عاشقة الرموز
نعم , حاولت نسيان تلك الايام التي خلت , نسيان تلك الصداقة المرة التي شاء قدر الله لها ان تنتهي ,
حاولت مرارا نسيان تلك النظرة البريئة,لكن دون جدوى ... هذا لانها صارت جزءا من مخيلتي,
فمتى اغمضت عيني, كنت ارى صورتها, ومتى خيم الصمت كنت اسمع كلماتها, كانت عيناي تفيض
بالدمع متى تذكرتها, لم استطع منذ فقدانها ان احرك لساني لاتكلم, او حتى ان ارسم
ابتسامة على محياي ... اصبحت حبيس مجموعة رموز وارقام, لاني كنت اظنها السبيل
للقياها, نعم هي كانت عاشقة للرموز, ومن يعلم ربما لا تزال...
ظللت اعد التواني, الدقائق, الساعات و الايام, بل الشهور و الاعوام, كنت انتظر عل
طيفها قد يظهر فيمنحني جرعة تنسيني كل الالام...تنسيني عاشقة الرموز .
جعلت من نفسي سندباد القرن الواحد و العشرين, جعلت من نفسي رحالا يطوف البلدان,
باحثا عن جرعة النسيان...قررت الاستقرار بمكان يقربني اليها...قررت الاستقرار
بمعهد العلوم, للتعمق في دراسة الرموز, علني اجدها هناك...لانني لطالما اتذكر
كلماتها المليئة بالالحان : " ان افتقدتني...فابحث بين الرموز " .
كنت كلما احسست بالوحدة, اغمض عيناي لاتمتع بصورتها التي كانت لا تفارق مخيلتي,
لكني...كنت نادما عن كل ثانية لم اقضها برفقتها قبل ان ترحل .
لا احب قول كلمة " الرحيل " , لانها كانت ولا تزال , سهما يمزق قلبي الصغير .
بدات حكاية " الرحيل " ’ صبيحة يوم ظننته كسائر الايام, لكن هيهات...
القيت التحية على عاشقة الرموز, لكنني كنت ارى ان تحيتي لا تزيدها الا
بعدا عني, كنت اقترب و اتساءل, لكنها كانت تبتعد و الدموع في عينيها, لم اشا
ان اكون محط ضجرها, لذلك ابتعدت الى ان تعود ... كان هذا جرحي الاول, نعم
اقول الاول لان جرحي الثاني كان اعمق , سالت عنها لكن ... دون جدوى,
فاهلها اغلقوا الابواب ... و رحلوا مبتعدين .
اشفقت على حالها من تسلط الاهل, تساءلت لما لم تخبرني عن سبب الرحيل ...
تساءلت لما لم تودعني عاشقة الرموز ...
قررت النسيان, لكن مع كل دقة قلب كنت ارى مشهد الرحيل المر هذا ...
لم اكن لارفع الراية البيضاء...لم اكن لادع الندم يتخلل الى قلبي, فرحلت
الى حيث رحلت عاشقة الرموز ...
مرت ايام و ايام من البحث و التجوال, لم ادع بقعة جاءت على لسانها الا وزرتها,
لكن زياراتي ... لا تسمن ولا تغني من جوع .
عدت و الدموع تنهمر, و القلب يكاد ان ينشطر... لكن وجدت البشرى في انتظاري
حين عودتي... بشرى حملتها رسالة من عاشقة الرموز...رسالة كتب فيها بالخط
العريض : " لا تحزن ... فلطالما حطمت الالام الاحلام...لكنها ما كانت لتحطم
روح الصداقة ... و تذكر مهما كان البعد بيننا , فالرموز تجمعنا " .
ابتسمت ... لانني كنت احب كلامها المليء بالحكمة ... لكنني لم اقتنع ,
و قررت السفر مهما كانت المسافات للقياها ...
اتبعت مصدر الرسالة ... فوصلت الى قرية نائية , شبه معزولة ...
عند وصولي بقليل... عمتني فرحة عارمة ... لرؤيتي اخت العاشقة الصغرى ...
فرحة لم تدم سوى دقائق معدودة ... فعند سؤالي عنها والدها...اجابتني دموعه,
نعم اجابتني دموعه ... لان لسانه كان عاجزا ... تملك قلبي رعب شديد حينها...
رحت اسال مرارا و تكرارا...الى ان اجابني صوت صغير : "اختي لم تستطع مقاومة السرطان
هذا ما تقوله امي..." , لا اعلم ما الذي اعتراني حينها, صدمة اوقفت دموعي...
لكنني لم اقتنع...فربما هي مخيلة الصغار...لكنني تفاجات بصوت امها الجريح...
" اسال الله ان يغفر لها " ... حينها اغمضت عيناي , ليمر امامي شريط , كانت
نهايته الدموع... لم اشا ان ازيد من جراح الاهل ... ولم اسال اي سؤال ...
لاني علمت ان الاجابة في الرموز ... لم انتظر يوما ان تظهر كل هذا الخلق
العظيم ... فلربما هي لم تشا ان تهدم صرحا بنيناه ... لم تشا ان تهدم صرح
الصداقة بالالام, الصداقة التي اعتبرتها روحا في جسدين.
لربما ارادت عيش حياة سعيدة ... كانت تعد ثوانيها ...
