بعد عهد يوسف بن تاشفين دخلت دولة المرابطين في انحراف عن مبادئها؛ مما أدخلها في عهد ضعفٍ انتهى بقيام دولة الموحدين على يد محمد بن تومرت، وكان فاسد العقيدة، فادَّعى أنه المهدي المنتظر، واستباح دماء المرابطين، وكانت الدماء يسيرةً عليه، وقد كان من أهم أسباب سقوط دولة المرابطين:
أولاً- ظهور روح الدعة والانغماس في الملذات والشهوات عند حكام المرابطين وأمرائهم في أواخر عصر علي بن يوسف.
ثانيًا- ظهور السفور والاختلاط بين النساء والرجال.
ثالثًا- انحراف نظام الحكم عن نظام الشورى إلى الوراثي.
رابعًا- الضيق الفكري الذي أصاب فقهاء المرابطين وحجرهم على أفكار الناس، ومحاولة إلزامهم بفروع مذهب الإمام مالك وحده، وعملوا على منع بقية المذاهب السنية تعصبًا لمذهبهم.
خامسًا- فَقْد دولة المرابطين لكثير من قياداتها وعلمائها العظام أمثال سير بن أبي بكر، ومحمد بن مزدلي، ومحمد بن الحاج، وأبي إسحاق بن دانية، وأبي بكر بن واسينو.
سادسًا- الأزمة الاقتصادية الحادة التي مرت بها دولة المرابطين نتيجة لانحباس المطر لعدة سنوات، وحلول الجفاف والقحط بالأندلس والمغرب، وزاد من حدَّة الأزمة الاقتصادية أن أسراب الجراد هاجمت ما بقي من الأخضر على وجه البلاد؛ مما هيأ الظروف لانتشار مختلف الأوبئة بين كثير من السكان، ووقعت هذه الأزمة في الفترة الواقعة ما بين أعوام 524 - 530هـ .
سابعًا- الصدام المسلح بين دولة المرابطين وجيوش الموحدين[1].
بعد محمد بن تومرت تولى عدد من الحكام كان أبرزهم عبد المؤمن بن علي الذي كان عهده عهد قوة؛ إذ قام بمضاعفة القوة العسكرية، كما قام بنهضة عمرانية كبيرة.
استمر عهد قوة الموحدين بعد تولي أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي (554 - 595هـ/ 1160 - 1199م)، ويمثل عهده الذي امتد خمس عشرة سنةً العصر الذهبي لدولة الموحدين.
تولَّى أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي، وكان عمره خمسًا وعشرين سنةً فقط، وقد قام بالأمر أحسن ما يكون القيام، ورفع راية الجهاد، ونصب ميزان العدل، ونظر في أمور الدين والوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن، واستطاع أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي أن يغير كثيرًا من أسلوب السابقين له، فكان سمته الهدوء والسكينة والعدل والحلم، حتى إنه كان يقف ليقضي حاجة المرأة وحاجة الضعيف في قارعة الطريق، وكان يؤمُّ الناس في الصلوات الخمس، وكان زاهدًا يلبس الصوف الخشن من الثياب، وقد أقام الحدود حتى في أهله وعشيرته، فاستقامت الأحوال في البلاد وعظمت الفتوحات.
بلغت أعمال أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي الجليلة في دولته أوجها، حتى وصلت إلى أن حارب الخمور، واهتم بالطب والهندسة، وألغى المناظرات العقيمة التي كانت في أواخر عهد المرابطين وأوائل عهد الموحدين، وقد أسقط الديون عن الأفراد، وزاد كثيرًا في العطاء للعلماء، ومال إلى مذهب ابن حزم الظاهري لكنه لم يفرضه على الناس، ومن أجلِّ أعماله أنه تبرأ من أباطيل ابن تومرت.
وفي سنة 591 هـ/ 1195م انطلقت الجيوش الإسلامية من المغرب والصحراء وعبرت مضيق جبل طارق إلى بلاد الأندلس لتلتقي مع قوات الصليبيين الرابضة هناك في موقعة الأرك الخالدة التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا باهرًا.
