الورد يضبط موعد التاريخ
ان هناك مثلاً صينياً يقول : اذا كان لديك قرشان فاشتر باحدهما رغيفا وبالثاني زهرة وهي دلالة على ان علاقة الانسان بالورد وضعت في منزلة القوت الذي يديم به حياته·· تلك العلاقة الحميمة يرجع عهدها الى قرون وقرون لم يفترها زمان ولم يصب مرهم التطور عليها الاندمال·· فالورد هو لغة المحبين التي تتكلم بالنيابة عن العالم بلونها الاحمر ·· نختصر كلمات الحب ونتخطى حواجز اللغة والمسافات لنرمز اجمل الرموز·· التي يسجل للورد فيها حضور متميز
اهتمام الانسان بالورد يعود الى ما قبل الميلاد فقد وجدت الزهور في الاكاليل الجنائزية عند قدماء المصريين وظهرت ادلة ترجع الى الالف السادس قبل الميلاد تؤكد اهتمام الانسان بالورد فقد كان يرسمها على اواني الفخار أدواته الاخرى وقد وجدت هذه الاثار في شمال العراق وسوريا··
وهكذا فإن وادي الرافدين احتضن بعراقته الورد حيث اثبتت الدراسات الاثرية ان انسان انيادرتال المنقرض الذي اكتشفت بقاياه قبل 45 الف سنة في شمال العراق اهتم كثيرا بالزهور فقد عثر على معبد طليت جدرانه بورود حمراء اللون.
كما ان الملكة السومرية شبعاد اول من زين رأسها بالورد ونال شهرته منها··
وبقي الورد بعد كل تلك السنين يربط حضارة العراق القديمة والحديثة ويسجل حضوره المتميز حتى هذه اللحظة باعتبار ان العراق لديه انواع من الورود قد يكون اول وآخر من يمتلكها·
الزهور في عهد الفراعنة
فى عهد الفراعنة أتخذ الإنسان الزراعه وسيلة للتعايش وكسب الرزق وذلك لخصوبة الأرض التى كان يرويهاالنيل ويخصبها بطميه وكان للأزهار أثر عميق فى نفوسهم فقاموا بجمعها فى مكان معين وعملوا على تنسيقهــا ولقــد أشارت النقوش الموجودة على الآثار المصرية القديمة بأن المصريين القدماء أول من فكر فى أنشــاء البساتــين وفـــى الأستفادة من المواقع الممتازة وكان القدماء المصريين ينشئون بساتينهم على ضفـاف النيل ولقد نبغ الكثــير منهـم فى فن تنسيق البساتين
كماإنهم قدسوا زهرة اللوتس ووضعــوا الازهار فى المعابــد المقدسة لهــم وكأنهــم أرادوا بالازهــار والنخيـل الـباسق وتماثيـل المعابــد كسـب المكـان جـلالاورهبــــــة وجمالا ومن أهـــم النباتـات الخشبيــة التى كانـــــت موجــودة فى هـــذا العصـــــــــر
الجميــــز -اللبـــــخ -الســــرو-التــــلال -الصفصـــــاف-الفتنـــــــــة
فوائد الزهور في الحضارات القديمة
تجفف الزهرة والأوراق فــي الظل وليس تحت أشعة الشمــــس وتحتوي عائلة البنفسج علي أكثر من مئتي صنف تقريبــاً، وهـــي موزعــة بــين المناطق المعتدلة والاستوائية، تزورها الأنواع من الفراشات التـــي تتغذي كلياً علي البنفسج.
ذُكر البنفسج مرات عدة في كتابات هوميروس وفرجيل، واستعمل الاثينيون هذـه الزهــــرة لتعديل الغضب ولجلب النوم والراحة، ولإراحة القلب وتقويته. ويذكر الاغريقي pliny عن مرهم مصنوع من جذور البنفسج والخل لمعالجة النقرس وأمراض الطحال ويذكر بأن الأكاليل المصنوعة من البنفسج تطرد بخار الكحول والصداع والدوخة.
بعد نابوليون استعمل البنفسج وما زال يستعــمل فـــي الطبخ، خصوصاً لدي الفرنسيــين، أما بالنسبة الي الرومان فيذكر عــن شـــراب يصنــع من زهور البنفســج كانـــوا يشربونه بكثرة.
لغة الزهور بالتاريخ
الزهور تتكلم .... نعم هي مقولة صحيحة ومتعارف عليها منذ القدم.
ماذا قالوا بالزهور؟
عادة إعطاء الزهور وما ترمز إليه بدأت منذ القدم وكانت تستخدم للتعبير عن المشاعر.
عند الفراعنة كانت الزهور توضع على المقابر وتدفن مع الأجسام، في زمن توت عنخ أمون منذ 3500 سنة كانت زهرة السوسن رمز لسلطة الفراعنة المصريين. وقد وجدت باقة ورد رسمية في قبر الفرعون الصغير.
