Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    اللغة السياسية السورية

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60736
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    اللغة السياسية السورية Empty اللغة السياسية السورية

    مُساهمة من طرف GODOF الإثنين 12 أبريل - 16:35

    حازم صاغية

    هناك، في لغة دمشق السياسيّة، بضع عبارات مثيرة للفضول، لا يؤول تكرارها إلا إلى مضاعفة الفضول ذاك. فحيال الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيليّة، تتمسّك سوريّة الرسميّة «بحقّها في الردّ» الذي لا يحصل، تمسّكها بـ «تحديد مكان الردّ وزمانه». وهي عبارات باتت لتردادها من المأثورات البعثيّة الطريفة، وإن أضاف إليها مؤخّراً الرئيس الأسد استدراكه المهمّ: إن الرد العسكريّ هو ما تريده لنا إسرائيل...

    ومن تلك اللغة أيضاً أننا «نرضى بما يتوافق عليه اللبنانيّون»، وأننا «نعمل لتسهيل كلّ تقارب بين العراقيّين وكلّ تهدئة للعراق تضبط أمنه وتصون دماء مواطنيه». ولكنْ أيضاً، وبلغة المراقب الحياديّ، أن لبنان لن يهدأ لأن ثمة «قوى» لا تريد له أن يهدأ إذ تعمل على ربطه بالأجنبيّ. وهو ما قد يقال أيضاً في العراق وفلسطين بألفاظ أخرى.

    وهذا إنشاء متعالٍ من جهة، متقشّف ومتعفّف من أخرى، ينفي عن نفسه كلّ فعاليّة، جامعاً بين خيريّة كاملة لا يخالطها غرض وغرضيّة («لا أريد شيئاً لنفسي، أعوذ بالله!»)، وبين تواضع يتّخذ شكل تحقير النفس («من أنا لكي أطلب، ومن أنا لكي أؤثّر في المجريات... كلّ ما أرجوه سعادتكم»). والإنشاء، في مجمله، مصبوغ بتفجّع توراتيّ ينذر بغضب إلهيّ («إنتبهوا، إنكم تسيؤون الى أنفسكم، وبفعل ما تفعلونه، أنتم لا سواكم، فإن الغد أدهى وأعظم»).

    الحال، طبعاً، ليست على هذا النحو، وما يجري في الواقع يستبعد التعالي استبعاده التعفّف. فالأخير، متى بولغ فيه، أخفى شهيّة وطموحاً لا يشبعان، تماماً كما أن تحقير النفس قد يكون قناعاً لـ «أنا» متورّمة يُخشى إذا ما انفجرت ألاّ يتّسع لها الكون العريض.

    وهو سلوك يذكّر بالمستبدّ حين يسمّي نفسه «خادم الشعب» فحسب، منكراً أن يكون له مطمح شخصيّ، أو بربّ عمل جشع يؤكّد أن عمّاله أخوتُه، وأنه لا يعمل إلا لتوفير الحياة الأفضل لهم. غير أنه، مع هذا، يرفض تحسين أجورهم أو تسجيلهم في الضمان.

    وهي، على العموم، فهلوة شرقيّة تعامل بشرها بوصفهم قوماً من البلهاء: فهم يسعهم، بعد مليون وعد من هذا القبيل، أن يتوقّعوا لحظة يقرّر فيها «البعث» مكان الردّ وزمانه، ويمكنهم أن يصدّقوا أن رضا الله وراحة الضمير هما وحدهما ما يرسم السياسة الدمشقيّة المتّبعة حيال «الأخوة» في لبنان والعراق وفلسطين.

    وكان زوربا اليونانيّ قد نصح صديقه أنْ «دع الناس يغطّون في نومهم أيها الرئيس. فهم إذا فُتحت أعينهم ماذا يرون؟ بؤسهم. إذاً، دعهم يمضون في أحلامهم». والرئيس يسمع النصيحة طبعاً، والناس، لألف سبب وسبب، يقبلونها مسترسلين في الأحلام.

    غير أن المستوى الآخر، الأهمّ والأعقد، يطال الصلة بين جزئي «خطاب» التعفّف والتعالي: فلو أُعلنت الرغبات الفعليّة حيال العراق ولبنان وفلسطين، لفقدت معناها محاولاتُ اتّقاء الضربات الإسرائيليّة بحجّة تأجيل الردّ أو استبعاده. وفي المقابل، لمّا كانت سوريّة متعالية، لا تردّ على انتهاكات «العدوّ»، فمن باب أولى أن تتعالى حيال إساءات «الأخوة»، تكتفي بتنبيههم الى مصالحهم.

    وهي لغة «إستراتيجيّة» نشأت بعد حرب تشرين وفكّ الارتباط، ثم راحت تنمو بوتيرة تراكميّة، قاطعةً مع اللغة «الإيديولوجيّة» والثرثارة التي تميّز بها النظام البعثيّ بين 1963، لا سيّما 1966، و1970.

    ففي السابق، كان اللسان الطليق قاتلاً لصاحبه ذي اليد المغلولة. أما اليوم، فاللسان مغلول واليد طليقة. والشاطر هو من يضبط اليد في جرم مشهود!

