه ، لا يدري أيبكي مواساة لآلامي ، أم يبكي فرحا بقرب مجيئك لتنير حياتنا؟ أتذكر يا صغيري كيف حملك و سعادته لا تكاد تسعها الدنيا ؟ ضمك إلى صدره طويلا . قبَل يديك ، و عينيك ، و وجنتيك ، و قدميك ، و أنت تصرخ تريدني . كم كانت رائعة تلك اللحظات التي و جعلت الزمن يتوقف عندها لنعيشها لحظة بلحظة ."
ضمت طفلها إلى صدرها بحب حانً ،ثم رفعته عاليا ؛فضحك ببراءة عذبة فبادلته ابتسامة نقية متسائلة:"هل أعجبك الغروب؟"أعادته إلى حضنها بخفة و تأملت قسماته البريئة ،و تابعت:"والدك كان يعشق لحظات الغروب.كنا دوما نأتي إلى هنا ، و نقضي أوقاتاً طويلة لنشاهد لهيب الشمس تخطفه غيوم تماوجت فيها حمرة فتَانة مع قرمزي آسر .كنا نشاهد خيوطها الذهبية حين تبتلعها أمواج البحر الهادرة .كذلك شاهدناها تودعنا و ترسل نظرات توشاها تفاؤل دوما ما كان يدهشني ، كأنها تقول : سأعود . أبدا لن تهزمني سحب أو غيوم .
كنا نقضي الليل هنا ، نعد النجوم و نسميها . نبحث عن نرجس حين تستتر ، فنجدها مع زمردة خلف القمر تحتجب.
أطرقت برهة ثم تابعت : "أترى القمر يا ولدي ؟! انظر كيف أحال البحر صرحا ممرداً من قوارير ، تتناثر القطرات من أمواجه على وجهينا كأنها لؤلؤ تبعثر .
برشاقة و خفة افترشت الرمال النقية، و أجلست طفلها في حجرها ،و همست :"سنجلس هنا لترى الجمال يتجلى بأبهى حلله عند إشراق الشمس من جديد . حين تأتي متسللة كأنما خرجت من أسرها تبدد أي ظلمة سادت أرجاء المكان ، فترسل أشعة دافئة تداعب وجنتينا و أجفاننا . يوم لقائنا الأخير احتضنت أباك دامعة ،فقبل رأسي و مسح دمعتي بكفه الحنون و قال : "انتظريني عزيزتي حين الشروق .سأعود يوما حين يشاء رب الوجود ."
-" و الآن يا صغيري أعلمت لما نحن هنا كل يوم نجول ؟".
همسة دافئة : في أي يوم رأيت الغروب فأعجبك ؛ أتبعها برؤية الشروق ،فسعادتك من خلف الشمس يوما ستبدد كل الغيوم.
حين التقى عسجد الشمس مع لجين الماء، و تعانق قرمزيها مع زرقته ليسطرا لوحة عشق تخللتها أشرعة بيضاء تتهادى على صفحاتها، حين كانت الشمس تلقي آخر النظرات عليهما مودعة لتغفو بهدوء بين أحضان الأفق؛ كانا يقفان كعصفورين مغردين زخرفا بشدوهما أرق كلمات عشق عرفها البحر مذ أصبح ملاذ العاشقين . رباط مقدس جمعهما منذ شهور قلائل ، متوجا حبا عذريا بزواج طربت به طيور السماء فرحا ، و رقصت له زهور الأرض حبورا .
بيده الحنون احتضن كتفيها مطلقا العنان لعينيه لتنطلق خلف موجات تتوالى برتابة فنان كأنها مقطوعة عزفت لأجلهما خصيصا.
- "آه لو تعلمين حبيبتي . أشعر كأنني اليوم فقط تزوجتك ، بل كأنني اليوم فقط بدأت ملحمة حبي لك ".
أدارها برفق و ضمها إلى صدره قائلا:"هل تسمعين؟ هل تسمعين دقات قلبي و خفق نبضاته؟ اسمعي عزيزتي فهي تنطق باسمك . أعدك أن نبض قلبي لن يكون إلا لك و لاسمك فقط زوجتي."
- "هنا يا ولدي وقفنا معا ، أنا و هو فقط"
البحر ساج هادئ كأنما يعرف أن خلف تلك النظرات حكاية . برتابة موسيقاه يعيد العزف . مقطوعة تلو الأخرى ، لكنه أبدا لن يعيد معزوفة ذاك اليوم . لأجله فقط لحَنها، و بعد غيابه لن يجددها .
-"أجل يا صغيري ، هنا وقفنا . لذات الموج أسررنا . هنا تشابكت أيدينا ، و على رمل شاطئه تسابقنا . رملاته حينها كانت شاهدة علينا . نسماته حملت كلمات تناثرت لؤلؤا، و انطلقت شدوا ،و انتشرت عبيرا سابق فاجتاز حدود المكان و الزمان .