زهرة السوسن لم تكن الوحيدة التي لها علاقة بالآلهة والملوك.
فعند الرومانيين القدماء كانت زهرة الأنيمن ترمز إلى الحب وكانت تبعثر على مذابح آلهة الحب.
وعند الإغريق كان أوفيد يحول الشباب جميلي الهيئة والأحجار الكريمة إلى زهور تسمى باسم الآلهة.
في العصور الوسطى، بتلة الكولمبين الشبيهة بالحمامة ارتبطت بالروح القدس، وزنبقة العذراء ارتبطت بالسيدة مريم العذراء.
وفي عهد الإليزابيثي كانت النساء تحملن الباقات الصغيرة ذات رائحة زهور و أعشاب سميت بـ توسي موسيس عطرة وذلك لتبعد الروائح الكريهة لاعتقادهم أن تلك الروائح هي وباء.
وتدريجيا أصبح تداول التوسي موسيس وباقات الزهور كهدايا، وأصبح استخدام الزهور ليس فقط في العلاج بل تطور وأصبح اختيار الزهور لجمالها.
وفي القرن السابع عشر، كان الناس مدركين لأهمية الزهور والنبات لارتباطه بالعادات القديمة لديهم، ولكن يعتقد أن مفهوم لغة الزهور نشأ لدى الحريم عند المسلمين.
وبناءا على الأساطير كان إذا تغير وضع الزهرة في الباقة بحيث مال ساقها إلى اليمين أو اليسارفإنه يعطي مفهوما وانطباعا ورمزا مختلفا عنه في كل وضعية ولها شعور خاص بها.
لغة الزهور في إنجلترا ارتبطت بالسيدة ماري ورتلي مونتاجو، عند نشر رسائل قسطنطين في عام 1763، فقد شرحت معاني الرموز. كتبت: ليس هناك لون، لا زهرة، لا عشب ... لا تمثل شعر أو آية خاصة بها.
من خلالها بإمكانك التشاجر، العتاب أو إرسال رسائل عاطفية أو عن الصداقة أو الأدب أو حتى إرسال الأخبار دونما تلوين أصابعك بالحبر.
لغة الزهور نقلت إلى شواطىء أوروبا وتم نشر أول قاموس خاص بلغة الزهور في باريس عام 1818 وتم إعادة طبعه 18 مرة وتم أخذ هذه القواميس الفرنسية إلى إنجلترا وأسبانيا في عمليات القرصنة.
أما في الولايات المتحدة هذه العادات تأخرت قليلا.
وبالرغم من أن بعض مؤلفوا هذه الكتب أشاروا إلى أن منبع تلك المعاني آتي من الشرق الأوسط إلى أنهم لم يتطرقوا إلى تفاصيل تلك المعاني.
في العهد الفكتوري كانت السيدات يشغلن وقت فراغهن وطاقتهن بزرع الحدائق والزهور.
وبتعدد قواميس لغة الزهور إلا أن معظمها اتفق على معانيها على سبيل المثال زهرة النرجس فهي تعني الأنانية التي تمثل أسطورة الشاب الجميل الذي فتن بجمال صورته المنعكسة على الماء فمال بجسده ووقع في الماء وغرق ولذلك أطلق عليه اسم النرجس لأن ساق هذه الزهرة يتمايل دائما نحو الماء.
ومن المتعارف عليه أيضا أن الزهور قد تحمل عدة معاني في نفس الوقت.
الزهور في العصر الأسلامي
يعتبر العصر الاسلامى ، عصر نهضة وتجديد فلاقت بساتين الزينة في هذا العصــر عنــاية واهتمــام ففى أيــــــام الفاطميين أنشأت بساتين كثيرة روعـي التنــاظر
في انشائهــا .
