بينما كان يقود سيارته في طريقٍ بريٍ في ساعة متأخرة من ليلٍ حالك الظلام والطريق مزدحم بالسيارات و فجأة و دون مقدمات انطفأ مصباح السيارة فساد الخوف والارتباك كل من بالسيارة ذُهل القائد و بلغ الخوف منه مبلغه فهو يحذر أن يصطدم بمن أمامه و يخشى أن يُصدم من خلفه وزاد من ارتباكه أن رفيقه النائم في المقعد الخلفي ظن أن السيارة واقفة ففتح الباب و خرج ليتدحرج على الأرض , حاول السائق إقاف سيرته و بعد عراكٍ مؤلم معها تمكن من إيقافها و هرع إلى صاحبه فإذا العناية الربانية قد أحاطته فهو سليم بحمد الله إلا من بعض الجراح الطفيفة .
تخيلت نفسي مكانه و قلت لنفسي ماذا لو انطفأ المصباح ؟ و أدركت حقيقةً نغفل عنها كثيراً وهي حاجتنا الماسة إلى النور فالنور مصدر للأمن و الراحة و الطمأنينة و السكون و الهناء, و الظلمة على النقيض من ذلك فهي مأوى الشرور فيها الضيق و الخوف و القلق تنتشر فيها دواب الأرض و هوامها ، وأنا أتأمل هذه المقارنة بين النور و الظلمة و أتذكر فرح الصغير الذي لا يعقل بالنور و خوفه و بكاءه من الظلمة و مبادرة كل الناس إلى التخلص من الظلمة كل حسب استطاعة ، حتى أن الذي لا يملك مصباحاً كهربائياً يبادر إلى إيقاد جذوة من النار يهتدي بها من الظلمات ، قلت في نفسي كم هي الظلمة مَبْغَضَةٌ مَكْرُوهَةٌ عند كل الناس و لكن مع كل هذا الكره لها إلا أن كثيراً من الناس قد رضي بظلمة هي في الحقيقة أشد وحشةً و ضيقاً و خوفاً و ذعراً من الظلمة الحسية إنها ظلمة القلب إي و ربي إنها لأعظم خطراً و أجل خطباً من ظلمة انطفاء المصباح ومن ظلمة الليل البهيم فما أحوجنا إخوتي الكرم إلى نور الإيمان ليبدد الظلمات من قلوبنا قال تعالى : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأنعام (122) فهل يستوي من يعيش في ظلمات الذنوب و المعاصي بمن منّ الله عليه بالهدى و نّور قلبه بالإيمان كلا و ربي يقول الإمام ابن القيم رحمه الله [وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ] الجواب الكافي (125) وقال رحمه الله : [أصل كل خير وسعادة للعبد بل لكل حي ناطق : كمال حياته ونوره فالحياة والنور مادة الخير كله قال الله تعالى : {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } فجمع بين الأصلين : الحياة والنور فبالحياة تكون قوته وسمعه وبصره وحياؤه وعفته وشجاعته وصبره وسائر أخلاقه الفاضلة ومحبته للحسن وبغضه للقبيح فكلما قويت حياته قويت فيه هذه الصفات وإذا ضعفت حياته ضعفت فيه هذه الصفات ... وكذلك إذا قوى نوره وإشراقه انكشفت له صور المعلومات وحقائقها على ما هي عليه فاستبان حسن الحسن بنوره وآثره بحياته وكذلك قبح القبيح] إغاثة اللهفان ( 1/20 ) و قد بين الني صلى عليه و سلم حال القلوب مع نور الإيمان فعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( القلوب أربعة : قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب أغلف مربوط على غلافه وقلب منكوس وقلب مصفح فأما القلب الأجرد : فقلب المؤمن سراجه فيه نوره وأما القلب الأغلف فقلب الكافر وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها الدم و القيح فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه ) رواه الإمام أحمد و قال ابن كثير : وهذا إسناد جيد حسن وهذا النور لا يُحصّل بالدرهم و الدينار و إنما هو هبة الله عز وجل فهو الذي يهب هذا النور لمن يشاء قال تعالى : (نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ) و قال تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40)
و لكن هناك أسباب إذا بذلها العبد وهبه الله هذا النور و منها :
1/ محبة الله و طاعته و العبودية له سبحانه فإنه جل و علا نور السموات و الأرض يهدي لنوره من يشاء من عباده قال تعالى اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور:35) عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول : جف القلب على علم الله ) . رواه أحمد والترمذي و صححه الألباني .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يصف نور الإيمان في قلب المؤمن : [وهذا هو النور الذي أودعه في قلبه من معرفته ومحبته و الإيمان به وذكره وهو نوره الذي أنزله إليهم فأحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس وأصله في قلوبهم ثم تقوى مادته فتتزايد حتى يظهر على وجوههم وجوارحهم وأبدانهم بل ثيابهم ودورهم يبصره من هو من جنسهم وسائر الخلق له منكر فإذا كان يوم القيامة برز ذلك النور وصار بإيمانهم يسعى بين أيديهم في ظلمة الجسر حتى يقطعوه وهم فيه على حسب قوته وضعفه في قلوبهم في الدنيا فمنهم من نوره كالشمس وآخر كالقمر وآخر كالنجوم وآخر كالسراج وآخر يعطي نوراً على إبهام قدمه يضيء مرة ويطفأ أخرى إذ كانت هذه حال نوره في الدنيا فأعطى على الجسر بمقدار ذلك ] الوابل الصيب (72) .