وكانت ترسم لي طريقا لذكراها ... من خلال الرموز
نعم , حاولت نسيان تلك الايام التي خلت , نسيان تلك الصداقة المرة التي شاء قدر الله لها ان تنتهي ,
حاولت مرارا نسيان تلك النظرة البريئة,لكن دون جدوى ... هذا لانها صارت جزءا من مخيلتي,
فمتى اغمضت عيني, كنت ارى صورتها, ومتى خيم الصمت كنت اسمع كلماتها, كانت عيناي تفيض
بالدمع متى تذكرتها, لم استطع منذ فقدانها ان احرك لساني لاتكلم, او حتى ان ارسم
ابتسامة على محياي ... اصبحت حبيس مجموعة رموز وارقام, لاني كنت اظنها السبيل
للقياها, نعم هي كانت عاشقة للرموز, ومن يعلم ربما لا تزال...
ظللت اعد التواني, الدقائق, الساعات و الايام, بل الشهور و الاعوام, كنت انتظر عل
طيفها قد يظهر فيمنحني جرعة تنسيني كل الالام...تنسيني عاشقة الرموز .
جعلت من نفسي سندباد القرن الواحد و العشرين, جعلت من نفسي رحالا يطوف البلدان,
باحثا عن جرعة النسيان...قررت الاستقرار بمكان يقربني اليها...قررت الاستقرار
بمعهد العلوم, للتعمق في دراسة الرموز, علني اجدها هناك...لانني لطالما اتذكر
كلماتها المليئة بالالحان : " ان افتقدتني...فابحث بين الرموز " .
كنت كلما احسست بالوحدة, اغمض عيناي لاتمتع بصورتها التي كانت لا تفارق مخيلتي,
لكني...كنت نادما عن كل ثانية لم اقضها برفقتها قبل ان ترحل .
لا احب قول كلمة " الرحيل " , لانها كانت ولا تزال , سهما يمزق قلبي الصغير .
بدات حكاية " الرحيل " ’ صبيحة يوم ظننته كسائر الايام, لكن هيهات...
القيت التحية على عاشقة الرموز, لكنني كنت ارى ان تحيتي لا تزيدها الا
بعدا عني, كنت اقترب و اتساءل, لكنها كانت تبتعد و الدموع في عينيها, لم اشا
ان اكون محط ضجرها, لذلك ابتعدت الى ان تعود ... كان هذا جرحي الاول, نعم
اقول الاول لان جرحي الثاني كان اعمق , سالت عنها لكن ... دون جدوى,
فاهلها اغلقوا الابواب ... و رحلوا مبتعدين .
اشفقت على حالها من تسلط الاهل, تساءلت لما لم تخبرني عن سبب الرحيل ...
تساءلت لما لم تودعني عاشقة الرموز ...
قررت النسيان, لكن مع كل دقة قلب كنت ارى مشهد الرحيل المر هذا ...
لم اكن لارفع الراية البيضاء...لم اكن لادع الندم يتخلل الى قلبي, فرحلت
الى حيث رحلت عاشقة الرموز ...
مرت ايام و ايام من البحث و التجوال, لم ادع بقعة جاءت على لسانها الا وزرتها,
لكن زياراتي ... لا تسمن ولا تغني من جوع .
عدت و الدموع تنهمر, و القلب يكاد ان ينشطر... لكن وجدت البشرى في انتظاري
حين عودتي... بشرى حملتها رسالة من عاشقة الرموز...رسالة كتب فيها بالخط
العريض : " لا تحزن ... فلطالما حطمت الالام الاحلام...لكنها ما كانت لتحطم
روح الصداقة ... و تذكر مهما كان البعد بيننا , فالرموز تجمعنا " .
ابتسمت ... لانني كنت احب كلامها المليء بالحكمة ... لكنني لم اقتنع ,
و قررت السفر مهما كانت المسافات للقياها ...
اتبعت مصدر الرسالة ... فوصلت الى قرية نائية , شبه معزولة ...
عند وصولي بقليل... عمتني فرحة عارمة ... لرؤيتي اخت العاشقة الصغرى ...
فرحة لم تدم سوى دقائق معدودة ... فعند سؤالي عنها والدها...اجابتني دموعه,
نعم اجابتني دموعه ... لان لسانه كان عاجزا ... تملك قلبي رعب شديد حينها...
رحت اسال مرارا و تكرارا...الى ان اجابني صوت صغير : "اختي لم تستطع مقاومة السرطان
هذا ما تقوله امي..." , لا اعلم ما الذي اعتراني حينها, صدمة اوقفت دموعي...
لكنني لم اقتنع...فربما هي مخيلة الصغار...لكنني تفاجات بصوت امها الجريح...
" اسال الله ان يغفر لها " ... حينها اغمضت عيناي , ليمر امامي شريط , كانت
نهايته الدموع... لم اشا ان ازيد من جراح الاهل ... ولم اسال اي سؤال ...
لاني علمت ان الاجابة في الرموز ... لم انتظر يوما ان تظهر كل هذا الخلق
العظيم ... فلربما هي لم تشا ان تهدم صرحا بنيناه ... لم تشا ان تهدم صرح
الصداقة بالالام, الصداقة التي اعتبرتها روحا في جسدين.
لربما ارادت عيش حياة سعيدة ... كانت تعد ثوانيها ...
وكانت ترسم لي طريقا لذكراها ... من خلال الرموز