كما أبدعــوا فـــي تنسيقهــا مثل قصــــــــر الورد وبستان الروضـة الذي أنشئ شمــال جزيــرة الروضــة والذي سميــت المنطقـــة باسمــه منــــذ
ذلــــــك الوقـــــت
وبستان الهــودج الذى أقيم على شاطـــئ النيـــل ويقــال أنه من أبــدع ما رأت العـــين ولقد أمتازت البســـــاتين فى العصر الإسلامى بطابع خاص
يميزها عن غيرها من العصـــور الاخرى تمثـــله لنــا حديقـــة الأندلــس بالجزيـــــر
العصر الحديث
وهوعصر تقدم ونهضة ، ويبدء بتولى محمد على حاكم مصر . وفيه لاقت البساتين التجديد والتعمير والعنايةوالاهتمام فأنشـــأت فـــــى عهــــده
حديقــــة شبــرا التــى أبــدع القائـــمون بتنسيـــقها والتـــى قــيل عنهــــــــا " جنة عدن فسيحة ذات العدد العديد من باقات الفتنة ، والياسمين" وكل ما عــــرف
مـــن الزهــــور والريــــحان ولشدة الاهتمام بهذه الحديقــــة ، أستوردت
لها نبـاتــات من الخــارج ، مثـــل المرجــــــان ، البدليــا والتيكــــــوما وقد أصبحت حالياً مقراً لكلية الزراعــة جامعة عــين شمس وتوالت بعد
ذلـــك الاهتمام بالبساتـــين والزهـــــــور وقامـــت الـدولــة فــى هــذا العصـــر بعــودة الوجـــه الأخضـــر لمصـــــر العــزيـــــــزة
أول المعرفة بالورد
كانت معرفة العرب بالورد الجوري الأحمر، معرفة لاحقة، إذ حدثت بعد دخولهم بلاد الشام، وبلاد الأندلس، حيث الحدائق والبساتين. وحيث انتشرت حياة الرفاه واللهو، وتطورت الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية في عهد الدولة الأموية أولا، ثم في عهد الدولة العباسية، ودولة الأندلس فحدث الإختلاط بين الشعوب، وتمت مبادلة المعارف والحضارات واكتسب العرب وسائل جديدة في طرق الحياة والفكر والحكم والعيش وغيرها. ونعتقد انه نتيجة ذلك، تعرف العرب، من ضمن ما تعرفوا عليه، إلى الورد، كزهرة من الأزاهير التي زينوا بها حدائقهم وقصورهم، واغلب الظن أنهم تعرفوا عليها بواسطة الفرس، الذين دخلوا في الإسلام ولعبوا دورا مهما في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية للدولة الإسلامية.
والدليل على اعتقادنا هذا، إجماع المؤلفين وجميع المراجع والمؤلفات والكتب، على أن الورد، وجد أولا في بلاد فارس المعروفة اليوم بإيران ، ووجد بشكل خاص في جبال القوقاز الشرقية وفي مناطق كردستان، ففيها أجمل أنواع الورد الذي غرس في البساتين والحدائق منذ ما قبل ألفين وثلاثة آلاف سنة.
نبتة برية
وقبل أن تتعهد يد الإنسان الورد بالتهذيب والتشذيب والتلقيح في البساتين والرياض، وقبل أن تزرعه وتهتم به وترويه وتؤصله، وجد الورد نبتة برية في أرياف المناطق التي ذكرنا فوجد في نواحيها وجبالها بصفة طبيعية، ونبت كغيره من النباتات والأزاهير البرية التي خلقها الله وقدمها للإنسان، واكبر هذه الورود حجما، أكثرها عطرا وأريجا، تلك التي تنبت طبيعيا في الإقليم الغربي من إيران منذ أزمان غابرة، وخاصة في بلدة جور الجبلية، والتي نسب إليها الورد الجوري وهو الورد الأحمر ذو الرائحة العطرة.
وقد يكون هذا من أسباب شهرة إيران والمناطق المجاورة لها بعيد النيروز، الذي يحتفل به في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، وهو عيد بداية الربيع، حيث تجري الإحتفالات الشعبية مع موسم تفتح الأزاهير والورود. وكذلك الأمر مع الأكراد الذين يعتبرون النيروز عيدا وطنيا يحتفلون به كل عام على طريقتهم الخاصة وحسب طقوس وأعراف وتقاليد جروا على ممارستها منذ مئات السنين ونقلوها معهم من جبال كردستان الى مناطق إنتشارهم وسكناهم.
رفيقة الإنسان
إذا كان الورد في أوله نبتة طبيعية، فسرعان ما تعرف إليها الناس، وأخذوا في الإهتمام بها، فنقلوها إلى مدنهم وقراهم، واهتموا في العناية بها فزرعوها في حدائقهم الخاصة، فأصبحت رفيقة الإنسان وجليسه، ومصدر جمال له ولما حوله، ومن بلاد فارس تسربت الوردة إلى أرجاء المعمورة، وانتقلت خلال مئات السنين من بلد إلى آخر، فقطعت رحلة طويلة، عبر السهول والوديان.
وعلى الأرجح فإن الوردة انتقلت أولا من إيران إلى أسيا الصغرى أي تركيا اليوم، وهي بلاد اليونان، وعلى خط آخر، انتقلت إلى ما يسميه مؤرخو العرب الأقدمون بلاد الجزيرة ومنها إلى بلاد الشام، وهذا الإنتقال طبيعي، نظرا للموقع الجغرافي لبلاد فارس وامتدادها الجبلي وصولا إلى آسيا الصغرى عبر جبال كردستان التي اشتهرت بورودها، وحيث كانت القوافل تقطع ممرات هذه الجبال وصولا إلى القارة الأوروبية.
