Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Research - Scripts - cinema - lyrics - Sport - Poemes

عــلوم ، دين ـ قرآن ، حج ، بحوث ، دراسات أقســام علمية و ترفيهية .


    بغداد في زمن الحب و الحرب __القصة الحب تحت القصف

    avatar
    GODOF
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 10329
    نقــــاط التمـــيز : 60691
    تاريخ التسجيل : 08/04/2009
    العمر : 32

    بغداد في زمن الحب و الحرب __القصة الحب تحت القصف Empty بغداد في زمن الحب و الحرب __القصة الحب تحت القصف

    مُساهمة من طرف GODOF الأربعاء 2 سبتمبر - 14:39

    انا متاكد يا استاذ من ان الحرب ستبدأ بعد ايام علينا ان نكون في مكان الحدث

    بغداد في زمن الحب و الحرب __القصة الحب تحت القصف 20485225

    و الله لااعرف ماذا اقول لك يا اخي لم ارى بكل حياتي شخصا يسعى الى الخطر سعيك له , ان كتب لك الله التواجد بالمكان فستغادر اهدأ حتى نعرف حقيقة الاوضاع قبل البدأ في الاجراءات.

    يا محمد الحرب لن تنتظر و امريكا ستباشر القصف الست تقول إنني أفضل خبير لديك في الأمور السياسية و أقول لك الآن إن الحرب لن تنتظر أكثر , الوضع لا يحتمل كهذا تأخير أبدا .

    محمد:حسنا ساقوم باجراءات دخولك للأراضي العراقية و لكنني أريد وعدا منك بالاهتمام بنفسك لا اريد ان اخسر افضل مراسل حربي لدي في كل الوكالة .

    حسنا و انا موافق اجاب محسن بكل هدوء كما لو انه ذاهب في جولة سياحية , لاحدى تلك الأماكن الراقية .

    اعتقد في البداية ان الناس لا تعيش الا من خلال الحب لكن بداية عمله في الصحافة و الحروب التي كان شاهدا على فضاعتها و هم يقتلون اهل غزة و يشردون جنوب لبنان , و يدمرون كل شيء جميل تقع عليه انظارهم , علمته ان الموت لاجل الحياة هو هدف نبيل و لا مجال لتجاهل هذه الحقيقة القابعة تحت الغلاف الاسود للحرب, هكذا نظر للحرب كي يستطيع الحياة بعد العودة منها ان عاد , و رغم ذلك لاحقته كوابيس القصف و اشلاء الموتى في اجمل احلامه , كان ذلك الشبح الاسود يطارده ليفزعه و يسرق النوم من اجفانه و لهذا كان محسن اخر من يستطيع الابتعاد عن الحرب و جو الخطر .

    بغداد في زمن الحب و الحرب __القصة الحب تحت القصف 20485225

    اعد له محمد كل الاوراق اللازمة ,قطع تذكرته مسرعا الى الحياة تضخ دمائها في اوردته من جديد, تلك الطاقة التي تولد من الادرينالين و هو يغزو شرايينه ,كانت تجعله قادرا على اعطاء كل ما يستطيع لاجل الحياة , و ليس لاجل الصحافة بالتحديد او لاجل الحرب بالتحديد, مزيج متكافئ من قوة الشباب و حكمة الكبر.

    انه اول يوم في بغداد كل شيء متاهب كأن البلاد كلها على كفة عفريت او فوهة بركان , كل الاعصاب مشدودة , و الصمت قابع على كل الوجوه الكبيرة و الصغيرة و التي هدت كاهلها الحرب فبدت و كانها غير واضحة المعالم .

    حمل محسن كامرته و هو يتجول في ازقة بغداد , بغداد الحضارة التي زارها ايام الحصار , رغم قساوة تلك الايام كانت بغداد اجمل, كم عشق الكاظمية كل الاحياء البسيطة و كل جزء من بغداد , و كل قلب ينبض في بغداد , قرر ان يقوم بزيارة لبيت صديقه الكاتب المشهور وليد جلال.

    أراد ان يعود اليه احساسه بغداد الجميلة الوردة المقيمة وسط الرمال , و ما كان ليحدث هذا دون وجود وليد برفقته , تفقد هاتفه المحمول بحثا عن رقم وليد جلال وملامحه فيها بعض من السرور مع حيرة للمناظر التي كان يمر بها من حوله , كل ذلك الخوف الساكن في عيون الناس بل ان حتى الكثير من الناس بدأوا في هجرة بغداد , التي كان الجميع يرجوا البقاء بها لليلة واحدة تعتبر من ليلات الف ليلة و ليلة في العمر.

    مد ذراعه بهدوء و هو يرقب زاوية الباب كي تنفرج و يظهر من خلالها وجه صديقه القديم الذي هد الزمن و تداول الحروب جسمه و لكنه بقي ذلك الالمعي الذي حرفه يصول في الفكر و يجول كلما قرات له شيئا الا و اعلنت انه الاروع بينها ثم تعود لتقرا له من جديد وفي كل مرة لا تجد مكانا للتفاضل بينها و لكن يصعب عليك الحكم بينها بكل تاكيد .