فيا من يريد الفوز بنور الإيمان أقبل على الله و انطرح بين يديه و متع نفسك بمحبته و العبودية له قال ابن القيم رحمه الله : [وأما محبة الرب سبحانه فشأنها غير هذا الشأن فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها وفاطرها فهو إلهها ومعبودها ووليها ومولاها وربها ومدبرها ورازقها ومميتها ومحييها فمحبته نعيم النفوس وحياة الأرواح وسرور النفوس وقوت القلوب ونور العقول وقرة العيون وعمارة الباطن فليس عند القلوب السليمة والأرواح الطيبة والعقول الزاكية أحلى ولا ألذ ولا أطيب ولا أسر ولا أنعم من محبته والأنس به والشوق إلى لقائه والحلاوة التي يجدها المؤمن في قلبه بذلك فوق كل حلاوة والنعيم الذي يحصل له بذلك أتم من كل نعيم واللذة التي تناله أعلى من كل لذة ] إغاثة اللهفان ( 2/ 197) .
2/ محبة النبي صلى الله عليه و سلم و متابعته فرسول الله نور أرسله لنستضيء بهديه فقال الله ) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً) (الأحزاب:45ـ 46) و قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28) قال الطبري رحمه الله : [وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره وعد هؤلاء القوم أن يجعل لهم نورا يمشون به والقرآن مع أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم نوراً لمن آمن بهما وصدقهما وهدى لأن من آمن بذلك فقد اهتدى ].الطبري ( 11/693).
فهو صلى الله عليه و سلم السراج المنير فمن أراد أن ينير قلبه بنور الإيمان فعليه أن يهرع إلى هدي محمد صلى الله عليه و سلم و سنته ليقتبس من السراج المنير ما ينير به قلبه و جسده و روحه و وجهه و حياته .
يقول ابن القيم رحمه الله معلقاً عل الآية السابقة ::[ وفي قوله تمشون به إعلام بأن تصرفهم وتقلبهم الذي ينفعهم إنما هو النور وأن مشيهم بغير النور غير مجد عليهم ولا نافع لهم بل ضرره أكثر من نفعه وفيه أن أهل النور هم أهل المشي في الناس ومن سواهم أهل الزمانة والانقطاع فلا مشي لقلوبهم ولا لأحوالهم ولا لأقوالهم ولا لأقدامهم إلى الطاعات وكذلك لا تمشي على الصراط إذا مشت بأهل الأنوار أقدامهم وفي قوله تمشون به نكتة بديعة وهي أنهم يمشون على الصراط بأنوارهم كما يمشون بها بين الناس في الدنيا ومن لا نور له فإنه لا يستطيع أن ينقل قدما عن قدم على الصراط فلا يستطيع المشي أحوج ما يكون إليه] اجتماع (الجيوش (1/9 و صدق كعب بن زهير رضي الله عنه حين قال :
إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
و صدق من قال :
بزغ الصباح بنور وجهك بعدما *** غشت البرية ظلمة سوداء
فتفتقت بالنور أركان الدجى *** و سعى على الكون الفسيح ضياء
و مضى السلام على البسيطة صافياً *** تروى به الفيحاء و الجرداء
حتى صفت للكون أعظم شرعة *** فاضت بجود سخائها الأنحاء
يا سيد الثقلين يا نبع الهدى *** يا خير من سعدت به الأرجاء
3/ تقوى الله :
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28) قال الإمام ابن القيم رحمه الله : [ فضمن لهم سبحانه بالتقوى ثلاثة أمور : ( أحدها ) أعطاهم نصيبين من رحمته نصيبا في الدنيا ونصيبا في الآخرة وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين ( الثاني ) أعطاهم نورا يمشون به في الظلمات ( الثالث ) مغفرة ذنوبهم وهذا غاية التيسير فقد جعل سبحانه التقوى سببا لكل يسر وترك التقوى سببا لكل عسر ] التبيان في أقسام لقرآن (1/36 )
4/ الصلاة :
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآَنِ ، أَوْ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَالصَّلاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو ، فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا)) .(صحيح مسلم) قال الشيخ ابن عثيمين : "وَالصَّلاةُ نورٌ" أي صلاة الفريضة والنافلة نور، نور في القلب، ونور في الوجه، ونور في القبر، ونور في الحشر، لأن الحديث مطلق، وجرّب تجد.
