هل تفسد الدبلجة جمالية الأفلام الأمريكية في نسخها الأصلية؟
تباينت آراء نقاد وصناع وجمهور السينما العرب، بين مؤيد ومعارض، حول مبادرة شبكة تليفزيون الشرق الأوسط «إم بي سي» الخاصة بدبلجة الأفلام الأجنبية قبل عرضها اعتمادا على النجاح السابق للمسلسلات التركية المدبلجة للعربية.
وعرضت «إم بي سي» مساء الخميس الماضي أول الأفلام المدبلجة وهو «الإسكندر» للمخرج أوليفر ستون وبطولة كولين فاريل وأنجلينا جولي وفال كيلمر وأنطوني هوبكنز، كما أعلنت عن عرض فيلم مدبلج يوم الخميس من كل أسبوع، هي على الترتيب «القلب الشجاع» و «مملكة الجنة» و«طروادة» و«سيد الخواتم».
واعتبر البعض الدبلجة تمنح الجمهور العادي فهماً أكبر لحوارات الأفلام وتزيد المتعة البصرية بعيدا عن مطاردة الترجمة المكتوبة، بينما اعتبرها آخرون تفسد متعة المشاهدة خاصة وأن الجمهور اعتاد أسلوبا خاصاً طوال سنوات واعتاد نبرات صوت نجومه المحببين.
وقال الناقد المصري شريف عوض، إن الدبلجة للعربية تقضي على جزء كبير من أداء الممثل الأصلي للدور، إذ إن الصوت جزء لا يتجزأ من الحكم والاستمتاع بالأداء التمثيلي، ففي البلاد الأوروبية مثل فرنسا يقوم ممثل واحد بدبلجة صوت كل من أرنولد شوارزنيغر وسيلفستر ستالوني وبروس ويليس مما يفسد متعة المشاهد الذي يحفظ صوت ممثله المفضل ونبراته.
وأضاف عوض أنه أثناء عمله كمسؤول تسويق وإعلام في مكاتب شركات فوكس ومترو الإقليمية في مصر كان المكتب الرئيسي يعرض فكرة دبلجة الأفلام الأميركية التي تعرض في مصر بهدف جذب شريحة أوسع من الجمهور، وكان يرفض الفكرة لهذه الأسباب رغم نجاحها في بلاد أخرى.
واعتبر المنتج والمخرج السوري الكبير الهيثم حقي أن الدوبلاج أصبح ضرورة في الوقت الحالي، والأمر قائم في كل دول العالم حيث يفضل الجمهور الفيلم المدبلج كي لا يلاحق الترجمة ويستمتع بمشاهدة الصورة.
واعتبر حقي أن الموضوع قديم جديد، حيث قام التلفزيون السوري بدبلجة بعض الأفلام بالفصحى، وقام المخرج المصري الراحل سيد عيسى بدوبلاج بعض الأفلام الروسية باللهجة المصرية في منتصف الستينيات من القرن الماضي.
لكن تبقى المشكلة في اللهجة المطلوبة للدبلجة، مؤكداً أن اللهجات المحلية المقبولة حاليا هي المصرية والسورية واللبنانية، ويمكن استعمال الفصحى في دبلجة الأعمال التاريخية مثلما فعلت «إم بي سي».
ودعم الصحافي المصري طارق سعد فكرة استخدام الفصحى في الدبلجة باعتبارها لهجة محايدة، خوفا من حدوث أزمات عربية حول اللهجة المستخدمة، مؤكدا ضرورة الاعتناء بعملية الدوبلاج حتى لا تفسد الأصوات العربية طبيعة الفيلم.
بينما يرى السينمائي الإماراتي خالد المحمود تجربة الأفلام تختلف عن المسلسلات المدبلجة، فالأفلام تستخدم الفصحى بعكس المسلسلات التي تستخدم لهجات محلية، مشدداً على أن يكون للمشاهد الخيار في استخدام الدبلجة التي تسهّل فهم الأفلام لغير متحدثي لغة الفيلم، أو المشاهدة بدونها لمن يرغب، لأن الوضع سيختلف إذا لم يكن الخيار موجودا مثلما هو الحال في المسلسلات.