    بغداد في زمن الحب و الحرب __القصة الحب تحت القصف 20485225


    ابتسم مع فرجة الباب اراد ان يقابل صديقه بعد هذا الغياب , بباقة من البسمات و ببعض العناق عله ينسيه سنوات البعد و الشوق لجلساتهما المسائية على نهر الدجلة ,

    و لكنه تفاجأ بملامح وجه تسرق الابصار ارتسمت على وجهه مجددا نظرته الهادئة و ملامحه الرزينة و هو يقول :هل السيد وليد جلال في المنزل , اليس هذا هو منزله لقد حاولت كثيرا الاتصال به و لكن اعتقد ان الشبكة سيئة بما فيه الكفاية اسف لم اعرفك بنفسي انا محسن صديقه من ايام الجامعة .

    و كان كمن يثرثر لاجل الثرثرة محاولااخفاء ارتباكه الواضح منها نظرت الشابة اليه و هي تقول له بصوت هادئ: اخي وليد ليس بالبيت , لكن منذ ان علم بان الحرب ستبدأ و هو ينتظرك و ابتسمت بسمة بدت طافية على شفاهها او تغالب نفسها كي ترسمها , يقول انك لا تعيش الا مع الحرب اينما وجدت تقبع انت معها.

    اعتقد انه يعرفك حقا .

    ابتسم محسن مع بسمتها التي بدت سخيفة اول الامر و هو يرد عليها يبدوا انني اعشق الاماكن الخربة لا تبدو فيها الغربان نذير شؤم ابدا.

    و لاول مرة سمع صوت ضحكتها الهادئة و هي ترافق رنة ضحكته فبدا ذلك التناغم الغريب في ادق التفاصيل و اتفه الاشياء بالنسبة للبشر .

    سامر عليه في المساء مجددا ارجوا ان تخبريه بقدومي تشرفت بمعرفتك انستي.

    و هم بالمغادرة حين تلامس كتفه مع قوة قادمة اليها بسرعة من اتجاه الشارع و هو يقول ما الذي تفعله هنا و نظر خلفه فوجد ذراعي صديقه وليد تطوقانه بقوة و عيناه باد عليهما السرور و الغبطة , و شفاهها كما لو انها اخرست من فرط السعادة .

    محسن : اتيت لزيارتك بما انك تنسى زيارتي في كل مرة تترك فيها ارض العراق يا ابني انت تذهب الى كل الاماكن الا الي .

    وليد: و لماذا اتي اليك ان كنت اعرف انك عاجلا او اجلا ستاتي الينا و ارتسمت على وجهه تلك النظرة المتعبة .

    محسن : و الله كنت اتمنى زيارتك في وقت غير هذا و لكن هي ظروف الحياة تسيرنا كما ترغب في هي لا نحن.

    تفضل قال وليد بصوت عال لكي يمر محسن الى البيت , حضروا الشاي لمحسن , ادخله غرفة الضيوف و هو ينظر اليه ن كمن يغالب مشاعره اعرفك تحب الشاي العراقي و لكن لم يعد كل شيء كما كان مذ زيارتك الاخيرة , تبدو السنوات في ايام الحصار بدهور تمر علينا و لكننا تعودنا يا صديقي .

    محسن: متاكد ان الشاي يبقى لذيذا مهما تغيرت الايام يكفي ان اشربه برفقتك يا وليد طمني عنك و عن الاولاد كيف حالهم .

    وليد: الاولاد انت تعرف كيف هي حياتهم ,تربوا في الحصار و في الحرب احيانا عندما اكلمهم عن ايامنا يظننون انني امزح معهم و ربما هي فكرة لكتاب جديد , اطفال العراق الان و شبابه يفكرون فقط في البقاء احياء و في كسب لقمة العيش .

    محسن :معك حق و الله يا وليد و لكن هكذا قدركم و قدر كل الشعوب العربية منذ ايام عدت من غزة و رايت ما لم يره اي احد بعد ,تركت كامرتي التي يعتبرها الجميع جزء من يدي و ذهبت للمساعدة في المستشفى , لم يستطيعو حتى الوصول الى الجرحى لاسعافهم و الادوية نقسمها بينهم لكي يتمكنوا من البقاء احياء او الموت ببعض الراحة .

    وليد: المهم طمني عليك لم تتزوج صحيح .

    محسن : و الله من ستتزوج رجلا يرغب في الموت اكثر من الحياة لا استطيع ان اربط مصير اي امراة بي و بالحرب نحن متلازمان في خط الحياة رفيقا درب و مصير .

    وليد : دائما ما تجد الحل لاي محاولة يا اخي اريد ان افرح بك فقط , فكل دفعتنا تزوجوا و انجبوا اطفالا و استقروا الا انت .

    محسن : اعشق حياة العزوبية الخاصة بيو لكن ان لديك عروس هات لن ارد طلبك , و استقرت بين عينيه صورة الشابة التي فتحت الباب منذ قليل له ما اجملها .