    هكذا ينحصر السجال في الأقوال والتصريحات، فيسع دمشقَ أن تبرهن - وهو ما اتُّهم به مثقّفو اليسار في ستينات فرنسا - على عدم وجود الغولاغ عبر ترداد موادّ الدستور السوفياتيّ! ألم تدخل القوّات السوريّة الى لبنان، في 1976، لمجرّد «الدفاع عن المقاومة الفلسطينيّة والحفاظ على الديموقراطيّة اللبنانيّة؟» ألم تقل إذاعة دمشق وصحفها وخطابات قادتها ذلك؟
    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60736
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    اللغة السياسية السورية Empty رد: اللغة السياسية السورية

    مُساهمة من طرف GODOF الإثنين 12 أبريل - 16:36

    كتب/ محمد الحمامصي

    في كتابه الجديد (السياسة وسلطة اللغة) يضع د.عبد السلام المسدي، يده على التناقض الكبير بين السلطة السياسية وسلطة اللغة التي تستخدمها لتضليل مواطنيها، فاللغة كما جاء في كتابه إيحاء يستخدمها السياسي مدركا قوتها في تثبيت سلطته، وتغيب مراميها عن المواطن العادي المحكوم بالسياسي، فيتعمق غيابه عن الفعل، وتزداد غيبوبته عن أفاعيل السياسي، ويتعمق انفصاله عن واقعه وعما يجري حوله، ذلك أن اللغة سلطة في ذاتها أما السياسية فهي سلطة بذاتها ولذاتها .

    فأما اللغة فالإنسان يفعل بها الفعل على الناس، وكثيرا ما لا يملكون واعيا بسلطتها ولا بخطرها، وأما السياسة فأصحابها لا يتصورون أنفسهم إلا وهم يفعلون الأفعال بالناس على الناس، وبعضهم يمارس اللغة وهو واع بقوتها إذ تشد أزر سلطته، وبعضهم لا يعي أن وزن سلطانه بوزن سلطة اللغة، وفي مسافة بين هؤلاء وأولئك تزدهر الحياة أو يخبو وهجها .


    ود. المسدي أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية وعضو المجامع العلمية للغة العربية في كل من تونس ودمشق وطرابلس وبغداد، وعمل من قبل وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في تونس، وسفيرا لبلاده لدى جامعة الدول العربية وهو قبل هذا وبعده مهتم بالعلوم اللغوية والنقد الأدبي وتحليل الخطاب السياسي، له العديد من المؤلفات، منها: «التفكير اللساني في الحضارة العربية»، و«اللسانيات وأسسها المعرفية»،

    و«قضايا في العلم اللغوي»، و«ما وراء اللغة»، و«مباحث تأسيسية في اللسانيات»، و«الأسلوبية والأسلوب»، و«النقد والحداثة»، و«مراجع النقد الحديث»، و«قضية البنيوية»، و«مساءلات في الأدب واللغة»، و«في آليات النقد الأدبي»، و«بين النص وصاحبه».

    ومن هنا يكون هو الأقدر على الفرز في الخلط الذي يقع بين السياسي واللغوي وتوضيح كيف أن السياسي يخبث أحيانا فيستخدم اللغة ليمرر مقاصده بين مواطنيه، وهم غائبون في أغلب الأحيان عن إدراك مرامي اللغة التي حمالة أوجه .

    وينقسم الكتاب إلى أحد عشر فصلا كل فصل يحلل جانبا من جوانب علاقة السياسة بسلطة اللغة مثل دلالة الألفاظ وامتحان السياسة، وأسماء الحروب ومقاصد السياسة، والسياسة وبلاغة التسمية، كاشفا عن دلالات الكثير من الوقائع والأحداث والألفاظ والأسماء عربيا ودوليا وتأثيرها على مجريات الواقع السياسي العالمي والمحلي

    حيث ان السياسة هي السلطة الحاضرة واللغة هي السلطة الغائبة والذين يصوغون الأحلام الإنسانية يرون العالم كان يمكن أن يكون أسعد لو أن السياسة قلصت من حضورها في وعي أصحابها وأن اللغة قلصت من غيابها عن جمهور الناس المحكومين .

    إن العرب لن يفيدوا كثيرا ـ على حد تعبير د.المسدي ـ أن يمتلكوا السلاح ولا أن ينفردوا بمخزونات البترول ولا أن يتطلعوا إلي توظيف الطاقة الذرية سلميا ما لم يمتلكوا سلاح الخطاب، لن يحقق العرب انتصارا سياسيا في الساحة الدولية إلا إذا أتقنوا صناعة الخطاب وتمرسوا بآليات تفكيك الخطاب وتفوقوا في مهارات توضيب الخطاب، فبلاغة الخطاب شيء يعرفه العرب وينتشون به،

    وفصاحة الخطاب شيء يدركه العرب لكنهم لا يقدرون عليه إلا بالارتياض العسير، أما صناعة الخطاب فشيء آخر يعثرون عليه بالصدفة ويقفون حياله مشدودين بالإعجاب، فمنهم من يوفق فيه عند الأوان ومنهم من لا يستبصره إلا بعد فوات الآوان .