وقال الناقد التونسي خالد شوكات إن دبلجة الأعمال السينمائية إلى اللغة العربية أمر مطلوب لكن يجب الاحتراز على مستوى البرمجة والاختيارات، فإن كان الأمر سيتعلق بمزيد من تكريس هيمنة السينما الأميركية على الساحة السينمائية العربية فإنه ليس مرحبا به لأن هوليوود لا تحتاج لفرض مزيد من سطوتها وخطورتها، مشيرا إلى أنه يفضل دائما اللجوء إلى الفصحى في الدبلجة كعامل مساعد في دعم اللغة.
وقال الناقد المصري أشرف البيومي إنه بشكل عام لا يحب دبلجة الأفلام خاصة لو كانت الدبلجة باللهجة المحلية، فهي تشوه الفيلم بسبب عدم اللجوء إلى خبراء المؤثرات الصوتية، وتسجيل الأصوات بشكل يمكن أن نطلق عليه تخريب العمل الفني، لكنه لم ينكر أن بعض نتائج الدبلجة ظهرت مبهرة وتضاهي النسخة الأصلية.
وفيما يخص الجمهور، قالت المصرية وفاء فاروق إن الدبلجة تنتقص من متعة المشاهدة لديها بشكل كبير لأنها تستخف بالفيلم، مشيرة إلى أنها تفضل المشاهدة باللغة الأصلية مع الترجمة المكتوبة.
واعتبرت سهير عمار (مصرية) أن صوت من يستخدمون للدبلجة هو العامل الأساسي في النجاح من عدمه، فعلى سبيل المثال نجح مسلسل «نور» لأن اللهجة والأحداث كانت مضبوطة لكن عندما تغير صوت مهند في مسلسل آخر لم يحظ المسلسل بنفس الشعبية.
وقالت رؤى البياتي (عراقية)، إنها ضد التجربة لأن سماع لغة الممثلين الأصلية وصوتهم الحقيقي عامل مهم في التفاعل مع أحداث العمل الفني وإيصال شخوصه بصورة أدق للمشاهد، وبالتالي ستقوم الدبلجة بتضييع هذه الأشياء كلها
تباينت آراء نقاد وصناع وجمهور السينما العرب، بين مؤيد ومعارض، حول مبادرة شبكة تليفزيون الشرق الأوسط «إم بي سي» الخاصة بدبلجة الأفلام الأجنبية قبل عرضها اعتمادا على النجاح السابق للمسلسلات التركية المدبلجة للعربية.
وعرضت «إم بي سي» مساء الخميس الماضي أول الأفلام المدبلجة وهو «الإسكندر» للمخرج أوليفر ستون وبطولة كولين فاريل وأنجلينا جولي وفال كيلمر وأنطوني هوبكنز، كما أعلنت عن عرض فيلم مدبلج يوم الخميس من كل أسبوع، هي على الترتيب «القلب الشجاع» و «مملكة الجنة» و«طروادة» و«سيد الخواتم».
واعتبر البعض الدبلجة تمنح الجمهور العادي فهماً أكبر لحوارات الأفلام وتزيد المتعة البصرية بعيدا عن مطاردة الترجمة المكتوبة، بينما اعتبرها آخرون تفسد متعة المشاهدة خاصة وأن الجمهور اعتاد أسلوبا خاصاً طوال سنوات واعتاد نبرات صوت نجومه المحببين.
وقال الناقد المصري شريف عوض، إن الدبلجة للعربية تقضي على جزء كبير من أداء الممثل الأصلي للدور، إذ إن الصوت جزء لا يتجزأ من الحكم والاستمتاع بالأداء التمثيلي، ففي البلاد الأوروبية مثل فرنسا يقوم ممثل واحد بدبلجة صوت كل من أرنولد شوارزنيغر وسيلفستر ستالوني وبروس ويليس مما يفسد متعة المشاهد الذي يحفظ صوت ممثله المفضل ونبراته.
وأضاف عوض أنه أثناء عمله كمسؤول تسويق وإعلام في مكاتب شركات فوكس ومترو الإقليمية في مصر كان المكتب الرئيسي يعرض فكرة دبلجة الأفلام الأميركية التي تعرض في مصر بهدف جذب شريحة أوسع من الجمهور، وكان يرفض الفكرة لهذه الأسباب رغم نجاحها في بلاد أخرى.