وأما بلاد الشام فكتب التاريخ، كلها، تقريبا تؤكد العلاقات المتنوعة التي كانت تربط بلاد فارس بالجزيرة العربية، ليس على صعيد التجارة فقط بل علاقات سياسية، وحتى عسكرية ناهيك عن الغزوات المتبادلة بين سكان الجزيرة العربية والفرس، وسعي الأكاسرة، إلى فرض سيطرتهم على الجزيرة وإقامتهم الأحلاف مع عدد من القبائل العربية، القاطنة على تخوم الجزيرة القريبة من بلاد فارس.
ويروي المؤرخ اليوناني هيرودوت، أن الورد عرف منذ ما قبل القرن الخامس قبل الميلاد، فيذكر أن البابليين كانوا يزينون رؤوس عصيهم بنحتها على شكل تفاحة أو وردة أو نسر، وهذا دليل على أنهم كانوا يعرفون الورد، ويغرسونه بكثرة في بساتينهم منذ زمن غير يسير.
الغبراء والخلاف
ويؤكد المؤرخ العربي الإسلامي، الراغب الأصبهاني في كتابه: " محاضرات الأدباء ومناظر الشعراء والبلغاء" معرفة أهل بابل للورد، إذ يروي أن ملك بابل، أهدى إلى ملك أضول، وردة، فأنكر الأمير ما رأى من شوكها، وكافأه بنبتة الغبيراء، التي تولد داء عظيما عند شمها "الغبيراء هي شجرة تولد من زهرها سموما إذا شمت" فلما أينعت أصول الورد عنده، سر به، فندم على ما كان منه، فأهدى إلى ملك بابل شجرة الخلاف، التي يقال عنها، أنها شجرة تولد دواء مضادا لما تولده شجرة الغبيراء وقد يتساءل البعض، إذا كان البابليون قد تعرفوا على الورد، وهذا ما تؤكده الروايات وتذكره، فهل من المعقول أن لا يزرع في حدائق بابل المعلقة؟
تروي الحكايات، أن الورد قد غرس في الجنائن المعلقة، التي أسس في بابل القديمة، على يد الملكة سميرا ميس، سنة ألف ومائتي سنة قبل المسيح، وفي ذلك الزمن كان الورد معروفا في بلاد فارس والمعروف أن سميرا ميس كانت ملكة لآشور وبابل واتسع ملكها إلى بلاد فارس ومصر واليونان، فلا عجب إذا قيل أن الورد قد زرع في حدائق بابل، بل عن البعض يؤكد أن الملكة البابلبة، جلبت أفنان الورد من بلاد الفرس وزرعتها في عاصمتها، وزينت حدائقها بها وأحاطتها بالكثير من النباتات والأشجار التي زرعت حينذاك، وقد يتبادر إلى الذهن أيضا، سؤال آخر، أن العالم القديم عرف حضارات عريقة استمرت أجيالا، وما زالت بقاياها وآثارها قائمة إلى اليوم، وما زالت معالمها مقصد السياح والعلماء للتعرف على خصائصها، كالحضارة الفرعونية واليونانية والرومانية، فهل من المعقول أن هذه الحضارات، لم تعرف الورد، ولم يزرع في الحدائق والبساتين التي كانت منتزها في أرجاء هذه الأمبرطوريات وهي التي تمكنت من التوسع.
الورد في مصر
إن البحث في هذه الحضارات، السابقة لحضارة بابل، وبالذات الحضارة المصرية، لم يثبت، بل لم يلحظ وجود أي نوع من الورد في الصور الفوتوغرافية المنحوتة على جدران الهرم، وعلى المعابد والمقابر، ولا ذكر في مصر للوردة إلا في عهد البطالسة، أي بعد ملك الإسكندر الكبير. ويؤكد عالم الآثار الفرنسي بواستر، الذي اهتم كثيرا بدراسة الآثار الفرعونية، أن اسم الوردة منصوص عليه في الكتابات القبطية القديمة. وهذا الكلام يؤكد ما رمينا إليه، وهو أن زراعة الورد في مصر، انتشرت بعد الفتح الفارسي لبلاد الفراعنة، ثم تأكد وجوده في عهد البطالسة، وهم آخر دولة لمصر الفرعونية، إذ انتشر الورد انتشارا واسعا، لدرجة أنه صار يصدر فيما بعد إلى أباطرة روما. ما يعني أن المصريين في ذلك العصر، كانوا يزرعون كميات كبيرة من الورد، الأمر الذي مكنهم من تصديره.
وتذكر الروايات، والكتب تأكيدا لذلك، أنه عندما توجهت كليوباترا لمقابلة أنطونيو أقامت على شرفه ولائم فاخرة عديدة، استمرت أياما عديدة، وبالغت كليوبترا في التكريم مبالغة مدهشة، حتى أنها جمعت آلاف الورود لهذه المناسبة.
