السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
----------//---
في احدى ليالي الارق ، وفي ظروف غاية في الجدية ، انظر من نافذتي فارى غرفة صغيرة مضيئة بضوء الشمع ، فيجذبني حب استطلاعي لارى ما فيها ، واذ به رجل كهل، أكل الدهر عليه وشرب ، اسمعه يتمتم ، ولكن ما الذي يقوله ؟ فاقتربت من نافذته بحذر شديد ، واسمعه يقول " يا رب ، يا الله "، ثم يقف بمشقّه فيصلي ركعتين، ثم يعود الى فرشته الرثة البالية ليرمي بنفسه عليها من شدة تعبه ، فدعاني ذلك المنظر للشفقة عليه، ثم نظرت الى الناحية الاخرى من الغرفة فرايت الشمعة التي شارفت على الانطفاء وفي جانبا مصحف صغير، ثم نظرت لساعتي فوجدتها الرابعة فجرا، فاستغربت استيقاظه في مثل هذا الوقت.
فاستجمعت قواي ودخلت اليه لاسئله: ما الذي تفعله في هذا الوقت .؟ وفي هذا المكان الذي لا يستحمله بشر ..؟؟
فاجابني بصوت منخفض وهادئ : يا بني ، أنا في نعمة كبيرة هنا، فغيري لا يجد مكانا يجلس فيه.
فقلت له : يا عم، من هم في سنك تلزمهم الرعاية والاهتمام الكبير، الا يوجد لك عقب يساعدك ؟
فاجابني قائلا :ثلاثة اولاد ، وما الذي تفعله هنا ، اين هم عنك ؟
فقال لي : كل منهم له حياته وزوجته واولاده، فما الذي يريدونه من رجل في مثل سني، يعيش في بيئة كادحة، ياكل من اكل القطط .
ثم صمتُّ ، سلّمت عليه وخرجت من عنده، واذا بمياه الامطار تنهمر بغزارة شديدة، ثم عدت اليه وسالته، بالمناسبة ماهو اسمك يا عمي؟
فقال لي : اسمي ابو محمد، وخرجت من بابه حزينا جدا على حاله.
وعدت الى غرفتي اتذكر الكلمات التي قالها لي، ثم نظرت من النافذة وإذ به العم ابو محمد قد خرج حين أذن الفجر متوجها الى المسجد.
وبعد الصلاة مباشرة سمعت صوت شيخ المسجد يقول ، " لا حول ولا قوة الا بالله ، رحمه الله".
وفي صباح اليوم التالي، وأنا في طريقي الى المدرسة، رأيت رجلا يغلق بيت العم ابو محمد بقفل من حديد، فركضت نحوه وقلت له: ما الذي تفعله؟ وأين العم أبو محمد ؟
فقال لي بصوت غليظ وغاضب: رحمه الله.
فسال الدمع من عينيّ ولم استوعب ما حدث وقلت له : من أنت؟
فقال لي : أنا محمد ابن ابي محمد، فغضبت منه وقلت له : الا تخجل من نفسك !! أتذكرت العم الطيب أبو محمد الان بعد رحيله ؟
ثم توجهت الى مدرستي وانا في اشد ايامي تاثرا وحزنا .
----------//---
في احدى ليالي الارق ، وفي ظروف غاية في الجدية ، انظر من نافذتي فارى غرفة صغيرة مضيئة بضوء الشمع ، فيجذبني حب استطلاعي لارى ما فيها ، واذ به رجل كهل، أكل الدهر عليه وشرب ، اسمعه يتمتم ، ولكن ما الذي يقوله ؟ فاقتربت من نافذته بحذر شديد ، واسمعه يقول " يا رب ، يا الله "، ثم يقف بمشقّه فيصلي ركعتين، ثم يعود الى فرشته الرثة البالية ليرمي بنفسه عليها من شدة تعبه ، فدعاني ذلك المنظر للشفقة عليه، ثم نظرت الى الناحية الاخرى من الغرفة فرايت الشمعة التي شارفت على الانطفاء وفي جانبا مصحف صغير، ثم نظرت لساعتي فوجدتها الرابعة فجرا، فاستغربت استيقاظه في مثل هذا الوقت.
فاستجمعت قواي ودخلت اليه لاسئله: ما الذي تفعله في هذا الوقت .؟ وفي هذا المكان الذي لا يستحمله بشر ..؟؟
فاجابني بصوت منخفض وهادئ : يا بني ، أنا في نعمة كبيرة هنا، فغيري لا يجد مكانا يجلس فيه.
فقلت له : يا عم، من هم في سنك تلزمهم الرعاية والاهتمام الكبير، الا يوجد لك عقب يساعدك ؟
فاجابني قائلا :ثلاثة اولاد ، وما الذي تفعله هنا ، اين هم عنك ؟
فقال لي : كل منهم له حياته وزوجته واولاده، فما الذي يريدونه من رجل في مثل سني، يعيش في بيئة كادحة، ياكل من اكل القطط .
ثم صمتُّ ، سلّمت عليه وخرجت من عنده، واذا بمياه الامطار تنهمر بغزارة شديدة، ثم عدت اليه وسالته، بالمناسبة ماهو اسمك يا عمي؟
فقال لي : اسمي ابو محمد، وخرجت من بابه حزينا جدا على حاله.
وعدت الى غرفتي اتذكر الكلمات التي قالها لي، ثم نظرت من النافذة وإذ به العم ابو محمد قد خرج حين أذن الفجر متوجها الى المسجد.
وبعد الصلاة مباشرة سمعت صوت شيخ المسجد يقول ، " لا حول ولا قوة الا بالله ، رحمه الله".
وفي صباح اليوم التالي، وأنا في طريقي الى المدرسة، رأيت رجلا يغلق بيت العم ابو محمد بقفل من حديد، فركضت نحوه وقلت له: ما الذي تفعله؟ وأين العم أبو محمد ؟
فقال لي بصوت غليظ وغاضب: رحمه الله.
فسال الدمع من عينيّ ولم استوعب ما حدث وقلت له : من أنت؟
فقال لي : أنا محمد ابن ابي محمد، فغضبت منه وقلت له : الا تخجل من نفسك !! أتذكرت العم الطيب أبو محمد الان بعد رحيله ؟
ثم توجهت الى مدرستي وانا في اشد ايامي تاثرا وحزنا .