واعتبر المنتج والمخرج السوري الكبير الهيثم حقي أن الدوبلاج أصبح ضرورة في الوقت الحالي، والأمر قائم في كل دول العالم حيث يفضل الجمهور الفيلم المدبلج كي لا يلاحق الترجمة ويستمتع بمشاهدة الصورة.
واعتبر حقي أن الموضوع قديم جديد، حيث قام التلفزيون السوري بدبلجة بعض الأفلام بالفصحى، وقام المخرج المصري الراحل سيد عيسى بدوبلاج بعض الأفلام الروسية باللهجة المصرية في منتصف الستينيات من القرن الماضي.
لكن تبقى المشكلة في اللهجة المطلوبة للدبلجة، مؤكداً أن اللهجات المحلية المقبولة حاليا هي المصرية والسورية واللبنانية، ويمكن استعمال الفصحى في دبلجة الأعمال التاريخية مثلما فعلت «إم بي سي».
ودعم الصحافي المصري طارق سعد فكرة استخدام الفصحى في الدبلجة باعتبارها لهجة محايدة، خوفا من حدوث أزمات عربية حول اللهجة المستخدمة، مؤكدا ضرورة الاعتناء بعملية الدوبلاج حتى لا تفسد الأصوات العربية طبيعة الفيلم.
بينما يرى السينمائي الإماراتي خالد المحمود تجربة الأفلام تختلف عن المسلسلات المدبلجة، فالأفلام تستخدم الفصحى بعكس المسلسلات التي تستخدم لهجات محلية، مشدداً على أن يكون للمشاهد الخيار في استخدام الدبلجة التي تسهّل فهم الأفلام لغير متحدثي لغة الفيلم، أو المشاهدة بدونها لمن يرغب، لأن الوضع سيختلف إذا لم يكن الخيار موجودا مثلما هو الحال في المسلسلات.
وقال الناقد التونسي خالد شوكات إن دبلجة الأعمال السينمائية إلى اللغة العربية أمر مطلوب لكن يجب الاحتراز على مستوى البرمجة والاختيارات، فإن كان الأمر سيتعلق بمزيد من تكريس هيمنة السينما الأميركية على الساحة السينمائية العربية فإنه ليس مرحبا به لأن هوليوود لا تحتاج لفرض مزيد من سطوتها وخطورتها، مشيرا إلى أنه يفضل دائما اللجوء إلى الفصحى في الدبلجة كعامل مساعد في دعم اللغة.
وقال الناقد المصري أشرف البيومي إنه بشكل عام لا يحب دبلجة الأفلام خاصة لو كانت الدبلجة باللهجة المحلية، فهي تشوه الفيلم بسبب عدم اللجوء إلى خبراء المؤثرات الصوتية، وتسجيل الأصوات بشكل يمكن أن نطلق عليه تخريب العمل الفني، لكنه لم ينكر أن بعض نتائج الدبلجة ظهرت مبهرة وتضاهي النسخة الأصلية.
وفيما يخص الجمهور، قالت المصرية وفاء فاروق إن الدبلجة تنتقص من متعة المشاهدة لديها بشكل كبير لأنها تستخف بالفيلم، مشيرة إلى أنها تفضل المشاهدة باللغة الأصلية مع الترجمة المكتوبة.
واعتبرت سهير عمار (مصرية) أن صوت من يستخدمون للدبلجة هو العامل الأساسي في النجاح من عدمه، فعلى سبيل المثال نجح مسلسل «نور» لأن اللهجة والأحداث كانت مضبوطة لكن عندما تغير صوت مهند في مسلسل آخر لم يحظ المسلسل بنفس الشعبية.
وقالت رؤى البياتي (عراقية)، إنها ضد التجربة لأن سماع لغة الممثلين الأصلية وصوتهم الحقيقي عامل مهم في التفاعل مع أحداث العمل الفني وإيصال شخوصه بصورة أدق للمشاهد، وبالتالي ستقوم الدبلجة بتضييع هذه الأشياء كلها