    إن اللغة سلطة كثيرا ما تندس داخل نسيج السياسة حتى تكاد تحتكر لباب الفعل والقرار، وكم من منعطف كانت فيه الكلمة هي الصانعة للحدث السياسي وهي الراسمة لمعالم الموقف بكليته، ولئن كان هذا دأب اللغة مع السياسة منذ القدم فإن تطور الحياة وانفجار منظومتها قد أعاد ترتيب البيت حيث تسكن تحت سقف واحد السياسة واللغة .

    ويؤكد د.المسدي أنه منذ صباح التاريخ يوم بدأ الإنسان يدوّن لمن بعده مآثره، كانت اللغة أداة أساسية من أدوات السياسة، لم تكن أهميتها تقل عن أهمية المال وأهمية الاحتماء بالعصبية، غير أن وزن اللغة في استواء أمر السياسة قد تطور بتطور آليات الإنسان في تواصله مع الإنسان، ثم تضخم عندما أصبحت المعلومة ملكا مشاعا بين الحكام والمحكومين .

    إن ذلك التطور الذي آلت إلى انتصاب اللغة داخل سلطة السياسة قد مر بمحطات كبرى، هي تلك المنعرجات التي آلت بالمعلومة إلى الملك المطلق المشاع: المحطة الأولى نشأة الصحافة، والثانية ظهور البث والثالثة ظهور البث التلفزي والرابعة استحداث الإنترنت .

    ويرى د.المسدي أنه منذ القديم كانت صناعة الخطاب هي الوجه الآخر من السياسة، وكانت الومضة اللغوية دائما على موعد مع التاريخ كي تغزل ألياف الحدث الأكبر منذ قصة التحكيم التي انتهت إليها معركة صفين بين علي بن أبي طالب ومعاوية ابن أبي سفيان حين اتفق المحكمان أبو موسى الأشعري

    وعمرو ابن العاص على خلع موكليهما فبادر أبو موسى بخلع صاحبه علي، وقد استدرج إلى الابتدار، قال عمرو ابن العاص (لقد ثبت معاوية كما ثبت خاتمي هذا في يدي) وراحت الصياغة التعبيرية تدوي بصورتها البلاغية عبر أرجاء الزمن لتكون اللغة شاهدا على صنع التاريخ .

    ويضرب د. المسدي العديد من الأمثلة في كافة فصول كتابه سواء من السياسة الدولية أو السياسة العربية وهي في الأغلب أمثلة حديثة ففي الفصل السابع المعنون بـ (السياسة وبلاغة التسمية) يقول: كان لأنور السادات حس مرهف بالأسماء وكان يتوجس من إبحار الدلالات في موج المقاصد المضمرة، وكان لا يتوانى عن التدخل في إيضاح المعاني واستبدال ما يتعين الاستبدال به من الكلمات،

    فحين وقعت الأحداث الاجتماعية الثائرة على غلاء المعيشة عام 1977 انبرى فعل التسمية سلاحا حادا يضاف إلى ضغط المظاهرات، وشاع الحديث عنها بأنها انتفاضة الفقراء، وإذا بالرئيس يستغل ما تخللت به تلك الأحداث من سطو على المحلات ونهب لبضائع المتاجر ،

    وإذا به يرسلها صفعة مضادة عن طريق فعل التسمية فيصيح غاضبا (بل هي انتفاضة الحرامية) ثم كان لغضبته تلك نتائج، قرر أن يخرج بعاصمة مصر من القاهرة وأن يؤسس لها عاصمة أخرى في مكان ما من أرض الكنانة .

    وللألقاب سحرها لأنها تختزل الزمن والأحداث، وقد تختزل في الاسم بحروفه المعدودة صفحات من أدبيات الفكر والجدل وربما الصراع، فالعالم الباكستاني عبد القادر خان ألبسوه في مضمنات دلالته فخر عظيم من جهة وبلاء ليس بعده بلاء من جهة ثانية، قالوا عنه وقد صدقوا (أبو القنبلة الذرية الإسلامية).

    الاسم ليس كمثله مجلى لمسماه ولكن الغائب عن الوعي أنه في المجال الشهرة مرآة يجتلي عليها المرء وجوده لا من حيث هو الحامل للاسم ولكن من حيث هو المنجز لفعل التسمية، كم غابت عبر تتالي الأحقاب حلقة الوصل بين الاسم والمسمى في غفلة حقيقة التاريخ، فمن من جموع العرب يتذكر أن أشهر الشعراء في تاريخ أدبنا هو ذاك الذي لا نذكره بالاسم الذي لم يكن هو يعرفه عن نفسه،

    وإنما وصف قدحي شائن ذكروه له، ليحملوا به إليه زعما زعمه بعضهم عليه فاستنكف وتغاضى، إنه المتنبي هذا الاسم الذي لم يكن اسما له، ولا حتى كنية ينادى بها، بل ما كان أحد يذكره أمامه ولو على سبيل المجاز أو الدعابة، لم يكن له اسم ولقب وكنية إلا أبو الطيب وكفي .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل - 13:17