Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    البحتري

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 61741
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 33

    البحتري Empty البحتري

    مُساهمة من طرف GODOF الأربعاء 24 فبراير - 13:55

    الــــــــــــبـــــــــــحــــــــــــتــــــــــ ري

    اسم الشاعر و نشأته :
    هو أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري الطائي، عربي من قبيلة طيء، ولد في "منبج" قرب حلب عام 206 هـ. وهو يمني قحطاني من ناحية أبية، عدناني من ناحية أمة، ولد في منبج – قرب حلب – ودرس فيها علوم الدين واللغة والأدب. ولما أنس من موهبته الشعرية تفتحاً رعاها بحفظ اشعار الاقدمين والتدرب على النظم. ونشأ نشأة عربية خالصة؛ فقد كانت عشيرته "بحتر" تعيش بين البداوة والحضارة، ثم ذهب إلى حلب، وتنقل بين مدن الشام وقراه يمدح العامة والأمراء الصغار تكسباً بشعره.
    وبعد أن أصبح له شهرة في سماء الشعر اتصل بالخليفة العباسي المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان ولازمهما حتى قتلا معاً في سامراء عام 247 هـ وهو حاضر في المجلس، فهرب وزار المدائن. ونظم سينيته المشهورة في إيوان كسرى. وبعد ذلك ظل يمدح الخلفاء والوزراء والقادة، ويأخذ منهم الجوائز والصلات حتى جمع ثروة طائلة، وفي آخر أيامه عاد إلى قريته "منبج"، وأقام بها إلى أن توفي عام 284هـ.
    صفات وأخلاق البحتري:
    كان البحتري على أدبه وفضله ورقته من أوسخ خلق الله ثوباً وابخلهم على نفسه وغيره . وكان كما يروى عنه بعض خصومة من أبغض الناس إنشاداً : يتشادق ويتزاور في مشيته جانباً أو القهقرى ، ويهز رأسه مرة ومنكبيه أخرى ، ويشير بكمه عند كل بيت ويقول : أحسنت والله ! ثم يقبل على المستمعين قائلاً : مالكم لا تقولون أحسنت ؟ هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله . ولكنه كان منصفاً يعترف بالفضل لأهله ولا يدعي ما ليس له . قال بعض الناس وقد سمع شعره : أنت أشعر من أبي تمام . فقال : ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام . والله ما أكلت الخبز إلا به ، ولوددت أن الأمر كما قالوا ، ولكني والله تابعٌ له ، آخذ منه ، لائذٌ به ، نسيمي يركد عند هوائه ، وأرضي تنخفض عند سمائه ! ...
    ما أثر في شعره :
    وفي حمص التقى بأبي تمام، وكان لقاؤه به نقطة تحول في حياته، إذ أولاه أبو تمام رعايته وعنايته لما لمس فيه من شاعرية، ولأنه ينتمي إلى طيء قبيلة أبى تمام، ولذلك قال له أبو تمام: أنت والله يا بنيّ أمير الشعراء من بعدي. وقدم له نصيحة أدبية مهمة أفادته في نظم الشعر وتجويده، حيث قال له: (يا أبا عبادة، تخير الأوقات وأنت قليل الهموم صِفْرٌ من الغموم، واعلم أن العادة في الأوقات أن يقصد الإنسان لتأليف شيء أو حفظه في وقت السحر، وذلك أن النفس قد أخذت حظها من الراحة وقسطها من النوم، فإذا أردت النسيب فاجعل اللفظ رقيقاً والمعنى رشيقاً، وأكثر فيه من بيان الصبابة وتوجع الكآبة وقلق الأشواق ولوعة الفراق.. وإياك أن تشين شعرك بالألفاظ الزرية، وكن كأنك خياط يقطع الثياب على مقادير الأجساد، وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك ولا تعمل إلا وأنت فارغ القلب، واجعل شهوتك إلى قول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه…)
    وقد ظل البحتري وفياً لأستاذه أبي تمام رغم ما قيل عنه من التقلب وعدم الوفاء، حتى إنه رد على من قال له: أنت أشعر من أبي تمام بقوله: ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام، والهّ ما أكلت الخبز إلا به، ولوددت أن الأمر كما قالوا، ولكني والله تابع له آخذ منه، لائذ به، نسيمي يركد عند هوائه، وأرضي تنخفض عند سمائه.