ان هناك مثلاً صينياً يقول : اذا كان لديك قرشان فاشتر باحدهما رغيفا وبالثاني زهرة وهي دلالة على ان علاقة الانسان بالورد وضعت في منزلة القوت الذي يديم به حياته·· تلك العلاقة الحميمة يرجع عهدها الى قرون وقرون لم يفترها زمان ولم يصب مرهم التطور عليها الاندمال·· فالورد هو لغة المحبين التي تتكلم بالنيابة عن العالم بلونها الاحمر ·· نختصر كلمات الحب ونتخطى حواجز اللغة والمسافات لنرمز اجمل الرموز·· التي يسجل للورد فيها حضور متميز
اهتمام الانسان بالورد يعود الى ما قبل الميلاد فقد وجدت الزهور في الاكاليل الجنائزية عند قدماء المصريين وظهرت ادلة ترجع الى الالف السادس قبل الميلاد تؤكد اهتمام الانسان بالورد فقد كان يرسمها على اواني الفخار أدواته الاخرى وقد وجدت هذه الاثار في شمال العراق وسوريا··
وهكذا فإن وادي الرافدين احتضن بعراقته الورد حيث اثبتت الدراسات الاثرية ان انسان انيادرتال المنقرض الذي اكتشفت بقاياه قبل 45 الف سنة في شمال العراق اهتم كثيرا بالزهور فقد عثر على معبد طليت جدرانه بورود حمراء اللون.
كما ان الملكة السومرية شبعاد اول من زين رأسها بالورد ونال شهرته منها··
وبقي الورد بعد كل تلك السنين يربط حضارة العراق القديمة والحديثة ويسجل حضوره المتميز حتى هذه اللحظة باعتبار ان العراق لديه انواع من الورود قد يكون اول وآخر من يمتلكها·
الزهور في عهد الفراعنة
فى عهد الفراعنة أتخذ الإنسان الزراعه وسيلة للتعايش وكسب الرزق وذلك لخصوبة الأرض التى كان يرويهاالنيل ويخصبها بطميه وكان للأزهار أثر عميق فى نفوسهم فقاموا بجمعها فى مكان معين وعملوا على تنسيقهــا ولقــد أشارت النقوش الموجودة على الآثار المصرية القديمة بأن المصريين القدماء أول من فكر فى أنشــاء البساتــين وفـــى الأستفادة من المواقع الممتازة وكان القدماء المصريين ينشئون بساتينهم على ضفـاف النيل ولقد نبغ الكثــير منهـم فى فن تنسيق البساتين
كماإنهم قدسوا زهرة اللوتس ووضعــوا الازهار فى المعابــد المقدسة لهــم وكأنهــم أرادوا بالازهــار والنخيـل الـباسق وتماثيـل المعابــد كسـب المكـان جـلالاورهبــــــة وجمالا ومن أهـــم النباتـات الخشبيــة التى كانـــــت موجــودة فى هـــذا العصـــــــــر
الجميــــز -اللبـــــخ -الســــرو-التــــلال -الصفصـــــاف-الفتنـــــــــة
فوائد الزهور في الحضارات القديمة
تجفف الزهرة والأوراق فــي الظل وليس تحت أشعة الشمــــس وتحتوي عائلة البنفسج علي أكثر من مئتي صنف تقريبــاً، وهـــي موزعــة بــين المناطق المعتدلة والاستوائية، تزورها الأنواع من الفراشات التـــي تتغذي كلياً علي البنفسج.
ذُكر البنفسج مرات عدة في كتابات هوميروس وفرجيل، واستعمل الاثينيون هذـه الزهــــرة لتعديل الغضب ولجلب النوم والراحة، ولإراحة القلب وتقويته. ويذكر الاغريقي pliny عن مرهم مصنوع من جذور البنفسج والخل لمعالجة النقرس وأمراض الطحال ويذكر بأن الأكاليل المصنوعة من البنفسج تطرد بخار الكحول والصداع والدوخة.
بعد نابوليون استعمل البنفسج وما زال يستعــمل فـــي الطبخ، خصوصاً لدي الفرنسيــين، أما بالنسبة الي الرومان فيذكر عــن شـــراب يصنــع من زهور البنفســج كانـــوا يشربونه بكثرة.
لغة الزهور بالتاريخ
الزهور تتكلم .... نعم هي مقولة صحيحة ومتعارف عليها منذ القدم.
ماذا قالوا بالزهور؟
عادة إعطاء الزهور وما ترمز إليه بدأت منذ القدم وكانت تستخدم للتعبير عن المشاعر.
عند الفراعنة كانت الزهور توضع على المقابر وتدفن مع الأجسام، في زمن توت عنخ أمون منذ 3500 سنة كانت زهرة السوسن رمز لسلطة الفراعنة المصريين. وقد وجدت باقة ورد رسمية في قبر الفرعون الصغير.