    كيف يمكن ان يفكر في الحب و هو على ابواب الحرب , رجل غبي لاول مرة ينسى محسن الفرق بين جلوسه في بستان و بين جلوسه في ميدان يوشك ن ينفجر.

    وليد: احضروا الشاي بسرعة للضيف , تقدمت مريم بخطوات هادئة و هي تحمل صينية الشاي بين يديها و خمارها الملفوف حول رقبتها قد تدلت حاشيته على كتفها وضعت الصينية بهدوء فوق الطاولة و هي تهم بالمغادرة اوقفها وليد, اريدك ان تتعرفي بصديقي محسن يا مريم , انه من ايام دراستي في الجامعة , التفت مريم و التف كل الكون معها في عيني محسن , نظرت اليه بهدوء و قالت له تشرفت بمعرفتك سيدي محسن : الشرف لي انستي بكل تاكيد .

    لوهلة نسي محسن الدنيا و ما فيها و هو ينظر اليها كيف تغادر الغرفة بصمت و شالها الذي يلعب به بعض الهواء على كتفيها , و شعر انه بمغادرتها انسحب الهواء من الغرفة و نظر الى وليد و قال له زوجني بها .



    ابتسم وليد ثم علا صوته و هو يقهقه تتزوج من يا صديقي من يصدق ان محسن يقول زوجني يا وليد , لو لم اسمعك باذني لقلت يسخر مني الاصدقاء .

    محسن : اترى انني لااستحقها يا وليد ان كان لامر كذلك فانت حر بقرارك و لكن عليك ان تسالها قبل كل شيء .

    وليد : لماذا اخذت الامر جديا يا محسن على كل حال لم اعتبرك جديا في الامر فقط كما انها كلما رأتك على شاشة التلفزيون تقول انه صديقك صحافي المصائب لهذا كنت اضحك عليك و الله .

    ارتبك محسن و احمرت وجنتاه خجلا من ردة فعله على صديقه الذي راف به بعد ان راى انه لم يكن واعيا لكلامه و لكنه لم يرحمه ببساطة بل بقي يذكره كل لحظة بقوله زوجني بها .

    _ انه اخر الليل لربما علي المغادرة الى الفندق اخرتك معي بالسهر.

    _و الله اتمنى بقائك اليوم معي و لكنني اعتقد ان ذهابك الى فندق الصحافيين اسلم لو بدات الحرب الان ماذا ستفعل .

    ساموت كما الجميع او اعيش كما الجميع هل حكم الموت علي فقط يا وليد .

    و لكني لن اسامح نفسي ان كانت لموتك علاقة بي همس وليد في اذن محسن و هو يغادر الباب .

    و لن اسامح نفسي ان لم اظهر حقيقة الحرب للعالم لم استطع بعد ان افهم هذه الاسلحة النووية التي يتحدثون عنها كل خبراء الارض زاروا العراق و لم يجدو ذرة من اليورانيوم المخصب و مع هذا الحرب على الابواب .

    ودعا بعضهما عند اول الشارع هم وليد بالدخول الى منزله في حين سمع صوت بداية القصف , اسرع وليد الى محسن ليطمئن عليه و محسن يهرول في طريقه الى الفندق حتى يضمن بداية بثه الاعلامي منذ الدقائق الاولى للحرب العراقية الجديدة , وصل الفندق بعد بعض دقائق و التي ساد فيها صوت صفارات الانذار و صوت القنابل التي كانت تنزل على سماء بغداد الجميلة مثل زخات المطر في كل ركن من سماء بغداد المقمرة ذلك اليوم هنالك دخان , هنالك دمار هنالك موتى , على الساعات الاولى من بداية طلوع الفجر اتجه محسن الى سوق المدينة ليرى الاوضاع , لم يتبين معالم اي شيء كان القصف قد اتى على اغلب الاشياء المرتفعة عن الارض , كل شيء يشتعل او يتصاعد منه الدخان , كل شيء و حتى انفاسه كانت تبدوا مثل الدخان , نسي طعم سجائره التي لم يعثر على علبتها لحد الان , ما هذه الانانية ايطلب سجائرا و هو يرى بام عينه بشاعة هذا الطغيان و الظلم الواقع على اهل العراق الجميل , مر بشارع وليد اراد ان يتفقد بيته و اراد في قرارة نفسه ان لا يعود الى هناك كيف يرى وليد شريدا او يراه شهيدا انه وليد ذلك البشوش المرح ذلك الذي لقب بوسيم الكلية و باديب الكلية ,و ذلك الذي كانت تذوب فيه كل بنات الكلية من اول سنة لاخر سنة .

    و هذه الافكار تحمله بين طياتها وجد ساقيه تقودانه الى البيت لقد كان بالامس هنا , لقد كان يشرب الشاي معهم و يتعشى معهم , لقد كان يريد البقاء للنوم معهم . و جميلتهم تلك الصبية اتراها اصبحت ايضا الان مجرد رماد ذكرى .

    بغداد في زمن الحب و الحرب __القصة الحب تحت القصف 20485225

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل - 17:04