    تأثر البحتري بكبار الشعراء، خاصة بابي تمام، فأخذ كثيراً من اقواله وقاس عليها، لكنه لم يجعل الحكمة بين اغراض شعره، ولا صبغة فلسفيته، ولقد تخير الاسلوب وانتقى الألفاظ ليوضح المعاني. وللبحتري مكانه رفيعه بين الشعراء العرب، فقالوا ((انه من المطبوعين علة مذاهب الأوائل، ولم يفارق عمود الشعر)).
    لكنه بزهم فقد (( اسقط في ايامه اكثر من خمسمائة شاعر، وذهب بخيرهم وانفرد باخذ جوائز الخلفاء والملوك دونهم)). ولو كان هذا القول مبالغة، لكنه يصور حقيقة منزلته.
    ترك البحتري ديواناً ضخماً رتبه علي بن حمزة الاصفهاني ونشر حديثاً. كما ان له كتاب الحماسة اختار فيه من شعر نحو ستماية شاعر، اكثرهم من الجاهليين والخضرميين، وجعله في ثلاثة ابواب: واحد للحماسة، وواحد للرثاء، وواحد للأدب. وهو يشترك مع ابي تمام في كثير من الشعراء الذين رويا عنهم.
    عرف البحتري في شعره :
    حفظ البحتري لأبي تمام حق الأستاذية ونصيحة الأيام الأولى وهو يخطو على درب الشعر أولى خطواته ، كانت فنونه الشعرية متأثرة بهذه الكلمات الأولى لأبي تمام فجاء شعر البحتري سهلاً رشيق العبارة واضح الصورة قوي النسيج فصيحاً مطرباً عذباً فكان فريداً بين شعراء عصره.
    من أشعاره:
    قصيدته في علوة الحلبية:
    خيال يعتريني في المنام ...... لسكرَى اللحظِ فاتنةِ القوامِ
    لعلوةَ إنها شجن لنفسي ...... وبالبال لقلبي المستهام
    سلام الله كلَّ صباح يومٍ ...... عليك ومن يبلّغ لي سلامي
    حياته الشعرية:
    لما اراد صقل موهبته الشعرية وتهذيبها، رحل الى حمص، حيث كان ابو تمام، فعرض عليه شعره، واتصل به يتعلم منه. وكان أول ما قال له ابو تمام ((يا أبا عبادة، تخير الأوقات، وانت قليل الهموم، صفر من الغموم..... فاذا اردت النسب فاجعل اللفظ رقيقاً، والمعنى رشيقاً، واكثر فيه من بيان الصبابة، وتوجع الكآبة، وخلق الاشواق، ولوعة الفراق، واذا اخذت في مدح سيد ذي ايادٍ، فاشهر مناقبه، واظهر مناسبه، واجعل شهوتك لقول الشعر الذريعة الى حُسن نظمة. فان الشهوة نعم المعين، وجملة الحال ان تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضين، فما استحسنه العلماء فاقصده، وما تركوه فاجتنبه)).
    رحل البحتري بعدها الى بغداد وسر من رأى، يتصل بالوزراء وكبار الرجال. ومن الشعراء الذين اتصل بهم وعاصروه غير ابي تمام: دعبل الخزاعي، وابن الرومي، وعلي بن الجهم، وابن المعتز، وابن الزيات، وابن طاهر.
    أدبه :
    للبحتري " كتاب الحماسة" وديوان شعر كبير فيه مدح ورثاء وفخر وعتاب ، وخير ما فيه الوصف .كان مدحه وسيلة تكسُب وأسلوبه فيه تقليدياً ، وقد امتاز بالصفاء والتلقائية والعذوبة والائتلاف بين الطبيعة والصنعة .