إذا صلّيت الصلاة الحقيقية التي يحضر بها قلبك وتخشع جوارحك تحس بأن قلبك استنار وتلتذّ بذلك غاية الالتذاذ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ ) ] شرح الأربعين .
و قال صلى الله عليه و سلم " من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف عن أبي الدرداء : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة ) قال شعيب الأرنؤوط : صحيح بشواهده و قال صلى الله عليه و سلم " بشِّـر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " رواه أبو داود والترمذي .
قال ابن القيم :[ فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ودفع مفاسد الدنيا والآخرة وهي منهاة عن الإثم ودافعة لأدواء القلوب ومطردة للداء عن الجسد ومنورة للقلب ومبيضة للوجه ومنشطة للجوارح والنفس وجالبة للرزق ودافعة للظلم ومنزلة للرحمة وكاشفة للغمة ونافعة من كثير من أوجاع البطن ] زاد المعاد ( 4/185).
و قال رحمه الله : [ والصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للحركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن. وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب، وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل، وعاقبته أسلم. وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا، ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهرًا وباطنًا، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة، ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة، وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل، وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة، والغنيمة والغنى، والراحة والنعيم، والأفراح والمسرات، كلها محضرة لديه، ومسارعة إليه ] زاد المعاد (4/304) .
ما اجمل خطو المصلين إلى بيوت الله عز وجل ما أجمل الحياة بالصلاة وما أجمل قول الشاعر:
يمشون نحو بيوت الله إذ سمعوا *** "الله أكبر" في شوق وفي جذل
أرواحـــهم خشــعت لله في أدب *** قلوبهم من جلال الله في وجل
نجــواهم: ربنــا جئنــاك طائـعة *** نفوسنا، وعصينا خـادع الأمــل
إذا سجــى اللــيل قاموه وأعينهم *** من خشية الله مثل الجائد الهـطل
هـــم الرجــال فلا يلهيهم لـــعب *** عن الصلاة، ولا أكذوبة الكــسل
5/ بر الوالدين قال تعالى : (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }يوسف4 و قال تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ...) فالأم و الأب على الحقيقة هم شمسك و قمرك يا عبد الله هم نورك الذي تبصر به في ظلمات الحياة كم بدد الله بدعائهما لك كثيراً من الظلمات فاحرص على برهما , و إياك و التقصير في ذلك , فمن قصّر في حقهما و حرم نورهما فهو في بحار الظلمات حُرم من أعظم الأنوار و لا حول و لا قوة إلا بالله .
6/ تلاوة القرآن :
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) النساء:174) قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى:52) عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من قرأ القرآن و تعلمه و عمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس و يكسى و الديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا فيقولان بما كسينا فيقال بأخذ ولدكما القرآن) رواه الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه و حسنه الألباني .
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك : أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا) رواه أحمد قال ابن القيم رحمه الله : [ (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) الشورى52 فلا روح إلا فيما جاء به ولا نور إلا في الاستضاءة به فهو الحياة والنور والعصمة والشفاء والنجاة والأمن ] الصواعق المرسلة ( 1/ 152 ) .