زهرة السوسن لم تكن الوحيدة التي لها علاقة بالآلهة والملوك.
فعند الرومانيين القدماء كانت زهرة الأنيمن ترمز إلى الحب وكانت تبعثر على مذابح آلهة الحب.
وعند الإغريق كان أوفيد يحول الشباب جميلي الهيئة والأحجار الكريمة إلى زهور تسمى باسم الآلهة.
في العصور الوسطى، بتلة الكولمبين الشبيهة بالحمامة ارتبطت بالروح القدس، وزنبقة العذراء ارتبطت بالسيدة مريم العذراء.
وفي عهد الإليزابيثي كانت النساء تحملن الباقات الصغيرة ذات رائحة زهور و أعشاب سميت بـ توسي موسيس عطرة وذلك لتبعد الروائح الكريهة لاعتقادهم أن تلك الروائح هي وباء.
وتدريجيا أصبح تداول التوسي موسيس وباقات الزهور كهدايا، وأصبح استخدام الزهور ليس فقط في العلاج بل تطور وأصبح اختيار الزهور لجمالها.
وفي القرن السابع عشر، كان الناس مدركين لأهمية الزهور والنبات لارتباطه بالعادات القديمة لديهم، ولكن يعتقد أن مفهوم لغة الزهور نشأ لدى الحريم عند المسلمين.
وبناءا على الأساطير كان إذا تغير وضع الزهرة في الباقة بحيث مال ساقها إلى اليمين أو اليسارفإنه يعطي مفهوما وانطباعا ورمزا مختلفا عنه في كل وضعية ولها شعور خاص بها.
لغة الزهور في إنجلترا ارتبطت بالسيدة ماري ورتلي مونتاجو، عند نشر رسائل قسطنطين في عام 1763، فقد شرحت معاني الرموز. كتبت: ليس هناك لون، لا زهرة، لا عشب ... لا تمثل شعر أو آية خاصة بها.
من خلالها بإمكانك التشاجر، العتاب أو إرسال رسائل عاطفية أو عن الصداقة أو الأدب أو حتى إرسال الأخبار دونما تلوين أصابعك بالحبر.
لغة الزهور نقلت إلى شواطىء أوروبا وتم نشر أول قاموس خاص بلغة الزهور في باريس عام 1818 وتم إعادة طبعه 18 مرة وتم أخذ هذه القواميس الفرنسية إلى إنجلترا وأسبانيا في عمليات القرصنة.
أما في الولايات المتحدة هذه العادات تأخرت قليلا.
وبالرغم من أن بعض مؤلفوا هذه الكتب أشاروا إلى أن منبع تلك المعاني آتي من الشرق الأوسط إلى أنهم لم يتطرقوا إلى تفاصيل تلك المعاني.
في العهد الفكتوري كانت السيدات يشغلن وقت فراغهن وطاقتهن بزرع الحدائق والزهور.
وبتعدد قواميس لغة الزهور إلا أن معظمها اتفق على معانيها على سبيل المثال زهرة النرجس فهي تعني الأنانية التي تمثل أسطورة الشاب الجميل الذي فتن بجمال صورته المنعكسة على الماء فمال بجسده ووقع في الماء وغرق ولذلك أطلق عليه اسم النرجس لأن ساق هذه الزهرة يتمايل دائما نحو الماء.
ومن المتعارف عليه أيضا أن الزهور قد تحمل عدة معاني في نفس الوقت.
الزهور في العصر الأسلامي
يعتبر العصر الاسلامى ، عصر نهضة وتجديد فلاقت بساتين الزينة في هذا العصــر عنــاية واهتمــام ففى أيــــــام الفاطميين أنشأت بساتين كثيرة روعـي التنــاظر
في انشائهــا .