    مميزات شـــــــــعره:
    ترسم البحتري خطو أبي تمام في الشعر ومضى على أثره في البديع ، إلا أنه أجاد في سبك اللفظ على المعنى " وأراد أن يشعر فغنى " كما قال فيه ابن الأثير واستمد معاينة من وحي الخيال وجمال الطبيعة لا من قضايا العلم والمنطق ، فأعاد للشعر ما ذهب من بهجته وروعته ، وإلى ذلك أشار المتنبي بقوله : { أنا وأبو تمام حكيمان ، والشاعر البحتري } ، ثم صارت له طريقة خاصة في الجزالة والعذوبة والفصاحة امتاز بها من أستاذه ومدربه ، ونهجها معاصروه ومن جاء بعدهم من الشعراء . وعرفت بطريقة أهل الشام . وقد تصرف أبو عبادة في فنون الشعر إلا في الهجاء ، فإن بضاعته فيه نزره وجيده منه قليل . ويقال إنه أحرق هذا النوع قبل موته وهو الأرجح . ولم يسلم شعره من الساقط الغث لكثرته ، وإنما يمتاز بالإجادة في المدح والقصد فيه ، والقدرة على تصوير أخلاق الممدوح ، والإبداع في وصف القصور الفخمة والأبنية العجيبة ، كوصف إيوان كسرى ، وبركة المتوكل ، وقصر المعتز بالله . وقصائده تكاد لا تخلو من افتتاح بالغزل . وقد جمع شعره أبو بكر الصولي ورتبه على الحروف . وله غيره كتاب معاني الشعر وحماسة البحتري . وهي كحماسة أبي تمام ، إلا أنها تمتاز بكثرة أبوابها وخلوها مما تنبو الأسماع عنه .
    تجنب البحتري العقيد، والالفاظ المستكرهة، والاستعارات الغريبة، وقد كان قديراً في مدحه شأن شعراء عصره،
    نشأ البحتري فقيراً وانتهى غنياً، لأنه كلن يسعى مثل شعراء عصره الى الاكتساب من مدح الخلفاء والوزراء والكتاب والقوّاد. وقد سعى البحتري جهده في ذلك، فاكثر من شعر المديح يفتتحه بالغزل ويضمنه بالحكمة، والعاطفة، والفخر والوصف وتسجيل حوادث العصر.
    اتصل البحتري بالخليفة المتوكل، وصار شاءه يرافقه ويؤانسه ويسجل مآثره زهاء خمسة عشر عاماً، مما قال في مدحه:
    يا ابن عم النبي حقاً، ويا ازكى قريش: نفساً، وديناً، وعرضا
    بنت بالفضل والعلّو فاصبحت سماء، واصبح الناس ارضــا
    وارى المجدبين عارفة منك ترجى، وعزمةٍ منك تُمضـــى
    وحين ولى المتوكل اولاده الثلاثة ولاية العهد قال البحتري:
    حاط الرعية حين ناط امورهــا بثلاثة بكروا ولاة عهـــود
    كانوا أحق بعقد بيعتها ضحـ ــا وبنظـم لؤلؤ تاجها المعقـود
    شاعر الوصف :
    كان البحتري في وصفه شاعر الخيال الخصب ، والصفاء والجلال أما موضوعات وصفه فمرجعها إلى الطبيعة والعمران ، وأما أسلوبه في وصفه فيختلف بين البداوة والحضارة ، وقد استمد البحتري من الحضارة بعض الترابط الفكري ، والتصويري ، وحسن التأليف بيم أركان التشبيه واستمد من البداوة ماديتها المسيطرة ، ونقلها الصادق ، وتجسيدها التضخيمي ، ولم يغرق في التعقيد والزخرفة البديعية . وصف البحتري من مشاهد الربيع ، والمطر والأزهار والذئب والأسد والفرس أما الربيع فقد جعله مهرجان الوجود وشخَص كل ما فيه وابرز فيه يقظة الطبيعة ووصف البحتري من العمران بركة المتوكل وإيوان كسرى . البحتري شاعر البداوة والحضارة ورجل النقل والتأمل ، ورجل البناء الوصفي الفني والصناعة البديعية الجميلة وشاعر الغنة الساحرة .