بطرف خفي نظرت إليه نظرات فاضت رقة و خجلا ،و أردفت تقول : "ألن تتوقف عن مداعباتك يا عزيزي ؟؟دوما تأسرني برقتك و فيض حبك ؛ فيغمرني خجلي أمام دفقات حبك التي لا تفتأ تغرقني بها كلما أومأت لك فرصة سانحة بذلك . تبسمت مكملة: "بت أنتظر ولي عهدنا كي يأتي فيشاركني حنوَك الدافئ ".
- "ولي عهدنا ،صغيري .الله ما أجملها من كلمة !! سيناديني و يقول :" أبي ، أحبك" . ليتك تعلمين لهفتي و شوقي لها" .
بذات النظرات الرقيقة تأمل بطنها المنتفخ قليلا حيث وضعت يدها ، و بدأ يهمس لصغيره كأنما يحادثه و يسمعه :" ابني الحبيب ، يا ربيع عمري الذي لم يتفتح بعد ، كم أحبك ،كم أتوق لتقبيل يدك الصغيرة و جبهتك الدافئة . سأنتظرك حتى تأتي و بعدها سأحتجزك في عينيَ ، و أغلق عليك كل الأسوار و الأبواب . ستكون حكرا لحب والدك فقط ، اتفقنا يا أعز صغير ؟؟ ".
تنبه من تأملاته على ضحكات زوجته و ابتسامتها التي زادت من تورد وجنتيها ، فقال باسما :" لا تغاري يا زهرة أيامي، فقد احتجزتك في قلبي منذ طرقت بابه أول مرة ، و حكمتك هناك عشقا أبد الحياة ".
و انطلقت ضحكاتهما أن اشهد أيها العالم على حب عصفورين احتجزهما قفص ذهبي رفضا مغادرته أبد الدهر .
-"هكذا يا بني كان والدك ينتظرك ، يحسب الأيام و الدقائق ليراك ، ليحتضنك و يقبَلك ، كان ينتظر كلمة "أبي" لتخرج عذبة من بين شفتيك. هل تذكره يا صغيري المدلل؟ هل تذكر كيف أتى إلى المشفى يوم ولادتك ، و دموعه تترقرق في عينيه ، لا يدري أيبكي مواساة لآلامي ، أم يبكي فرحا بقرب مجيئك لتنير حياتنا؟ أتذكر يا صغيري كيف حملك و سعادته لا تكاد تسعها الدنيا ؟ ضمك إلى صدره طويلا . قبَل يديك ، و عينيك ، و وجنتيك ، و قدميك ، و أنت تصرخ تريدني . كم كانت رائعة تلك اللحظات التي و جعلت الزمن يتوقف عندها لنعيشها لحظة بلحظة ."
ضمت طفلها إلى صدرها بحب حانً ،ثم رفعته عاليا ؛فضحك ببراءة عذبة فبادلته ابتسامة نقية متسائلة:"هل أعجبك الغروب؟"أعادته إلى حضنها بخفة و تأملت قسماته البريئة ،و تابعت:"والدك كان يعشق لحظات الغروب.كنا دوما نأتي إلى هنا ، و نقضي أوقاتاً طويلة لنشاهد لهيب الشمس تخطفه غيوم تماوجت فيها حمرة فتَانة مع قرمزي آسر .كنا نشاهد خيوطها الذهبية حين تبتلعها أمواج البحر الهادرة .كذلك شاهدناها تودعنا و ترسل نظرات توشاها تفاؤل دوما ما كان يدهشني ، كأنها تقول : سأعود . أبدا لن تهزمني سحب أو غيوم .
كنا نقضي الليل هنا ، نعد النجوم و نسميها . نبحث عن نرجس حين تستتر ، فنجدها مع زمردة خلف القمر تحتجب.
أطرقت برهة ثم تابعت : "أترى القمر يا ولدي ؟! انظر كيف أحال البحر صرحا ممرداً من قوارير ، تتناثر القطرات من أمواجه على وجهينا كأنها لؤلؤ تبعثر .
برشاقة و خفة افترشت الرمال النقية، و أجلست طفلها في حجرها ،و همست :"سنجلس هنا لترى الجمال يتجلى بأبهى حلله عند إشراق الشمس من جديد . حين تأتي متسللة كأنما خرجت من أسرها تبدد أي ظلمة سادت أرجاء المكان ، فترسل أشعة دافئة تداعب وجنتينا و أجفاننا . يوم لقائنا الأخير احتضنت أباك دامعة ،فقبل رأسي و مسح دمعتي بكفه الحنون و قال : "انتظريني عزيزتي حين الشروق .سأعود يوما حين يشاء رب الوجود ."
-" و الآن يا صغيري أعلمت لما نحن هنا كل يوم نجول ؟".
همسة دافئة : في أي يوم رأيت الغروب فأعجبك ؛ أتبعها برؤية الشروق ،فسعادتك من خلف الشمس يوما ستبدد كل الغيوم.