كما أبدعــوا فـــي تنسيقهــا مثل قصــــــــر الورد وبستان الروضـة الذي أنشئ شمــال جزيــرة الروضــة والذي سميــت المنطقـــة باسمــه منــــذ
ذلــــــك الوقـــــت
وبستان الهــودج الذى أقيم على شاطـــئ النيـــل ويقــال أنه من أبــدع ما رأت العـــين ولقد أمتازت البســـــاتين فى العصر الإسلامى بطابع خاص
يميزها عن غيرها من العصـــور الاخرى تمثـــله لنــا حديقـــة الأندلــس بالجزيـــــر
العصر الحديث
وهوعصر تقدم ونهضة ، ويبدء بتولى محمد على حاكم مصر . وفيه لاقت البساتين التجديد والتعمير والعنايةوالاهتمام فأنشـــأت فـــــى عهــــده
حديقــــة شبــرا التــى أبــدع القائـــمون بتنسيـــقها والتـــى قــيل عنهــــــــا " جنة عدن فسيحة ذات العدد العديد من باقات الفتنة ، والياسمين" وكل ما عــــرف
مـــن الزهــــور والريــــحان ولشدة الاهتمام بهذه الحديقــــة ، أستوردت
لها نبـاتــات من الخــارج ، مثـــل المرجــــــان ، البدليــا والتيكــــــوما وقد أصبحت حالياً مقراً لكلية الزراعــة جامعة عــين شمس وتوالت بعد
ذلـــك الاهتمام بالبساتـــين والزهـــــــور وقامـــت الـدولــة فــى هــذا العصـــر بعــودة الوجـــه الأخضـــر لمصـــــر العــزيـــــــزة
أول المعرفة بالورد
كانت معرفة العرب بالورد الجوري الأحمر، معرفة لاحقة، إذ حدثت بعد دخولهم بلاد الشام، وبلاد الأندلس، حيث الحدائق والبساتين. وحيث انتشرت حياة الرفاه واللهو، وتطورت الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية في عهد الدولة الأموية أولا، ثم في عهد الدولة العباسية، ودولة الأندلس فحدث الإختلاط بين الشعوب، وتمت مبادلة المعارف والحضارات واكتسب العرب وسائل جديدة في طرق الحياة والفكر والحكم والعيش وغيرها. ونعتقد انه نتيجة ذلك، تعرف العرب، من ضمن ما تعرفوا عليه، إلى الورد، كزهرة من الأزاهير التي زينوا بها حدائقهم وقصورهم، واغلب الظن أنهم تعرفوا عليها بواسطة الفرس، الذين دخلوا في الإسلام ولعبوا دورا مهما في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية للدولة الإسلامية.
والدليل على اعتقادنا هذا، إجماع المؤلفين وجميع المراجع والمؤلفات والكتب، على أن الورد، وجد أولا في بلاد فارس المعروفة اليوم بإيران ، ووجد بشكل خاص في جبال القوقاز الشرقية وفي مناطق كردستان، ففيها أجمل أنواع الورد الذي غرس في البساتين والحدائق منذ ما قبل ألفين وثلاثة آلاف سنة.
نبتة برية
وقبل أن تتعهد يد الإنسان الورد بالتهذيب والتشذيب والتلقيح في البساتين والرياض، وقبل أن تزرعه وتهتم به وترويه وتؤصله، وجد الورد نبتة برية في أرياف المناطق التي ذكرنا فوجد في نواحيها وجبالها بصفة طبيعية، ونبت كغيره من النباتات والأزاهير البرية التي خلقها الله وقدمها للإنسان، واكبر هذه الورود حجما، أكثرها عطرا وأريجا، تلك التي تنبت طبيعيا في الإقليم الغربي من إيران منذ أزمان غابرة، وخاصة في بلدة جور الجبلية، والتي نسب إليها الورد الجوري وهو الورد الأحمر ذو الرائحة العطرة.
وقد يكون هذا من أسباب شهرة إيران والمناطق المجاورة لها بعيد النيروز، الذي يحتفل به في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، وهو عيد بداية الربيع، حيث تجري الإحتفالات الشعبية مع موسم تفتح الأزاهير والورود. وكذلك الأمر مع الأكراد الذين يعتبرون النيروز عيدا وطنيا يحتفلون به كل عام على طريقتهم الخاصة وحسب طقوس وأعراف وتقاليد جروا على ممارستها منذ مئات السنين ونقلوها معهم من جبال كردستان الى مناطق إنتشارهم وسكناهم.
رفيقة الإنسان
إذا كان الورد في أوله نبتة طبيعية، فسرعان ما تعرف إليها الناس، وأخذوا في الإهتمام بها، فنقلوها إلى مدنهم وقراهم، واهتموا في العناية بها فزرعوها في حدائقهم الخاصة، فأصبحت رفيقة الإنسان وجليسه، ومصدر جمال له ولما حوله، ومن بلاد فارس تسربت الوردة إلى أرجاء المعمورة، وانتقلت خلال مئات السنين من بلد إلى آخر، فقطعت رحلة طويلة، عبر السهول والوديان.
وعلى الأرجح فإن الوردة انتقلت أولا من إيران إلى أسيا الصغرى أي تركيا اليوم، وهي بلاد اليونان، وعلى خط آخر، انتقلت إلى ما يسميه مؤرخو العرب الأقدمون بلاد الجزيرة ومنها إلى بلاد الشام، وهذا الإنتقال طبيعي، نظرا للموقع الجغرافي لبلاد فارس وامتدادها الجبلي وصولا إلى آسيا الصغرى عبر جبال كردستان التي اشتهرت بورودها، وحيث كانت القوافل تقطع ممرات هذه الجبال وصولا إلى القارة الأوروبية.