    ويقول في وصف بركة قصر الجعفري الذي بناه المتوكل احلى قصائده في الوصف:
    يا من رأى البركة الحسناء رؤيتهـــــــــــا والآنسات اذا لاحت مغانيهـــــــــــــا
    كأن جنّ سليمــــــــان الذين ولــــــوا ابدعــــهـــا فـــــــادقوا في معانيهــــا
    تنصبّ فيها وفود المـــــــاء معجلـــــة كالخيل جــــــــارية من حبل مجريهـا
    واتصل البحتري بمستشار المتوكل ونديمه الفتح بن خاقان فمدحه، ومن ذلك وصفه لمبارزة ابن خاقان اللأسد:
    هزبر مشى يبغي هزبراً، وأغلبٌ من القوم يغشى باسل الوجه أغلباً
    وحين قتل المتوكل في مجلس كان يحضره، اعتزل فترة متألماً، ثم دفعته الحاجة الى مدح المنتصر بعده ثم المستعين، دون ان تكون صلته بهما قوية، فقال يمدح المنتصر:
    وبحـــر يمــدّ الراغبون عيونهــــــم الى ظــــــاهر المعـــروف فيهم جزيلة
    تـــــرى الأرض تسقى غيثها بمــــروه عليهـــــــــا وتكسي نبتها بنذولــــه
    وقد هجا المستعين بعدما آلت الخلافة الى المعتز، ومن المعتز نال جاهاً ومالاً كثيراً. وفي آخر ايامه عاد الى منبج، ومات فيها.
    طرق البحتري، فضلاص عن المدح، باب الرثاء والغزل والحكمة، لكنه اجاد في الوصف، فهو قدير على تصوير ما يرى، يصف لك احساسه ويشرك في ذلك عينيه وقلبه. فيقول في وصف الطبيعة:
    سرى البــــــــرق يلمــــــع في مزنةٍ تمــــــــدّ الى الأرض أشطانهـــــــا
    فكــــــــم بالجزيرة في روضـــــــةٍ تضـــــــاحك دجلة ثغبانهــــــــــا
    تـــــــريك اليواقيت منثـــــــــورةً وقد جلّل النـــــــّورُ ظهرانهـــــــــا
    فــــــأرتك احسن مـــن ربـــاط السندس هذي الرياض بدا لطـــرفك نورهـــــــــا
    وقال في وصف الربيع احلى الصور:
    اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكــــاً من الحسن حتى كــاد ان يتكلمــــا
    وقد نّبه النيروز في غسق الدجــــى اوائل وردٍ كن بالأمس نومــــــا
    يفتقها برد الندى، فكأنــــــــه يبث حديثاً كان من قبل مكتمــــاً
    وصف إيوان كسرى:
    لقد وصف البحتري إيوان كسرى في المدائن . وكانت المدائن عاصمة الأكاسرة قرب بغداد قصدها الشاعر في يأسٍ وكآبةٍ شديدة ، ووقف في طلولها متأملاً ، وراح يبثها أشجانه معبراً عما آلت إليه بعد عز طبق الآفاق ، ومجدٍ حسدتها عليه الدهور فعملت على هدمه وجعلته عبره لمن اعتبر .
    وايوان كسرى الذي زاره في المدائن تخفيفاً عن الآم نفسه، فاسترجع صور حضارة الفرس في وصفه، نظم فيه قصيدته السينية الشهيرة، منها:
    وكأن الايوان من جب الصنعة جوب في جنب ارعن جلس
    مشمخر تعلو له شرفات رفعت في رؤس رضوى وقدس
    لابسات من البياض، فما تبصر منها الا غلائل بـــرس

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 14:58