و قال رحمه الله : [فجمع بين الروح الذي يحصل به الحياة والنور الذي يحصل به الإضاءة والإشراق وأخبر أن كتابه الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم متضمن للأمرين فهو روح تحيا به القلوب ونور تستضىء وتشرق به ] إغاثة اللهفان ( 1/21 )
7 / ذكر الله قال تعالى : ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الزمر:22) وقال ذو النون :- من شغل قلبه ولسانه بالذكر قذف الله في قلبه نور الشوق اليه قال ابن القيم : [ إن الذكر نور للذاكر في الدنيا و نور له في قبره و نور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط فما استنارت القلوب و القبور بمثل ذكر الله ]و قال رحمه الله : [ إن الذكر ينور القلب و الوجه و الأعضاء و هو نور العبد في دنياه و في البرزخ و في القيامة ] . الوابل الصيب .
8/ قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه و بين الجمعتين ) رواه الحاكم و صححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) : من قرأ سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ومن توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة ) رواه الطبراني في الأوسط و صححه الألباني
9/ الإكثار من النوافل و اكتساب الحسنات :
قال ابن عباس : [ إن للحسنة نوراً في القلب و ضياء في الوجه و قوة في البدن و زيادة في الرزق و محبة في قلوب الخلق . و إن للسيئة سواداً في الوجه و ظلمة في القلب و وهناً في البدن و نقصاً في الرزق و بغضة في قلوب الخلق ] و قال عثمان رضي الله : [ ما عمل رجل عملاً إلا ألبسه الله لباسه إن خيراً فخير و إن شراً فشراً ] .
قال ابن القيم رحمه الله : [من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى الى جنبها أعملني أيضا فاذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات ... ولايزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه اليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه اليها ] الجواب الكافي (36)
10/ الصبر :
قال صلى الله عليه و سلم : ( و الصبر ضياء ) قال النووي رحمه الله : [الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتديا مستمرا على الصواب ] شرح مسلم (3/101).
قال السندي رحمه الله : [والصبر ضياء أي نور قوي فقد قال تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ].
قال الألوسي رحمه الله : [والذي يميل القلب إليه أن الضياء يطلق على النور القوي وعلى شعاع النور المنبسط ] روح المعاني (1/166) .
و الصبر من أعظم الأعمال الصالحة بل هو من أبرز صفات الأنبياء و المرسلين و الأتقياء و الصالحين و قد توافرت نصوص الوحيين في الحث على الصبر و بيان فضائله قال تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } و عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ) ... وَمَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدًا مِنْ عَطَاءٍ أَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) رواه البخاري .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وجدنا خير عيشنا بالصبر.
قال سليمان بن القاسم: [ كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر لأجل هذه الآية((ِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ))الزمر10
وجعل الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجعلها لغيرهم، كل منها خيرٌ مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون وهي الصلاة منه والرحمة و الهداية { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} أخي لمبارك إن المتأمل في حياة الصابرين يرى الأنوار قد أحاطت بهم جزاء صبرهم و احتسابهم و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
ابتلي أحد الدعاة إلى الله بشللٍ رباعي إثر حادث ألم به و كان صابراً محتسباً راضاً بقضاء الله وقدره فكانت الأنوار تشرق من محياه كل من زاره شعر بذلك بل إن الذي يزوره يشعر بعد زيارته بسرور و سعاة و ابتهاج و زيادة في إيمانه فما أعظم الصبر .
11 / الحج :
عن عبادة بن الصامت قال :قال ( ... فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل يقول لملائكته يا ملائكتي ما جاء بعبادي قالوا جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة فيقول الله عز وجل فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج وأما رميك الجمار قال الله عز وجل { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة وأما طوافك بالبيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك ) رواه الطبراني و صححه الألباني .
