قوله تعالى : " هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله " فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : " هم الذين كفروا " يعني قريشاً ، منعوكم دخول المسجد الحرام عام الحديبية حين أحرم النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه بعمرة ، ومنعوا الهدي وحبسوه عن أن يبلغ محله ، وهذا كانوا لا يعتقدونه ، ولكنه حملتهم الآنفة ودعتهم حمية الجاهلية إلى أن يفعلوا ما لا يعتقدونه ديناً ، فوبخهم الله على ذلك وتوعدهم عليه ، وأدخل الأنس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيانه ووعده .
الثانية : قوله تعالى : " والهدي معكوفا " أي محبوساً ، وقيل موقوفاً ، وقال أبو عمرو بن العلاء : مجموعاً الجوهري : عكفه أي حبسه ووقفه ، يعكفه ويعكفه عكفاً ، ومنه قوله تعالى " والهدي معكوفا " يقال : ما عكفك عن كذا ، ومنه الإعتكاف في المسجد وهو الاحتباس ، " أن يبلغ محله " أي منحوه ، قاله الفراء : وقال الشافعي رضي الله عنه : الحرم ، وكذا قال أبو حنيفة رضي الله عنه ، المحصر محل هديه الحرم ، والمحل ( بكسر الحاء ) : غاية الشيء ، ( وبالفتح ) : هو الموضع الذي يحله الناس ، وكان الهدي سبعين بدنة ، ولكن الله بفضله له محلاً ، وقد اختلف العلماء في هذا على ما تقدم بيانه في البقرة ، عند قوله تعالى : " فإن أحصرتم " [ البقرة : 196 ] ، والصحيح ما ذكرناه ، وفي صحيح مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة وعنه قال : اشتركنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة كل سبعة في بدنة ، فقال رجل لجابر ، أيشترك في البدنة ما يشترك في الجزور ؟ قال : ما هي إلا من البدن ، وحضر جابر الحديبية قال : ونحرنا يومئذ سبعين بدنة ، اشتركنا كل سبعة في بدنة ، وفي البخاري ، " عن ابن عمر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرين ، فحال كفار قريش دون البيت ، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنة وحلق رأسه قيل : إن الذي حلق رأسه يومئذ خراش بن أمية بن أبي العيص الخزاعي ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن ينحروا ويحلوا ، ففعلوا بعد توقف كان منهم أغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له أم سلمة : لو نحرت لنحروا ، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية ونحروا بنحره ، وحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا للمحلقين وللمقصرين مرة ، ورأى كعب بن عجرة والقمل يسقط على وجهه ، فقال : أيؤذيك هوامك ؟ قال نعم ، فأمره أن يحلق وهو بالحديبية " ، خرجه البخاري و الدارقطني وقد مضى في البقرة .
الأولى : قوله تعالى : " هم الذين كفروا " يعني قريشاً ، منعوكم دخول المسجد الحرام عام الحديبية حين أحرم النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه بعمرة ، ومنعوا الهدي وحبسوه عن أن يبلغ محله ، وهذا كانوا لا يعتقدونه ، ولكنه حملتهم الآنفة ودعتهم حمية الجاهلية إلى أن يفعلوا ما لا يعتقدونه ديناً ، فوبخهم الله على ذلك وتوعدهم عليه ، وأدخل الأنس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيانه ووعده .
الثانية : قوله تعالى : " والهدي معكوفا " أي محبوساً ، وقيل موقوفاً ، وقال أبو عمرو بن العلاء : مجموعاً الجوهري : عكفه أي حبسه ووقفه ، يعكفه ويعكفه عكفاً ، ومنه قوله تعالى " والهدي معكوفا " يقال : ما عكفك عن كذا ، ومنه الإعتكاف في المسجد وهو الاحتباس ، " أن يبلغ محله " أي منحوه ، قاله الفراء : وقال الشافعي رضي الله عنه : الحرم ، وكذا قال أبو حنيفة رضي الله عنه ، المحصر محل هديه الحرم ، والمحل ( بكسر الحاء ) : غاية الشيء ، ( وبالفتح ) : هو الموضع الذي يحله الناس ، وكان الهدي سبعين بدنة ، ولكن الله بفضله له محلاً ، وقد اختلف العلماء في هذا على ما تقدم بيانه في البقرة ، عند قوله تعالى : " فإن أحصرتم " [ البقرة : 196 ] ، والصحيح ما ذكرناه ، وفي صحيح مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة وعنه قال : اشتركنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة كل سبعة في بدنة ، فقال رجل لجابر ، أيشترك في البدنة ما يشترك في الجزور ؟ قال : ما هي إلا من البدن ، وحضر جابر الحديبية قال : ونحرنا يومئذ سبعين بدنة ، اشتركنا كل سبعة في بدنة ، وفي البخاري ، " عن ابن عمر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرين ، فحال كفار قريش دون البيت ، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنة وحلق رأسه قيل : إن الذي حلق رأسه يومئذ خراش بن أمية بن أبي العيص الخزاعي ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن ينحروا ويحلوا ، ففعلوا بعد توقف كان منهم أغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له أم سلمة : لو نحرت لنحروا ، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية ونحروا بنحره ، وحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ودعا للمحلقين وللمقصرين مرة ، ورأى كعب بن عجرة والقمل يسقط على وجهه ، فقال : أيؤذيك هوامك ؟ قال نعم ، فأمره أن يحلق وهو بالحديبية " ، خرجه البخاري و الدارقطني وقد مضى في البقرة .