وبعد وفاة المنصور الموحدي سنة 595 هـ/ 1199م بدأت النهاية لدولة الموحدين.
أولاً- ظهور روح الدعة والانغماس في الملذات والشهوات عند حكام المرابطين وأمرائهم في أواخر عصر علي بن يوسف.
ثانيًا- ظهور السفور والاختلاط بين النساء والرجال.
ثالثًا- انحراف نظام الحكم عن نظام الشورى إلى الوراثي.
رابعًا- الضيق الفكري الذي أصاب فقهاء المرابطين وحجرهم على أفكار الناس، ومحاولة إلزامهم بفروع مذهب الإمام مالك وحده، وعملوا على منع بقية المذاهب السنية تعصبًا لمذهبهم.
خامسًا- فَقْد دولة المرابطين لكثير من قياداتها وعلمائها العظام أمثال سير بن أبي بكر، ومحمد بن مزدلي، ومحمد بن الحاج، وأبي إسحاق بن دانية، وأبي بكر بن واسينو.
سادسًا- الأزمة الاقتصادية الحادة التي مرت بها دولة المرابطين نتيجة لانحباس المطر لعدة سنوات، وحلول الجفاف والقحط بالأندلس والمغرب، وزاد من حدَّة الأزمة الاقتصادية أن أسراب الجراد هاجمت ما بقي من الأخضر على وجه البلاد؛ مما هيأ الظروف لانتشار مختلف الأوبئة بين كثير من السكان، ووقعت هذه الأزمة في الفترة الواقعة ما بين أعوام 524 - 530هـ .
سابعًا- الصدام المسلح بين دولة المرابطين وجيوش الموحدين[1].
بعد محمد بن تومرت تولى عدد من الحكام كان أبرزهم عبد المؤمن بن علي الذي كان عهده عهد قوة؛ إذ قام بمضاعفة القوة العسكرية، كما قام بنهضة عمرانية كبيرة.
استمر عهد قوة الموحدين بعد تولي أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي (554 - 595هـ/ 1160 - 1199م)، ويمثل عهده الذي امتد خمس عشرة سنةً العصر الذهبي لدولة الموحدين.
تولَّى أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي، وكان عمره خمسًا وعشرين سنةً فقط، وقد قام بالأمر أحسن ما يكون القيام، ورفع راية الجهاد، ونصب ميزان العدل، ونظر في أمور الدين والوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن، واستطاع أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي أن يغير كثيرًا من أسلوب السابقين له، فكان سمته الهدوء والسكينة والعدل والحلم، حتى إنه كان يقف ليقضي حاجة المرأة وحاجة الضعيف في قارعة الطريق، وكان يؤمُّ الناس في الصلوات الخمس، وكان زاهدًا يلبس الصوف الخشن من الثياب، وقد أقام الحدود حتى في أهله وعشيرته، فاستقامت الأحوال في البلاد وعظمت الفتوحات.
بلغت أعمال أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي الجليلة في دولته أوجها، حتى وصلت إلى أن حارب الخمور، واهتم بالطب والهندسة، وألغى المناظرات العقيمة التي كانت في أواخر عهد المرابطين وأوائل عهد الموحدين، وقد أسقط الديون عن الأفراد، وزاد كثيرًا في العطاء للعلماء، ومال إلى مذهب ابن حزم الظاهري لكنه لم يفرضه على الناس، ومن أجلِّ أعماله أنه تبرأ من أباطيل ابن تومرت.
وفي سنة 591 هـ/ 1195م انطلقت الجيوش الإسلامية من المغرب والصحراء وعبرت مضيق جبل طارق إلى بلاد الأندلس لتلتقي مع قوات الصليبيين الرابضة هناك في موقعة الأرك الخالدة التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا باهرًا.
وبعد وفاة المنصور الموحدي سنة 595 هـ/ 1199م بدأت النهاية لدولة الموحدين.