12/ الجهاد
قال تعالى : (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) الحديد 19 و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة ) رواه البزار قال الألباني صحيح لغيرة و عن عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله في جوف رجل غبارا في سبيل الله ودخان جهنم ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة لونها مثل نور الزعفران وريحها مثل ريح المسك يعرفه بها الأولون والآخرون يقولون فلان عليه طابع الشهداء ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ) رواه لإمام حمد و قال: شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح بشواهده دون قوله : " ألف سنة للراكب المستعجل
13 / قيام الليل :
الخلوة بالرب جل و علا في جوف الليل من أعظم ما يكسب العبد النور في قلبه و وجهه و سائر حياته و قد قيل للحسن رحمه الله :[ ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً ؟ قال لأنهم خلوا بنور الرحمن في الظلمة فألبسهم نوراً من نوره ] و قال عطاء الخرساني : [ قيام الليل محياة للبدن و نور في القلب و ضياء في البصر و قوة في الجوارح و إن الرجل إذا قام من الليل يتهجد أصبح فرحاً يجد فرحاً في قلبه ].
و قد كثرة النصوص الدالة على عظيم منزلة قيام الليل عند الله قال تعالى في وصف عباد الرحمن : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } و قال في وصف المتقين :{ انُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } وعن سهل بن سعد الساعدي قال : ( جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقة و اعمل ما شئت فإنك مجزى به وعش ما شئت فإنك ميت و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل و عزه استغناؤه عن الناس ) رواه البيهقي في الشعب و حسه الألباني
14/ المكوث في المساجد :
المساجد محل الأنوار فهي بيوت الله و فيها تقام الصلاة و يتلى كتاب الله وهي مأرز الملائكة التي خلقت من نور نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ، و تأمل قول الله فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)) بعد قوله :{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } قال ابن كثير رحمه الله : [لما ضرب الله تعالى مثل قلب المؤمن وما فيه من الهدى والعلم بالمصباح في الزجاجة الصافية المتوقد من زيت طيب وذلك كالقنديل ذكر محلها وهي المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله تعالى من الأرض وهي بيوته التي يعبد فيها ويوحد]
15/ التوبة التائب حبيب الرحمن لقلبه نور و لوجهه إشراق يميزه كل من يلقاه كيف لا و قد كان في ظلمات المعاصي فأنار الله قلبه بالهدى و أحياه بعد أن كان في عداد الموتى قال تعالى : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122) قال ابن القيم رحمة الله : [ فالأول هو المؤمن الذي استنار بالإيمان بالله و محبته و معرفته و ذكره و الآخر الغافل عن الله تعالى المعرض عن ذكره و محبته و الشأن كل الشأن و الفلاح كل الفلاح في النور و الشقاء كل الشقاء في فواته ] بدائع التفسير ج2 و قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم: يقول الإمام السعدي : [قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية، ووعد عليها بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، حين يسعى المؤمنون يوم القيامة بنور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار، التي لا تعطى المنافقين، ويسألون الله أن يتمم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم، ويوصلهم ما معهم من النور واليقين، إلى جنات النعيم، وجوار الرب الكريم، وكل هذا من آثار التوبة النصوح ].
16/البعد الذنوب و المعاصي :
عن حذيفة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ) رواه مسلم قال ابن القيم رحمه الله و هو يبين آثار الذنوب و المعاصي : [ ومنها ظلمته يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فان الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات و الأمور المهلكة وهو لا يشعر كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد قال عبد الله بن عباس : ( ... وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق ] الجواب الكافي (35)
17/ غض البصر :
قال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) قال ابن القيم رحمه الله عن غض البصر:[ أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى الله نور السموات والأرض عقيب قوله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ] روضة المحبين (101) و قال رحمه الله : [ غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائد عظيمة الخطر جليلة القدر : إحداها : حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب وألذ مما صرف بصره وتركه لله تعالى فإن من ترك شيئا لله عوضه الله عز وجل خيرا منه ...
الفائدة الثانية في غض البصر : نور القلب وصحة الفراسة قال أبو شجاع الكرماني : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحارم واعتاد أكل الحلال لم تخظىء له فراسة ...
الفائدة الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان النصرة كما أعطاه بنوره سلطان الحجة فيجمع له بين السلطانين ويهرب الشيطان منه ] إغاثة اللهفان (1/ 47)
18/ الشيب :
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنتفوا الشيب فإنه ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة) رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني .
وعن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورفع بها درجة ) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الألباني و الأحاديث تفيد النهي عن نتف الشيب كما ورد النهي عن التغير بالسواد عن جاب بن عبد الله رضي الله عنهما قال ( أوتي بأبي قحافه يوم فتح مكة و رأسه و لحيته كالثغامة بياضاً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( غيروا هذا الشيب و جنبوه السواد ) رواه مسلم .
و عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام ، لا يريحون رائحة الجنة ) رواه أبو داود و صححه الألباني .
قال الشيخ سعيد بن وهف : سمعت سماحة الشيخ ابن باز يقول عن هذا الحديث : [ إسناده جيد و هذا دليل على تحريم تغيير الشيب بالسواد ، و يقتضي أنه كبيرة لأنه و عيد ] نور الشيب صـ12 و يسن تغييره بالحناء أو الصفرة أو الحناء و الكتم عن أبي ذر قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم ) رواه النسائي وقال الشيخ الألباني : صحيح و كان صلى الله عليه و سلم يصفر لحيته بالورس و الزعفران ) رواه النسائي .
19/ الإكثار من قول لا إله الا الله و النطق بها عند الموت :
عن جابر بن عبد الله قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لطلحة بن عبيد الله : ما لي أراك قد شعثت واغبررت منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك ساءك يا طلحة إمارة بن عمك قال معاذ الله إني لأحذركم أن لا أفعل ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها أحد عند حضرة الموت إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده وكانت له نورا يوم القيامة فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولم يخبرني بها فذلك الذي دخلني قال عمر رضي الله عنه فأنا أعلمها قال فلله الحمد فما هي قال هي الكلمة التي قالها لعمه لا إله إلا الله قال طلحة صدقت) قال: شعيب الأرنؤوط : صحيح بطرقه
20/ الأخوة في الله :
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس اسمعوا و اعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله أنعتهم لنا جلهم لنا يعني صفهم لنا شكلهم لنا فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال صحيح الإسناد و قال الألباني صحيح لغيره .
21/ تعليم الأبناء و تحفيظهم كتاب الله :
عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من قرأ القرآن و تعلمه و عمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس و يكسى و الديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا فيقولان بما كسينا فيقال بأخذ ولدكما القرآن ) رواه الحاكم و قال : صحيح على شرط مسلم و قال الألباني حسن لغيره
22/ العدل زهير قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) رواه مسلم قال ابن حجر :[ وأحسن ما فسر به العادل أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط ] الفتح ( 2/145) قال النووي رحمه الله : [معناه أن هذا الفضل إنما هو لمن عدل فيما تقلده من خلافة أو إمارة أو قضاء أو حسبة أو نظر على يتيم أو صدقة أو وقف وفيما يلزمه من حقوق أهله وعياله ونحو ذلك والله أعلم] شرح مسلم (12/211) .
قال المناوي :[ قدم قوله في حكمهم ليشمل من بيده أزمة الشرع ثم أردفه بالأهل لتناول كل من في مؤونته أقارب أو عيال وختم بقوله وما ولوا ليستوعب كل من تولى شيئا من الأمور فيشمل نفسه بأن لا يضيع وقته في غير ما أمر به ] فيض القدير(2/391) .
و يدخل في ذلك شعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فإنه داخلون في هذا الفضل إذا قاموا بهذه الشعيرة على الوجه المطلوب قال ابن القيم رحمه الله : [والمقصود أن الحكم بين الناس في النوع الذي لا يتوقف على الدعوى هو المعروف بولاية الحسبة وقاعدته وأصله هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه ووصف به هذه الأمة وفضلها لأجله على سائر الأمم التي أخرجت للناس وهذا واجب على كل مسلم قادر وهو فرض كفاية ويصير فرض عين على القادر الذي لم يقم به غيره من ذوي الولاية والسلطان فعليهم من الوجوب ما ليس على غيرهم فإن مناط الوجوب هو القدرة فيجب على القادر ما لا يجب على العاجز قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم ] الطرق الحكمية (1/ 345)
23/ قراءة الفاتحة وخواتم سورة البقرة عن بن عباس قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل عليه السلام إذ سمع نقيضا فوقه فرفع جبريل عليه السلام بصره إلى السماء فقال هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط قال فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفا منهما إلا أعطيته ) رواه النساءي و صححه الألباني
24/ الوضوء :
عبد الله بن مسعود قال قيل يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك ؟ قال : ( غر محجلون بلق من آثار الوضوء ) رواه ابن ماجة و قال الألباني حسن صحيح ( غر ) جمع الأغر من الغرة بياض الوجه . يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة
25/ الدعوة إلى الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع ) رواه أحمد والترمذي و قال صلى الله عليه وسلم: ( نضر الله امرءاً سمع منا شيئا فبلـّغه كما سمعه، فربّ مبلـَّغ أوعى من سامع) قال الخطابي : معناه الدعاء له بالنضارة و هي النعيم و البهجة ... و قال السيوطي رحمه الله : ( قال أبو عبد الله محمد بن إحمد بن جابر : ( إي ألبسه الله نضرة ً و حسناً و خلوص لون و زينة و جمالاً ، أوصله لنضرة الجنة نعيماً و نضارةً قال تعالى( و َلَقَّاهُمْ نَضْرَة) : ( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) (المطففين:24) قال سفيان : [ ما من أحد يطلب حديثاً إلا و في وجهه نضرة ] عون المعبودجـ10 صـ94 قال ابن القيم رحمه الله : ( فإن النضرة البهجة و الحسن الذي يكساه الوجه من آثار الإيمان و ابتهاج الباطن به و فرح القلب و سروره و التلذاذه به فتظهر هذه البهجة و السرور و الفرحة نضارة على الوجه و لهذا يجمع له سبحانه بين البهجة و السرور و النضرة) مفتاح دار السعادة صـ89ـ قال المباركفوري رحمه الله : ( و لو لم يكن في طلب الحديث و حفظه و تبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة المباركة لكفى ذلك فائدة و غنماً ، و جل في الدارين حظاً و قسماً ) تحفة الأحوذي (2 /2026) قال الشيخ بن عثيمين : المراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للإنسان إذا سمع حديثاً عن رسول الله فبلغه أن يحسن الله وجهه يوم القيامة . شرح رياض ج 4 صـ 517
و تمام ذلك أن يفوز بالنظر إلى وجه لله عز وجل فينال من النضارة و النعيم ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر , فطوبى لك أيها الداعية يوم أن تكون ممن قال الله عنهم : ( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) (المطففين:24) و قال سبحانه (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23)
قال السعدي رحمه الله : [{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ } أي: حسنة بهية، لها رونق ونور، مما هم فيه من نعيم القلوب، وبهجة النفوس، ولذة الأرواح، { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أي: تنظر إلى ربها على حسب مراتبهم: منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشيا، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم ] تيسير الكريم الرحمن ( 899ـ900 )
26/ الدعاء :
عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك ) رواه أبو داود. قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 352 في صحيح الجامع عن ابن عباس قال : ( بت ليلة عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فأتى حاجته ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتي القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين الوضوءين ولم يكثر وقد أبلغ ثم قام فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أنتبه له فتوضأت فقام فصلى فقمت عن يساره فأخذ بيدي فأدارني عن يمينه فتتامت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فأتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام فصلى ولم يتوضأ وكان في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعظم لي نورا ) رواه مسلم
ثمرات الأنوار :
1/ نور الوجه و انشراح الصدر و السعادة الحقيقية
2/ الهداية بهذا النور قال تعالى : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122)
3/ حسن الخاتمة
4/ نور القبر و سعته عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قبر أحدكم أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما : المنكر والآخر : النكير فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد ؟ فهو قائل ما كان يقول فإن كان مؤمنا قال : هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان له : إن كنا لنعلم إنك لتقول ذلك ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا وينور له فيه فيقال له : نم فينام كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ) رواه و الترمذي و ابن حبان و حسنه الألباني
5/ أخذ النور يوم القيامة برفقة رسول الله عند عبور الصراط :
قال تعالى : ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (الحديد:12)
وخذ لنفسك نوراً تستضيء به ... يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب
فالجسر ذو ظلمات ليس يقطعه ... إلا بنور ينجي العبد في الكرب
6/ دخول الجنة دار النور من حديث أسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في مقام أبدا في حبرة ونضرة في دور عالية سليمة بهتة قالوا : نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال : قولوا : إن شاء الله تعالى فقال القوم : إن شاء الله ) رواه ابن ماجه و ابن حبان اللهم اجعل لي نوراً أمشي به في الناس , اللهم إني عبدك ابن عبدك أبن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ’اللهم اجعل لي في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعظم لي نورا
اللهم اجعلني ممن يعبر الصراط مع محمد صلى الله عليه و سلم ممن يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين .
محبكم : شائع بن محمد الغبيشي