وأما بلاد الشام فكتب التاريخ، كلها، تقريبا تؤكد العلاقات المتنوعة التي كانت تربط بلاد فارس بالجزيرة العربية، ليس على صعيد التجارة فقط بل علاقات سياسية، وحتى عسكرية ناهيك عن الغزوات المتبادلة بين سكان الجزيرة العربية والفرس، وسعي الأكاسرة، إلى فرض سيطرتهم على الجزيرة وإقامتهم الأحلاف مع عدد من القبائل العربية، القاطنة على تخوم الجزيرة القريبة من بلاد فارس.
ويروي المؤرخ اليوناني هيرودوت، أن الورد عرف منذ ما قبل القرن الخامس قبل الميلاد، فيذكر أن البابليين كانوا يزينون رؤوس عصيهم بنحتها على شكل تفاحة أو وردة أو نسر، وهذا دليل على أنهم كانوا يعرفون الورد، ويغرسونه بكثرة في بساتينهم منذ زمن غير يسير.
الغبراء والخلاف
ويؤكد المؤرخ العربي الإسلامي، الراغب الأصبهاني في كتابه: " محاضرات الأدباء ومناظر الشعراء والبلغاء" معرفة أهل بابل للورد، إذ يروي أن ملك بابل، أهدى إلى ملك أضول، وردة، فأنكر الأمير ما رأى من شوكها، وكافأه بنبتة الغبيراء، التي تولد داء عظيما عند شمها "الغبيراء هي شجرة تولد من زهرها سموما إذا شمت" فلما أينعت أصول الورد عنده، سر به، فندم على ما كان منه، فأهدى إلى ملك بابل شجرة الخلاف، التي يقال عنها، أنها شجرة تولد دواء مضادا لما تولده شجرة الغبيراء وقد يتساءل البعض، إذا كان البابليون قد تعرفوا على الورد، وهذا ما تؤكده الروايات وتذكره، فهل من المعقول أن لا يزرع في حدائق بابل المعلقة؟
تروي الحكايات، أن الورد قد غرس في الجنائن المعلقة، التي أسس في بابل القديمة، على يد الملكة سميرا ميس، سنة ألف ومائتي سنة قبل المسيح، وفي ذلك الزمن كان الورد معروفا في بلاد فارس والمعروف أن سميرا ميس كانت ملكة لآشور وبابل واتسع ملكها إلى بلاد فارس ومصر واليونان، فلا عجب إذا قيل أن الورد قد زرع في حدائق بابل، بل عن البعض يؤكد أن الملكة البابلبة، جلبت أفنان الورد من بلاد الفرس وزرعتها في عاصمتها، وزينت حدائقها بها وأحاطتها بالكثير من النباتات والأشجار التي زرعت حينذاك، وقد يتبادر إلى الذهن أيضا، سؤال آخر، أن العالم القديم عرف حضارات عريقة استمرت أجيالا، وما زالت بقاياها وآثارها قائمة إلى اليوم، وما زالت معالمها مقصد السياح والعلماء للتعرف على خصائصها، كالحضارة الفرعونية واليونانية والرومانية، فهل من المعقول أن هذه الحضارات، لم تعرف الورد، ولم يزرع في الحدائق والبساتين التي كانت منتزها في أرجاء هذه الأمبرطوريات وهي التي تمكنت من التوسع.
الورد في مصر
إن البحث في هذه الحضارات، السابقة لحضارة بابل، وبالذات الحضارة المصرية، لم يثبت، بل لم يلحظ وجود أي نوع من الورد في الصور الفوتوغرافية المنحوتة على جدران الهرم، وعلى المعابد والمقابر، ولا ذكر في مصر للوردة إلا في عهد البطالسة، أي بعد ملك الإسكندر الكبير. ويؤكد عالم الآثار الفرنسي بواستر، الذي اهتم كثيرا بدراسة الآثار الفرعونية، أن اسم الوردة منصوص عليه في الكتابات القبطية القديمة. وهذا الكلام يؤكد ما رمينا إليه، وهو أن زراعة الورد في مصر، انتشرت بعد الفتح الفارسي لبلاد الفراعنة، ثم تأكد وجوده في عهد البطالسة، وهم آخر دولة لمصر الفرعونية، إذ انتشر الورد انتشارا واسعا، لدرجة أنه صار يصدر فيما بعد إلى أباطرة روما. ما يعني أن المصريين في ذلك العصر، كانوا يزرعون كميات كبيرة من الورد، الأمر الذي مكنهم من تصديره.
وتذكر الروايات، والكتب تأكيدا لذلك، أنه عندما توجهت كليوباترا لمقابلة أنطونيو أقامت على شرفه ولائم فاخرة عديدة، استمرت أياما عديدة، وبالغت كليوبترا في التكريم مبالغة مدهشة، حتى أنها جمعت آلاف الورود لهذه المناسبة.